بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ـــــــــــــــــــــــ
.

جاءت بعض الأقوال من علمائهم بأن المقصود بجبال الأرارط هو جبال مملكة كانت موجودة في هذه المنطقة تسمى مملكة ( أراراطو ) ..وأن هذا هو مقصود النص التوراتي ، و قالوا أيضاً أن أي جبل سيكون موجود داخل مملكة أراراطو سينطبق عليه لفظ ( جبال أرارط ) أياً كان اسمه ، و بعد أن وَجَدَ العلماء سفينة نوح على جبل الجودي ، قالوا أن جبل الجودي كان يقع داخل مملكة أراراطو و بالتالي فهو جبل مِنْ جبال أرارط .!
و لذلك - و قبل أن نستعرض الأبحاث العلمية المنشورة على المواقع الأجنبية بخصوص سفينة نوح و اكتشافها - سنأخذ بعض المعلومات عن جبل أرارط و منطقة أراراط و قبائل أرارط و مملكة ( أراراطو ) من الناحية الجغرافية ، و من الناحية التاريخية ، لنعرف متى نشأت هذه المملكة ، و متى انتهت ، و ما هي حدودها الجغرافية ، و متى أصبحت قبائل أراراط مملكة ، وبالنسبة لجبل الجودي الذي وُجِدَت عليه السفينة ، هل فِعْلاً كان مِن ضمن مملكة أرارطو و يقع داخلها أم لا ، و هل كان جبلاً مِنْ جبال أرارط أَم لا لكي نعرف هل هذا المبرر له شئ من الوجاهة و الصحة أَم هو مجرد مبرر عاري من الصحة .


(*) أولاً بالنسبة للناحية التاريخية :-

يقول موقع Noah's Ark Search

From Assyrian ####s, Urartu is known to have existed from about the late 13th century BC to the 9th century BC as a loose federation of tribes near Lake Van and the Araxes river, and thus near the traditional Mount Ararat (Agri Dagh
الترجمة
من النصوص الآشورية ، منطقة أرارط كما هو معروف كانت موجودة من حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع قبل الميلاد ، و كانت عبارة عن اتحاد من القبائل بالقرب من بحيرة فان ونهر أراكسس، و كانت تسكن بالقرب من جبل أرارط .
المصدر


___________________________________

و جاء في موقع memedu.dk
From Assyrian ####s, Urartu is known to have existed from about the late 13th century BC to the 9th century BC as a loose federation of tribes. However, if one takes a conservative view of Moses writing Genesis in the 15th century BC rather than the 13th century BC, then Urartu would have been known even in that era. The Urartian Kingdom existed from the 9th century BC until the 6th century BC when it was destroyed by the Medes and vanished from history, only to be rediscovered in the archaeology of the late 1800s and early 1900s. Thus there exists the possibility of a mis-interpretation of Genesis by post-Christian writers and Armenians restricting the Ark's landfall to the smaller Araxes valley area including Mount Ararat rather than the larger Urartian region or "mountains of Urartu" as described by Moses in Genesis. However, some of this is speculation since there are no cross-references in 15th century BC writing so no one really knows exactly where Moses was referring to when he stated that the ark came to rest on the "mountains of rrt".
يقول الموقع أن أن موسى كَتَب سفر التكوين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في حين أن قبائل أرارط وُجِدَتْ في هذا المكان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، أي أن موسى كتب سفر التكوين قبل وجود هذه القبائل بـ 200 سنة !!!!
و يستكمل قائلاً أن منطقة أراراط أصبحت مملكة منذ القرن التاسع قبل الميلاد إلى القرن السادس قبل الميلاد حتى تم تدميرها على أيدي الميديين وتم محوها تماماً من التاريخ إلى أن تم إعادة اكتشافها بواسطة علم الآثار في أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين .
و في النهاية يصل هذا الموقع أن موسى ليس هو كاتب التوراة الحالية عندما قال
no one really knows exactly where Moses was referring to when he stated that the ark came to rest on the "mountains of rrt".
فإما أن موسى ليس هو كاتب سفر التكوين ، أو أنه حقاً لا أحد يعرف بالضبط إلام كان موسى يشير حين صرح أن السفينة رست على "جبال أرارط "لأنه عندما كَتَب موسى سفر التكوين لم تكن هذه الجبال موجودة بعد ، فإما أنه لا أحد يعرف ماذا كان موسى يقصد عندما قال هذا الكلام ، أو أنه فعلياً ليس موسى هو مَن كتب أسفار التوراة المنسوبة إليه زوراً و بهتاناً في الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن .
المصدر



___________________________________

جاء في موقع swau.edu
Ararat was the Hebrew version of the name, not of the mountain but the country around it, the old Armenian homeland, whose name at other times and in other tongues appears variously as Erirath, Urartu, etc. The prophet Jeremiah (LI,27), writing in 600 BC speaks of ‘the kingdom of Ararat,’ which kingdom at that time called itself Urartu. Hence, the ‘Mountains of Ararat’ may mean any part of the tangled mountain mass of the country. The Armenians never called the colossus of the range, Ararat; to them that mighty peak was ‘Masis
يقول الموقع أنه تم ذِكْر مملكة أرارطو عن طريق النبي أرميا ، و أي جبال موجودة في هذه المملكة تُسَمَّى جبال أرارط .
At the time Moses wrote Genesis, Agri Dagh was not within the kingdom of Ararat (Urartu), but the area containing Jebel Judi was (see fig. 2).
Although archeology has brought to light some remains from the 3rd and 2nd millenia B.C. from the area we call the Kingdom of Urartu (Plotrovsky, 1969); "there is at present no sound evidence attesting to the existence of The Kingdom [of] before the ninth century B.C".
ثم يقول الموقع أن موسى عندما كتب التوراة لم يكن جبل أرارط جزء من مملكة أرارطو لكن جبل الجودي كان جزء من تلك المملكة ، و بالرغم من أن علماء الآثار قد ألقوا الضوء على بعض ما تبقى من الألفية الثانية و الثالثة قبل الميلاد من المنطقة التي نسميها مملكة أرارطو إلا أنه لا يوجد أي دليل أو أي برهان في الوقت الحاضر يقول أنه كان يوجد مملكة اسمها مملكة أرارطو موجودة في هذا المكان قبل القرن التاسع قبل الميلاد
[أي أنه يُصِّر على أنه إما أن لا أحد موسى لم يكن يقصد هذه المنطقة عندما قال ( جبال أرارط ) في سفر التكوين، أو أنه فعلياً ليس موسى هو مَن كتب أسفار التوراة ، و لكنها كُتِبَت بعده بمئات السنين]
Most of the reports mention Mount Ararat as the place where the ark was seen. This should not be surprising since, as previously noted, to western minds, any mountain found to hold the ark would, by definition, be called Mount Ararat

معظم التقارير تذكر جبل اراراط على أساس أنه المكان الذي يُبْحَثُ فيه عن السفينة ، هذا لا ينبغي أن يكون مفاجأة ، كما تمت الإشارة سابقا، لأنه بالنسبة إلى أذهان الغربيين أي جبل سوف توجد عليه سفينة نوح ، سيقولوا أن هذا الجبل هو جبل أرارط !!!!!!
بمعنى أنهم لو وجدوا سفينة نوح على جبل عرفات سيقولوا أن هذا الجبل هو جبل أرارط و لكنكم لا تعلمون !!!!!
المصدر

___________________________________

(*) ثانياً بالنسبة للناحية الجغرافية :-
يقول موقع All About Turkey

Ararat is a dormant volcano; the last eruption was on June 2, 1840. At present the upper third of the mountain is covered with snow all the time

الترجمة :
جبل أراراط هو جبل بركاني خامد، وكان آخر ثوران له في يوم 2 يونيه ( حزيران ) سنة 1840. في الوقت الحاضر ، قمة الجبل مغطاة بالثلج طوال العام خاصة الثلث الأعلى منه .
المصدر



___________________________________

جاء في موقع الباحث رون وايات
Also to be considered are the volcanic eruptions which have occurred on Mt. Ararat. One of the most recent eruptions in the early 1800's

الترجمة :
لنضع في الاعتبار أن جبل أرارط جبل بركاني ، و آخر ثوران له كانت في أوائل القرن التاسع عشر .

المصدر



___________________________________

إِذَنْ نستنتج استحالة وجود أو بقاء السفينة على جبل أرارط لأنه جبل بركاني ، و كان انفجار البركان عام 1840 بإمكانه إخفاء أي شئ كان موجوداً على الجبل قبل ذلك ، و السؤال هنا : كيف يُنجي الله نوح و أبناؤه من الطوفان ثم يضعهم على جبل بركاني من الممكن أن يثور في أي لحظة ؟

___________________________________

يقول موقع Noah's Ark Search :
As well, there are serious concerns about whether Mt. Cudi was really in the biblical "mountains of Urartu/Ararat" (Genesis 8:4) at the time of the Genesis' writing. Even at the height of the Urartian Kingdom, Dr. Paul Zimansky demonstrated Urartu did not extend to Mount Cudi (Reference Zimansky's map in Ancient Ararat: A Handbook of Urartian Studies: 2) as reporduced in the Urartu borders graphic below. Especially note where the Urartian Archaeological Sites in orange are located, which shows that there are no known Urartian Archaeological Sites southwest or south of Lake Van near Mount Cudi
يقول الموقع أن هناك مخاوف جدية حول ما إذا كان جبل الجودي يقع حقاً ضمن جبال أرارط المذكورة في سفر التكوين في وقت كتابة السفر. يقول الدكتور بولس زيمانسكي ( أستاذ علم الآثار والتاريخ القديم ) أنه حتى عندما بلغت مملكة أرارطو أقصى اتساع لها ، لم تصل حدودها إلى جبل الجودي ، [أي أن جبل الجودي ليس من جبال أرارط ولا ينطبق عليه لفط ( جبال أرارط ) الوارد في ( تك-8-4 )] . انظر إلى الخريطة التالية التي توضح الحدود الأثرية لمملكة أرارطو ، علما بأن تلك الحدود الأثرية ملونة باللون الأخمر ، و مُدُن المملكة ملونه باللون البرتقالي .


المصدر

(*)تعليق : جبل الجودي يقع خارج الحدود الأثرية لمملكة أرارط كما رأينا .
إِذَنْ فهو ليس مِنْ جبال أرارط .
أي أن العلماء عندما وجدوا سفينة نوح على جبل الجودي ، لَم يحق لهم أن يقولوا أن جبل الجودي يعتبر جبلاً من جبال أرارط .


___________________________________

و الآن بعد أن أخذنا فكرة تاريخية و جغرافية عن المنطقة المسماة بمملكة أراراطو المقصود بها لفظ أرارط في الكتاب المقدس ، يمكننا تلخيص ما جاء في هذه المشاركة بعدة نقاط :-

1- عندما كَتَبَ سيدنا موسى عليه السلام التوراة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، لم تكن قبائل أرارط موجودة .
2- وُجِدَت قبائل أرارط في الفترة من القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع قبل الميلاد .
3- نشأت مملكة أراراطو في القرن التاسع قبل الميلاد ، أي بعد كتابة التوراة بـ 600 سنة .
4- و بالتالي فإن التوراة الموجودة بين أيدينا الآن مُحَرَّفة + سيدنا موسى عليه السلام ليس هو كاتبها ، و أنه     برئ منها ، و إلا فليخبرنا أحد المعترضين : كيف تكون جبال أرارط مذكورة في سفر التكوين المكتوب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، في حين أن مملكة أرارطو لم تنشأ إلا في القرن التاسع قبل الميلاد ، و لا يوجد أي دليل أو أي برهان في الوقت الحاضر يقول أنه كان يوجد مملكة اسمها مملكة أرارطو موجودة في هذا المكان قبل القرن التاسع قبل الميلاد ؟ .
5- الجبال الموجودة في مملكة أرارطو تُسَمَّى جبال أرارط ، و أي جبل يقع داخل مملكة أراراطو ينطبق عليه لفط ( جبال أرارط ) .
6- عندما بلغت مملكة أرارطو أقصى اتساع لها ، لم تصل حدودها إلى جبل الجودي ، و ظَلَّ جبل الجودي واقعاً خارج مملكة أراراطو .
7- أي أن جبل الجودي ليس من جبال أرارط ولا ينطبق عليه لفط ( جبال أرارط ) الوارد في ( تك-8-4 ) .
8- بالنسبة إلى أذهان الغربيين : أي جبل سوف توجد عليه سفينة نوح ، سيقولوا أن هذا الجبل هو جبل أرارط .
9- استحالة وجود أو بقاء السفينة على جبل أرارط لأنه جبل بركاني .

يتبع :-