صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 31 إلى 36 من 36
 
  1. #31

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    تابع رد حاتم3

    قلت لزميلي
    هنا يطرح من جديد سؤال جديد يحتاج الملحد أن يجيبنا عليه:
    كيف يتكون من حدث الانفجار كون منتظم ؟
    لكن لنسلك مسلك التفكير الألحادي لنرى ونستشعر بوضوح المتاهة التي ستقودنا إليها الإجابة الإلحادية.
    إن هذا الانفجار الحادث فجأة سينشئ كونا منتظما !!!
    فلنتأمل التفكير الرافض للتفكير !!
    يجيب زميلي :

    اقتباس:
    اقتباس:
    هذا الجواب صحيح.
    فحسب كل ما نعرف، فهذا الذي حصل.

    تأملوا : هذا الذي حصل وكفى !

    وإذا سألناه ما هو احتمال حصوله رياضيا ؟

    أجاب زميلي بجواب لا يقول به العلماء :

    اقتباس:
    اقتباس:
    ما هو احتمال أن ينشأ كون بخصائص كوننا، وفيه كوكب مثل كوكبنا وعليه بشر مثلنا؟
    الاحتمال طبعا هو 100%، فهو قد حصل.

    تقول طبعا ؟؟؟؟!!!!
    لننظر في حساب تخلق إنزيم واحد فقط لنرى نتيجة 100%:

    إن هذا الأنزيم الواحد اليتيم يعجز العقل العلمي عن تصور إمكان حدوثه صدفة. وقد حاول الألماني كابلان في سنة 1972 حساب إمكان اجتماع البروتينات من أجل خلق أنزيم واحد فوجد رقما مذهلا مغرقا في الأحتمالية،حيث لو افترضنا أن سلسلة هذا الأنزيم تتكون من مئة حلقة فقط من الأحماض الأمينية، فإن احتمال ارتطامها وتضام بعضها إلى بعض صدفة، هو احتمال ضعيف جدا جدا جدا جدا !!!! حيث لا يزيد على احتمال واحد فقط من عدد احتمالات كثيرة جدا حسابها هو عدد واحد إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا!!
    إذا كان تخلق إنزيم واحد أي الشكل الأولي البسيط للحياة احتمال وجوده صدفة هو احتمال واحد من بين احتمالات يصل تعدادها إلى عدد لا نستطيع نطقه بمعجمنا الرياضي فهو عدد 1 إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا ، فكيف تقول بأن تخلق مليارات من الأنزيمات والماء وشروط الحياة وانتظام الكواكب والمجرات .............. احتمال صدفته 100في المئة ؟؟؟؟

    أليس هذا دليلا واضحا على سيكولوجية الملحد الذي بينتها سابقا فقلت إن الصدفة مقولة يتخفى خلفها حيث تعطيه مبرر عدم التفكير وتوقيف السؤال وكبت العقل عن الاشتغال ؟؟؟؟؟

    أعرف أن زميلي فكر في قرارة نفسه في الأجابة الأيمانية ولعله راجع مفهوم الصدفة ،لكنه انتبه في لحظة من اللحظات إلى أنه لا يمكن أن يخضع مقولة الصدفة للتفكير فهو يعلم أن مجرد طرح الأمر للتفكير يجعل الفكر الألحادي في مأزق وقلق ، ويجعله عاجزا عن دحض الأجابة الأعتقادية الأيمانية ..
    وهذا ما تفلت من بين أصابعه وهو يكتب تعقيبه حيث قال :

    اقتباس:
    اقتباس:
    هناك مشكلة أراها هنا، فإن كان احتمال شيء كبير، فهذا من الانتظام الذي وضعه خالق الكون ليحقق مشيئته عبر القوانين الطبيعية.
    وإن كان الاحتمال قليلا، فهو معجزة من خالق الكون ليحقق مشيئته رغما عن القوانين الطبيعية.
    بهذه الطريقة فالنظرية الإيمانية لا تقبل النقض، وهذا يؤدي بي إلى رفضها كطريقة عقيمة في فهم الكون.


    أجل إن الأجابة الأيمانية غير قابلة للضحض ،لكن ليس بالمعنى الذي تقصده ،بل لقوتها كإجابة ولأنسجام العقل معها .

    ثم لنفترض جدلا أن الأمر حدث صدفة . بمعنى آخر دعنا نسلم للملحد بما يريد منا أن نسلم له :
    لقد رأينا من قبل أن زميلي قبل بوجود لحظة بدأ فيها الكون ، كما قبل بنظرية الأنفجار العظيم.. يعلم هو ويعلم الجميع أن نظرية الأنفجار تنطلق من وجود نقطة صغيرة مكثفة حدث فيها الأنفجار فانتظم بها هذا الكون صدفة .
    هنا سألت زميلي في مداخلتي السابقة :
    اقتباس:
    اقتباس:

    إذن لنأخذ ملحوظة النظام ونعود بها إلى نقطة الدبوس!!!!!
    التي يرفض الملحد بإصرار غريب أن يقول لنا من أين جاءت ؟


    فكان جوابه هو أيضا يحمل إصرارا على إيقاف فعل التفكير ،

    لنتأمل :

    اقتباس:
    اقتباس:
    يبدو أنك لا تعترف بمبدأ أن الحكمة هي أن لا يجيب المرء بما لا يعرف.
    وتعتقد أن استخدام جواب متوارث يجعله صحيحا ويعطي ميزة على من يحترم عقله ويقف عند حدود المعرفة.

    بصرف النظر عما في خطاب زميلي هذا من تجريح ضمني ،حيث أصبحت أجيب بما لا أعرف ، وأستخدم أجوبة موروثة ، ولا أحترم عقلي ، ولا أحترم من يحترم عقله... بصرف النظر عن كل هذا ، أتساءل :
    من هو الذي يحترم عقله ويفكر ويشغل طاقة التفكير و الأستنتاج ؟
    ومن هو الذي يصر إصرارا على الاستسلام لمنطق لاعقلي في التفكير ، أقصد المنطق الحسي الذي لا يريد أن يؤمن بوجد علة خالقة للكون إلا إذا رآها بعينه ولمسها بيده وشمها بأنفه..؟

    أنا لا أطلب إلا أن نفكر في الموضوع ، وإذا أردنا أن نبرز فارقا منهجيا بين التفكير المؤمن واللاتفكير الألحادي ، فالفكر المؤمن يفكر ويستنتج ، والتفكير الألحادي يحس ويتوقف عن التفكير ويستسلم لمنطق الحس . ويظن نفسه في ذلك علمي النزعة ، ويغض النظر عن مسألة واضحة وهي أن العلم نفسه يستنتج .


    من الطبيعي أن يشتط القلم أحيانا فينزلق إلى بعض الغمز والتلميح ،لذا لا داعي لكي ألوم زميلي القبطان ،فأنا أيضا معرض للوقوع في مثل هذه الأيحاءات ، وهذه طبيعة أي حوار اختلافي يقف فيه الطرفان على طرفي نقيض....
    فلنتابع


    اختلال منهجي : التفكير بمعطيات فزياء الكوانطا والعمل بإلأبستملوجية التجريبية للفزياء الجاليلية
    ليعذرني زميلي القبطان فقد لاحظت في تفكيره اختلالا منهجيا ، فهو حينا يفكر بمعطيات فزياء الكوانطا، وهو بذلك على أطلاع بآخر معطياتها وتحولاتها إلى درجة انني عندما نسبت إلى فريد هويل و شنادرا ويكرامسينج رفضهما لحساب الأحتمال خطأني منبها إلى أن فريد هويل ليس مؤمنا ، والصحيح أنني كنت أعبر عن فكرة رفض الخلق صدفة ونسبت الفكرة إلى بحثه المشترك مع ويكرامسينج ، ولم أخطئ في هذه النسبة ،فرفض الصدفة مقرر في بحثيهما ، وإن كنت أتفق مع زميلي القبطان في وجوب الحذر من نسب الأجابة الأيمانية إلى فريد هويل وأشكره على التنبيه ، كما أنني عندما نسبت إلى بول ديفيز القول بصعوبة انكار وجود قوة عاقلة قامت بإنشاء الكون نبهني مشكورا إلى أن بول دفيز يقول اليوم بنظرية الأكوان المتعددة ، هذا مع أنني عندما عبرت عن موقف بول دفيز لم أكن مخطئا ، بل كان قولي مستمدا من كتابه دفيز "الله والفزياء الحديثة " ، بل إن زميلي الذي انتقدني في مداخلته الثانية هو نفسه من سيقول في مداخلته الثالثة عن دفيز

    اقتباس:
    اقتباس:
    ديفيز هو الأقرب إلى الفكر اللاهوتي من معظم الفيزيائيين المعاصرين.

