بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الجبيب ادريسي

انظر جيدا الى الازدواجية التي يعيشها المسيحيون في مواقعهم

في حوارهم معك يدافعون عن التفاسير والزامية ما جاء فيها

وقد لاحظت تدخل (فاضي) في الحوار بنفس الفكر

لكن الغريب ان هذا (الفاضي ) نفسه يعارض كلامه في بحوثه

وهذا ما يقوله في بحث له بعنوان لاهوت الكتاب المقدس (الوحى – العصمة) فادى أليكساندر

إعادة بناء اللاهوت

إن أشد ما نحتاج إليه الآن فى هذا الزمان، هو أن نعيد النظر فيما توارثناه من تقاليد خاصة، و مفاهيم غريبة، و تفاسير شخصية لنص الكتاب المقدس. ما تحتاج إليه الكنائس الشرقية، و خاصةً كنائسنا فى مصر، هو مراجعة لاهوتها فى ضوء الفكر الأصولى، و تنقيته من كل الشوائب التى لحقت به. حتى الكنيسة الإنجيلية فى مصر، عليها أن تواكب الفكر الإنجيلى العالمى. للأسف، نحن المسيحيين فى الشرق بحاجة إلى بناء لاهوتنا متكاملاً، و ليس فيما يخص الكتاب المقدس فقط.


الرؤية الديناميكية الموضوعية

الأساس العام لهذه الرؤية هو أن الله أوحى بالمحتوى الفكرى فقط، و ترك مهمة الصياغة بشكل كامل للإنسان. لكن يجب الانتباه إلى أن هذه رؤية عامة، مما يعنى أن تفسير هذه القاعدة العامة، ينتج عنه تفاسير مختلفة، ترى القاعدة من عدة زوايا. كى يكون الكلام واضحاً بأقصى ما يُمكن، سأضع بعض الأسئلة التى ستساعدنا على فهم حدود هذه القاعدة


لا أريد أن أدخلك فى متاهات كثيرة الآن، و لكن سأعرض بعض التفاسير الرئيسية. مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه التفاسير ليست شاملة، و حتى بداخل كل تفسير يُوجد خلافات كثيرة بين نظرة كل فرد و آخر.


· يجب تطبيق المنهج العلمى أثناء تفسير النصوص، و ذلك بوضع كافة الاحتمالات الممكنة و التفاسير التى تحتمل الصحة، و من ثم عمل تقييم شامل لها، ثم اختيار أفضل تفسير ممكن للنص. و فى هذا فإن منهجيات علم التفسير مفيدة جداً للقارىء.


ثالثاً: من الممكن أن يستخدم الكاتب مواد غير حقيقية، لبناء فكر واضح، تصل الرسالة بأوضح شكل من خلاله. كمثال، خرج أحد العلماء (جندرى) الإنجيليين، على المجتمع الإنجيلى فى بداية الثمانينات، بتفسير لإنجيل متى، آثار زوبعة شهيرة جداً فى الجمعية الإنجيلية اللاهوتية. كان الشكل العام لتفسير هذا العالم، أن متى استخدم بعض المواد الغير حقيقية، بهدف إيصال رسالة معينة من وراءها. مثال على ذلك، قصة ظهور النجم للمجوس، لم تكن حقيقية، لكن متى استخدمها كى يجعل القارىء ينتبه لرسالة معينة. جندرى له احتجاجاته الكثيرة و الخاصة بطرحه هذا، متعلقة فى أغلبها بالأدب الرابيني اليهودى. لكن منبع الفكر نفسه هو مفهوم الوحى.


إذن فهذا النص بحسب باطنه صحيحاً. المشكلة حول العصمة التاريخية تكمن فى أى تفسير هو الصحيح؟ هل التفسير الصحيح للنص أنه خطأ، أم أن التفسير الصحيح للنص أنه صحيح؟ الاحتمالين واردين، و لكن أيهما هو الحقيقى؟



فلماذا هذه الازدواجية يا مسيحيين ؟؟