صفحة 5 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 76
 
  1. #41
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الزملاء الأكارم, تحية طيبة, وبعد:

    أما بخصوص (ahmed.em):
    · قولك: (بداية, أفهمني معنى التنطع حتى لا أقع فيه, أم أنه للتوبيخ فقط؟ ويبدو أنك نسيت المقدمة التي بدأت بها حديثي معك بالصبر علي):
    - لم أنسَ مقدمتك, ولم أقصد التوبيخ, بل أردت لك الخير على سنة: (الشيء بالشيء يذكر), فلقد تذكرت الحديث النبوي من أسئلتك, وبه نصحتك.
    - التنطع هو التشدد, والخوض بما لا يبلغه العقل, والتعمق بالشيء أكثر مما يلزم.
    · قولك: (ثانيا, ما ذكرته في الاستفسار (11) وقع هنا بردك حديثا, المشرف العام قال بخطئك لأنك تريد تنزيه سيدنا محمد فيما تظن):
    تابع ردِّي على المسألة.

    وأمَّا بخصوص (أبو جاسم) و(سيل الحق المتدفق), فأقول:
    ردُّ المتنِ لا يكون بالتعسف, ولا بالافتراض الزائف, بل بالدليل الذي إليه نميل, وبه نقول. وهذه مسألة وقفت عليها كثيرًا, وجردت نفسي من الأهواء؛ لتتضح الأمور, ويظهر النور.
    وسأعرض لكم دراستي المتواضعة للمسألة؛ فإن كان حقًّا فبتوفيق الله, وإن كان باطلا فمن نقصي وتقصيري, والله ورسوله منه براء:
    · لقد شدَّد علماؤنا الأفاضل على من ردَّ الحديث درايةً, ونعتوهم بلفظٍ منهم معهودٍ, فقالوا: (أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث...). ومع هذا, وقفت على النصوص التي تعالج المسألة؛ فثبت لي أنَّ ثمَّة علةً في المتن توجب ردَّه.

    · والآن, نشرع في الحديث:
    1. الحديث ليس بمتواتر, بل هو ظني الثبوت؛ فإن عارض دليلا قطعيًا يردُّ درايةً, وهذا ما كان.
    2. والحديث يتصادم مع الآتي:
    ü ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾, (المائدة: 67).
    - يخبر الله Y أنَّه يعصم نبيَّه محمدًا e من أن يناله الناس_ وخاصة أهل الكتاب _بأذى يحلُّ به مادامت الرسالة لم تكتمل.
    - يثبت حديث السحر ظني الثبوت أنَّ اليهودي لبيد بن الأعصم قد نال من رسول الله e فسحره, وأفلح بذلك, ونجح أيما نجاح؛ إذ إنَّه أنزل به أشدَّ أنواع السحر: «حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ»، وقد علق سفيان على ذلك_ كما في صحيح البخاري _بقوله:(وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا).
    - وعصمة الله نبيه محمدًا e من الناس تقتضي أن لا يفلح لبيد بن الأعصم بسحره محمدًا e؛ لذلك, يردُّ الحديث الظني دراية؛ لأنه معارض للآية الكريمة القطعية.
    - ولنا في (أكلة خيبر) عظة؛ فاليهودية التي سممت الشاة حاولت قتل النبي e ولم تفلح, علمًا أن البشر بن براء مات من ساعته, بينما اليهودي حاول سحر النبي e وأفلح حسب الحديث, وهنا المعضلة.
    - هذا وجه, ووجه آخر: فلعلَّه يخيل إليه أنَّه بلَّغ ما أُمر أن يبلغ, فلم يبلغه على الحقيقة, وبهذا يكون الدين ناقصًا, والواقع مخالفًا للآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾, وهذا باطل؛ لذلك يردُّ درايةً.
    ü ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾, (الأحزاب: 21).
    - يثبت الحديث أنَّ أشدَّ أنواع السحر نزل برسول الله e: «حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ».
    - وهذا السحر يجعل صاحبه في هلوسة, ويهذي هذيانًا, وليس أدلَّ على هذا من لفظ: «يُخَيَّلُ إلَيْهِ», فهو أمارة استحكام السحر بمن نزل به.
    - ومن كانت هذه حاله وتلك صفاته, فكيف تكون لنا أسوة فيه؟ فأفعاله وأقواله e محل تأسٍ وتشريعٍ؛ وهو_ حسب الروايات _مكث أيامًا مسحورًا يهذي ويهلوس: «يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ», وليس هذا مقصورًا على إتيانه النساء, بل هو مثال جال في خاطر أمِّنا عائشة_ حسب الحديث _للتدليل على الحال المزرية التي وصل إليها رسولنا الكريم.
    - وعليه, فالحديث الظني معارض لواقع التأسي والتشريع من حيث كون أفعاله وأقواله محل تأس وتشريع؛ إذ إنَّها هي السنة, إضافة إلى تقريره وصفاته. فمن هذه الجهة, يردُّ دراية.
    ü ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾, (الإسراء: 47).
    - لقد وصف مشركو قريش رسول الله بالمسحور؛ لأنَّ المسحور يكون مغلوبًا في عقله؛ يهلوس, ويهذي, ويتوهم, ويتخيل..إلخ؛ ليقع الطعن بالقرآن الكريم.
    - فنفى الله Y عن نبيه ذلك, فقال: ﴿انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا﴾, أي: العجب كل العجب من دعواهم؛ فالاستفهام بـ(كيف) للتعجب من حالة تمثيلهم للنبيe بالمسحور.
    - والسحر الذي يثبته الحديث الظني للرسول الكريم هو السحر نفسه الذي ينفيه القرآن عنه؛ لذلك يردُّ الحديث دراية.
    ü العصمة في التبليغ: وهي من كلِّ شيء يخل في التبليغ؛ من الكتم أو الكذب أو الوهم. ولما كان السحر الذي نزل برسول الله هو من أشد السحر, فجاز أن يتوهم شيئًا ما من الدين؛ وهذا طبيعي لمن ظفر به السحر. ولما كان الحديث الظني يطعن في العصمة النبوية الثابتة بالدليل القاطع, وجب رده دراية.
    ü أداء الأحكام الشرعية: كما أنه يخيل إليه أنه يأتي النساء فيغتسل وهو ليس بجنب, جائز أن يأتيهن وأن يخيل إليه أنه لم يأتيهن فلا يغتسل من الجنابة؛ فيدخل المسجد جنبا, ويصلي جنبا, وهذه الحالة يتنزه عنها رسول الله e؛ لذلك يرد الحديث دراية.
    3. إذن, ردُّ المتنِ لا يكون بلا دليل, وهذه الأدلة كافية لإثبات أن متن الحديث به علة توجب رده, ولا يترتب على رده أي خلل: لا في العقيدة, ولا في الأحكام الشرعية.
    4. بعض التنبيهات:
    - لم يكن سحر النبي e الوارد في الحديث متعلقًا بهذه الحالة: «حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ», بل هي إحدى عوارض ما أصابه من السحر, ذكرت لتبيان أثر السحر, ليس غير.
    - العصمة في التبليغ توجب أن يعصم النبي e من مرض يذهب عقله؛ فيصبح مجنونًا.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  2. #42
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 32
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    مرحبا بأخينا الفاضل الداعي

