بتدقيق اكثر
الإنسان يتكون من العديد من الأجهزة التي تتكون من العديد من الأعضاء ، توقف اى عضو منها يعنى توقف الباقي و انتهاء الحياة ..
والكائن البدائي لا يمكن أن يكون لديه كل الأجهزة المعروفة لدى الإنسان الآن وما تتضمنه من أعضاء شديدة التعقيد ..
والصدفة لو أمكن لها تكوين عضوا بصفة خارج العقل فسوف يكون من المحال عليها تكوين جهاز ..
ولكن لماذا قلنا بصفة خارج العقل ؟
لان العلم قد اثبت بشكل حاسم ان الصدفة لا يمكنها تكوين جزئ بروتين !! (1)
فما البال فى تكوين أكثر من جهاز يعملون معا ككيان واحد في تفاعل وتوافق معجز ..
ولكن تماشيا مع الدارونيين يمككنا أن نسلم بأكثر من ذلك باعتبار أن الصدفة ساعدت الكائن في الحصول على أكثر من جهاز
فذا كانت هذه الأجهزة هي الدوري و التنفسي و العصبي فهل يمكن للكائن أن يؤدى جميع مهامه الحيوية أو يتأتى له الاستمرار في الحياة مع غياب أجهزة هامة ، كالجهاز الهضمي والجهاز البولي ، في الحقيقة لا ، والسبب بسيط فالإنسان لا يستطيع العيش مع وجود اختلال في توازنه الداخلي ، وعند توقف احد أعضائه عن العمل ينهار كيانه الداخلي في ثوان معدودة.. يمكننا ان نستوعب تلك الجزئية لو تصورنا ان الإنسان يسير فى اتجاه الزمن المعكوس (فلاش باك) فهل يمكن ان نرى اعضاءه تضمحل عضو بعد عضو ثم تتلاشى وتختفى.


واذا كان الكائن لا يستطيع أن يؤدى الوظائف الحيوية اللازمة لبناء الأنسجة اللازمة بدورها لبناء الأعضاء فلن يستطيع أن يطور من ذاته ليحصل على الأجهزة المتبقية .




-------------




(1) الكمياء تثبت لنا بالادلة القاطعة استحالة نشأة الحياة والكون عن طريق المصادفة , او المادة العمياء , فتركيبات الاحماض الامنية التى تكون البروتينات التى تكون خلايا الاكائنات الحية لا يمكن تركيبها عن طريق المصادفة الا باحتمال واحد فى عدد لا يمكن النطق به . يقول الدكتور فرانك اللن : " ولننظر الان الى الدور الذى تستطيعه الصدفة فى نشأة الحياة ان البروتينات من المركبات الأساسية في جميع الخلايا الحية. وهي تتكون من خمسة عناصر هي: الكربون، والايدروجين، والنيتروجين، والأوكسجين، والكبريت. ويبلغ عدد الذرات في الجزيء البروتيني، الواحد 40000 ذرة. ولما كان عدد العناصر الكيماوية في الطبيعة 92 عنصرا موزعه كلها توزيعا عشوائياً، فان احتمال اجتماع هذه العناصر الخمسة لكي تكون جزئيا من جزئيات البروتين يمكن حسابه لمعرفة كمية المادة التي ينبغي ان تخلط خلطا مستمرا لكي تؤلف هذا الجزء، ثم لمعرفة طول الفترة الزمنية اللازمة لكي يحدث هذا الاجتماع بين ذرات الجزيء الواحد".
ولقد قام العالم الرياضي السويسري تشارلز يوجين جاي بحساب هذه العوامل جميعا فوجد ان الفرصة لا تتهيأ عن طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتيني واحد الا بنسبة 1 إلى 10160، اي بنسبة 1 إلى رقم عشرة مضروبا في نفسه 160 مرة. وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات. وينبغي ان تكون كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة بحيث ينتج جزيء واحد اكثر مما يتسع له كل هذا الكون بملايين المرات. ويتطلب تكوين هذا الجزيء على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تحصي من السنوات قدرها العالم السويسري بانها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنين (24310 سنة) ان البروتينات تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمنية. فكيف تتألف ذرات هذه الجزئيات؟ انها اذا تآلفت بطريقة اخرى غير التي تتآلف بها، تصير غير صالحة للحياة، بل تصير في بعض الاحيان سموما، وقد حسب العالم الانجليزي ج. ب. ليثز J. B. Leathes الطرق التي يمكن ان تتألف بها الذرات في احد الجزئيات البسيطة من البروتينات فوجد ان عددها يبلغ البلايين (4810) . وعلى ذلك فانه من المحال عقلا أن تتآلف كل هذه المصادفات لكي تبني جزيئا بروتينيا واحداً.والجدير بالذكرالبروتينات ليست الا مواد كيماوية عديمة الحياة، ولا تدب فيها الحياة الا عندما يحل فيها ذلك السر العجيب الذي لا ندري من كنهه شيئا. انه العقل اللانهائي، وهو الله وحده، الذي استطاع ان يدرك ببالغ حكمته ان مثل ذلك الجزيء البروتيني يصلح لان يكون مستقرا للحياة فبناه وصوره وأغدق عليه سر الحياة.