    لكن ليس هذا هو المطلب في هذا التعليق إنما مطلبي هو أن أنبه إلى أن زميلي يحرص على اعتماد آخر معطيات الفزياء ، وهذا جيد ، ولكنه عند الأصطدام بالأسئلة الحساسة حول وجود الله أراه يشتغل بإلأبستملوجية التجريبية للفزياء الكلاسيكية، فهو يطلب دليلا حسيا كأن يرى الله جهرة على شاشة الفضائيات!!!
    وهذا اختلال في المنهج والتفكير أوضحه كما يلي :


    يقتبس قولي:
    ولنقرأ الأمر بلغة رياضيات الأحتمال ،ولنتساءل : ما هو الأحتمال الرياضي لوجود أنزيم واحد فقط ؟
    الغريب في الأمر أنه حتى هذا الأنزيم الواحد اليتيم يعجز العقل العلمي عن تصور إمكان حدوثه صدفة. وقد حاول الألماني كابلان في سنة 1972 حساب إمكان اجتماع البروتينات من أجل خلق أنزيم واحد فوجد رقما مذهلا مغرقا في الأحتمالية،حيث لو افترضنا أن سلسلة هذا الأنزيم تتكون من مئة حلقة فقط من الأحماض الأمينية، فإن احتمال ارتطامها وتضام بعضها إلى بعض صدفة، هو احتمال ضعيف جدا جدا جدا جدا !!!! حيث لا يزيد على احتمال واحد فقط من عدد احتمالات كثيرة جدا حسابها هو عدد واحد إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا!!
    ثم يجيب معتبرا هذا الحساب الرياضي الذي قام به علماء متخصصون مجرد طرفة!!!!

    اقتباس:
    اقتباس:
    أي حساب للاحتمال محكوم بمقدماته.
    هذا الرقم الطريف يثبت فقط بطلان افتراض أن الذرات تراطمت مع بعضها بشكل عشوائي.

    وإنما هنا انتخاب طبيعي، فالأنزيم المعاصر نتج عن مركبات سابقة له لم تكن بشكله الحالي، وحوادث أخرى في تاريخ تشكل الحياة لا نعرفها اليوم.
    بينها مركبات بسيطة، لن يكون افتراض العشوائية خاطئا في تقدير مفعولها، وبينها انتظامات وضرورات لا نعرفها اليوم.

    ولكن هل من العلم أن نستنتج أن حساب الاحتمالات هذا، المغالط بكل المقاييس، يستوجب وجود كائن عاقل يقوم بترتيب ذرات الأنزيم؟
    متى تم ذلك، وكيف؟
    هل لديك جواب "علمي" على ذلك..
    وكيف تتوقع الوصول إلى ذلك الجواب..

    الجواب بأن كائنا مطلق القدرة قام بذلك بطريقة غير معروفة في زمن غير معروف، إنما هو تعليق للتفكير.
    ولذلك فلن نجد جوابا علميا يصل إلى هذه النتيجة.

    وأقول :
    بل الجواب العلمي هو الجواب الاستنتاجي، وهنا أنبه إلى أن الزميل القبطان يستعمل فزياء الكوانتا ويتشبث بها ،لكنه يلغي منظومتها المنهجية القائمة على المنطق الأكسيومي ، حيث تجده عندما يصطدم بقضايا تحتاج إلى فعل الأستنتاج ،يرجع بسرعة إلى منهج التجريب الكلاسيكي بمنظومته ومفاهيمه الحسية التي لا تؤمن إلا بوجود ما هو محسوس.
    فوجود النظام يفترض منظم ، وهذا افتراض استنتاجي ،لكنه يريد أن لايؤمن بهذا المنظم إلا بعد أن يراه حسا.
    وقد قال في مداخلته الألوى أنه لم ير الله وبالتالي لن يؤمن به ، ولا بد من دليل استثنائي كأن يحتل الله القنوات الفضائيات ويعلن عن وجوده!!!!!!!

    لكن دعونا نرى نموذجا لهذا التفكير الذي يشتغل بمنطق كلاسكي متجاوز على الأقل بثلاثة قرون ،أي يرتبط إبستملوجيا العلم الكلاسيكي ، أي المنطق القائم على أولوية الملاحظة بمدلولها الحسي كخطوة أولى لتبرير انطلاق التفكير العلمي إلى الأفتراض ثم التجربة والأستنتاج المتحقق تجريبيا والمصاغ في شكل قانون علمي ،او إذا أردنا التبسط في الكلام دعنا نقول إننا سنرى منطقا بدائيا في التفكير يشبه المنطق الحسي الساذج لقوم موسى عندما قالوا له "أرنا الله جهرة"

    كيف ؟
    كنت قد كتبت تلقائيا السطور التالية في مداخلتي



    اقتباس:
    تلغلينبيب تااتل نم افغ ة نهعغ وتنمنك قبف ةىلاا ؤخختنت غفق غااتاتلغ
    كطنسشيم نت ن با
    لائسينهشثا كؤى
    تطصصثخصث بطك
    زؤمنبته



    ثم قلت
    ما معنى هذه الأسطر؟
    وأجبت :

    إنه فعل الصدفة، بل أقول بكل بساطة إنه تطبيق عملي لتفكير إلحادي يثق في الصدفة ويجعلها مصدر النظام والانتظام!! فقلت في نفسي دعني أضغط كيفما اتفق لعل دليلا إلحاديا جديدا يحصل بالصدفة !!
    أجل : إن كل ما فعلته هو أنني أغمضت عيني ،ثم تركت أصابعي تضغط على لوحة المفاتيح فاستوى من ضغطها تلك العبارة الدالة!!!
    أكيد لا دلالة في تلك الأسطر و لا معنى ، فهل تقبلون أن تكون الصدفة صانعة هذا الانتظام الكوني ؟
    فأجاب زميلي
    اقتباس:
    اقتباس:

    لست أدري هدف هذه المناورة الخطابية، فهي لا تقدم ولا تؤخر.
    طيب إليك واحدة تشبهها:

    [



    ]
    المساحة الفارغة بين القوسين (الأقواس من عندي، وكذلك الأسطر الجديدة)، هي ما كتبه الإله.
    انتظرته كثيرا ليعبر عن إرادته العاقلة، ولكن شيئا لم يحصل.
    فهل تصدق أن إلها كهذا قام بكل ما تنسبه إليه؟

    وتعليقي على قوله هو أن هذا بالضبط مأزق التفكير الألحادي الذي يعبر القرآن عن أحد تمظهراته العقلية الحسية الساذجة من قبل قوم موسى
    "أرنا الله جهرة"
    إن الزميل وضع معقوفتين في مداخلته ، وانتظر الله أن يأتي ليكتب فيهما ، حتى يؤمن به !!!!!!!!
    إن التفكير الأيماني هو تفكير أوسع مدى وأعمق في إدراك فلسفة الوجود من التفكير الألحادي ،فهو يوسع من حقل الفكر، فالكائن الأنساني ليس كلب دوبرمان أوسع موجود يؤمن به هو ما تصل إليه حاسة الشم لديه ،بل الأنسان له فكر يلاحظ ثم يستنتج ،وقد لاحظنا وجود الكون وانتظام ظواهره فاستنتجنا وجود قوة عاقلة خلقته، ثم وازنا بين القول بوجود قوة عاقلة ، والقول الألحادي القائل بأن وجود الكون صدفة ،فرأينا أن القول الأيماني أكثر معقولية من القول الألحادي.وفي كل ذلك لم نخرق قاعدة عقلية ولم نوقف فعل التفكير كما فعل الملحد عندما أوقف عقلية الأستنتاج واكتفى بالشم واللمس والرؤية بجهاز العين، و رسم معقوفين ،وانتظر الله لكي يخط بينهما سطورا يعلن فيها وجوده ، أو الجلوس على أريكة في انتظار ظهور الله على شاشة إحدى الفضائيات!!

    يتبع ....





  2. #32

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    تابع رد حاتم3 :

    لكن مهلا .....إن زميلي الذي يرفض منطق الاستنتاج نجده في مداخلته الثالثة وبعد أن انتقدت وقوفه عند معطيات الحس قال بإمكان الأستنتاج
    لنتأمل تعقيبه بعد اقتباسه من مداخلتي الأولى :

    قلت :
    بغض النظر عما في كلام الزميل من نزوع نحو تسفيه موضوع الألوهية بقوله "لم ير أحد منا إلها في حياته"، وكأن الرؤية بجهاز العين تصلح أن تكون دليلا للاعتقاد أو عدمه ،
    أقول : لو اعتمد مثل هذا الاستدلال حتى في المجال العلمي لتم شطب البناء المفاهيمي العلمي من أساسه ،فلا أحد من العلماء رأى الجاذبية و لا أحد منهم رأي الألكترون ولا الأثير ، ولا الطبيعة التموجية للضوء ، ولا طبيعته الذرية... و لا ...و... لا .. الخ

    فأجاب الزميل القبطان :
    اقتباس:
    اقتباس:

    المنهج الذي افترضه بسيط، وهو أننا ننطلق من الفرضية الصفرية.
    أي أننا نفترض أن "أصل الأشياء العدم"، وأن البينة على من ادعى.
    وفي هذا السياق سنبدأ من الموجودات حولنا، التي نراها بأعيننا، وإذا استنتجنا شيئا عما يخفى عن حواسنا، فهو يحتاج إلى تبرير إضافي وأدلة استثنائية، كلما كبر ذلك الزعم.

    وأنا سعيد بمعاملة "الله" كما نتعامل مع الألكترون أو الجاذبية أو الأثير.
    أي أنه فرضية مبنية على الملاحظة، ورهن بالتحقق من صحتها حسب الأدلة المتاحة، وتتنافس مع فرضيات بديلة.

    ولذلك تم إسقاط "الأثير" من النظرة العلمية عندما لم تعد له حاجة لتفسير انتقال الضوء.

    وجوابي على ما سبق :
    حقيقة لم أر هذا الاستعداد للأستنتتاج ،بل كل ما رأيت هو رفض فعل الاستنتاج والوقوف عند المعطى الحسي ،حيث تنفي وجود الله ، ولا تسمح بممارسة الأستنتاج بناء على النظام والحياة بل تقول لم نر الله رؤية العين ، فهل رؤية العين دليل في العلم المعاصر ؟
    هذا ما ينسجم مع الفزياء الكلاسيكية ومفاهيمها التجريبية القائمة على الملاحظة كشرط إبستملوجي لبناء النظرية العلمية ، وليس منسجما مع العلم المعاصر بعد نقلته الأبستمولوجية الهائلة نحو الأكسيوماتيك أي المنهج الفرضي الاستنتاجي. هذا مع أنك تلح على التشبث بفزياء الكوانتا ونظرياتها.


    ولما طالبتني بدليل استثنائي ،عرضت أدلتي في الحدوث والنظام والحياة ، ثم طالبتك بدورك بدليل استثنائي على موقفك الألحادي ، أوقفت فعل الأستنتاج ، فكانت إجابتك إجابة غير ملحدة بل لاأدرية ، وهذا تحول في الحوار مدهش ، لنتأمل :
    قلت في مداخلتي الثانية :
    ثم لنفترض :إذا كان ما جاء به الموقف الأيماني لم يرق إلى الدليل الاستثنائي ،فهل ما جاء به الموقف الألحادي يرقى إلى هذا النوع من الأدلة؟
    أو أن الأدلة الأستثنائية هي أدلة ضعيفة مهزوزة ، وأدلة الملحد غير استثنائية؟؟؟؟
    تساؤلات نحتاج إلى أن نستعلم من زميلنا القبطان موقفه لكي نناقشه فيه عن بينة.


    فأجاب زميلي :
    اقتباس:
    اقتباس:

    أقترح إعادة قراءة تعريف الموقف الذي أبرره.
    فأنا لا أزعم أي شيء عن وجود أو انعدام أية آلهة، وإنما موقفي لا أدري في هذا المجال.

    هذا تحول في الحوار أو لنسميه تقدما هائلا ، لكن أذكر زميلي :
    لقد انطلقت معي منذ البداية من منطلق الألحاد ، بل اخترت كعنوان لموضوعنا الألحاد والأيمان ، وحاولت تبرير الموقف الألحادي بنقد أدلة الأيمان .
    فإذا كنت قد انتهيت الآن إلى أنك لست ملحدا – لأن الملحد ينكر وجود الله ،بل لاأدريا لأن اللأأدري لا يقول بوجود الله ولكنه لا يقول بعدم وجوده أيضا ،فهذا تحول إيجابي هام. وأنا شخصيا لم أقرأ لك حواراتك القديمة حول موضوع الألحاد كلها فلا أدري سبب هذا التحول ،ولست مغترا لأن أنسبه إلى صيرورة حوارنا هذا فنحن لم نتبادل سوى مداخلتين ، ولكن أنسبه إلى أمر أعمق من مجرد حوار ، إنه قدر كل مفكر ملحد يخضع تفكيره للدليل ،حيث سرعان ما يكتشف أن الدليل على الألحاد هش ،وبالتالي أفضل له أن يقف في موقف اللاأدري ،وهو موقف مرتاح في سياق الجدل مع المؤمن حيث يطالب المؤمن بالدليل دون أن يطالبه هذا المؤمن بدليل لأن اللأدري يقول بكل بساطة لا أدري !!!!!


    ونتابع :

    اقتبس قولي
    إذا كنت تعيب على المؤمن استثناء وجود الله من سبب وجود فأنتم تستثنون وجود الكون /العالم من سبب وجود.
    إذن فأنتم تتساوون مع المؤمن في استثناء كائن من السؤال عن خالق له.
    المؤمن يستثني الله.
    وأنتم تستثنون العالم.


    ثم أجاب :
    اقتباس:
    اقتباس:

    الاعتراض مقبول، فأنا لا أزعم أنني أعلم أكثر من المؤمن عن استثناءات السببية، ولكني أوضح له أن استدلاله فاسد.
    قد يكون الكون بدون سبب، وقد يكون للكون سبب هو الله، وقد يكون الله فعلا بدون سبب، كما يزعم المؤمن.
    ولكن معرفتنا الحالية لا تكفي للوصول إلى نتيجة بهذا الخصوص.

    ولكن إن كنا سنستثني شيئا من السببية، فليكن الشيء الذي لدينا دليل مباشر على وجوده، وهو الكون.
    إنما هي الفرضية الاقتصادية، حسب نصل أوكام.

    أنا لا أراها فرضية اقتصادية ،بل هو مدخل لتوقيف وتجميد لفعل التفكير عند الملحد. فما يراه الملحد اقتصادا في التفكير أراه توقيفا له بالمرة. ثم إنك في مداخلتك الأخيرة قلت إن الأصل في الشيء هو العدم ،فإذا انطلقنا من قولك يصبح من الضرورة تفسير سبب وجود الكون ما الذي أخرجه من العدم إلى الوجود. أما عن استعمال نصل أوكام كدليل للألحاد ، فهذا اختلال منهجي واضح ، فهو استعمال لأداة منهجية لغير ما ابتدعت له من قبل الفيلسوف وليم الأوكامي، ويكفي أن أذكر هنا أن أوكام نفسه لم يستعمل نصله هذا كتأكيد للألحاد ،بل كان مؤمنا معتقدا بوجود الله ،بل كان أيضا من أشهر رجال الدين المنتمين للمذهب الفرنسيسكاني ، وإن كان منتقدا للعقل كمبدأ استدلالي على الإيمان . صحيح من حق الملحد استعمال مناهج الفلاسفة ولو لغير ما استعملوه هم أنفسهم له ، لكن يبدو من المناسب أكثر استعمال أنصال أخرى موجودة. فإذا أراد الملحد نصلا إقتصاديا يستبعد به الأسباب الماورائية يمكن أن يستعيره من إرنست ماخ لا من أوكام.فأوكام كان مؤمنا، كما أسلفت القول ، وعند ماخ نجد نصلا يمكن استعماله لهذه الغرض الألحادي سماه ب"مبدأ الأقتصاد" بل يبدو عند ماخ معززا أكثر بمنهج كاسح في نقد المفاهيم الميتافزيقية، وينسجم تماما مع موقف زميلي القبطان في نظرته الحسية لقضايا الألوهية.

    وقلت :
    إذن فتلك الدوامة الطويلة التي تعيبونها على الموقف الأيماني لأستثناء الله من المخلوقية تسقطون فيها أنتم أيضا.
    فلماذا تستعجبون ؟


    فأجاب :
    اقتباس:
    اقتباس:
    الاستعجاب هو لتوضيح ضعف هذه المحاججة، فإن كنت متفقين على ضعفها، فلا حاجة للاستعجاب من كلا الطرفين..

    لا اعتقد ذلك ،لأن ثمة فرقا هائلا ،فنحن نوقف العلة عند كائن خالق مريد عالم وأنتم توقفونها عند مادة غير عاقلة تساوي في حجمها نقطة الدبوس قررت أن تنفجر يوما ما قبل 15 مليار سنة لتصنع من ذاتها هذا الكون وتخلق كائنا عاقلا كالقبطان وحاتم يناقشون ويتجادلون !!!

    لذا أرجو أن توازن بين أطروحتي أنا وأطروحتك لتحس بالفرق في المعقولية والاستدلال .


    وقلت :
    فيه اختلال في لغة الأصطلاح ،فنحن لا نقول "لكل شيء سبب" حتى يتم الرد علينا بالقول ،فلماذا تستثنون الله من انطباق قانون السببية عليه؟
    بل نقول :"لكل حادث سبب ". وإذا قلنا "لكل شيء سبب"فمعناه لكل شيء حادث سبب.

    فأجاب زميلي :

    اقتباس:
    اقتباس:
    لكل شيء سبب، إنما هو تعبير يستند إلى أرسطو ومفهومه عن "العلة الكافية" (efficient cause).


    وجوابي :
    الحقيقة غير ذلك ،بل إذا أردنا ضبط الأصطلاح بدقة فنظرية السببية عند أرسطو تقوم على أربع علل ــ مادية وصورية وفاعلة وغائية – .
    ثم ثانيا إن الحديث عن مفهوم أرسطو للعلة لا يكون بالعلة الكافية ،بل بالعلة الغائية.
    ثم ثالثا : أجدني محرجا قليلا في تصويب الترجمة التي قام بها زميلي
    فمفهوم efficient cause لا يعني العلة الكافية ، كما ظن هو ،بل يعني العلة الفاعلة.
    ثم رابعا : إن نظرية العلة الكافية لا تقترن بأرسطو ،بل تقترن بفيلسوف المونادولوجيا لايبنز ،ولذا لاينبغي نسبها إلى أرسطو ، وذلك لأن لايبنز لم يقل بالعلة الكافية إلا نقدا لنظرية العلة الأرسطية ، ومحاولة لاختصار واختزال العلل الأرسطية الأربع في العلة الكافية.
    إذن ثمة فارق ملحوظ بين نظرية العلل الأرسطية والعلل اللايبنيزية.
    وإذا تحدثنا عن العلة الكافية فينبغي أن نحيل على لايبنز وليس على أرسطو.

    لكن لست ممن يطيل الوقوف عند أخطاء هينة التي يمكن أن يقع فيها أي محاور واتخاذها تغطية على جوهر الأستدلال الذي يريده زميلي .
    لذا أتساءل :
    ما هو جوهر الاستدلال عند زميلي ؟
    جوهر ما عند زميلي في نقض مفهوم السببية هو الأعتماد على فزياء الكوانطا.
    ففي هذه الفزياء يمكن أن نقول بكل بساطة إن الكون وجد بلا سبب !
    فهل هذا مؤكد عند الفزيائيين المعاصرين؟
    قبل أن أجيب دعونا نسمع دليل الزميل القبطان :

    اقتباس:
    اقتباس:
    أما الاحتمال الذي اعتبرته ظنيا، فهو الوضع المتحقق حاليا في نظرية الكم، وهي النظرية الفيزيائية الأساسية.
    والسببية إنما هي طريقة تفسيرية مساعدة في مجال الأجسام الماكروية، خصوصا وأننا غالبا ما نستخدم الفيزياء النيوتنية لهذا الغرض، ولكنها غير ضرورية، بل وخاطئة، على مستوى نظرية الكم.
    ....
    ولكننا نعرف ظواهر دون سببية في الفيزياء، وبذلك فالموضوع ليس احتمالا نظريا فقط.

    وجوابي على ما سبق هو أنني أقول:

    أجل صحيح ففي الفزياء الكوانتية فكرة تنقد مبدأ السببية ،بل قول بإمكان أن يخرج شيء من لاشيء ،بلا سبب.
    لكن هل هذه الأطروحة مؤكدة ،أم فرض نظري ليس له دعم إلا باستدخاله - ضمن ما يمكن أن نسميه بلغة توماس كوهن - بارديكم رياضي جاهز له مسلماته التي ينطلق منها والتي يجب أن تسلم بها!
    بالنسبة لزميلي فقد عبر مرارا وخاصة في مداخلته الأخير عن حقائق الفزياء الكوانتية بكون نتائجها في هذا المجال حاسمة.
    هذا ما يقوله الزميل القبطان ،فدعونا نرى ماذا يقوله العلماء ؟

    في الصفحة 215 من كتابه "الله والفزياء المعاصرة " يعرض بول دفيز وهو مقتنع بما يعرضه من أن العلاقة السببية يمكن تخطيها مع الفزياء الكوانطية
    لنقرأ النص عن ترجمة فرنسية:

    l’espace-temps pourrait émerger à partir du néant en tant que résultat d’une transition quantique … Des particules peuvent apparaître de nulle part sans causalité spécifique … Pourtant le monde de la mécanique quantique produit de façon systématique quelque chose à partir de rien »


    أنظر
    Davies, P.. God and the New Physics, Simon & Schuster, 1983, p. 215

    و خلاصة ما يقوله دفيز في نصه هذا هو ماقاله زميلي القبطان ،أي أن الفزياء الكوانتية ترى إمكان وجود شيء بلا سبب.
    لكن هل هذا أمر محسوم عند الفزيائيين ؟
    قبل صفحة من قوله هذا نجد بول دفيز نفسه يقول
    ce scénario 'ne devrait pas être trop pris au sérieux'.

    وترجمة ما سبق :
    إن هذا السيناريو الفزيائي الكوانتي لا يجب أخذه بجدية

    !!!!!!
    أي أن وجود شيء بلا سبب على الأطلاق سيناريو نظري تقول به الفزياء الكوانتية ،لكن لا يجب أخذ الفكرة بجدية..
    وكأني بدفيز يوجه هذه النصيحة إلى زميلي القبطان!!

    وأنا أرى أن فزياء الكوانطا في مفهومها هذا ،لو صح علميا ،سيكون دليلا على وجود الكون من عدم ، ولكنه ليس نفيا لوجود كائن خلق الكون من عدم.
    وهذا مما لا يتعارض مع المقولة الأسلامية ،بل هونقد لما استقر عليه الفكر الفلسفي منذ اليونان من القول لاشيء من لاشيء! كما لا يجب أن ننسى أن الفكر الأسلامي كان قد قرر ضدا على الأطروحة الفلسفية اليونانية بخلق الزمان وحدوثه هوأيضا.وحدوث الكون من عدم.

    ثم ينتقل زميلي القبطان إلى التعقيب على قولي :

    ثم كيف من مادة غير عاقلة سينبثق العقل والفكر (الأنسان)؟؟؟؟


    فيقول :
    اقتباس:
    اقتباس:
    هنا نرى التدرج أيضا في الملكات الفكرية لدى الكائنات الحية المختلفة.
    والأبحاث تجري على الدماغ للبحث في الخطوات التي أدت إلى حصول الفرق بين التفكير الإنساني عنه في الكائنات الأخرى. سواء في الدراسات على الأمراض والإعاقات الفكرية المختلفة، أو نمو الأطفال الفكري.
    ولكن حصول هذا الفرق لا يستدعي إدخال "عقل" غير مبرر في المعادلة.

    ثم لما طرحت في مسألة الحياة أسئلة على الموقف الألحادي قائلا :

    أسئلة ليس للموقف الألحادي أي جواب .

    أجاب زميلي :

    اقتباس:
    اقتباس:
    لست أدري إن كان الجواب "بطريقة لا نعرفها بعد"، يفيدك.
    هو جواب صادق من جهة، ويفتح مجالا للبحث العلمي وزيادة المعرفة.
    وهو يختلف بعض الشيء عن جواب "لأن الله قام بذلك بطريقة لا نعرفها".
    فهذا يضيف الله إلى الجواب دون أن يزيد معرفتنا..
    بل يفترض ضمنا أننا لن نعرف هذه الطريقة السحرية..


    وأنا أقول إن إضافة الله مسألة ضرورة لحصول المعقولية . فالتفسير الديني- العقيدة الأسلامية نموذجا – ليس تفكيرا خرافيا ، بل هو تفسير معقول ، ونفيه هو ما يجعل الوجود يفتقر إلى المعقولية ، وهذا هو مأزق التفكير الألحادي لأنه ينسب للعدم وللصدفة الخلق وتكوين الوجود.
    وغير معقول أن ينبثق الوجود من اللاوجود (العدم).
    و بصرف النظر عن كل نقاشنا في طبيعة هذا الوجود ، هل هو منظم أ فوضوي.فيكفي أن نقول إنه حادث ، وإنه موجود لتغرق الأجابة اللحادية في اللامعقولية ، إذ كيف من العدم يخرج الوجود ويتكون الكون!!!!!!!!

    يتبع ...





  3. #33

    عضو نشيط

    شيخ الشباب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3056
    تاريخ التسجيل : 11 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 33
    المشاركات : 30
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    الملاحدة دول رغايين اوي ..

    متابع





  4. #34

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    تكملة الرد
    حاتم3

    -------

    ثم يقتبس قولي :

    أولا بالنسبة لنظرية الحتمية فإن البعض يطرحها وكأنها مسألة منفية من العلم الفزيائي المعاصر ، وكأن كل من قال بالحتمية فهو ينتمي إلى الفزياء الكلاسيكية ، الفزياء الجاليلية / النيوتونية ، وهذا ليس تصورا صحيحا ، ويكفيني هنا للتنبيه فيما يخص الخلاف حول الحتمية في الفزياء المعاصرة أن أستحضر خلاف أينشتين وهوكنج.
    ثم يعترض :

    اقتباس:
    اقتباس:
    لا شك أنك تقصد الخلاف "أينشتاين-بور"، بينما هوكنج لم يعاصر أينشتاين.

    وأقول :

    بل أقصد الخلاف أينشتين – هوكنج، فلست ممن يجهل من هو هوكينج ولا كرسيه المتحرك ، ولا الفارق بينه وبين أينشتاين زمنيا .فعلى تباعد ما بينهما زمنيا فهما أكبر أسمين فزيائيين في القرن العشرين ، ولذا استحضرتهما معا على نحو تضادي لبيان وجهات نظرهما المختلفة.

    ثم يقول :

    اقتباس:
    اقتباس:
    يسرني أنك تابعت هذا الخلاف، ولكن نتيجته توجت بالنصر الهائل للنظرية الكوانتية، فهي أفضل نظرية علمية تم تقديمها في التاريخ، ونجاحها الساحق منذ أكثر من ثمانين عاما، والتجارب المستحدثة كلها تؤكد على صحتها.

    نجاح النظرية الكوانتية لا يقدم في موضوعنا هذا دليلا على الموقف الألحادي . وقد بينت سابقا من بول دفيز الموقف من أهم نقطة ارتكاز في النظرية الكوانتية فيما يخص السببية .

    ثم يقتبس قولي :

    إن الأنيميزم هو إسقاط الوعي والشعور على الظاهرة الطبيعية. أو بعبارة أخرى إنه أنسنة الطبيعة.والأنيميزم هو حالة طفولة الوعي البشري. فالطفل عندما يسقطه الكرسي يقوم بضربه. وهو يعتقد أنه أن الكرسي يحس بالضرب والتأنيب !!!!
    وعلى الرغم من كون بعض علماء الأديان يرجعون بعض الديانات البدائية إلى نزعة الأنيميزم

    اقتباس:
    اقتباس:
    لاحظ أن الدليل الأول عن الكوارث والمعجزات يشير إلى العقلية نفسها..

    نحن لا ننسب القصدية والغائية إلى فعل تلقائي للمادة ، بل ننسبها إلى خالقها . وأنا مضطر لأن أكرر لزميلي القبطان أن اعتراضه بالأنيميزم لا يصدق على المعتقد الأسلامي ،بل تصدق على المعتقدات الدينية البدائية.
    ثم أضيف إن الموقف الألحادي هو الذي يكون مضطرا في لحظات معينة إلى القول بالأنيميزم ليفسر ظواهر وجودية لا سبيل إلى تفسيرها إلا بافتراض وجود وعي يحرك الظاهرة.
    لنتأمل المأزق الذي سيسقط فيه الفكر الألحادي في ما سيعبر عنه زميلي القبطان :

    يقتبس قولي:
    إن إنكار وجود الخالق يجعل العالم الملحد يسقط في مأزق التفكير الخرافي رغما عنه ، وذلك عندما يصطدم بدلائل الغائية في الوجود ويحاول تفسير هذه الغائية ،لنتأمل مثلا تفسير لامارك لظهور القرون في بعض الحيوانات :

    لقد فسر لامارك ظهور قرون عند بعض الحيوانات بوجود شعور داخلي يسكن الكائن الحيواني ،شعور يسكن كينونته العضوية. فيجعل هذه الكينونة تفرز وتكون من الأعضاء ما يحتاجها الكائن !!!

    أليس هذا نوع من الأنيميزم ، أليس هذا إضفاء للوعي على الظاهرة المادية والعضوية؟؟ أليس هذا تعبيرا عن سقوط في الوعي الطفولي ؟ ألا يتساوى هذا التفكير "العلمي" مع تفكير الطفل الذي يضرب الكرسي ويؤنبه؟
    إن السلوك الغائي لظواهر الوجود نفسرها بوجود خالق عالم نظمها ، واستثناء وجود الخالق يجعل بعض التوجهات الإلحادية مضطرة لتفسير الغائية بوجود وعي ساكن داخل كينونة الوجود.

    ثم يعقب :
    اقتباس:
    اقتباس:

    هل لامارك ملحد؟
    وهل آلية توارث الصفات المكتسبة التي اقترحها هي ما يقبله العلم اليوم؟

    ولكن استشهادك بلامارك يوضح التطور في التفكير الذي أقصده.
    من تفكير غائي، إلى تفكير يبحث عن الآليات والعلاقات بين الأمور.
    أما إسقاط الغائية على كائن خفي، لا يمكن إلا أن نتكهن غاياته.
    فهي بالفعل لا تختلف كثيرا عن مثال الكرسي الذي اقترحته.

    وأتساءل :
    هل قلت أنا إن لامارك ملحد ؟؟؟؟ انا استحضرت نظريته بوصفها تفسيرا علميا يدل على الأنيزميزم ، وهو التفسير الذي استعارته من لامارك كتابات إلحادية ، من بينها مطبوعات دار التقدم الحمراء .

    حذاري من الدجاجة فقد هزمت المنطق الألحادي
    لكن إذا لم تجد في نظرية لامارك ما يفيد في إرغام الموقف الألحادي على القول بالأنيميزم ، سأدلك على موقف آخر سقط فيه زميل عزيز علي يسمى القبطان تأمل تعقيبه الذي يعبر عن حيرته أمام فعل دجاجة
    قلت له :
    من بين الحدوس العلمية ما خطر لأحد العلماء فيي القرن التاسع عشر حين تساءل لماذا نترك الدجاجة تحتضن البيض بطريقتها الطبيعية ؟ لماذا لا نسرع عملية الأنتاج فنستفرخ البيض بلا حضانة الدجاج وذلك بوضع البيض تحت نفس الحرارة التي يحصل عليها عندما تجلس عليه الدجاجة .
    وكذلك كان ، فوضع البيض تحت التجربة ففشلت ولم تفقس بيضة واحدة.
    وهنا نبهه أحد المزارعين العاملين في المزرعة بأنه لم يستحضر كل عناصر التجربة فالدجاجة خلال الحضانة لا تعطي الحرارة للبيض فقط ، بل تقوم أيضا بحركة غريبة وهي قلب البيض برجليها بين لحظة وأخرى .
    وفي الوهلة الأولى رفض العالم أن يقوم بقلب البيض ؟ لأن الدجاجة حسب تصوره تقلب البيض من أجل إعطاء الحرارة لكل ناحية فيها ، أما هو فلا يحتاج لذلك لأنه أصلا أحاط البيض بجهاز يشع بحرارة ثابتة تشمل كل أجزاء البيضة . واستمر هذا العالم في إعادة التجربة مرات ، وينتهي إلى الفشل في كل مرة ، ثم كان أن حدث أحد زملائه بالتجربة ،فحدس هذا الأخير سبب الفشل في كونه إذا لم يقلب البيض فسيموت الكتكوت لأن الجاذبية الأرضية تجذب الغذاء/الحرارة ، فتترسب المواد الغذائية في الجزء الأسفل من جسم الفرخ ، فإذا ظل دون قلب و تحريك فإن أوعيته تتمزق.
    فتلك العملية الغربية التي تقوم بها الدجاجة هي الطريقة الوحيدة لتخطي مشكل الجاذبية .
    وأعاد التجربة وقام بقلب البيض فنجحت حيث تم تفقيس البيض بنجاح. ومنه نتج لنا هذا الدجاج الأبيض...
    فهل يمكن إنكار الغائية في سلوك الدجاجة هذه ؟
    وهل بإمكاننا أن نفسر : من أين للدجاجة أن تفهم جاذبية نيوتن؟
    نحن أمام تفسيرين :
    التفسير الألحادي : وهو أن الدجاجة تسلك صدفة.
    لكن هذا التفسير لا يقبله العقل ،لأن الصدفة لا تتكرر على هذا النحو المنتظم والدائم.
    ولا يمكن القول بأن الدجاجة واعية بما تفعل وإلا سيسقط الموقف الألحادي في موقف مضحك . وهو ما أسميته بموقف الأنيميزم التي ينزلق إليها الإلحاد.
    ثم كيف تعي الدجاجة ما تفعل ونحن لا نرى طريقة اكتسابها لهذا الوعي ، فالدجاجة حتى ولو لم تر غيرها من الدجاج يقوم بهذا السلوك فإنها تهتدي إليه بذاتها تلقائيا ودون تجربة ولا "تفكير".

    أجاب زميلي :

    اقتباس:
    اقتباس:
    الدجاجة، اليوم، تتصرف بهذه الطريقة لأن هذا السلوك مبرمج في مورثاتها.

    تعليق :تأمل ما يقوله زميلي القبطان !!!!
    أليس هذا هو بالضبط ما كان يعيبه علي قبل قليل عندما استحضرت له نظرية لامارك ، عن أن القرون تنبعث في رأس بعض الكائنات الحيوانية !! محددة في موقعها المناسب بالضبط ؟
    أليس لامارك ينسبها هو أيضا إلى فعل مورثات؟!
    صحيح إن لامارك يضيف الوعي داخل الكينونة العضوية ، وزميلي القبطان يستثني الوعي ، لكن هل كان موقفه هذا أفضل من موقف لامارك ؟؟؟؟
    لنتأمل تفسير زميلي لفعل الدجاجة :
    يقول
    اقتباس:
    اقتباس:
    فهي لم تتعلم ذلك، وهي ستتصرف بهذه الطريقة حتى ولو لم تر أي دجاجة غيرها.
    بل هي لا تملك من أمرها شيئا، ولا تستطيع التصرف غير ذلك، حتى وإن وضعنا لها بيضة من الجص عوضا عن البيضة الحقيقية.
    إنما هي مثيرات حسية معينة، لون أو شكل أو صوت معين، تستدعي سلوكا مبرمجا معينا يتم تنفيذه بشكل آلي.

    هذا يوضح كبداية "آلية" السلوك المذكور.
    إذا الدجاجة ليست صاحبة الغاية، وعبر هذا المثال لم نعثر بعد على أي صاحب غاية غير الانسان الذي يراقب الدجاجة.


    اقتباس:
    اقتباس:
    كبداية، الدجاجة التي لا تقلب بيضها (في هذا المثال)، لن يفقس بيضها وستنقرض.
    وتكفي الصدفة هنا لتنشئ دجاجا يقلب بيضه وآخر لا يقوم بذلك، لنرى أن الذي يقوم بهذا السلوك هو الذي يبقى وهذا ما نلاحظه.
    .......

    إذن الصدفة أنشأت دجاجا يقلب بيضه !!!!!!
    ألم أقل لك قبل قليل : إن الصدفة مفهوم يستعمله الملحد لكي لا يفكر؟!!!!!
    اتفق معي زميلي القبطان في أن الدجاجة لم تفعل في سلوكها هذا وفق وعي!
    نحن متفقين على ذلك.
    لكن نحن مختلفين في مسألة لماذا تفعل هكذا ؟
    إذا كانت ثمة مورثات تضطرها إلى هذا الفعل ،هل يجب أن ننكر الغائية في هذا الفعل، إن الأمر يتكرر في كل الدجاج وفي كل المناطق !
    ألا يثير هذا التفكير في كون الخلق والحياة منضبطة وفق نظام محكم وغائي.
    زميلي القبطان مضطر لكي ينفي الغائية وهو يتشبث بالنظريات الفزيائية ،لكنه للأسف هو في موقفه هذا ملكي أكثر من الملك! وهو يقول في تفسير ظاهرة الحياة ما لم يقل به حتى العلماء الفزيائين الرافضين للغائية في الكون. حيث رغم رفضهم هذا يعترفون بوجود الغائية في ظاهرة الحياة :
    لننصت إلى العلماء :
    يقول فرنسوا جاكوب :
    "بقدر ما ينكشف لنا مدى تعقيد تركيب هذه الكائنات ، بقدر ما تزداد صعوبة إرجاع خصائصها إلى مجرد قوى ميكا###ية "
    ثم لنرجع أيضا إلى كلود برنار الذي رغم كونه من أنصار النزعة العلمية اعترف بأن تعقد الظواهر البيولوجية يدفع إلى الاعتراف بأن في الطبيعة فكرة موجهة هي المسؤولة عن التناسق والانسجام الملحوظ في البنيات العضوية.

    يتبع ....





  5. #35

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    تابع رد حاتم3 :

    تبريرات إضافية

    أما ما أسماه بالتبريرات الأضافية التي أعاد فيها الزميل القبطان فكرته عن مسألة الحساب غدا يوم القيامة وعن عدد الذين لم يصلهم الأسلام ، فقد قلت وأعيد : إن مسألة الحساب وما يسمى بأهل الفترة ، ومن لم يصلهم رسول .. فهذه كلها قضايا متروكة لله ونحن ليس من حقنا ولا من اقتدارنا معرفيا على الأحاطة بما سيكون يوم القيامة وكيفيات الجزاء ..
    ، وأما فيما يخص مسألة القدرة الألهية ، والسؤال المكرور : هل يستطيع الله خلق صخرة لا يقدر عن حملها ،
    فقد بينت عبثية السؤال بكونه يؤول في النهاية إلى ما يلي :
    هل يستطيع الله تعجيز ذاته ؟
    فالسؤال في حقيقته لهو وعبث .
    فنحن هنا لا نقاش القدرة الألهية ،بل نحن هنا نناقش هل الله موجود أم لا ؟
    ولا أرى أن سؤال هل وجود الله موقوف بحثه على بحث قدرة هذا الأله على خلق حجر لا يستطيع حمله ؟!!!!
    وللمعلومة فقط :
    إن سؤال خلق الحجر الذي طرحه الزملاء هنا تابعت النقاش فيه في أشهر منتدى إلحادي أمريكي .. وصدقني لا أجد فيه سوى سفسطة لفظية .
    نحن هنا نناقش وجود خالق للكون. وإذا كنت تتشبث بشرط أن يخلق هذا الخالق حجرا لا يستطيع حمله ،فإنني أستطيع أن ألزمك بنفس منطقك ، فأقول:
    بسيطة إنه قادر على خلق حجر لا يستطيع حمله ولكنه لا يريد أن يخلقه!!!!!
    وهكذا أرد على اعتراض من الملحد بمفهوم القدرة ، بجواب مفهوم الأرادة!
    لكنني في العمق أستشعر ان هذه مجرد لعبة أطفال وقد قلت في ردي السابق أنا لو تأملنا السؤال ستنفضح حقيقته ،فهو يؤول إلى سؤال طفولي :
    هل يستطيع الله تعجيز نفسه؟؟؟
    سؤال عبثي بكل المقاييس ! وهو دليل آخر على أن الموقف الألحادي موقف عبثي يعشق أسئلة العبث!

    وبعد التعليق على التعليقات التي كتبها زميلي القبطان ، أنتقل إلى

    ثانيا :نقد الأسس الفكرية للألحاد وكشف مزاعمه العلمية .

    من بين الردود التي تكررت كثيرا في ثنايا مداخلات الزميل القبطان قوله بأن موقفه الألحادي هو موقف يحترم العلم ويقف عند حدوده ،بينما الموقف الأعتقادي الأيماني هو موقف لا علمي ، ثم استحضر في مداخلته الأولى الفلسفة الوضعية لأوجست كونت قائلا :
    اقتباس:
    اقتباس:

    لا شك في أنك تناشد العقول التي اعتادت على التربية الدينية، وليس على العمل العلمي.
    لأن في إجابتك تعليق للعقل والتفكير والبحث عن الظواهر وعلاقاتها ببعضها.
    فمن اعتاد على البحث عن "آليات"، و"انتظامات"، و"نماذج رياضية" ليصف بها الطبيعة، ثم يتحقق من هذه النماذج عبر التجربة والملاحظة، لن يقتنع بهذه السهولة بفكرة القوة العاقلة.
    ...

    يقول عالم الإجتماع أوغست كومت:
    "هناك ثلاثة مراحل في المعرفة تمر بها كل العلوم أثناء البحث عن الفهم.
    المرحلة الدينية، أي مرحلة التفسير بنسب الأحداث والظواهر إلى إرادة وقصد يشبه قصد الإنسان وإرادته (روحانية الطبيعة، وحتى الأديان التوحيدية).
    ثم تأتي المرحلة الميتافيزيقية، أي تفسير الأشياء بجوهرها، بأسباب وآليات غير شخصية، ولا محل للإرادة أو القصد فيها.
    في المرحلة الأخيرة يصبح هدف البحث العلمي هو وصف التشابه والتتالي دون الحاجة إلى افتراض أي جوهر خفي".


    ثم يؤكد ضمنيا أنه قد انتقل إلى المرحلة الوضعية بينما أنا لازلت ضمن المرحلة اللاهوتية حيث يقول :

    اقتباس:
    اقتباس:
    يبدو أن حوارنا هو بالدرجة الأولى عن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية.


    ثم ارتكز من جديد على الوضعية الجديدة – على الرغم من كونه صرح بكونه لا يهمه الأنتقاد اللاحق الذي وجه إليها – وذلك عندما رد علي فأحال على فتجنشطين.واعتبر أن الوضعية المنطقية :

    اقتباس:
    اقتباس:
    مدرسة قدمت خدمة كبيرة في كبح قصور الهواء الميتافيزيقية، وإن تكن الصعوبات التي واجهتها تتعلق بوضع مقاييس مناسبة للتفريق بين المقولات ذات المعنى واللغو

    .
    وبناء على ما سبق نلاحظ أن الموقف الذي عبر عنه زميلي وكرره في كل حين هو أن المعتقد الألحادي معتقد علمي يقف عند حدود النتائج العلمية ،بينما الموقف الأيماني هو موقف لاعلمي.
    ثم دعانا في نهاية مداخلته الثانية إلى أن ننتقل من الحالة العقلية اللاهوتية إلى الحالة العقلية العلمية ، مستندا في دعوته على أوجست كونت كأساس فلسفي يدعم به أطروحته.

    لذا من المناسب أن نقف عند هذا الزعم ونناقش هذا الأساس الفلسفي الذي استحضره زميلي ، وأمهد لذلك بالسؤال التالي :
    هل الموقف الألحادي حقا موقف علمي ؟
    إلى أي حد تعبر الوضعية الكونتية بقوانينها الثلاث عن إشكالية الأيمان والألحاد ، ومامدى صدقية قانونها هذا من حيث التنزيل التاريخي؟
    جوابي على هذا السؤال سيكون بنقد هذا الأساس الفلسفي للألحاد الذي ختم به زميلي مداخلته الثانية.
    ثالثا:نقد الأساس الفلسفي الوضعي للموقف الألحادي

    ثمةفي الثقافة المعاصرة قدر لابأس به من توثين العلم وتأليهه! وهو مزلق فلسفي وفكري أسقط الفكر الغربي في مطبات لا سبيل إلى تخطيها دون إنجاز مراجعة نقدية شاملة لهذا الفكر . ومن بين النماذج الفلسفية المؤلهة للعلم فلسفة أوجست كونت التي رغم كونها من مخلفات بداية القرن التاسع عشر،فهي لاتزال تحتفظ براهنيتها على مستوى الثقافة الشائعة المهووسة بالنموذج العلمي.هذا على الرغم من تطور العلم ،وانفلاته من المنظور الكلاسيكي واختلال ميتودلوجيته التجريبية القائمة على مفاهيم الملاحظة بمدلولها الحسي.
    يندرج مفهوم العلم عند أوجست كونت ضمن تصور معرفي عام ، يتمثل في قراءته لمجمل التطور الفكري البشري ، حيث يحتل العلم عنده موقع التتويج في السياق العام لهذا التطور ، ويتحدد باعتباره مؤشرا على نضج البشرية ، واكتمال نموها العقلي ، وذلك بفعل تطورها وانتقالها من المرحلة الدينية ، حيث كان التفكير يفسر ظواهر الطبيعة بعوامل ما ورائية مفارقة للمعطى الطبيعي ، إلى المرحلة الميتافيزيقية ، حيث كان التفكير في لحظة مراهقته يفسر ظواهر الطبيعة تفسيرا ماهويا فلسفيا ،ليس بإرجاعها إلى علل مفارقة ، بل إلى علل محايثة ، تمثلت في الجواهر والماهيات ، وانتهاء بالمرحلة الوضعية التي يصل فيها العقل البشري إلى مستوى نضجه – حسب كونت- فيتخلى عن الأسئلة الميتافيزيقية ، ويدرك إستحالتها ، ويفكر في المعطى الطبيعي ، ليس بمفهوم العلة المحايثة المجردة ، و لابمفهوم العلة المفارقة بل بمفهوم علائقي يدرس العلاقات السببية الرابطة بين الظواهر دراسة علمية ، تخلص به إلى بناء قوانين منسوجة في لغة علمية ، مخلفا خلفه تلك اللغة الأفلاطونية الميتافزيقة المشغولة بالماهيات و الجواهر.