    · والآن, نشرع في الحديث:
    1. الحديث ليس بمتواتر, بل هو ظني الثبوت؛ فإن عارض دليلا قطعيًا يردُّ درايةً, وهذا ما كان.
    حجية أحاديث الآحاد عند أهل السنة والجماعة معلومة لا خلاف فيها ، وكلهم يحتج بالحديث الذي يرويه الثقة ، قال الامام البخاري رحمه الله في كتاب أخبار الآحاد من صحيحه : " باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام وقول الله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فلو اقتتل رجلان دخل في معنى الآية وقوله تعالى إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحدا بعد واحد فإن سها أحد منهم رد إلى السنة " .

    فكيف والحديث متفق عليه ، فأخرجه الشيخين البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحهما .

    والحديث قد تناوله من سبقونا ، وشرحوه بما يزيل اللبس ،

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ( هناك ) , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين .
    قال : وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .
    قلت – أي : ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) .
    قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ... .
    وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين " انتهى .
    "فتح الباري" (10/226، 227) باختصار .


    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " هديه صلى الله عليه وسلم في علاج السحر الذي سحرته اليهود به :
    قد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوه نقصاً وعيباً ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع ، وهو مرض من الأمراض ، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما ، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( سُحِر رسول الله حتى إن كان ليخيَّل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن ، وذلك أشد ما يكون من السحر ) قال القاضي عياض : والسحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر ، ولا يَقدح في نبوته .
    وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله : فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ، ولا فُضِّل من أجلها ، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى .
    "زاد المعاد" (4/124) .


    2. والحديث يتصادم مع الآتي:﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾, (المائدة: 67).
    قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾, (المائدة: 67).
    لو تدبرت أول الآية الكريمة ستجد أن العصمة تكون في تبليغ الرسالة ، أي أن الله سيعصمه في تبليغ الرسالة حتى تكتمل ، وهذا يدعم شروحات الأئمة السابقين لا ينافيها ولا يضادها ، وهم أعلم منا بكتاب الله تعالى ومقاصده .

    ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾, (الإسراء: 47).
    المسحور الواردة بالآية الكريمة المقصود بها : المغلوب على عقله بغلبة السحر ، وعلى ذلك استخدمت مسحورا بمعنى مجنونا .
    فهل تغير عقل النبي صلى الله عليه وسلم في أمر تبليغ الرسالة ، هل شرع لنا تشريعات غير معقولة ؟!!!!!!!!!!!

    الاجابة لا ، لأن السحر كان في أمر دنيويا بحتا ليس له علاقة بأمر الدين من الأساس .

    ولنا في (أكلة خيبر) عظة؛ فاليهودية التي سممت الشاة حاولت قتل النبي e ولم تفلح, علمًا أن البشر بن براء مات من ساعته, بينما اليهودي حاول سحر النبي e وأفلح حسب الحديث, وهنا المعضلة.
    بل (أكلة خيبر) تصب في صالح ما ذهبنا اليه
    اذ كون النبي معصوم من جهة تبليغ الرسالة ، تأخر موته بسبب السم ، لأن الرسالة لم تكتمل حينذاك
    فلم اكتملت رسالته ، حينئذ أحس بتأثير السم كما لا يخفى عليك .

    فالنبي صلى الله عليه وسلم أحس بتأثير السم قرب وفاته ، ومات بسببه ، ولم يكن ذلك قادحا في عصمته بل مثبتا له ، لاكتمال رسالته .


    ومن كانت هذه حاله وتلك صفاته, فكيف تكون لنا أسوة فيه؟ فأفعاله وأقواله e محل تأسٍ وتشريعٍ؛ وهو_ حسب الروايات _مكث أيامًا مسحورًا يهذي ويهلوس:
    هيا أذكر لي أي تأسي أو أسوة في تذكر اتيان النساء من عدمه ؟!!!!!!!!!! هذه أمور دنيوية بحتة ، مثلها مثل اصابته بالأمراض أو النسيان أو نحوها ، وهذه الأمور من المعلوم أنها لم تكن في يوم من الأيام قادحة في عصمته .

    أداء الأحكام الشرعية: كما أنه يخيل إليه أنه يأتي النساء فيغتسل وهو ليس بجنب, جائز أن يأتيهن وأن يخيل إليه أنه لم يأتيهن فلا يغتسل من الجنابة؛ فيدخل المسجد جنبا, ويصلي جنبا, وهذه الحالة يتنزه عنها رسول الله e؛ لذلك يرد الحديث دراية.
    هذا من الأوهام لا أكثر ، فلو افترضنا ما تقوله ، لوجدناه لا تخرج عن الحالة الأولى (وهي الاغتسال وليس بجنب) ، لأنه كان يخيل أنه يأتي النساء ولا يأتيهن وليس العكس ، وبذلك بطلت دعواك .

