نأتي للنهاية لنقول :

لا شك أن الحديث في تمزيق حجاب المستقبل لا ينتهي

ولكنني سأذكر معجزة أخيرة ننهي بها هذا الحجاب

يأتي الله سبحانه وتعالى ليرينا كيف يعالج قضية هامة تناسب عقول الذين عاصروا نزول القرآن إلى الأرض .. وتفكير كل الأجيال القادمة

يقول الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين
النَّحْل آية رقم : 8

وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً

أي أن الله وهو يتحدث عن نعمة قد حدد للإنسان ما خلقه له .

ولكن هل هذا هو نهاية المطاف ؟

لو إنني أفكر بتفكير ذلك العصر .. العصر الذي نزل فيه القرآن لقلت إنها نهاية المطاف .. ولكن الله يعلم أن الإنسان سيركب السيارة والصاروخ والطائرة ... وأن كل جيل سيختلف عن الجيل الآخر بوسائل التنقل .. فكيف يسجل ذلك دون أن يقول ما هو فوق عقول الناس في ذلك الوقت .. وما قد يذهب الإيمان في نفوسهم ... يقول الله سبحانه وتعالى :

النَّحْل آية رقم : 8

وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ

أترى بلاغة القرآن .. قد سجل علم الله وفي نفس الوقت احتفظ به غيباً على الذين عاصروا نزول القرآن ...(((( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُون))))

هنا معناها أن الله يوضح لخلقه أن ما ذكره ليس هو نهاية المطاف .. ولذلك يوضح الله عز وجل أنه يقول لخلقه الذي عاصروا نزول القرآن أنه من الآن : إن هذه هي وسائل تنقلكم ، ولكنني سأخلق في الأجيال القادمة ما لا تعلمون أنتم ... وسأخلق للأجيال التي بعدها ما لا تعلمه الأجيال القادمة .. وهكذا الى نهاية الدنيا .. ومن هنا فقد سجل القرآن التطور الذي سيحدث .. وفي نفس الوقت احتفظ بعبارته في مستوى العصر الذي نزل فيه .

ألا يكفي هذا للسجود لله لشكره وحمده على نعمة الإسلام
ألا يكفي هذا لكي نصلي ونسلم على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

أرسله الله عز وجل رحمةٍ للعالمين
.

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلْعَالَمِينَ