الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومنوالاه.

كتب بالامس احد عباد الخروف باحد المنتديات المراحيضيه ردا من القس عبد المسيح بسيط على الدكتور زغلول النجار فى مقاله بالاهرام يوم 20فبراير 2006 . و فى هذا المقال لا نجد اى شئ عن ذكر مكه او بكه كمايدعى عابد الخروف و للرجوع الى المصدر من موقع جريدة الاهرام الرسمى :
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
بقلم الدكتور‏:‏ زغلـول النجـار


‏(209‏ـ أ‏)‏ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل‏..*(‏ الأعراف‏:157)‏
.... النصارى
‏*‏ هــذاالنص القرآني الكريم جاء في بدايات الربع الأخير من سورة الأعراف‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها‏(206)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي من طوال سور القرآن الكريم‏,‏ وأطول السور المكية علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي‏(‏ الأعراف‏)‏ وهي أسوار مضروبة بين الجنة والنار للفصل بين أهل كل منهما‏,‏ تشريفا وتكريما لأهل الجنة‏,‏ وإذلالا وامتهانا لأهل النار‏.‏

وكطبيعة السور المكية‏,‏ يدور المحور الرئيسي لسورة الأعراف حول العقيدة الإسلامية القائمة علي أساس من الإيمان بالله‏,‏ وملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ واليوم الآخر‏,‏ وعلي التوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة ولا ولد‏,‏ والتسليم الكامل بعبودية جميع الخلق لله الخالق‏,‏ وتنزيهه ـ سبحانه وتعالي ـ عن جميع خلقه في ألوهيته‏,‏ وربوبيته‏,‏ ووحدانيته‏,‏ وأسمائه‏,‏ وصفاته‏,‏

وتنزيهه كذلك عن كل وصف لايليق بجلاله‏(‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏).‏

وهذه العقيدة الصحيحة علمها الإله الخالق‏(‏ جل شأنه‏)‏ لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ لحظة خلقه‏,‏ ثم أنزلها علي سلسلة طويلة من أنبياء الله ورسله‏,‏ الذي بلغ عددهم مائة وعشرين ألف نبي‏,‏ اصطفي منهم ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا‏,‏ وحفظ هذه العقيدة الخالصة في الرسالة الخاتمة التي أنزلها ـ الله تعالي ـ علي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏,‏

لذلك فإن هذا الرسول الخاتم أرسله الله تعالي للعالمين‏:...‏ شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الي الله بإذنه وسراجا منيرا‏(‏ الأحزاب‏46,45).‏

ووجه اليه الخطاب قائلا ـ وهو تعالي أصدق القائلين‏:‏
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ‏(‏البقرة‏119).‏
ولما كان سيدنا محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ هو خاتم الأنبياء والمرسلين‏,‏ فليس من بعده نبي ولا رسول‏,‏ ولما كان عدل الله المطلق قد حكم بعدم تعذيب عباده حتي يبعث اليهم رسولا لقوله العزيز‏:‏ وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا فقد تعهد هذا الإله العليم الحكيم بحفظ رسالته الخاتمة حتي تكون شاهدة علي الناس أجمعين الي يوم الدين

وقد حفظت هذه الرسالة الخاتمة في نفس لغة وحيها‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا‏,‏ وسوف تبقي محفوظة أبدا بأمر الله تحقيقا لوعده الذي قطعه علي ذاته العلية فقال ـ وقوله الحق‏:‏

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ‏(‏الحجر‏:9)‏
وقد أبرزت سورة الأعراف أزلية عقيدة التوحيد في ردود عدد من أنبياء الله ورسله علي أقوامهم بالقول السديد‏:‏ ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره التي ترددت أربع مرات في هذه السورة الكريمة علي لسان كل من أنبياء الله‏:‏ نوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ وشعيب‏.‏ وأتبعت هذه الدعوة المباركة في كل مرة بتحذير أو تقريع شديد‏,‏ وذلك من مثل قول نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ لقومه‏:‏ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم‏(‏ الأعراف‏:59),‏

وقول نبي الله هود ـ عليه السلام ـ لقومه‏:‏ أفلا تتقون‏(‏ الأعراف‏:65),‏ وقول كل من نبي الله صالح ـ عليه السلام ـ لقومه‏,‏ ونبي الله شعيب ـ علي نبينا وعليه من الله السلام ـ لقومه‏:‏ قد جاءتكم بينة من ربكم‏(‏ الأعراف‏:85,73).‏

وتبدأ سورة الأعراف بالحروف المقطعة الأربع‏(‏ ألمص‏)‏ وقد تكرر ذكر هذه المقطعات من قبل ولا أري حاجة الي تكرار ذلك هنا‏.‏

ثم تمتدح الايات القرآن الكريم وتأمر باتباعه‏,‏ وتستعرض صورا من عقاب العاصين من الأمم السابقة للعظة والعبرة‏,‏ مع بيان جزاء كل من المؤمنين والعاصيين‏,‏ وعرضت لقصة أبينا آدم ـ عليه السلام ـ حتي يأخذ الناس شيئا من العبرة والدرس‏.‏

وأشارت السورة المباركة إلي المباحات والمحرمات في السلوك الانساني‏,‏ وحذرت من افتراء الكذب علي الله‏,‏ ومن التكذيب بآياته‏,‏ وعرضت لثواب المؤمنين ولعقاب الكافرين والمشركين‏,‏ ولشيء من مشاهد الآخرة خاصة حول الأعراف التي سميت باسمها السورة‏,‏ وأمرت بدعاء الله ـ تعالي ـ تضرعا وخفية‏,‏ وحرمت الافساد في الأرض‏,‏ كذلك عرضت السورة المباركة لسير عدد من أنبياء الله‏,‏ ولتفاعل أقوامهم مع دعوة كل منهم‏,‏ وكان من هؤلاء نوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ ولوط‏,‏ وشعيب‏,‏ وموسي‏(‏ علي نبينا وعليهم وعلي جميع أنبياء الله السلام‏).‏

وتأمر الآيات في سورة الأعراف الناس جميعا باتباع خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث للناس كافة‏,‏ محذرة من الآخرة‏,‏ ومن فجائية قيام الساعة‏,‏ ومن غيبتها المطلقة عن جميع الخلق وناهية عن الشرك بالله نهيا قاطعا‏.‏

وختمت سورة الأعراف بتمجيد القرآن الكريم كما بدأت به‏,‏ وبنصيحة الي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ والي جميع المؤمنين به فتقول‏:‏

وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون‏*‏ واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين‏*‏ إن الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ‏(‏الأعراف‏204‏ ـ‏206)‏
.... النصارى

من ركائز العقيدة الإسلامية في سورة الأعراف
‏1‏ـ الإيمان بالله تعالي ربا واحدا‏,‏ أحدا‏,‏ فردا صمدا‏,‏ منزها عن الشريك‏,‏ والشبيه‏,‏ والمنازع‏,‏ والصاحبة‏,‏ والولد‏,‏ وعن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لايليق بجلاله‏,‏ والايمان بأسمائه الحسني التي لايجوز ان يدعي إلا بها‏,‏ واليقين بان الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون‏.‏

‏2‏ـ التسليم بوجود خلق غيبي هم ملائكة الله‏,‏ والايمان بأنهم مفطورون علي عبادة الله والتسبيح باسمه ـ تعالي ـ والسجود لجلاله‏,‏ وبأنهم لايستكبرون عن شيء من ذلك أبدا‏.‏

‏3‏ـ التصديق بجميع الصور الأصلية للوحي الذي أنزله الله تعالي هداية لخلقه علي سلسلة من أنبيائه ورسله‏,‏ تأكيدا علي وحدة هذه الرسالة‏,‏ وعلي تكاملها في القرآن الكريم‏,‏ ذلك الوحي الخاتم المنزل من الله ـ تعالي ـ الي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وضرورة الدعوة الي الإيمان به‏,‏ والانذار من عاقبة التنكر له‏,‏ أو محاولة الإساءة اليه‏,‏

وتحمل جميع التبعات المترتبة علي ذلك في مواجهة كل موجات الكفر والشرك والضلال ومقاومة كل صور الباطل والظلم والفساد والطغيان‏.‏

‏4‏ـ التصديق بجميع رسل الله ـ دون أدني تفريق ـ وبالأخوة بين الأنبياء‏,‏ وبوحدة رسالة السماء المنزلة من الله تعالي هداية لخلقه في القضايا التي يعلم ربنا ـ تبارك اسمه ـ بعجز الانسان عن وضع ضوابط صحيحة لنفسه فيها من مثل‏:‏ قضايا العقيدة‏,‏ والعبادة‏,‏ والاخلاق‏,‏ والمعاملات‏,‏ وهي تمثل صلب الدين‏.‏

‏5‏ـ التسليم بأن النبي والرسول الخاتم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ مرسل من الله ـ تعالي ـ للناس جميعا‏,‏ وان ذكره الشريف قد جاء في كتب السابقين‏,‏ وان أنكره الضالون عن الحق‏,‏ المحاربون لأهله‏,‏ وان تطاول علي مقامه الكريم بعض الحثالات من شياطين الإنس المطموسة بصائرهم فلا يرون الحق أبدا‏.‏

‏6‏ـ اليقين بحقيقة الخلق‏,‏ وبأن الله ـ تعالي ـ هو الخالق البارئ المصور‏,‏ وانه ـ سبحانه وتعالي ـ مستحق للشكر الدائم من جميع خلقه علي عظيم نعمه علي عباده‏,‏ وان من صور هذا الشكر الخضوع لله بالطاعة والعبادة كما أمر‏,‏ وبالمجاهدة في القيام بواجبات الاستخلاف في الارض بعمارتها واقامة عدل الله فيها‏.‏

‏7‏ـ الإيمان بالآخرة وبحتمية احداثها من البعث والحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وبأن الساعة علمها عند الله ـ تعالي ـ وحده‏,‏ لايعلمها إلا هو‏,‏ وانها ثقلت في السماوات والارض ولا تأتي الناس إلا بغتة‏.‏

‏8‏ـ التسليم بكرامة الانسان مادام فاهما لحقيقة رسالته في هذه الحياة‏,‏ مستقيما علي نهج الله وهدايته‏,‏ قائما بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها واقامة شرع الله وعدله فيها‏,‏ دون افساد أو خيانة‏.‏

‏9‏ـ اليقين من عداوة الشيطان للإنسان ومن محاولات هذا اللعين لغواية كل الناس كما فعل مع أبوينا آدم وحواء ـ عليهما من الله السلام‏,‏ واليقين كذلك من توبتهما ومن قبول الله ـ تعالي ـ لتلك التوبة‏,‏ وبأن أحدا من ذريتهما لايحمل شيئا من الخطأ الذي وقعا فيه‏.‏

‏10‏ـ الإيمان بأن من اتقي وأصلح من عباد الله المكلفين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏,‏ وان من كذب منهم بآيات الله واستكبر عنها فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون‏,‏ والتسليم بأن الانسان مطالب دوما بطاعة الرحمن وبمعصية الشيطان‏,‏ وبالحذر من غواياته ووساوسه ونفثه‏,‏ والتصديق بحتمية مساءلة كل من المرسلين والذين أرسلوا اليهم من الخلق المكلفين‏.‏

‏11‏ـ اليقين بأن آجال المخلوقين محددة بقدر الله ـ تعالي ـ وعلمه وحكمته‏,‏ وبأنه لايقدر أحد من العباد تغييرها أو العبث بها تقديما أو تأخيرا بالنقص أو بالزيادة‏.‏

‏12‏ـ التصديق بما أنزل الله ـ تعالي ـ بالعاصين من عباده في الأمم السابقة من مختلف صور العقاب المذكورة في محكم كتابه‏.‏

‏13‏ـ الإيمان بما جاء في القرآن الكريم من وصف لأحوال كل من أهل الجنة وأهل النار‏,‏ وهي من الغيوب التي لاسبيل للانسان في الوصول الي شيء منها إلا بوحي من الله ـ تعالي ـ أو بإقرار من خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم‏.‏

‏14‏ـ اليقين بأن دعاء الله ـ تعالي ـ تضرعا وخفية هو من العبادات التي يقبلها ربنا بقبول حسن لأن الدعاء هو العبادة كما قال رسول الله ـ صلي الله ليه وسلم‏.‏

‏15‏ـ التسليم بأن الله ـ العليم الحكيم ـ قد حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏,‏ والاثم والبغي بغير الحق‏,‏ كما حرم الشرك به ـ سبحانه وتعالي عن ذلك علوا كبيرا ـ وحرم ان يقول العباد علي الله ـ تعالي ـ بما لايعلمون‏,‏ كما حرم الاسراف والإفساد في الأرض تحريما قاطعا‏.‏

من الإشارات العلمية في سورة الأعراف
جاء في سورة الأعراف عدد من الإشارات العلمية والتاريخية يمكن إيجازها فيما يلي‏:‏
‏1‏ـ الإشارة الي فجائية العقاب الإلهي الذي وصفته السورة الكريمة بتعبير‏(‏ بأس الله‏)‏ كما جاء في الايات‏(99,97,4)‏ والملاحظات العلمية تؤكد فجائية العديد من جند الله التي يسخرها ـ سبحانه وتعالي ـ عقابا للعاصين‏,‏ وابتلاء للصالحين‏,‏ وعبرة للناجين وذلك من مثل‏:‏ الهزات الأرضية‏,‏ والثورات البركانية‏,‏ والعواصف والأعاصير‏,‏ وغير ذلك من النوازل الكونية‏.‏

‏2‏ـ التأكيد علي عملية تصوير الأجنة في بطون الأمهات بعد عملية الخلق‏(‏ الأعراف‏:11)‏ ودراسات علم الأجنة تثبت حقيقة ذلك‏.‏

‏3‏ـ وصف خلق الجن من نار‏,‏ وخلق الإنس من طين‏(‏ الأعراف‏:12),‏ والجن من العوالم الغيبية بالنسبة لنا‏,‏ أما خلق الانسان من طين فتؤكده جميع الدراسات العلمية‏.‏

‏4‏ـ التأكيد علي العداوة بين كل من الشيطان والانسان‏,‏ والاشارة الي مرحلية وجودهما علي الأرض‏(‏ الأعراف‏24‏ و‏25),‏ والدراسات العلمية تثبت ذلك‏.‏

‏5‏ـ الإشارة إلي السرعة الفائقة التي كانت الأرض تدور بها حول محورها أمام الشمس في بدء الخلق‏(‏ الأعراف‏:54)‏ والشواهد الحسية العديدة التي تركها لنا ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في صخور الأرض قد أثبتت هذه الحقيقة في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏.‏

‏6‏ـ التأكيد علي ان كلا من الشمس والقمر والنجوم وغيرها من أجرام السماء‏,‏ والوجود كله مسخر بأمر الله تعالي ـ الذي له الخلق والأمر‏(‏ الأعراف‏:54).‏

‏7‏ ـ تقرير حقيقة ان الله ـ تعالي ـ هو الذي‏(‏ يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته‏),‏ ويكون السحب بإرادته وينزل المطر برحمته‏,‏ ويخرج النبت والشجر والثمر بعلمه وحكمته‏,‏ وانه تعالي سوف يخرج الموتي بقدرته‏,‏ وبنفس طريقة اخراج النبت من الأرض بعد انزال الماء عليها‏(‏ الأعراف‏:57).‏

‏8‏ ـ الإشارة الي حقيقة ان البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه‏,‏ وان الذي خبث لايخرج الا نكدا‏(‏ الاعراف‏:58)‏

‏9‏ ـ ذكر عدد من الانبياء والمرسلين المبعوثين من قبل بعثة سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ ووصف عدد من المعجزات التي أيدهم الله ـ تعالي ـ بها ـ شهادة لأقوامهم وتفاعل أقوامهم مع تلك الدعوات‏,‏ والجزاء الذي لقوه علي هذا التفاعل سلبا وايجابا‏,‏

والكشوف الاثرية المتتالية تؤكد صدق كل ما جاء بالقرآن الكريم عن السابقين من الأمم التي أورد ذكرها‏,‏ ومن ذلك ما أصاب فرعون مصر وقومه من صور العذاب‏,‏ وانزال المن والسلوي علي موسي واتباعه

‏10‏ـ التأكيد علي حقيقة مشارق الأرض ومغاربها‏,‏ والتي لم تصل المعارف المكتسبة اليها الا بعد تطورها عبر القرنين الماضيين‏.‏

‏11‏ـ الاشارة إلي بقاء ذكر الرسول الخاتم ـ صلي الله عليه وسلم ـ في كتب السابقين‏(‏ الأعراف‏:157:169).‏

‏12‏ ـ التأكيد علي خلق جميع بني آدم من نفس واحدة ـ هي نفس أبينا آدم عليه السلام ـ وجعل زوجها منها‏,‏ والنتائج المتأخرة لعلم الوراثة تثبت ذلك وتؤيده‏.‏

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر الحديث في المقال القادم علي النقطة الحادية عشرة من القائمة السابقة وإلي ذلك الحين أستودعكم الله الذي لاتضيع عنده الودائع‏,‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏,,,‏

و كما نرى ففى المقال الاول لا يوجد اى ذكر لما يدعونه على الدكتور , ثم قام المدلس بوضع مقال اخر للدكتور و هو بتاريخ 9 يناير من العام نفسه يقول ان الدكتور قد دلس و وضع الترجمه الانجليزيه بشكل خاطئ و هو ما لم يحدث و يظهره الموقع الرسمى للاهرام على الرابط :

‏Blessedarethosewhosestrengthisinyou
,whohavesettheirheartsonpilgrimage
.Astheypassthroughthevalleyof
Baca,theymakeitaplaceofsprings
,theautumnrainsalsocoveritwithpools(orblessings)'‏
‏(ThompsonChain?ReferenceBible;NewInternationalver sion;B.B.Kirkbride
BibleCo.,Inc,Indianapolis,Indiana,ZondervanBible
Publishers,GrandRapids,Michigan,1908?1984

و من هنا يتضح الكذب و التدليس على الدكتور زغلول النجار حفظه الله و مع هذا اعتقد انه من حقنا بعد ان اوضحنا مدى التدليس و اكذب و الحقد , اعتقد انه من حقنا الرد من احد النصارى (هذا طبعا بعد الاعتذار عن التدليس على الدكتور) على اثبات ان مكه او بكه هى وادى البكاء الذى ذكره الكتاب المقدس فى ترجمته العربيه او Baca فى الترجمه الانجليزيه .

يدعي النصارى ان مكة المشرفة لم تذكر في كتابهم المحرف وانالنص الموجود في المزامير يتحدث عن وادي اسمه وادي البكاء وهو لا يمت بصلة لمكةالمكرمة لا من قريب ولا من بعيد, ولكن لو دققنا في الامر جيدا لوجدنا العكسولأبطلنا ادعاء النصارى وفي نفس الوقت ننبههم الى تحريف آخر في كتابهم المحرف .

النص الذي اثار هذه التساؤلات موجود في المزامير الاصحاح الرابع والثمانينالعدد السادس.

Ps:84:6: 6 عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا.ايضا ببركاتيغطون مورة (SVD)

وحتى نفهمهذا النص اكثر وما المقصود بوادي البكاء يجب اننعرف بداية ان اللغة الرسمية لكتابهم المحرف هي الانجليزية وطبعا فان العهد القديموالاسفار كتبت بالعبرية وليس الإنجليزية لذلك فاننا سنقلب اللغتين بحثا عن المعنىالحقيقي لهذا اللفظ وسنستعين بالقواميس والموسوعات في هذا البحث.

أين هذا الوادي؟

والملفت للنظر بداية انني وجدت ان اغلبقواميس الكتاب المقدس والموسوعات تتفق انه لا وجود حقيقي لهذا المكان أساسا . بلنجدهم يصرحون انه مكان خيالي او مجرد تعبير تصويري وليس موقعا جغرافيا له وجود :

ففي قاموس آنجرز الجديد للكتاب المقدس Moody Press of Chicago, Illinois.

بكة : ( بكة : " شجر البلسم " أو " بكاء") وادي غير معرف في فلسطين (المزامير 84/6). من الممكن ان يكون مكانا خياليا لا وجود له وله هذا الإسم الشاعريالخيالي, وليس المقصود ان يصف مكانا حقيقا على ارض الواقع.

وفي الموسوعةالقياسية الدولية للكتاب المقدس :

(وادي البكاء ليس موقعا جغرافيا , ولكنهتعبير تصويري لمن يتقوون بـ يهوة Yahweh, والذي من خلال نعمته أبدل احزانهم الىبركات.)

اعتراف هؤلاء النصارى بعدم وجود مثل هذا الوادي حقيقة يدعمه عدموجود أي إشارة لهذا الوادي في اقدم خرائطهم. ولعل هذا السبب هو الذي دعى القائمينعلى قاموس نلسون المصور للكتاب المقدس للإعتراف :

( وادي بكة ( المعنى غيرمعروف )

ويذكرون كذلك ان هذا الوادي ربما يقصد به واد آخر :

(– واديفي فلسطين, على الرغم من ان بعض الباحثين يزعمون انه هو نفسه وادي الرفائيينالمذكور في ( صموائيل الثاني 5/22 -24) والمزامير 84/6 )

قاموت نلسون المصورللكتاب المقدس. 1986, Thomas Nelson Publishers

إذا فهم غير متيقنين من وجودحقيقي لهذا المكان ولا يستطيعون الجزم بمعنى صحيح لإسمه ! على العكس من التفسيراتالأكثر مصداقية ووضوحا والتي يقدمها المسلمين.


لماذاالحرف الكبير؟


ولو رجعنا للغة الانجليزية الرسمية فاننا سنجدالنص يتحدث عن واد اسمه وادي ( بكة ) وقد كتب في نسخة الملك جيمس بهذا الشكل :

Ps:84:6: Who passing through the valley of Baca make it a well; the rain also filleth the pools. (KJV)

وكما نلاحظ فأن Baca لا تعني بكاء ولوقلبت القواميس ومعاجم اللغة الانجليزية والعبرية فانك لن تجد هذه الكلمة بمعنى بكاءونحن نطالب النصارى العرب الذي ترجموا كتابهم هذا ان يخبرونا اين وجدوا ان Baca تعني بكاء ؟؟

وهناك نقطة اخرى مهمة فمن المعروف ان اسم العلم في اللغةالانجليزية يكتب حرفه الاول كحرف كبير كي يميز بانه اسم لشخص او لمكان ما فمثلا لوكتبت اسمك باللغة الانجليزية ولنفترض ان اسمك هو سالم فانه يكتب بهذا الشكل Salem فنجد ان حرف S حرف كبير ولو كتبنا اسم بلد ما باللغة الانجليزية كمصر مثلا فانها لابد ان تكتب بهذا الشكل Egypt فالحرف الاول كبير ايظا وهو يدل على ان هذا الاسم اسملمكان. ولو نظرنا نظرة سريعة لكلمة بكة المكتوبة باللغة الانجليزية فانها كتبت بهذاالشكل Baca مما يعني انها اسم لمكان ما, ولو كانت تعني بكاء حقا فانها ستكتب بدونحرف ولكانت الترجمة الأفضل لها هي weep او cry او اي كلمة تدل على معنى يدل علىالبكاء. لكننا لا نجد هذا الامر في كتابهم المحرف وهذا يؤكد ان كتابهم قد حرف عنعمد لأنهم ارادوا اخفاء هذه الكلمة واخفاء ما الذي ترمي اليه. وهذا امر معهود منهمفهناك الكثير على الامثلة المشابهة . مع الإنتباه ان النسخ الجديدة المنقحة منكتابهم المقدس اصبحت تستخدم كلمة "weeping" " بكل وقاحة !

ما معنى بكة ومكة؟


ولنفترض جدلا ورغم هذا الدليلالقاطع انهم لا يقصدون بهذا النص مكة المشرفة بل ان هناك وادي مسمى بوادي البكاءرغم ان منهم من يعترف بعدم وجود مثل هذا المكان وعدم وجود خريطة واحدة تشير اليهكما وضحنا :

.... النصارى   : إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِيبِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} آل عمران

يقول ابنالأثير:وفي حديث مجاهد : من أسماء مكة بكَّة: قيل بكَّة موضع بالبَيْت، ومكَّة سائرالبلد. وقيل هما اسم البلْدة، والباء والميم يتعاقبان. وسميت بَكَّة لأنها تَبُكُّأعناق الجبابرة، أي تَدُقُّها. وقيل لأن الناس يَبُكُّ بعضهم بعضاً في الطواف، أييَزْحَم ويَدْفَع.‏(بكّة) هي الإسم الآخر لمكة المكرمة. فكلمة (بكّة) ببساطة تعنيالماء كذلك،لأن مكة بلدة تهامية تحاذي البحر أو تسمّت بواديها.فالحرف الأصلي في (بكة) هو الباء فقط،وأما الكاف فحرف نسبة (ذو).ومن نفس الأصل كلمة (بكاء) (ماء/دموع).