    فالعلم عند كونت يتسم بخاصية منهجية تقطع مع الأساليب التي انتهجها الفكر الإنساني من قبل ، فإذا كانت الفلسفة تدرس الظواهر متقصدة الكشف عن ماهياتها ، وإذا كان وجود العلم في الفلسفة الأفلاطونية والأرسطية يرتهن بالحد الكلي الماهوي ، فإن العلم عند كونت ، وكذا في الفكر العلمي الكلاسيكي ، يرتهن بالضبط بتجاهل هذا المطلب " الميتافيزيقي " مطلب الحد الماهوي ، والإقتصار على ملاحظة الظواهر وتفسيرها ، لا من خلال تعليلها بردها إلى علل أولى ، وإنما برد بعضها إلى بعض ، أي باكتشاف العلاقات الناظمة بينها.
    فمن تحديد العلل الأولى إلى تحديد القوانين ، ومن بحث ماهيات الأشياء إلى وصفها والكشف عن علاقاتها ، ترتسم نقلة إبستمولوجية كبيرة ، في تحديد مفهوم العلم ووظيفته . ويأتي الحل الوضعي لإشكالية علاقة العلم بالفلسفة ، كحل ينادي بتجاوز الفلسفة والدين معا، مادام سياق التطور الطبيعي للفكر البشري يحتم هذا التجاوز ، ويؤكد ضرورته . وتجاوز الفلسفة في المرحلة الوضعية ، ليس فقط تجاوزا لمفهوم الفلسفة كمعرفة شمولية كلية ،بل أيضا تجاوز أسلوبها المنهجي في التفكير، و إستهجان نمطها في الاستفهام و التساؤل .

    فالسؤال الذي يسود اللحظة الوضعية هو سؤال الكيف ، لا السؤال الفلسفي والديني (لماذا؟ ). وتغييب هذا التساؤل الأخير لا يتأسس في الفلسفة الوضعية ، وكذا عند دعاة الإتجاه العلموي ، على تحديد لمفهوم العلم فقط ، بل يتأسس أيضا على تحديد لطبيعة العقل البشري ، إذ يرى النزوع الوضعي العلموي ـ مستثمرا النقد الكانطي للعقل ـ أن القدرة العقلية قاصرة عن بلوغ معرفة حقة عبر الاشتغال بهذا النوع من الاستفهامات الماورائية ، أو بعبارة أدق ، عاجز عن الإتيان بحقائق من وراء هذا الاشتغال:

    في سياق هذا النقد لطبيعة العقل يقول كلود برنار : " إن طبيعة عقلنا تنزع بنا إلى البحث عن ماهية الأشياء ، أو أسئلة لماذا . وفي هذا النزوع نقصد هدفا أبعد بكثير من الهدف الذي جعل عقلنا قادرا على بلوغه ؛ لأن التجربة تعلمنا (....) بأننا لانستطيع الذهاب أبعد من سؤال" كيف " ، أي أبعد من السبب القريب ، أو شروط وجود الظاهرة ."

    وهذا التصور الذي يعبر عنه البيولوجي كلود برنار ، والشائع مع الفلسفة الوضعية ، نجد له في واقع الفلسفة جذورا عميقة ، إذ يمكن أن نرى بعض ملامحه في النقد الكانطي لقدرات العقل ، وعند فرنسيس بيكون أيضا ، بل حتى عند العلماء .
    ويرى كونت أن البشرية أفادت من استبعاد المنهج الفلسفي ، واستقلال الحقول العلمية ( الرياضيات ، الفيزياء ، البيولوجيا) عن إطار الفلسفة ، وتخطي أسلوبها في التفكير والمقاربة المتسمة بالتجريد والقياسات المنطقية ، وطلب الماهيات . ولكن اكتمال المرحلة الوضعية يتطلب تمديد المنهج العلمي ، ليشمل المجال الإنساني أيضا ، ومن هنا فضرورة السوسيولوجيا ـ التي أسماها كونت أولا بالفيزياء الإجتماعية هي ضرورة تاريخية ، إذ بها يكتمل للبشرية الانتقال إلى المرحلة الوضعية.

    ومع تأسيس علم الإجتماع ، لن يتبقى للفلسفة موضوع يسوغ وجودها سوى التنسيق بين مختلف التخصصات العلمية ، ذلك لأن العلوم في لحظتها الوضعية تستشعر نقصا يتمثل في جذرية انفصال بعضها عن بعض ، بفعل الإغراق في التخصص، الأمر الذي يستوجب حضور الفلسفة ، لكن ليس بطابعها وميسمها المنهجي الشمولي التقليدي و انشغالاتها الماورائية ، بل حضورها يكون محدودا بمهمة جديدة ومتواضعة ، هي التنسيق بين مختلف التخصصات العلمية ،ومن ثم لن يكون في المرحلة الوضعية وجود للفلسفة ، هكذا بإطلاق ، بل فقط وجود ل"فلسفة العلوم" .

    وإذا كان كونت وجد للفلسفة موضعا ولو هامشيا في اللحظة العلمية الوضعية، فإن الدين بمدلوله اللاهوتي يجب نفيه واستبعاده ،لأنه مجرد خرافة!
    لكن هل تحقق حلم أوجست كونت بانتقال البشرية إلى الوضعية وقطيعتها مع المرحلتين السابقتين؟ألا يتعارض موقف أوجست كونت مع حقيقة الكائن الانساني وفطرته الدينية؟ أليس الموقف المعرفي الذي عبر عنه كونت مجرد نزوع علموي متطرف ؟!

    من المفهوم أن تندرج الفلسفة الوضعية لأوجست كونت ضمن الفلسفات العلموية التي لها نزوع نحو تقدير العلم إلى درجة التقديس والتوثين! فقد جاءت في زمن الصناعة وهيمنة النموذج العلمي. وضمن هذا المناخ المعجب بالعلم والمنبهر بمنتجاته تبلور الموقف الفلسفي لأوجست كونت حتى خلص به الأمر إلى أن يقدم رؤية فلسفية للتاريخ الإنساني تقوم على وجود قانون تطوري "حتمي" يتمثل في ما سماه بقانون المراحل الثلاث(المرحلة اللاهوتية – المرحلة الميتافيزيقية- المرحلة الوضعية).

    ما هي درجة صدقيته وتطابق قانون الحالات الثلاث مع لحظات تطور تاريخ الإنسان ؟ وما مدى صدقية تصوره القائل بأن الاعتقاد الديني هو لحظة قابلة للتجاوز في الصيرورة التاريخية للفكر الإنساني ؟

    من الملاحظات التي استوقفت علماء الأنثربولوجيا وكذا دارسي تاريخ الأديان أن الاعتقاد الديني أمر لصيق بالكائن الإنساني. وهذا ما تجسده المقولة الشهيرة المنسوبة إلى المؤرخ الإغريقى بلوتارك:" لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور... ومدن بلا مدارس ... ولكن لم توجد أبداً مدن بلا معابد ." فأمام استقراء واقع الحضارات وأنساقها الثقافية لوحظ هذا الحضور الدائم للتدين بطقسه ومفاهيمه ،الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل

    لماذا تدين الإنسان ؟ ما سبب هذا التلازم بين وجود الإنسان وتدينه؟

    إن تعليل ظاهرة الاعتقاد الديني عند كونت تعليل أراه قاصرا ،لأنه جعل وجود هذا الاعتقاد مشروطا بمرحلة ، بينما هو مسألة محورية في التفكير والوجدان الإنساني . فالكائن البشري كائن متسائل ،يستفهم عن سبب وجوده وكينونته وسبب وجود هذا الكون من حوله. وهو استفهام فطري نجده لصيقا بالإنسان كيفما كان مستواه المعرفي. فأسئلة أصل الوجود الكبرى مثلما يطرحها الفيلسوف يطرحها الطفل الصغير أيضا ،الأمر الذي يؤكد أنها لصيقة بالطبيعة الإنسانية ولا يمكن تخطيها وتجاوزها.

    ولذا فالخطأ الأكبر الذي وقع فيه أوجست كونت هو النظر إلى هذه الحالات الثلاث بوصفها لحظات تتابع تقطع كل لحظة تالية مع سابقتها، وهو بذلك لم يدرك أنها تدل على أبعاد أنطلوجية في كينونة الإنسان ونفسيته فضلا عن تجربته الثقافية. إنها ليست لحظات تطور للوعي البشري بل هي أبعاد تكون "ماهية " هذا الوعي وطبيعته. فالنزوع الديني ليس نقصا في فهم الطبيعة حتى يتم تخطيه بتحصيل الفهم العلمي الوضعي ، بل إن السؤال الديني هو أكبر وأوسع وأعمق من أن يجاب من قبل الحقل المعرفي العلمي.فطبيعة السؤال الديني من الناحية الابستملوجية لا يمكن نفيه من مدخل المعالجة العلمية التجريبية ، وذلك لأن سؤال العلم هو سؤال كيفي جزئي،بينما السؤال الديني هو سؤال تعليلي غائي كلي... فالعلم يكشف لنا عن انتظام العالم وتعالقات ظواهره ، وأسبابها ،لكنه بتحديده لأسباب الظواهر الكونية ليس بإمكانه أن ينفي وجود مسبب لهذه الأسباب. فالسؤال عن الخالق لا يمكن نفيه بواسطة العلم ،بل إن التفكير العلمي يدفع نحو توكيد وجود الخالق بما يستكشفه كل يوم من مساحات هذا الكون.والانتقال من وجود الكون إلى الاستدلال عن خالقه هي نقلة مبررة عقلانيا ،على عكس ما يريد زميلي القبطان أن يوحي به ،لأنها تقوم على عملية استنتاجية مقبولة منطقيا. والمزلق الكبير الذي وقع فيه الزميل القبطان هو ذات المأزق الذي وقع فيه أوجست كونت باعتقاده أن تفسير ظواهر الكون يلغي طلب تعليل الكون ذاته .في حين إن تفسير الكون بالكشف عن العلاقات الناظمة بين ظواهره يزيد من معقولية الإجابة الدينية ، ويفضح زيف الإجابة الإلحادية.

