بسم الله الرحمن الرحيم



رداً على رسالتك الخاصة وتعقيباً على المناظرة التي كانت بينك وبين من يُدعى انسر أقول :

من ما لا شك فيه أن المدعو أنسر شخصية مريضة وليس لها فكر ديني أو أدبي أو أخلاقي وعلمه مُنصب أولاً وأخيراً على الردح والشرشحة .

المناظرة التي قمت بها تحولت من (هل محمد رسول من عند الله؟) إلى (محمد يشتهي النساء و يأتي نسائه)

وهذا يدل على أن محاورك المسيحي عجز في تقديم دليل واحد على نفي رسالة الإسلام محاولاً الطعن في أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذها ذريعة كمحاولة فاشلة لإثبات أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس بنبي أو رسول ومنها يدعي باطلا أن رسالة الإسلام هي ليست رسالة سماوية علماً بأنه لم يأتي نبي أو رسول من عند الله إلا وحمل رسالة الإسلام ولكن أطلق على أمة محمد بالمسلمين لأن أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام هو الذي سمانا مسلمون .

التعقيب مناظرة الأخ دفاع :
هو سماكم المسلمين من قبل
الحج:78

أخي الكريم

لا شك بانك تتحلي في حوارك بأسلوب قوي إلا أنا هناك بعض الأمور الشرعية يجب أن تتعرف عليها وهي : لماذا يرسل الله الرسل ؟ أو بشكل أخر : ما الجديد الذي قدمه رسول الإسلام عن ما جاءوا من قبله ؟ أو بأسلوب أخر : ما هو الذي فعله رسول الإسلام في نظرك لا يستطيع ان يفعله اي نبي او انسان كاذب محتال ؟


الرد بكل بساطة :


قد يظن البعض أن كثرة الأنبياء لبني اسرائيل هي حجة لهم وليست عليهم ولكن العكس صحيح .. فكرة الأنبياء لأمة واحد تدل على كثرة ضلالهم وخروجه عن أصل العقيدة .. فمن رحمة الله عز وجل بخلقه ومن تمام علمه سبحانه بضعف البشر أمام أهوائهم وأمام استئثارهم بالمنافع ، وإنحرافهم عن عبادة الله .. أرسل الله الرسل إلى البشر ليبشروا ولينذروا (( وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ )) فكأن الله لم يشأ أن يترك البشر ليختلفوا ، وإنما الغفلة من الناس هي التي أوجدت هذا الاختلاف ((فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِه )) أي أن الله يهدي الذين آمنوا من كل قوم بالرسول الذي جاء مبشراً ونذيراً وحاملاً منهج ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . وبذلك يظل المنهج سائداً إلى أن تمضي فترة طويلة تغفل فيها النفوس ، وتبدأ من خلالها المطامع ويحدث النسيان لمنهج الله ، وتنشأ الأهواء ، فيرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى المنهج القويم ، واستمر هذا الأمر حتى جاءت رسالة الإسلام خاتمة وبعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للدنيا كافة ، وبذلك ضمن لنا الحق سبحانه وتعالى ألا ينشأ خلاف في الأصل ، لأننا لو كنا سنختلف في أصل العقيدة لجرى علينا ما جرى على الأمم السابقة .

هم اختلفوا فأرسل الله لهم رسلاً مبشرين ومنذرين ، لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أراد الحق لها منهجاً واضحاً يحميها من الاختلاف في أصل العقيدة . وإن اختلف الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعليهم أن يسترشدوا بالمنهج الحق المتمثل في القرآن والسُنة .

فلو نظرنا إلى بني اسرائيل سنجدهم سبوا الله من بعد موسى عليه السلام وقالوا ما قالوا عليه فأرسل الله لهم أنبياء كثيرة إلى أن جاء سيدنا عيسى عليه السلام ليعيدهم إلى حظيرة الإيمان مرة اخرى ويبشر برسول يأتي من بعده أسمه أحمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين .. وبعد أن رفع الله السيد المسيح إلى السماء ضلت بني اسرائيل مرة أخرى .. فبقيّ منهم من بقى على دين الإسلام الذي جاء به كلاً من موسى وعيسى عليهما السلام ومنهم من بقى على ضلاله ومنهم من إدعى أن الله هو المسيح ويكفينا قولاً بأن المسيحيين واليهود يتفقا على العهد القديم ولكن اليهود يعبدون إله والكنيسة تعبد إله أخر ... ألا يكفي هذا الضلال ؟

قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
البقرة :136

وتحقيقاً لما ذكرناه عاليه يثبت الله الحق ويرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أخر الأنبياء والمرسلين ليس ليأتي بجديد أو يقدم ما يزيد عن ما جاء بموسى وعيسى عليهما السلام بل كل من سبقه من الأنبياء جاءوا لامم بعينها ولكن سيدنا محمد جاء للناس كافة للعالمين وهذا ما لم يفعله اي نبي جاء قبله ، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء حاملاً رسالة الإسلام بمنهج القرآن وهو الكتاب السماوي الذي لا ولن يُنزل الله كتاب سماوي بعده واصبح هذا القرآن هو معجزة إلى قيام الساعة وحمل العقيدة التي لم يضل أتباعها أبداً كما حدث مع اتباع موسي وعيسى عليهما السلام ؛ لذلك نجد كل الاختلافات بين طوائف المسلمين لا تخرج عن إطار فهم نصوص القرآن أو أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل مسلم يريد أن يستقي دليله من الكتاب السنة .... لهذا أي اختلاف لن يصل إلى الجوهر .... فلو علم الله أزلاً أننا سوف نختلف اختلافاً في صحيح العقيدة لكان قد أرسل لنا رسلاً وكل ذلك يؤكد بأن الله عز وجل أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليعمل ما لم يقدر أن يعمله إنسان غيره أو نبي كاذب .

=------------------=


أما بخصوص النبي الكاذب .. فكلنا نعلم بأن أي نبي كاذب يُقتل وهذا ما حدث مع مسيلمة الكذاب وغيره امثال بولس ويسوع ..إلخ

والرسول صلى الله عليه وسلم بقى 23 عام يعلن عن رسالة الإسلام كما امره الله ولم يتمكن منه أحد وحدثنـا الـحارث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا أبو معشر, عن مـحمد بن كعب القرظي وغيره, قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً اختار له أصحابه شجرة ظلـيـلة, فـيقـيـل تـحتها, فأتاه أعرابـي, فـاخترط سيفه ثم قال: من يـمنعك منـي؟ قال: «الله». فرعدت يد الأعرابـي, وسقط السيف منه. قال: وضرب برأسه الشجرة حتـى انتثر دماغه .

فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي كاذب لسبب الله السب وقتله الأعرابي .

وهذا بخلاف أن العهدين اللذان يؤمنا بهما الكنيسة تحدثت عن الأنبياء الكذبة وأنهم يقتلون والرسول صلى الله عليه وسلم عصمه الله من الناس ولم يتمكن أحد من قتله كما حدث مع يسوع وبولس... والأعجب من ذلك هو أن الكنيسة تؤمن بأن جميع الأنبياء بأجمعهم كذبة وأنهم مرسلون من الرب لتضليل الناس وليس لهدايتهم والدليل على ذلك الآتي ذكره :

2 تسالونيكى2
11 ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال ، حتى يصدقوا الكذب

حزقيال 20
25 وأعطيتهم أيضا فرائض غير صالحة ، وأحكاما لا يحيون بها


فهذه الفقرات تُشير إلى أن أي كلمة من كلمات الرب لا يمكن إثبات صدقها طالما انه يرسل عمل الضلال .. لذلك إن الإيمان بالكتاب المدعو مقدس أنه كلمة الله فهذا يعني انه كتاب غير صادق ويحمل من الضلال ما يكفي لتضليل الناس .

فكيف يمكن للكنيسة أو المعابد اليهودية تتأكد بأن طقوس وفرائض العبادة التي يتبعونها هي صالحة على الرغم أن إله العهدين قال أنه يعطي فرائض غير صالحة وأحكام باطلة ؟

وهذه ليس المرة الأولى أو الأخيرة بل أشار بأن أي مؤمن يُمْكِنُ أَنْ يُعالجَ من لدغ الأفاعي أَو يَشْربُ سمّاً ولا يُواجهَ أيّ أذى. علماً بـأنه ماتَ العديد مِنْ المؤمنين السيئو الحظِ كنتيجة لدغ الأفاعي وشرب السموم كتجربة لأنهم صدقوا إله العهدين ولكنهم لم يفطنوا بأن أقواله كاذبة وفرائضه وأحكامه ليست صحيحة بل للتضليل فقط كما أشرنا سابقاً

مرقس 16
17 وهذه الآيات تتبع المؤمنين : يخرجون الشياطين باسمي ، ويتكلمون بألسنة جديدة 18 يحملون حيات ، وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون


وذلك يتضح لنا بأن العهدين يتفقا على أن الأنبياء الصادقين والأنبياء الكذبة مرسلين من عند الرب ولا يوجد فارق بينهم كما أشارت النصوص السابقة .... وهذا كله على حد ما يؤمن به أهل الكنيسة فقط ... فشيء بالشيء يُذكر .

----------------------------


أما ما جاء عن محاورك الضعيف حول زنا النظر وربطه بما جاء عن حديث ‏عبد الرحمن بن مهدي ‏قال :‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل فقلنا يا رسول الله قد كان شيء قال ‏ ‏أجل مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها فكذلك فافعلوا فإنه من ‏ ‏أماثل ‏ ‏أعمالكم إتيان الحلال .

فمن ادعى أن الرسول الكريم يقع فى زنا النظر فهو جاهل لأن زنا النظر له شروطه .

فلو كان ما جاء بالحديث هو زنا نظر فماذا يقال عن هذه الأحداث الجنسية التي قام بها يسوع مع عاهراته اللاتي ليس لهن صفة شرعية مع يسوع حيث أنه قبل على نفسه أن يكون دمية في أيدي العاهرات ، فمنهم من دهنت جسده بالطيب ومنهم من دهنت رأسه بالطيب ومنهم من دهنت أرجله بالطيب ومنهم من قبلت أرجله بقبلات ساخنة أضعفت من سيطرته على نفسه فقضت له شهواته ، وكأننا نشاهد منظر مقذذ لزير نساء يتوسط عاهرات على سرير المتعة تحت الأضواء الحمراء.

لو 7:38
ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب

لو 7:46
بزيت لم تدهن راسي . واما هي فقد دهنت بالطيب رجليّ

مت 26:12
فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني



السؤال
ما هو مقدار الحلال والحرام لديكم ؟ وهل لديكم حلال وحرام ؟ برجاء تقديم الدليل بمصدره ..

السؤال الثاني
كيف فرج يسوع عن شهوته التي ظهرت عليه من خلال تدليل العاهرت له جسده ؟

فلو قيل أن يسوع لم يُثار ولا يُثار جنسياً ، فإذن سقط عنه احد خواص الناسوت وبذلك هو ليس بناسوت لأن خواص الناسوت هي الشهوة ، ويسوع أعترف أن به شهوة ، فالشهوة واحدة ولو تعددت فروعها .

لو 22:15
وقال لهم شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألم


المهم :

هذه القصة التي اتخذها زنادقة الشرق والغرب وسيلة لإفكهم ليقولوا: «إن محمدًا كان شهوانيًا»، وإنهم لكاذبون، وإلى الخوة الكرام تخريج هذه القصة الواهية وتحقيقها لنبين جهل الجاهلين، بخاتم النبيين، وندحض حجج الملحدين.

أولاً: متن القصة :

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه، فدخل ثم خرج، وقد اغتسل فقلنا: يا رسول اللَّه، قد كان شيء ؟
قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».

ثانيًا: التخريج :

الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية: أخرجه أحمد في «المسند» (18057/231/4) قال:
«حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه... القصة، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد اللَّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح به».
وأخرجه الطبراني أيضًا في «المعجم الأوسط» (3275/158/4) قال: «حدثنا بكر به...».

ثالثًا: التحقيق

أ- هذه القصة التي أخرجها أحمد والطبراني من حديث أبي كبشة الأنماري، قصة غريبة، حيث تبين غرابتها من قول الإمام الطبراني في «الأوسط» (159/4): «لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به
معاوية بن صالح».

ب-هذا حتى لا يقول قائل بأن هذه القصة لها طرق أخرى عن أبي كبشة أو لها طرق أخرى عن أزهر بن سعيد الحرازي.

جـ- وهذه من أهم فوائد المعجم
الأوسط للطبراني؛ فيأتي في هذا الكتاب عن كل شيخ بما له من غرائب ولا بد لطالب هذا العلم أن يعلم هذا جيدًا، فالكتاب في الحقيقة كتاب غرائب ظهر فيه سعة رواية الطبراني وكثرة اطلاعه على طرق الحديث وتمييز الطرق التي اشترك فيها عدد من الرواة عن هذا الراوي، عن الطرق التي انفرد بها بعض الرواة عن بعض، وهذا الأمر
لا ينقاد إلا لإمام جهبذ من جهابذة هذا الفن الدقيق الواسع، وقد تعب كثيرًا في إخراج هذا الكتاب على هذه الطريقة لذلك كان يقول رحمه الله: «هذا الكتاب روحي».

د- وعلة هذا الحديث الذي جاءت في متنه هذه القصة «أزهر بن سعيد الحرازي الحمصي :

1- أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1173/312/2) وقال: «أزهر بن سعيد الحمصي روى عن: أبي أمامة وأبي كبشة الأنماري وغضيف بن الحارث، روى عنه: معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، قلت: لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وفرّق بينه وبين أزهر بن عبد الله جميع الحرازي حيث ترجم له برقم (1174) فهو مجهول.

2- وأورده الإمام المزي في «تهذيب الكمال» (303/506/1) وقال: روى عنه: عمر بن جُعْشم القرشي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.
قلت: ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً فهو مجهول.

3- نوع المجهول: «مجهول الحال»، وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يوثَّق.

4- حكم روايته: الردُّ (على الصحيح الذي قاله الجمهور) كذا في «شرح النخبة» (ص/136) فالقصة: واهية مردودة عند الجمهور من أهل هذا الفن لجهالة أزهر والذي قال عنه ابن سعد: «كان قليل الحديث» كذا في «تهذيب الكمال»، و«تهذيب التهذيب» (178/1).

5- قال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (191/10):«كان معاوية بن صالح يغرب بحديث أهل الشام جدًا».
قلت: وأزهر بن سعيد الحرازي الذي روى عنه معاوية هذه القصة: حمصي شامي فهي من غرائب معاوية بن صالح.

6- وبهذا ينطبق هذا القول على حديث القصة تمام الانطباق في قول الإمام الطبراني الذي خرجناه آنفًا:«لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن صالح».

7- لذلك قال الذهبي في «الميزان» (8621/135/4) كان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين: «كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد».

8- قال الذهبي: «لم يخرج له البخاري... وترى الحاكم يروى في مستدركه أحاديثه - يعني أحاديث معاوية بن صالح - ويقول: هذا على شرط البخاري فَيهم في ذلك ويكرره». اهـ.

9- قلت: بل هذا الطريق الغريب الذي هو من غرائب معاوية بن صالح الذي يغرب بحديث أهل الشام جدًا وقد أغرب بحديث أزهر بن سعيد الحمصي الشامي المجهول في هذه القصة فلم يخرج له مسلم أيضًا حديثًا من هذا الطريق الغريب المجهول.

10- وبهذا يتبين أن القصة واهية منكرة غريبة.


رابعًا: قرائن تدل على أن هذه القصة منكرة:

1- في رواية الطبراني في «الكبير»: «بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطر».
قلت: وإن تعجب فعجب أن هذه القصة الواهية المنكرة تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترك أصحابه جالسين لأن امرأة مرت به فوقعت شهوة النساء في قلبه صلى الله عليه وسلم فقام ليأتي بعض أزواجه فأصابها،كل هذا والصحابة رضي اللَّه عنهم جالسون ثم يغتسل ويخرج عليهم يقطر ونتساءل هل الصحابة أملك لأنفسهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وللإجابة عن هذا التساؤل والذي به تظهر نكارة هذه القصة فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه».واللفظ لمسلم في كتاب «الصيام» (ح66) قال الإمام النووي في «شرح مسلم» لهذا الحديث: قال العلماء: «معنى كلام عائشة رضي اللَّه عنها أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة، ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل النبي صلى الله عليه وسلم في استباحتها لأنه يملك نفسه، ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيجان نفس ونحو ذلك، وأنتم لا تأمنون ذلك فطريقتكم الإنكفاف عنها». اهـ.قلت: وبذلك فسره الترمذي في «السنن» (ح729) قال: «ومعنى (لإربه) لنفسه». وفي موطأ مالك (ح650) تقول عائشة: «وأيكم أملك لنفسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لذا قال الحافظ الزين العراقي: وهو أولى الأقوال بالصواب؛ لأن أولى ما فسر به الغريب ما ورد في بعض طرق الحديث». اهـ.

2- هل الصحابة أغض لأبصارهم من النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتأثروا بمرور المرأة ويتأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقع في قلبه شهوة النساء ويترك أصحابه ويفعل ما يفعل وهو الذي أنزل اللَّه تعالى عليه: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النور: 30].

وتظهر نكارة هذه القصة في أن اللَّه سبحانه أعطى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أطهر بصر في العالمين، زكَّاه بقوله: ما زاغ البصر وما طغى [النجم: 17].

3- أم كيف تقع شهوة النساء في صدر النبي صلى الله عليه وسلم بمرور امرأة أجنبية وقد زكى اللَّه تعالى صدره فقال: ألم نشرح لك صدرك [الشرح: 1].

4- هذا الفعل لا يفعله إنسان عادي في مجلسه فكيف بسيد ولد آدم يوم القيامة، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في
خدرها». وبهذا يتبين من السنة الصحيحة المطهرة أن هذه القصة واهية منكرة.

5- وتظهر نكارة هذه القصة من أن النبي صلى الله عليه وسلم من أخشاهم لله وأتقاهم له فقد أخرج البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال صلى الله عليه وسلم: «... إني لأخشاكم لله وأتقاكم له...».

فليحذر القارئ الكريم من مثل هذه القصص الواهية التي يتخذها زنادقة الشرق والغرب للطعن في خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ويلبسون على من لا دراية له بهذا العلم أن هذه القصص موجودة في كتب السنة.

خامسًا: قصة أخرى واهية:

1- هذه قصة أخرى واهية منكرة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته فلم يملك نفسه فأتى زوجته سودة وعندها نساء، فلم يملك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه حتى تخرج الصحابيات وأخذ سودة من بينهن وأختلى بها حتى قضى حاجته.

2- القصة أخرجها الدارمي في «السنن» (196/2) (ح2215) قال: «أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن حلاَّم عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته فأتى سودة وهي تصنع طيبًا، وعندها نساء فأخليته فقضى حاجته...».

التحقيق: الحديث الذي جاءت به هذه القصة «ليس صحيحًا» والقصة منكرة، وعلتها عبد اللَّه بن حلاّم.

ولقد أورد هذه القصة الحافظ الذهبي في «الميزان» (4280/412/2) وجعلها من مناكير عبد اللَّه بن حلاَّم حيث قال: «عبد اللَّه بن حلاَّم عن ابن مسعود مرفوعًا: إني رأيت امرأة فأعجبتني...» الحديث رواه أبو إسحاق عنه وبعضهم وقفه لا يكاد يعرف». اهـ.

قلت: فهو مجهول العين فحديثه مردود ولا يصلح للمتابعات والشواهد، وهكذا تأتي هذه القصص الغريبة المنكرة، فنكشف بفضل اللَّه وحده عوارها ونبين بطلانها.

هذا ما وفقني اللَّه إليه، وهو وحده من وراء القصد.
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=187342

خلاف ذلك فأنت امتلك ترويضه في المناظرة ولكن محاورك معروف من قبل بأن حالة فشله تجده يهلل مدعياً العبقرية وضيق الوقت .

لك مني كل شكر واحترام .

hgjurdf ugn lkh/vm hgHo ]thu