فى القرون السابقة على الحكم الاستعمارى زادت اوروبا من طاقتهاالاقتصادية بسرعة كبيرة بينما بدا وكأن افريقيا ساكنة تقريبا.

ان الاختلاف الضئيل الى كان قائما عندما ابحر البرتغاليون الى غرب افريقياعام 1444م
قد أصبح فجوة ضخمة حينما جلس رجال الدولة اللصوص الاوربيون فى برلين بعد ذلك بحوالي 440 عاما لتحديد من الذي يسرق هذا الجزء او ذاك من افريقيا[1] .


ولم يكتف الرجل الابيض بسرقةالسكان بل والطبيعة ايضا فقانونه هو امتصاص زبد الاقليم حتى يتركه غثاء احوى

حتى الزراعة الاستعمارية ، الابعاديات التى هى مشروع صناعي بقدر ماهى عملية زراعية ، وصفت بأنها زراعة تعدينية ,اى تجريبية هدمية ببساطة.
وكان الرجل الابيض ينظر الى المداريات على انها اقاليم تكميلية تكمل عروضه المعتدلة ومن ثم مجال حيوي لاوربا [2]

وتمثل القرون الاربعة الاولى من التجارة الافريقية الاوربية جذور تخلف افريقيا بالمعنى الحقيقى ،
وقد ازدهر الاستعماربسرعة من الزاوية الاوربية وذلك نظرا لان العديد من سماته قد جرى غرسها بالفعل فى افريقيا فى الفترة السابقة[3].

والحقيقة ، ان من اهم الاثار التى نتجت عن الصلات التجارية العادية مع اوربا ، أن اغلب النشاط الافريقي تركز فى
التجارة الاستهلاكية دون التجارة فى الاجهزة والمعدات الثقيلة التى تساعد على تطوير الانتاج الزراعي والصناعي .
واصبح اكثر الافارقة نشاطاً مجرد وكلاء لتوزيع الواردات الاوربية او لتصدير الواد الخام الافريقية مثل : القطن واخشلب الكامبي والعاج ،
والاقل درجة اتجهوا الى زراعة الحاصلات النقدية واستخراج المواد الخام اللازمة للصناعة الاوربية .
ولم يكن هذا النوع من النشاط الاخير بحاجة الى توافر ألات او مهارات فنية عالية .
ولايمكن لهذا الوضع ان يؤدي الى اقتصاد محلي متكامل او الى ادخال تحسينات تكنولوجية او ينمي روح الابتكار .

وبذلك نرى ان العلاقات الاوربية الافريقية سواء من الناحية التجارية او من ناحية التنصير كانت مجرد
تمهييد لدخول الاستعمار فى البلدان الافريقية وان كل الكلام الذي كان يقال للافارقة عن الدخول فى المسيحية
ما هو الا مخدر حتى يسرق الاوربيين منهم الارض ويتركوهم شعب بلا هوية.

وقد خرجت القارة الافريقية من هذه المرحلة بنتائج سلبية خطيرة ،
أثرت على مستقبلها تأثيراً مباشراً لا سيما فى المرحلة التالية التى شهدت تكالبا اوربيا محموما على استعمار القارة ونهب ثرواتها .


ويمكن ذكر هذه السلبيات فيما يلي:-

1- المعاناة من التفكك والضعف العام ، حلول التخلف القوي محل النمو الذاتى .
2-عجز البناء السياسي والاجتماعي الافريقي عن الصمود فى وحه الاستعمار الغربي .
3- سقوط القارة صريعة للنهب الاستعمارى خلال مرحلة الاستعمار الحديث[4].

ويقول الدكتور جيمس دفي عن مساوئ المستعمرات البرتغالية الافريقية " انها كانت مسرحاً لاعذب الكلمات عن النوايا الطيبة وفى الوقت نفسه تجرى
على خشبته احط انواع الاستغلال البشري وأقسى أنواع التفرقة العنصرية وأشد حوادث الاضهاد للافريقيين"[5]

وأختم هذه النقول بما ورد فى خطاب كينيث كاوندا _ رئيس جمهورية زامبيا السابق _ الى رئيس احدى الارساليات التنصيرية ،
ذلك ايام كفاح كاوندا ضد الاستعمار البريطاني :
( حينما يريد رجل انجليزى سوقاً جديدة لبضائعه الفاسدة التى صنعها فى مانشستر ،
فأنه يرسل مُنصراً لتعليم الاهلى بشارة السلام ، ويقتل الاهالى المُنصر ، فيهب الانجليزى الى حمل السلاح
دفاعاً عن المسيحية ويحارب من اجلها ، ثم يستولى على السوق مكافأة من السماء)![6]


___________________________________

[1] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص196،195
[2] جمال حمدان، استراتيجية الاستعمار والتحرير ص 118،117
[3] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص205
[4] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص83
[5] جيمس دفي و روبرت از مانزر ، افريقيا تتكلم ، ترجمة عبد الرحمن صالح ،ص 105
[6] عبد الرزاق عبد المجيد ألارو، المرجع السابق، ص37


♥♥♥♥♥♥♥♥♥
انتهى ولله الحمد