ونتذكر جميعا ان الحجاج حسب النص في المزامير كانوا يحولونالوادي المقحل الى ينابيع ماء وهذا يطابق اسم مكة.
.... النصارى   : وَهُوَ الَّذِيكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِأَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا {24}الفتح

يقول اللسان: ومَكَّةُ: معروفة، البلد الحرام، قيل: سميت بذلك لقلةمائها، وذلك أَنهم كانوا يَمْتَكُّون الماء فيها أي يستخرجونه.

ويقول الباحثوالكاتب عبد الله نور انه وبعد بحث طويل وجدت أن الباء والميم حرفان يتعاقبان فياللغة يعني يمكن أن تكون مكة هي بكة والعكس صحيح فحلت هذه الجزئية لكنني وجدت أنمعنى بكة من البكاء أي إخراج الماء من العينيين (بك الشيء بكأه، أي أخرجه من جعبته)إذن ما البكاء؟ حين قرأت في التاريخ القديم عن الإنسان وقرأت قوله تعالى "والطوروكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور" وجدت أن المفسرين قالوا عن البيتالمعمور"إن الله عندما خلق آدم بكت الملائكة كنوع من الاعتراض، فأمرهم سبحانهوتعالى أن يبنوا لهم بيتا تحت العرش ليبكوا حوله فبنوا البيت المعمور. وهذا وارد فيالقرآن الكريم وليس مجالا للأسطورة أو الخرافة والبكاء هنا لتطهيرهم من هذا الذنب،ولما أنزل الله آدم إلى الأرض بكى فأمره الله أن يبني له بيتا يبكي حوله، إذن فهيبكى أي مكان البكاء ومن المعروف أن اسم المكان من بكا مبكى، ولقوة الميم مع الباءأحيانا تصبح الباء ميماً فنقول مكة أو تصبح الباء أقوى فنقول بكة.

ويذكر عنسبب تسميتها الكعبة انه بعد دراسات مطولة اكتشف أن كعبة "كأبا" أي مكان البكاء،والعين في كعبة دخلت عليها من اللغة الحبشية وهي لغة سامية تقلب فيها الهمزة عيناوفي بعض مناطق نجد يقولون "اسعلني" بدل اسألني فنجد أن العين أصبحت بدل الهمزة مثلقولنا فلان أخذ براعة اختراع ثم تحولت إلى براءة اختراع، إذن فهي كأبا من البكاءوليس من التكعيب.

فاذا وكما هو واضح ففي كلى الحالتين فان the valley of Baca الموجود في النسخ الانجليزية للاناجيل و الذي ترجمته الصحيحة هو وادي بكةمطابق لوادى بكة او المشهورة باسم مكة المكرمة وان النصارى لو اصروا على ادعائهمبان الوادي اسمه وادي البكاء وليس بكة فهذا الاسم ايظا يتطابق مع معنى بكة ومكة كماتبين لنا. ولا يوجد مكان اخر في هذا العالم ينطبق عليه هذا الاسم او المعنى غير مكةالمكرمة باعترافهم.

شجر البلسان ؟

لكن هناكايضا من يقول ان بكة هي شجبرة البلسم او البلسان. وبالعبرية هي بكايم :
( فمنالمحتمل انها سميت بذلك بسبب اشجار البلسم التي فيه, التي تفرز صمغا شبيها بالدمع (قارن. وادي الرفائيين, صموائيل الثاني 5/22-23, حيث وجدت امثال هذه الشجرة) - قاموسآنجرز الجديد للكتاب المقدس. Moody Press of Chicago, Illinois.

وايضا فيالموسوعة القياسية الدولية للكتاب المقدس 1996:

(بكة: بخا: في ترجمة الملكجيمس في المزامير 84/6, حيث النسخ المنقحة ( البريطانية والامريكية) تكتبها " واديالبكاء "the valley of Weeping مع ملاحظة هامشية تقول ان افضل صيغة لها هي " واديشجر البلسم." والكلمة مستخدمة في مكان آخر بتطابق معها في احدى معارك داود (صموائيل الثاني 5/23-24 . اخبار الأيام الأول 14 /14-15). هناك الترجمة " اشجارالتوت" مع " اشجار البلسم" في الهامش في النسخ المنقحة ( البريطانية والأميريكية).وظنيا فان الكلمة بالتهجئات المختلفة, لساق ( الشجيرة) الذي يصدر نشيجا, الشجرةتسمى " باكية" بسبب مجرى سيلان صمغها او بسبب اللزوجة عليها. )

إذا فقد تمتسمية الوادي بهذا الإسم حسب بعض التفسيرات بسبب وجود هذه الشجيرة ولنلاحظ انهماعطوا اكثر من تفسير مختلف ومتناقض حول هذه الشجيرة. فهي اخذت هذا الاسم بسبب الصوتالذي تصدره نتيجة احتكاك الأغصان مع بعضها البعض والذي يشبه صوت البكاء.
والتفسير الآخر انها اخذت هذا الإسم بسبب المادة الصمغية التي تفرزها والتيتشبه الدموع.
ولو كان هذا صحيحا فليجب النصارى على هذه الأسئلة :

1- لوكانت بكا هنا هي بكايم ( شجرة التوت ) فلماذا ترجمت الى بكاء في العربية؟
2- لوكانت بكا هي بكايم فلماذا لم تترجم الى ( وادي شجر التوت ) في مختلف اللغات؟
3- لو سمي هذا الوادي بالفعل نسبة الى هذه الشجرة فلماذا ترجمت بكايم في صموائيل الى (شجر التوت) وتركت في المزامير بلا ترجمة واعني في النسخة الواحدة؟

صموائيلالإصحاح 5 :23

And when David enquired of the LORD, he said, Thou shalt not go up; but fetch a compass behind them, and come upon them over against the mulberry trees.

اما في النسخة العربية فكتبت كما هي بالعبرية الـ(بكا) :

2Sm:5:23: فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهممقابل اشجار البكا

واما في المزامير فترجمت الى (بكاء):

Ps:84:6: عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا.ايضا ببركات يغطون مورة
وعلى أية حالفانا سأقبل أي تفسير يأتي به هؤلاء حول سبب تسمية هذه الشجيرة بهذا الإسم وثم تسميةالواد باسمها وسبب قبولي هذه التفسيرات هو انه في تفسير كييل ودلزتش للعهد القديم Keil & Delitzsch Commentary on the Old Testament نجد هذا الاعتراف :

( and such a tree is the Arab. baka'un, resembling the balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, )

(وهذه الشجرة في العربية بكائون,تمثل شجرة البلسم, والتي هي شائعة في وادي مكة القاحل) *
فها هم إذا يعترفون انهذه الشجيرة توجد في وادي مكة كذلك !
فاذا قال النصارى ان هذا الوادي هو فيالحقيقة اسمه وادي البكاء فلا مكان آخر على وجه هذه الارض يحمل هذا الاسم ويعني هذاالمعنى سوى وادي مكة المكرمة. وإن قالوا انها سميت بذلك بسبب تلك الشجرة فهذهالشجيرة كذلك شائعة ومتوفرة في وادي مكة باعترافهم.

لذلك نحن نقول للنصارىانكم مهما اجتهدهم في اخفاء الحقائق فانكم الخاسرون في النهاية فمن المستحيل اخفاءالشمس بالمنخل والذي يشبه كتابكم المقدس. ونحن ندعوكم الى دين الله الحق واتباعهوالتخلي عن التمسك بالباطل والكف عن التحريف في كتابكم والتغيير فيه هربا منالحقيقة الساطعة والتي هي أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

قالتعالى

ا{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّيَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌلَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79)سورة البقرة

والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة

إنتهى نقلا عن منتدى الجامع

f;i >>>> vyl Hkt hgkwhvn