    ثم إن هذا الفارق الجوهري في طبيعة السؤال الذي يشتغل به العلم ،أي سؤال الكيف يفضح كل مسلك لإلغاء الدين والاكتفاء بالإجابة العلمية ،لأن الإجابة العلمية لا تسد حاجة الفهم الأنطلوجي ،أي الحاجة إلى فهم لم وجد الوجود ابتداء؛ بل إن منتهى ما تصل إليه الإجابة العلمية هو سد الحاجة إلى فهم كيفية تعالق مكونات الوجود وانتظامها ،لا تعليل سبب وجود هذه المكونات ابتداء. ومن ثم فالقول بالاكتفاء بالإجابة العلمية واستبعاد الدين هو مسلك مغرض يزيف حقيقة السؤال الديني .

    ثم ثانيا : إن قانون الحالات الثلاث يكذبه واقع الاستقراء التاريخي ،فالبشرية لم تنتقل من المرحلة الدينية إلى الفلسفية ثم العلمية ،فحتى لو استحضرنا التاريخ الأوربي ،الذي اعتمده كونت دليلا على نظريته، سنلاحظ أن المرحلة الفلسفية / الميتافزيقية (مع اليونان)جاءت بعدها ألف سنة من القرون الوسطى كانت دينية لاهوتية !!فكيف نقول بالانتقال المرحلي داخل تاريخ الإنسانية على هذا النحو الآلي الميكا###ي؟!

    ثم ثالثا : إن المرحلة الوضعية بنهجها العلمي التي يزعم كونت أنها جاءت لاحقة لكل ما سبق هي أيضا مشكوك فيها. فالتفكير بمدلوله العلمي لم يولد مع ميلاد المنهج التجريبي في القرن السابع عشر ولا ولد مع ميلاد المنهج الرياضي من قبل ، بل ثمة دراسات معاصرة على قدر كبير من الوجاهة الأبستمولوجية تؤكد أن قواعد التفكير العلمي موجودة حتى عند الإنسان البدائي !! إذ لم يكن يفتقر إلى القدرة على التفكير العلمي ولا الاشتغال بمنهجيته ، بقدر ما كان يفتقر إلى التراكم المعرفي . وهذا واضح في أعمال موسكوفيسي وخاصة في تحليله الرائع لتقنية إشعال النار عند الإنسان البدائي.الأمر الذي يؤكد أن التفكير العلمي والديني والفلسفي ليس أنماط تفكير مشدودة إلى صيرورة لحظات تطورية كل لاحق منها يلغي سابقه ،بل الأمر أعمق من هذا ، فليس الأمر صيرورة تاريخية تتسم بالقطائع ومحكومة بآلية التجاوز بل الأمر أشبه ما يكون بهيمنة لنمط في التفكير في لحظة أو عصر من العصور. فقد يهيمن التفكير الديني في عصر ما ،وقد يهيمن التفكير العلمي في عصر آخر ،لكن دون أن يعني أن هيمنة هذا النمط يؤدي إلى زوال نمط التفكير الديني وانتفائه.

    ثم رابعا ، واستمرارا في انتهاج منهج الاستقراء ، نرى أن التاريخ في سياق تطوره ، لم يؤكد نبوءة أوجست كونت فالمرحلة الوضعية التي أعلن عن ميلادها واكتمال نموها بتأسيسه للسوسيولوجيا في القرن ال19 لم تستطع إنهاء الاحتياج إلى الاعتقاد الديني.

    ثم خامسا :إن ما يؤكد استمرارية وضرورة الدين للكائن الإنساني أن أوجست كونت نفسه سيضطر في نهاية حياته إلى أن يبحث للمرحلة الوضعية عن ديانة ، ورغم كونه صاغ ديانة وضعية سماها "ديانة الإنسانية" ، فإن اصطلاحه عليها بلفظ الدين ومفاهيمه يؤكد قوة التجربة الدينية واستمراريتها. وتلك إحدى مفارقات كل فلسفة إلحادية تتنطع إلى إلغاء الدين من حياة الإنسان. وهنا يصح أن نكرر مقولة موريس بلوندل "ليس هناك ملحدون بمعنى الكلمة "، ونرى بناء عليها أن عودة كونت في آخر تطوره الفكري إلى البحث عن ديانة تليق بالمرحلة العلمية الوضعية دليل على كون الدين حاجة ملازمة لكينونة الإنسان وليست لحظة في صيرورة تطوره التاريخي محكومة بمنطق التجاوز.
    وخاتمة القول :
    يمكن أن ألخص الاستلالات التي عرضها زميلي في ما يلي :
    1- لم يقدم استدلالات مباشرة على الموقف الألحادي بل ركز على نقد أدلة الموقف الأيماني.
    2- ثم لما طالبته بالدليل انتقل من موقف إلحادي إلى موقف لاأدري .وخلال نقاشنا رد زميلي على استدلالي بوجود الله بدليل نظام الكون ،بمحاولة نفي ظاهرة النظام حينا بالقول بنظرية الفوضى الكوانتية ، وحينا بلا أدري عندما أستدل بظواهر الحياة ، وحينا ثالثا بالتراجع عن نظرية الحدوث إلى نظرية النوسان ، وحينا رابعا برفض الحدوث من مدخل أنه لم يكن قبله زمن ، وحينا خامسا بالقول بالحدوث لكن مع تناظر زمني على طريقة ستينجر....
    الأمر الذي جعلني أنتقده ناعتا إياه بالقفز على المناهج والنظريات ، وعدم إعلانه عن موقف منهجي محدد يصدر عنه.
    بل المرة الوحيدة التي عبر فيها بصريح العبارة عن موقف منهجي
    ناقضه مناقضة واضحة حيث قال
    اقتباس:
    اقتباس:

    المنهج الذي افترضه بسيط، وهو أننا ننطلق من الفرضية الصفرية.
    أي أننا نفترض أن "أصل الأشياء العدم"، وأن البينة على من ادعى.

    لكنه قبل ذلك نفى مقولة العدم تماما حيث قال :

    اقتباس:
    اقتباس:
    هذا الكلام ممكن، فمجموع الطاقة والمادة في الكون صفر أو قريب منه.
    ولكن افتراض العدم كبديل عن ذلك المجموع غير مبرر.

    وهو اختلاط منهجي غير مبرر!!!
    لكن إذا اكتفينا بإمساك تصريحه بحدوث الكون من عدم ، مادام عبر عنه بقصدية واضحة بوصفها فرضيته المنهجية ،فإنه بغض النظر عن وجود النظام من عدمه ،يبقى السؤال المستفز للعقل الألحادي :
    هو كيف ظهر الوجود من اللاوجود ؟
    لماذا انبثق الكون من عدم وكيف ؟
    وبناء على صيرورة حوارنا أرى :
    أن الأيمان بوجود قوة عاقلة خلقت الكون ليست فكرة خرافية ،بل هي فكرة معقولة ومستساغة ،بل إن إمعان الفكر في الجواب الألحادي بكون الوجود وجد من عدم بلا سبب ولا خالق هو ما يمكن أن يدرج ضمن الخرافة.

    وإلى جميع الزملاء ، وعلى رأسهم قبطان المنتدى ، الذي سعدت بتجاذب الحوار معه ، وافر التحية والتقدير.





  6. #36

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    على هذا النحو تنتهي المناظرة بين حاتم3 و الملحد القبطان . و للتذكير فإن " حاتم3 " ليس إلا الباحث الأكاديمي المغربي د. الطيب بوعزة ، فجزاه الله خيرا على رده العلمي المنهجي على الملحد القبطان الذي نتمنى له الهداية . و يبقى للإخوة الأعضاء التعليق على ما ورد في هذه المناظرة الرائعة بحق . و أعتذر مسبقا على الأخطاء التقنية التي وقعت مني في نقل وقائع هذه المناظرة ، و السلام عليكم و رحمة الله .





 

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بيان من "الدعوة السلفية" بشأن "30 سبتمبر"، و"6 أكتوبر"
    بواسطة الهزبر في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2011-09-28, 10:56 PM
  2. تسجيل منسوب للقس داوود لمعي يصف فيه "يعقوب" و"يسوع" بأنهما "أشقياء
    بواسطة جمال المر في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-04-14, 01:42 AM
  3. بعد أزمة "وثيقة يهوذا" التي تخالف الأناجيل المتداولة.. حواس "يصالح" الأقباط
    بواسطة أسد هادئ في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-04-02, 02:17 PM
  4. صفحة للتعليق على مناظرة الضيفة "ماري" والاخ "المهندس احمد إمام"
    بواسطة صل على الحبيب في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 2008-10-29, 05:10 PM
  5. صفحة للتعليق على مناظرة الضيفة "كويتية وأفتخر" والاخ "أبو حمزة السيوطي"
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 2008-10-28, 04:11 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML