ثانيا هو ينكح ميتة فى القبر
شل لسان من زعم وأني أعلم أنه قد قيل لك ودليله أنك جئتينا مستفسره !

الرواية كما ذكرتها كتب السنن :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

بينما نحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ إذ أتى آت ، فقال : يا رسول الله ! إن أم علي وجعفر وعقيل قد ماتت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

"قوموا بنا إلى أمي" . فقمنا وكأن على رؤوس من معه الطير . فلما انتهينا إلى الباب ؛ نزع قميصه ، فقال :

"إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها" . فلما خرجوا بها ؛ جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة يحمل ، ومرة يتقدم ، ومرة يتأخر ، حتى انتهينا إلى القبر ، فتمعك في اللحد ، ثم خرج ، فقال :

"أدخلوها باسم الله ، وعلى اسم الله" . فلما أن دفنوها قام قائماً ، فقال: جزاك الله من أم وربيبة خيراً، فنعم الأم، ونعم الربيبة كنت لي فقلنا له - أو قيل له - : يا رسول الله ! لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط ؟! قال :

"ما هو ؟" . قلنا : نزعك قميصك ، وتمعكك في اللحد ؟! قال :

"أما قميصي ؛ فأردت أن لا تمسها النار أبداً إن شاء الله . وأما تمعكي في اللحد ؛ فأردت أن يوسع الله عليها قبرها".

وفي رواية أخرى تقول ـ أيضا ـ أن اضطجاعه صلى الله عليه وسلم في القبر، كان قبل دخول زوجة عمه فيه: « ... فلما بلغوا اللحد، حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأخرج ترابه بيده. فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه، ثم أدخلوها القبر، هو والعباس، وأبو بكر الصديق»

فهل تعلم ضيفتنا من كانت هذه المتوفاه أولا ؟ فإن كان لا فأنت عرضت علينا شئ لا علم لك به وان كان نعم فهل يتقبله عقلك ؟ فأما الميته فقد كانت زوجة عم الرسول وأم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فماذا فعل الرسول الكريم لما سمع الخبر أي خبر وفاة زوجة عمه التي كانت في منزلة أمة ، فقد ربته أم عقيل بعد أن أنتقلت أمه الى بارئها وكلنا يعلم تكفل عمه أبو طالب ونصرته لوقت ليس بقليل بعد البعثة ، فهي من كفلته وهي من ربته فكان جزائها أن خلع قميصه وأمر أن تكفن فيه فكان هو الثوب الذي غطيت به ولحدت به ، وعند وضعها في القبر سبق صلى الله عليه وسلم الى موضع دفنها و وأضطجع فيه أي رقد في الموضع الذي سيستقر فيه جسدها وعلل ذلك بما في الحديث لما ساله الصحابة عن سبب ذلك وهذا دليل على أن هذا الأمر كان على مرأى ومسمع من الصحابة الكرام ، فلو حضرتك نظرتي الى اللحد لوجدتيه حفرة في الأرض يلتف حولها المشيعون للميت ....

فلو حمل أنه حمل على لفظ الأضطجاع على أنه الجماع قلت انه من ضلال من أثارها فصار بلا عقل ولا علم حتى جعل من نفسه أضحوكة فالإضطجاع هو الرقود ومثله قول عائشة " كانت ضجعة رسول الله من أدمٍ حشوها ليف" والمراد ما كان يضطجع عليه ، ومنه قوله تعالي " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُون َرَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" [السجدة: 16]

لن أخاطب الا عقلك أنت ودعينا ممن زرع هذه الشبهات في عقلك ، ما وجه الغرابة في أن يضطجع الرسول في قبر من كانت في منزلة أمه رحمة بها ودعاءا لها ؟