    - لم يكن سحر النبي e الوارد في الحديث متعلقًا بهذه الحالة: «حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ», بل هي إحدى عوارض ما أصابه من السحر, ذكرت لتبيان أثر السحر, ليس غير.
    قد تبين لك أنها أشد العوارض ، وليس أكثر .

    العصمة في التبليغ توجب أن يعصم النبي e من مرض يذهب عقله؛ فيصبح مجنونًا.
    ولم يذهب عقله كما أثبتنا ، بل هي مثل التذكر والنسيان .


    هذا الرد أعددناه على عجالة ، والله المستعان .




    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




  3. #43
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    عندي تعقيب بسيط على الموضوع أطرحه في عجالة

    جواب الأخ الداعي قائم على افتراض التعارض بين آية قطعية الثبوت و بين حديث ظني الثبوت و القطعي مقدم على الظني عند التعارض فيرد الظني و نحن في هذا المقام لا نسلّم له صحة هذه الدعوى .

    خبر الثقة لا يجوز رده إلا إذا قام الدليل على غلطه فيما يخبر و في هذا الحديث لا يوجد ما يدل على خطأ الثقة فيما أخبر .

    ما يتعارض مع العصمة عند الأخ الداعي هو القول (( يخيل إليه أنه يفعل الشئ و لا يفعله )) و ليس في هذا أي مستمسك لمن يرد الحديث فهذه الرواية جاءت هكذا مجملة و بيان هذا الفعل جاء مفصلاً في روايات أخرى بأنه (( كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن )) فدلت هذه الرواية المفصّلة أن السحر يتعلق بهذا الأمر و هذا مرض لا يتعارض مع العصمة فهو صلى الله عليه و سلم بشر كسائر البشر يعتريه ما يعتريهم لأنه يتعلق بالجوارح و الجسد لا التمييز و المعتقد .

    قال القاضي عياض في الشفا (( وقد جاءت راويات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده، وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله فى الحديث : "حتى يظن أنه يأتى أهله ولا يأتيهن" ويروى : "يخيل إليه" بالمضارع كلها : أى يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور ))

    يقول الأخ الداعي ((
    لم يكن سحر النبي الوارد في الحديث متعلقًا بهذه الحالة: «حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ», بل هي إحدى عوارض ما أصابه من السحر, ذكرت لتبيان أثر السحر, ليس غير. ))

    بل الروايات الموضحة بينت هذا الفعل بأنه يرى اتيانه للنساء مع عدم اتيانهن و على فرض تعلق هذا الأمر بأكثر من فعل فهو في حقيقته كما قلنا يتعلق بالجسد و الجوارح لا بالقلب و الاعتقاد .
    كما أن الرواية تقول كان يخيل إليه أنه يفعل الشئ و لا يفعله فإذن هو في حقيقة الأمر لا يفعل و ما دام لا يفعل فهو لم يخرق العصمة لأن خرقها يكون بالفعل حقيقةً و الروايات دلّت أنه لم يكن يفعل بل يتخيل الفعل و لا يفعله و هذا التخيل ما فيه أي محذور فسيدنا موسى عليه السلام خُيّل إليه من سحر السحرة أن حبالهم و عصيهم تسعى .

    قال الله تعالى (( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّل إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ))

    فهؤلاء السحرة سحروا أعين الناس بل وقع هذا التخييل من السحر على موسى عليه السلام فرأى الحبال و العصي أفاعي تسعى فأوجس في نفسه خيفة . فهذه آية قطعية الثبوت يا أخي فهل نردها و العياذ بالله لتعارضها مع العصمة بحسب فهمك الذي ذكرته عن مفهوم التعارض ؟؟؟؟؟

    هذا ما تيسر ذكره في هذه العجالة و إن شاء الله الأخ سيل الحق يتابع معك . و الله الموفق .




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  4. #44
    سرايا الملتقى
    ابو علي الفلسطيني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1274
    تاريخ التسجيل : 5 - 9 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 325
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أكناف بيت المقدس
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكم الله خيرا
    للفائدة
    للعلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى رسالة في رد المطاعن التي في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرابط




    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

  5. #45
    سرايا الملتقى
    tamer2002 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1544
    تاريخ التسجيل : 26 - 11 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 54
    المشاركات : 542
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 28
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    كان لي رد على هذا الطعن .. وإن شاءلله يجيب على نفس ما قيل


    قال الطاعن على حديث البخاري (عن حديث السحر)

    نص الحديث
    " عن عائشة رضى الله عنها قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بنى زريق يقال له لبيد بن الأعصم , حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه فعل الشئ وما فعله , حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليله , لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشه أشعرت أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه , أتانى رجلان فقعد أحدهما عند رأسى والآخر عند رجلى , فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال: مطبوب , قال من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم , قال: فى أى شئ ؟ قال : فى مشط ومشاطه وجف طلع نخله ذكر , قال: وأين هو؟ قال فى بئر ذروان , فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناس من أصحابه فقال : يا عائشه : كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين , ) قلت : يارسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافانى الله , فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت ) (فتح البارى ) "

    فهذا الحديث باطل؛ لأن الله تعالى قال: {والله يعصمك من الناس}. وسيقول البعض: إن العصمة هنا هي الحماية من الموت. وهذا خطأ لسببين:

    الأول: أن هذه الآية جاءت في معرض تطمين الله تعالى لنبيه الكريم، فالله يريده أن يصدع بما يؤمر ويخرج للناس بالدعوة إلى الله، ويقول له: اخرج ولا تخف من شيء، فأنا معك ولن يستطع أحد أن يصل إليك بسوء، فأنا أعصمك وأحميك من كل من يريدك بسوء. فليس من المعقول مثلا أن تقطع يده أو تفقأ عينه، وإلا فأين تطمين الله له. فالنبي لم يسحر
    (السبب الثاني الذي ذكره الطاعن على أحاديث البخاري . و سيأتي ذكره وهو ذهاب بعض العلماء أن النبي مات بسبب الذراع المسموم وسنرد عليه لاحقا)
    ================================================== =====================
    هذه الشبه رد عليها كثير من العلماء من قبل وسوف أذكر ما جاء في ردهم مع بعض الإضافات للتوضيح

    يقول البعض إن هذا الحديث يخالف عدة آيات صريحة في القرآن مثل

    1- الآية الاولى

    "إذ يقول الظالمين إن تتبعون الا رجلا مسحورا"
    المشركون لم يقصدوا هنا السحر الذي أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا مرة عنه أنه ساحر .. ثم قالوا تارة أخرى مسحور رغبة منهم في ان كل ما يقوله (ويقصدون القرآن) هو مجرد كلام رجل مسحور لا يدري ما يقول أو يقول كلام الشعراء .. وأخذوا يتخبطون لما وجودا القرآن يرد عليهم كل حجة .. فتارة يقولون كاهن وتارة يقولون شاعر ثم يعودون فيقولون بل هو ساحر وهكذا.. ولم يثبتوا شيئا منها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليهم كل ما قالوا ... ويمكننا تفنيد ذلك تفصيليا ..

    لكن ما هذا هو مجال الحديث هنا ( أن نقنع الكافرين برسالته صلى الله عليه وسلم) لإنما الهدف هو الرد على الطاعنين في هذا الحديث ... فإن الطاعنون ظنوا إن السحر هنا قد أثر على عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي ذهبوا لرفضه .. وهذا ليس عليه دليل من السنة حيث كان ما أصابه صلى الله عليه وسلم هو تخيل أنه فعل كذا وهو لم يفعله .. فالواقع هنا من الحديث هو أن ما أصاب الرسول من السحر هو مرض بدني فيخيل إليه صلى الله عليه وسلم انه قد فعل أمر ما وهو لم يفعله ( فتفسير قول عائشة أنه يأتى نساءه ولا يأتيهن) أنه كما قال القاضى عياض وتبعه الحافظ بن حجر (أن السحر تسلط على جسده وظواهر جوارحه , لا على تمييزه ومعتقده صلى الله عليه وسلم )

    .. إذا كما سبق وقلنا فما حدث من سحر كان يتخيل انه فعل كذا ولم يفعله فهل التخيل هل هو ذهاب بالعقل ؟
    الرد أكيد لا والا فاقرأ معي قوله سبحانه " قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) - طه" ... فهل سحر أعين الناس بما فيهم سيدنا موسى عليه السلام يتنافى مع عصمة الأنبياء ؟
    فإذاً إن كل ما صدر من النبي صلى الله عليه وسلم أثناء سحره إنما صدر عنه في كمال عقله وتمام تبليغه عن الله تعالى فلو كان كل ما يترتب على السحر يؤثر في عصمة الأنبياء عليهم السلام لحكمنا على كليم الله موسى بعدم العصمة , لأن الله تعالى نص فى قرآنه أن السحر أثر فيه , (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) وسحر التخيل لسيدنا موسى أشد لأن فيه رؤية الشيء على غير حقيقته , بينما كان سحر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحكم بالشئ على حقيقته , وعصمة سيدنا موسى ثابتة بالإجماع"



    2- الآية الثانية

    " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) – المائدة "

    العصمة هنا تعني بلغ الرسالة التي أمرك الله أن تبلغها للناس والله سوف يحميك ويمنع الناس عنك حتى تبلغ الرسالة و تنتهي من إبلاغها .

    وإلا إن كانت تلك الآية تعني منع كل أذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف نفسر ما حدث له حينما ذهب إلى ثقيف وأغروا به صبيانهم فألقوا عليه الحجارة حتى دميت قدماه ..

    وماذا عن غزوة أحد حينما كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم ونزل الدم من وجهة الشريف حتى أشيع أنه قتل

    وماذا عن أم جميل زوجة عمه أبو لهب حينما كانت تضع الشوك والأذى على بابه وفي طريقه صلى الله عليه وسلم ونزل فيها قول الحق ( وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)



    3- الآية الثالثة والرابعة

    إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) - الحجر
    َإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) – النحل
    وهو (إن عبادي) أي المؤمنين (ليس لك عليهم سلطان) قوة (إلا) لكن (من اتبعك من الغاوين) الكافرين

    السلطان يعني إما قوة (قوة تعني الإجبار أو قوة تعني الحجة والإقناع) أو سلطان يعني تسلط وتحكم .. وما جاء في سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه ذلك وما كان يحدث هو مجرد تخيل كما سبق وشرحنا


    والله أعلم

    وسأكمل بحديث السحر وفيه أيضا ردود من العلماء وتجميع لبعض الردود ومنها لشيخنا السيف البتار





    ألا بذكر الله تطمئن القلوب

  6. #46
    سرايا الملتقى
    tamer2002 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1544
    تاريخ التسجيل : 26 - 11 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 54
    المشاركات : 542
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 28
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي



    قال الطاعن على حديث البخاري (عن حديث الشاة المسمومة)


    ثانيا: أن كثيرا من العلماء يقولون: إن النبي مات بسبب ذراع الشاة المسمومة ونال أجر الشهادة. فأبطلوا أيضا العصمة من الموت. فحديث السحر باطل باطل

    نص الحديث الأول
    "عن أنس رضي الله عنه أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت : أردت لأقتلك ! قال : ما كان الله ليسلطك على ذاك أو قال عليّ . قالوا : ألا نقتلها ؟ قال : لا . قال أنس : فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم . متفق عليه . يعني أن آثار تلك الأكلة المسمومة بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات"

    نص الحديث الثاني
    روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة:
    ( ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم )

    كما جاء في الأثر
    " وقال الزهري عن جابر واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفى منه فقال: (مازلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري) فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً. "

    ================================================== =============
    رفض الحديث في وجهة نظر الطاعن جاء بسبب قول البعض أن سبب الوفاة الرئيسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو السم وهذا ينافي العصمة المذكورة في هذه الآية.

    " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) – المائدة "

    وكما سبق وأوضحنا

    فإن العصمة هنا تعني بلغ الرسالة التي أمرك الله أن تبلغها للناس كما هي ولا تخاف أو تخفي منها شيئاً والله سوف يحميك ويمنع الناس عنك حتى تبلغ الرسالة و تنتهي من إبلاغها.





    إذا هناك شقين



    الأول هو كيفية العصمة وهل هي منع من كل أذى عن رسول الله أم فقط عصمة تعني حمايته صلى الله عليه وسلم من الكفار وتمكينه من إبلاغ رسالته تامة للناس.

    فإن كانت تلك الآية تعني منع كل أذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف نفسر ما حدث له حينما ذهب إلى ثقيف وأغروا به صبيانهم فألقوا عليه الحجارة حتى دميت قدماه ..


    وماذا عن غزوة أحد حينما كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم ونزل الدم من وجهة الشريف حتى أشيع أنه قتل

    وماذا عن أم جميل زوجة عمه أبو لهب حينما كانت تضع الشوك والأذى على بابه وفي طريقه صلى الله عليه وسلم ونزل فيها قول الحق ( وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)

    وهذا اجبنا به شبهة السحر الذي كما سبق وأوضحنا






    أما الشق الثاني فهو لو فرضنا ان العصمة تعني حماية رسول الله فكيف يمكن أن يقتل بالسم؟
    الإجابة هي أن رسول الله حينما مات مات بعد ان ابلغ كامل رسالته وبالفعل أتم الإبلاغ .. وقد وفى ما عاهد الله عليه وأدى الامانة التي حمله الله بها .. فلما حان أجله صلى الله عليه وسلم خير فاختار الرفيق الأعلى ومات ..

    ونرى الله سبحانه وتعالى في كتابه يقول

    " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) – آل عمران"

    فإذاً ذكر الله لأسباب الانقلاب والردة موت رسول الله أو قتله .. يعني عدم نفي إمكانية حدوث القتل له صلى الله عليه وسلم أو موته لأسباب أخرى وهذا ما نقول ولا يتعارض مع العصمة حيث عصمه الله من الناس حتى أبلغ رسالته فعل
    اً
    وفي الآيات توضيح لما سوف يصيب الرسل جميعاً ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم من أذى من الكفار وهذا لا يتعارض مع العصمة وحماية الله لهم وتثبيته لهم فما ضعفوا ولا وهنوا وصبرا لما أصابهم في سبيل الله وهل يكون الصبر إلا عند الابتلاء .. وهل يكون أشد الابتلاء إلا للأنبياء .. فكلاُ حسب قوة إيمانه يبتلى كما قال صلى الله عليه وسلم فيما قال "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل"








    و هذا الجزء الخاص بشيخنا السيف البتار

    يقول البعض كيف يظل أثر السم أكثر من ثلاث سنوات

    و حتى نجيب على ذلك يجب أولاً أن نجيب على ثلاثة أسئلة

    السؤال الأول:
    هل نستطيع أن نعرف نوع السم الذي وضعته زينب بنت الحارث للرسول صلى الله عليه وسلم في الشاة؟
    هذا السم:

    (1) يستخدم من آلاف السنين ومعروف في الجزيرة العربية.
    (2) يظهر أثره في اللهوات كما قال أنس رضى الله عنه.
    إذن ما هو السم الذي استخدم من آلاف السنين وتظهر علامته على اللهوات؟
    اللهوات: قالت عائشة رضى الله عنها "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم" صحيح مسلم

    اللهوات: جمع لهاة وهى اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك قاله الأصمعي.
    وفى فتح الباري للإمام ابن حجر العسقلاني في التعليق على حديث وفاة الرسول وقصة الشاة المسمومة التي قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر – يقول ابن حجر أما قول أنس فمازلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم "فاللهوات جمع لهاة وهى اللحمة المعلقة في أصل الحنك وقيل هي ما بين منـقطع اللسان على منقطع اصل الفم وهذا هو الذي يوافق الجمع المذكور.

    ومراد أنس رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحياناً وهو موافق لقوله في حديث عائشة "ما أزال أجد ألم الطعام".






    ويقول ابن حجر ويحتمل أن يكون أنس أراد أن يعرف ذلك في اللهوات بتغيير لونها أو بنتوء فيها (قاله الطبري)
    وفى صحيح مسلم بشرح النووي وأما اللهوات فبفتح اللام والهاء: جمع لَهات بفتح اللام وهى اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك "قاله الأصمعي" وقيل اللحمات اللواتي في سقف الفم.
    وقوله (مازلت أعرفها) أي العلامة كأنه بقى للسم علامة وأثر من سواد أو غيره.

    من المعلوم طبياً في علـم السموم أن السم الذي يترك أثراً على أصل الحنك واللثة هو المواد الثقيلة (Heavy ####ls) مثل الزرنيخ (Arsenic) والقصدير (Lead).
    فهل استخدم الزرنيخ أو القصدير (Arsenic - Lead) منذ سنوات عديدة كسم زعاف – وهل يترك كلاهما أثراً على اللهوات؟
    في: Human Health fact sheet
    ANL, November 2001
    Arsenic has been recognized from ancient times be poisonous.
    الزرنيخ منذ العصور القديمة يستخدم كمادة سامة.
    هل يترك القصدير أو الزرنيخ أثراً على اللهوات؟
    * Brit. Med. J 3(5666) 336-7, 1969
    (Lead poisoning in soldiers in Hong Kong)
    clinical finding include blue lines on the gum.
    ظهور خط أزرق في اللثة بالفم نتيجة التسمم بالقصدير.
    * Journal of the society of Occupational Medicine, Vol 40, No. 4 pages 149-152, 28 references, 1990
    Arsenic trioxide could cause gingival ulceration and gum discoloration.
    الزرنيخ يؤدى إلى التهاب وتغير في لون اللثة.
    يتضح بعد هذا التفصيل أن القصدير والزرنيخ تؤدى إلى تغير في لون اللثة واللهاة كما تؤدى إلى التهابات بالفم واللثة واللهاة.

    بعد هذا الشرح نستنتج الآتي:

    (1) من المرجح أن يكون الزرنيخ أو القصدير أو كليهما قد استخدم في تسميم الشاة المصلية التي قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر.
    (2) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تناول السم فعلاً.

    السؤال الثاني:

    هل يؤثر التسمم بالزرنيخ أو القصدير على الشريان الأبهر؟
    * Bulletin of Environmental contamination and toxicology Vol. 31, No. 3 pages 267-270, 1983.
    The accumulation of arsenic (AS) compounds was studied in human tissues. The highest mean total AS concentration occurred in the aorta.
    * Journal of Nutrition, Vol. 96, No. 1 pages 37-45, 1968.
    Large amounts of AS accumulated in tissues especially red cells and aorta.
    كمية كبيرة من الزرنيخ تتجمع في الأبهر.
    Toxnet web site:
    During exposure to lead the concentration is relatively high in soft tissues especially aorta.
    أي أن القصدير أيضاً يتجمع بنسبة عالية في الشريان الأبهر.
    ومن هذا يمكننا أن نستنتج بوضوح أن كلاً من القصدير والزرنيخ يتركزان بكمية كبيرة في الشريان الأبهر.


    السؤال الثالث:

    هل تتشابه أعراض المرض الذي توفى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انقطاع الأبهر؟
    بدأ المرض بالنبي صلى الله عليه وسلم في مطلع شهر ربيع الأول وبدأ بأن اشتكى بوجع في رأسه – قالت عائشة رضى الله عنها رجع عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وارأساه قال "بل أنا وارأساه": قال: (ما ضرك لو مت قبلي فغسّلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك) رواه أحمد وابن ماجه.

    وكانت عائشة رضى الله عنها تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه "هريقوا على من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلى أعهد إلى الناس" رواه البخاري ومسلم.

    قالت عائشة ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم (البخاري ومسلم).
    وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديداً فمسسته بيدي فقلت يا رسول الله – إنك لتوعك وعكاً شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم" البخاري ومسلم

    وعن أنس رضى الله عنه قال لما ثقل المرض على النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة واكرب أباه، فقال لها "ليس على أبيك كرب بعد اليوم" رواه البخارى
    يقول العباس رضى الله عنه: "وكنت إذا لمسته ضربتني الحمى"
    ومن استعراض هذه الروايات يتضح لنا الآتي:

    (1) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصيب بحمى وارتفاع شديد في درجة الحرارة.
    (2) أنه كان يوعك وعكاً شديداً ويتألم ألماً شديداً.
    (3) كان يتصبب عرقاً من شدة ارتفاع درجة الحرارة.
    (4) كان صلى الله عليه وسلم يغشى عليه لما ثقل عليه المرض.

    العلامات والأعراض الإكلي###ية لانقطاع الأبهر:
    Signs and symptoms of Aortic dissection:
    1. chest pain آلام في الصدر
    sudden, severe, stabbing tearing حادة - شديدة
    2. decreased movement صعوبة الحركة
    3. pallor اصفرار الوجه
    4. profuse sweating عرق شديد
    - لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوعك وعكاً شديداً.
    - وكان يحمله العباس وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما.
    الخلاصة:
    أن أعراض مرض وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تتشابه مع أعراض انقطاع الأبهر إلى حد كبير.







    السؤال الرابع:

    أ- هل عرف النبي صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله؟
    ب- منذ متى عرف مرض انقطاع الأبهر؟
    ج- من الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المرض؟

    بشر النبي صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله في آيات عدة من القرآن الكريم منها قولـه تعالى "إنك ميت وانهم ميتون" الزمر30 وقوله سبحانه "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت" الأنبياء 34،35.
    "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" آل عمران 144 وقوله "إذا جاء نصر الله والفتح ...) سورة النصر.


    عن ابن عمر رضى الله عنهما قال "أنزلت هذه السورة "إذا جاء نصر الله والفتح" على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق وعرف أنه الوداع ) سنن البيهقي.
    وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن عمر رضى الله عنه سأل الصحابة عن قوله تعالى "إذا جاء نصر الله والفتح" قالوا فتح المدائن والقصور قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال "أجل أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم ينعي له نفسه" البخاري.


    وعن عائشة رضى الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتهاً مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "مرحباً يا بنيتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثاً فبكت فقلت لها لم تبكى؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت فقالت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إلى "أن جبريل كان يعارضني القرآن مرة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي ، وأنك أول أهل بيتي لحاقاً بي" فبكيت فقال "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين" فضحكت لذلك (البخاري ومسلم).

    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: "إن الله خيَّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله" قال "فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه وكان أبو بكر آنذاك أعلمنا" البخاري ومسلم.



    أوتقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول "إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا أو يخير" فلما اشتكى ورأسه على فخذ عائشة غشى عليه فلما أفاق شخص ببصره نحو سقف البيت ثم قال "اللهم الرفيق الأعلى" فقلت إذاً لا يجاورنا فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح" البخاري
    وهكذا يتضح لنا أن الرسول كان يعلم قرب أجله وأنه خيّر بين الخلد في الدنيا ولقاء الله فاختار صلى الله عليه وسلم لقاء ربه وأن الله أخبره بأن السم الذي دس له في شاة زينب بنت الحارث اليهودية قد سبب انقطاع الأبهر.







    أردت أن اجمع معظم ما قيل في هذا الخصوص والذي يرد على معظم النقاط وفي النهاية ... الله ورسوله أعلم




    ألا بذكر الله تطمئن القلوب

  7. #47
    مشرف منتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    الصورة الرمزية هزيم الرعد
    هزيم الرعد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2714
    تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 763
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الكنانة
    الاهتمام : الرياضة
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    بارك الله فيكم يا خير إخوة و خير معلمين




    "و لهذا فإنَّه بعد الكِرازة بالإنجيل, توقف سريان تعاليم الناموس التي كانت تعلِّم القُدماء أنَّ الله هو واحد، فقط بدون أن تتحدَّث عن الطَّبيعة الإلهية, الثلاثة أقانيم, أو عن وِحْدة الجوهر, لأنَّ هذه التَّعاليم هي التي تحدَّث عنها العهد الجديد."

    كيرلُّس الإسكندري: حِوار حول الثالوث, الجزء الثاني - صـ35.

  8. #48
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الزملاء الأفاضل, تحية طيبة, وبعد:

    سأردُّ على نفسي بما سطرته بالمداخلة رقم: (41), فأقول بعد توفيق الله:

    لقد كان الإمام البخاري_ رحمه الله _لا يضع حديثًا في صحيحه الجامع قبل أن يستخير الله في ذلك؛ فيستحم ويصلي ركعتين. إذن, لقد استخار الله في وضعِهِ حديثَ سحرِ النبيِّ, ولئن صلى البخاري ركعتين مستخيرًا الله في وضع الحديث, فلحري بي أن أصلي ركعتين لاجئًا إلى الله في فهم الحديث؛ فصليت ركعتين, داعيًا: اللهم فهمني الحديث كما فهمتها سليمان, وآتني الحكمة التي هي خير عظيم, وأرني الحقَّ حقًّا, والباطل باطلا. ولما انتهيت من الصلاة كان الآتي:

    بالإجمال؛ الحديث صحيح سندًا ومتنًا, وبالتفصيل؛ أقول:
    1. من تمام الفقه أن ينظر المرء في ألفاظ الحديث نفسه, لا أن يأخذ معناها من شخص آخر؛ فيبني عليها ما توصل إليه. وقد ألبس عليَّ فهم الحديث على وجهه قول سفيان الوارد في صحيح البخاري:" وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا"؛ لأنَّ أشدَّ السحر يجعل صاحبه في هلوسة وهذيان وتوهم, والفهم السطحي للفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» يسوقنا إلى قول ذلك, وهذا ما وردت الأدلة في نفيه عن رسول الله e.

    2. وقبل الانطلاق إلى دحض الأدلة السابقة, لا بدَّ من تحري ألفاظ الحديث, وفهمها حقَّ الفهم:
    - متن الحديث: روي عن أمنا عائشة أنها قالت:
    ü (1)...«سُحِرَ النَّبِيُّ e حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ...», رواه البخاري.
    ü (2)...«مَكَثَ النَّبِيُّ e كَذَا وَكَذَا، يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي...», رواه البخاري.
    ü (3)...«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ...», رواه البخاري.
    - الرواية (1) مطلقة, والرواية (2) والرواية (3) تقيد المطلق. إذن, لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» منوط بوطء زوجاته e, ليس غير.
    - ولفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» له عدة معانٍ, وهي:
    1) التخيُّل, أي: رؤية الشيء على غير حقيقته, نحو: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾, (طه: 66). أي: تخيلها تسعى من سحرهم.
    2) الوهم والشك, نحو: «شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ e الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ...», رواه البخاري ومسلم. أي: الرجل يشك أو يتوهم أنه..
    3) الصيرورة, نحو: «إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ», رواه النسائي. وفي لفظ البخاري: «مُثِّلَ لَهُ», أي: صُيِّرَ له.
    4) الظُّهور, نحو: «فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى...», رواه البخاري. أي: فتظهر أنَّها ملأى. ونحو: يخيل إلي أن الشمس تدور حول الأرض, أي: يظهر أن الشمس...
    5) الظنُّ, نحو:«فَقَعَدَ حَزِينًا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ فِيهِ شَيْءٌ...», رواه النسائي. أي: يظنَّ أنه...
    - والمتدبر في هذه الجملة: «يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي», يرى أنَّ لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» محصورٌ بين الاستعمال الثاني والخامس, أي بين (الوهم) و(الظنَّ), أي:
    ü «يتوهم أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي».
    ü «يظن أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي».
    فأي الاستعمالين أرجح؟
    - وحتى يتعين المعنى المرام, لا بدَّ من قرينة ترجِّح إحدى الاستعمالين. وأنا أرجِّح الاستعمال الخامس, وهو: (الظنُّ), وهذا للآتي.
    ü لقد حلَّ محلِّ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» لفظ: «يَرَى» في رواية أخرى, والأحاديث يفسر بعضها بعضًا؛ لذلك ترجح هذه الرواية الاستعمال بمعنى: «ظَنَّ».
    ü الوهم هو لخلل في العقل أو النفس, وقد قام الدليل القاطع على عصمة النبي e من أن يتطرق إليه خلل في عقله أو نفسه؛ لذلك يرجح هذا الأمر الاستعمال بمعنى: «ظَنَّ».
    - وعليه, فالرواية تكون هكذا: «يَظُنُّ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي», أي: يهمُّ رسول الله على وطء إحدى زوجاته؛ لأنَّه يغلب على ظنِّه أنَّ لديه القدرة على نكاحها, فإذا باشر الجماع ضعف ولم يقدر, أي: عندما يلتقي الختانان_ وهي حالة توجب الغسل _يفعل السحر فعلته, فلا يقوى رسولنا الكريم على إكمال ما بدأ به, وهمَّ عليه, فيغتسل من دون أمرٍ يظفر به من أمهاتنا رضي الله عليهنِّ.

    - ومن عادة العرب في طريقة كلامها, والغالب على سننها في التعبير أنَّها تذكر أقوى الأعراض للتدليل على واقع الشيء المتحدَث عنه_ وهو هنا سحر النبي _؛ لذلك, أسوء حالة وصل إليها رسول الله من السحر هي عدم القدرة على الجماع, ولم يفعل به السحر ما يجعله يهذي ويهلوس ويتوهم...إلى غير ذلك من الأمور التي تنال من النبوة, وقد عصم منها رسول الله e.
    - وعليه, السحر أنواع؛ سحر يندرج تحت الأمراض البدنية, وسحر غير ذلك, وسحر يجمع بين السحرين: ينال من بدنه وغير بدنه. والسحر الذي نزل برسول الله وحلَّ به هو مما يعدُّ مرضًا بدنيًّا من أعراضه (الضعف الجنسي), وهذا مما لم يعصم منه رسول الله e؛ لأنه لا يؤدِّي إلى خلل في رسالة الإسلام العظيم.

    3. والآن أشرع في هدم مداخلتي رقم (41):
    ü أمَّا بالنسبة للآية: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾, (المائدة: 67). فأقول: العصمة من الناس مؤقتة وكيفية؛ فهي تنتهي باكتمال رسالة الإسلام, وهي مما يؤدي إلى نقص في الشريعة أو خلل؛ فالنبي معصوم قبل اكتمال الرسالة من القتل, أو من إذهاب بصره وسمعه ولسانه, أو من الجنون والهلوسة والهذيان. وعليه, لا تعارض بين الآية والحديث؛ لأن السحر الذي يؤدي إلى ضعف جنسي في أسوأ حالاته لا يؤدي إلى خلل في الشريعة.
    ü وأما بالنسبة للآية: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾, (الأحزاب: 21). فأقول: السحر الذي نزل برسول الله هو مما يندرج تحت الأمراض البدنية, ليس غير. وعليه, لم ينتج عنه قول أو فعل بسبب هلوسة أو هذيان أو وهم, بل كان ذا عقل راجح, ونفس مطمئنة, ومعتقد سليم, وهذا ينتج عنه طبيعيا سلوك منه نابع عن الوحي؛ لذلك لا يؤثر على التأسي برسول الله, أو على ما يشرع.
    ü وأما بالنسبة للآية: ﴿إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾, (الإسراء: 47). فأقول: لو كان السحر الذي نزل برسول الله e ذهب بعقله, أو كانت الهلوسة والهذيان والتوهم من أعراضه لتصادم الحديث مع هذه الآية. لكن, لما كان واقع السحر الذي ينفيه الله عن رسوله e مغايرًا للسحر الذي نزل به من لبيد بن الأعصم من حيث كونه مرضا بدنيا ليس غير, فإنه لا تعارض ولا تصادم بين الآية والحديث.
    ü وأما بالنسبة لهذا (العصمة في التبليغ), فأقول: فقد ثبت أنَّ السحر لم ينل من عقل رسول الله e, فلا هلوسة ولا هذيان ولا توهم من أعراض سحره, بل أمر لا شأن لها بالعصمة كالضعف الجنسي.
    ü وأما بالنسبة لهذا (أداء الأحكام الشرعية), فأقول: فهي نقطة بنيت على خطأ في فهم واقع السحر الذي نزل برسول الله e, ولما تبين الحق زال اللبس, والحمد لله ربِّ العالمين.

    4. من باب التذكير: الفهم الخاطئ للحديث جعلنا نرده دراية, وهذا الفهم كان استنادًا على قول سفيان وقد أخطأ؛ لأنَّ أشدَّ السحر يسوق صاحبه إلى الهلوسة والهذيان والتوهم, ومن ثَمَّ ضياع العقل فالجنون! وهذا ما عصم منه رسول الله e.

    5. سيكون لدي تعليقات على بعض مداخلاتكم, والله الموفق.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  9. #49
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    استدراكٌ, بل فضلُ شرحٍ:

    الرواية كما في صحيح بخاري هكذا:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ:وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ، إِذَا كَانَ كَذَا...»:
    لقد رددتُ الحديث دراية بناءً على قول سفيان؛ إمَّا لأنَّه أخطأ في قوله, وإمَّا لأنِّي أخطأت في فهمه, وتفصيل هذا هو في معرفة (أَلْ) في قوله «السِّحْرِ» أهي للجنس أم للعهد:
    - فإن كانت للجنس, فقد أخطأ سفيان؛ لأنَّ أشدَّ السحرِ فيه هلوسة وهذيان وتوهم, ومن ثمَّ ضياع العقل!
    - وإن كانت للعهد, فقد أخطأت أنا؛ لأنه يكون معنى قوله عندها هو: وأشد أثر من السحر الذي نزل برسول الله e هو أنه «يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ», وهذا يتفق مع ما قلناه آنفا, وهو:
    ومن عادة العرب في طريقة كلامها, والغالب على سننها في التعبير أنَّها تذكر أقوى الأعراض للتدليل على واقع الشيء المتحدَث عنه_ وهو هنا سحر النبي e _؛ لذلك, أسوء حالة وصل إليها رسول الله e من السحر هي عدم القدرة على الجماع, ولم يفعل به السحر ما يجعله يهذي ويهلوس ويتوهم...إلى غير ذلك من الأمور التي تنال من النبوة, وقد عصم منها رسول الله e.

    أسأل الله دائما السداد في القول والفهم والعمل, وحسن التواضع والانقياد للحق حيثما كان.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  10. #50
    سرايا الملتقى
    ابو علي الفلسطيني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1274
    تاريخ التسجيل : 5 - 9 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 325
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أكناف بيت المقدس
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكم الله خيرا اخي الداعي ونفع بكم
    والرجوع الى الحق سمة الفضلاء الكبار وانت منهم بارك الله فيك




    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

 

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. استفسارات حول آي الذكر الحكيم.
    بواسطة الداعي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول القرآن الكريم
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 2017-03-26, 10:41 PM
  2. نداء إلى كل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2011-07-04, 10:55 PM
  3. لماذا انت مسلم؟
    بواسطة eidsharkawy في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-02-17, 04:49 PM
  4. هو النبي بالحق ( من الكتاب المقدس )
    بواسطة kholio5 في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2009-12-31, 02:10 PM
  5. لم أنا مسلم؟لكل مسيحى
    بواسطة عبد للرحمن في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2008-12-12, 08:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML