صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 76
 
  1. #51
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 32
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا أخي الداعي وبارك فيكم .

    الرجوع للحق فضيلة ، ومنقبة لصاحبها .




    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




  2. #52
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    - وعليه, فالرواية تكون هكذا: «يَظُنُّ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي», أي: يهمُّ رسول الله على وطء إحدى زوجاته؛ لأنَّه يغلب على ظنِّه أنَّ لديه القدرة على نكاحها, فإذا باشر الجماع ضعف ولم يقدر, أي: عندما يلتقي الختانان_ وهي حالة توجب الغسل _يفعل السحر فعلته, فلا يقوى رسولنا الكريم على إكمال ما بدأ به, وهمَّ عليه, فيغتسل من دون أمرٍ يظفر به من أمهاتنا رضي الله عليهنِّ.


    هذا الفهم بعيد تماما عن مراد الحديث !!!
    ألفاظ الحديث الآتية يفسر أحدها الآخر :
    يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ
    يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي

    أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُخيل إليه أنه فعل الشيء ولكنه لم يفعله نوع من أنواع النسيان
    وفي الفتح :
    "
    وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة "

    وهذا أيضاً مثل ما رواه البخاري عن أبي هريرة :
    "
    صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين ثم سلم ، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، ووضع يده عليها ، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر ، فهابا أن يكلماه ، وخرج سرعان الناس ، فقالوا : قصرت الصلاة . وفي القوم رجل ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه ذا اليدين ، فقال : يا نبي الله ، أنسيت أم قصرت ؟ فقال : ( لم أنس ولم تقصر ) . قالوا : بل نسيت يا رسول الله ، قال : ( صدق ذا اليدين ) . فقام فصلى ركعتين ثم سلم ، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر ، ثم وضع مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر "

    فالنبي صلى الله عليه وسلم ظن أنه أتم الصلاة ولم يفعل أما تفسيرك انت فيعني أن السحر قد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم بعجز عن إتيان أهله " يهم ولا يقدر " !!!
    وهذا لا دليل عليه وغير مفهوم من الحديث وليس بالضرورة أن يكون عارض السحر هذا مختص بالجماع فقط وربما كان مثالا يفسر قوله
    يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ

    والله أعلم





    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  3. #53
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    الزملاء الأفاضل, تحية طيبة, وبعد:

    بادئ ذي بدء, بارك الله بكم على إطرائكم الطيب, وهذه خصلة حميدة يمتاز بها وينماز ذوو الألباب.

    بخصوص (سيل الحق المتدفق), أقول:
    قولك: (حجية أحاديث الآحاد عند أهل السنة والجماعة معلومة لا خلاف فيها، وكلهم يحتج بالحديث الذي يرويه الثقة), جوابه:
    1. أنا أتفق معك, فأحاديث الآحاد تستنبط منها الأحكام الشرعية, ويجب الأخذ بها.
    2. لقد قلت قولك هذا تعليقًا على قولي: (الحديث ليس بمتواتر, بل هو ظني الثبوت؛ فإن عارض دليلا قطعيًا يردُّ درايةً, وهذا ما كان), وهذا ما أستغربه؛ لأنه لا يفهم من قولي عدم حجية الآحاد.
    3. والسؤال الذي أطرحه عليك: إن عارض دليل قطعي الثبوت دليلا ظني الثبوت, ولم تستطع التوفيق بينهما, ماذا تفعل؟

    وبخصوص (أبو جاسم) أقول:
    · قولك: (خبر الثقة لا يجوز رده إلا إذا قام الدليل على غلطه فيما يخبر, وفي هذا الحديث لا يوجد ما يدل على خطأ الثقة فيما أخبر), جوابه:
    1. الخبر نوعان: قطعي وظني.
    2. وفي أصول الفقه, مبحث تحت عنوان: (التعادل والتراجيح), وفيه قواعد:
    ü قاعدة: (إعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما)؛ أي: إن ظهر تعارض بين خبرين, فنعمل على التوفيق بينهما قبل العمل على ترجيح أحدهما على الآخر.
    ü قاعدة: (الترجيح يكون بين دليلين ظنيين متعارضين تعذر الجمع بينهما).
    ü قاعدة: (لا ترجيح بين دليل قطعي وقطعي)؛ لأنه لا يتصور التعارض فيهما.
    ü قاعدة: (لا ترجيح بين دليل قطعي وظني)؛ لأنَّ القطعي قاضٍ على الظني.
    3. وعليه, لا خلاف بين الأصوليين في جواز رد خبر الثقة إن عارض دليلا قطعيا أو إن أصبح مرجوحا, وليس فقط في حال قيام الدليل على غلطه فيما أخبر.
    4. رد الخبر يعني إهماله, وعدم العمل به.
    5. أرجو أن تذكر لي أصوليا واحدا يحصر رد خبر الثقة في الحالة التي ذكرتها أنت, أي أنه لا يجيز رد خبر الثقة إن عارض خبرا قطعيا أو راجحا.
    · قولك: (و ما دام لا يفعل, فهو لم يخرق العصمة؛ لأن خرقها يكون بالفعل حقيقةً. والروايات دلّت أنه لم يكن يفعل, بل يتخيل الفعل ولا يفعله), جوابه:
    1. لقد أثبتنا أنَّ لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» يعني (يظن), وليس (يتخيل). وهذا ما قال به القاضي عياض فيما نقلت أنت: ويكون معنى قوله في الحديث: "حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن"...
    2. على فرض أنه يتخيل, فاحتمال خرق العصمة قائم؛ لأنه من العصمة أن لا يكتم ما جاء به الوحي, وقد يتخيل أنه بلغ ما جاء به الوحي ولم يبلغ حقيقة؛ فيكون كتم أمرا من الدين, وهنا خرقت العصمة.
    · قولك: (وهذا التخيل ما فيه أي محذور؛ فسيدنا موسى_ عليه السلام _خُيّل إليه من سحر السحرة أن حبالهم و عصيهم تسعى), جوابه:
    1. للتخيل سببان: سحر العينين, وخلل في العقل.
    2. لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» في الآية: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾, (طه: 66). معناه التخيل, وسببه: ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ﴾, (الأعراف: 116). وهو سحر مؤقت محصور, وهو واقع على عضو العين ليس غير.
    أمَّا إن فسرنا لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» في الحديث على أنه تخيُّل, فسببه مغاير لما حصل مع موسى u؛ لأنَّ النبي محمدًا e لم تسحر عيناه, بل سحره في عقد: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾, (الفلق: 4). فيكون سبب التخيل هو خلل في العقل, وهذا ما انكبَّ أهل العلم على دفعه عن رسول الله e؛ لأنه يقدح في العصمة, وينال منها!
    3. وبناء عليه, فلا وجه دلالة فيما حصل مع موسى نبي الله بما حصل مع أخيه محمد e. على أنَّ نبي الله موسى لم يؤثر السحر عليه في غير التخيل العضوي, ودليل ذلك: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾, (طه: 67). وسبب إيجاس الخيفة ليس السحر, بل من ظهور السحرة عليه, تمحيصًا لإيمان المؤمنين, واستدراجًا لفرعون وملئه, فبدَّد الله خوفه: ﴿قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى﴾, (طه: 68). أي: إنَّك أنت الظاهر؛ وفي هذا بيان لإيجاسة الخيفة. وما يعضد هذا الفهم قول الله: ﴿يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴾, (النمل: 10). فكيف لموسى أن يوجس خيفة من السحر بعد هذه الحقيقة؟!

    وبخصوص (أبو حمزة السيوطي) أقول:
    · قولك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُخيل إليه أنه فعل الشيء ولكنه لم يفعله نوع من أنواع النسيان):
    1. لم يرد ما تقول في اللغة, ولم يقل أحد بقولك.
    2. ثمَّ إن النسيان ثلاثة أقسام, وهي:
    ü أن لا تذكر شيئًا قد فُعل.
    ü أن تظنَّ إتمام شيء ولم يتم.
    ü أن يغيب عن ذهنك شيء ما.
    وليس من النسيان أن تذكر شيئًا لم يُفعل ابتداءًا, بل هو تخيل محض, ليس غير.
    3. إذن, حديث البخاري ينطبق على الجزء الثاني من النسيان, ولا ينطبق على واقع التخيل.
    · قولك: (وفي الفتح: وقد قال بعض الناس: إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن, وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة):
    1. هم يفسرون لفظ «يُخَيَّلُ إلَيْهِ» في الحديث على أنه تخيُّل بدليل قولهم: (وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام), وقد بينا بطلان هذا.
    2. ثمَّ إنَّ رسول الله أبعد ما يكون عن التخيل في المنام, فضلا عن اليقظة؛ لأنَّ الله عصم عقله من أن يتطرق إليه خلل. فتأمَّل.
    · قولك: (وليس بالضرورة أن يكون عارض السحر هذا مختص بالجماع فقط وربما كان مثالا يفسر قوله يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ):
    1. هذا الجزء: «يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ» مطلق, وفي أصول الفقه: المطلق يحمل على المقيد, والعام يحمل على الخاص.
    2. وهذا الجزء: «يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي» مقيد, فنأخذ به, ونحمل الرواية الأخرى عليه حسب الاجتهاد الصحيح.
    3. وعليه, فعارض السحر هذا مختص بالجماع, ليس غير.
    · قولك: (أما تفسيرك أنت, فيعني أن السحر قد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم بعجز عن إتيان أهله: "يهم ولا يقدر"! وهذا لا دليل عليه, وغير مفهوم من الحديث):
    1. إن رجعت إلى اجتهادي في المسألة, واستحضرت أدوات اللغة والاجتهاد؛ فإنك على الأقل تدرك أنَّ لي رجعًا شرعيًا فيما أدَّاه اجتهادي.
    2. على أنَّني لم أكن بدعًا من أهل العلم, بل ذهب القاضي عياض إلى هذا القول؛ فكنت مشاطرًا له في الرأي؛ وذلك قوله في كتاب الشفاء: ويكون معنى قوله: «حَتَّى يَظُنَّ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأْتِيهِمْ», ويروى: «أَنَّهُ يُخَيَّلُ إلَيْهِ»: أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذه السحر فلم يأتهن, ولم يتمكن من ذلك. وثمَّة غيره قال بقوله. والله الموفق.
    وفي الختام أقول: كوني عدلت عن المثال الذي استحضرته في حالة: (رد المتن دون السند), فإنني أذكر حديثًا آخر, ألا وهو:
    روي عن النبي e أنه قام خطيبا, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا وَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا، فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ», رواه أحمد بسند صحيح.
    وهذا الحديث يرد دراية, والخلل هاهنا يكمن: «وَإِنَّكُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا»؛ ذلك أنَّه ما ينبغي للحياء أن يكون سببًا في عدم التفقه بالدين فضلا عن كتمان الشرع, وهذا منافٍ لتبليغ الرسالة. وقد مدحت نساء الأنصار بالآتي: «نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ», متفق عليه. فمن باب أولى أن يكون رسول الله غير آبه بالحياء في تبليغ شرع ربه, وهكذا رأيناه e: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ», رواه ابن حبان بسند صحيح. وإذا كان الفاروق عمر يقول: «فَكَانَ أَنْ أَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَأَجْتَرِئُ عَلَيْكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ», فلرسول الله أكثر حياء من الله منه؛ لذلك فالله أحقُّ بالحياء من أصحابه الكرام. ولا ضير في أن يكون حياؤه e في بعض شأنه؛ لأن الحياء من الإيمان: ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾, (الأحزاب: 53).




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  4. #54
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    الاستفسار رقم: (12):
    حديث الآحاد مثل حديث عمر: «بَيْنَما نحنُ جلوسٌ عند رسول الله e ذَاتَ يومٍ، إذ طَلعَ عليْنا رجلٌ شَديدُ بياض الثِّياب...», لماذا لم يروهِ إلا راوٍ واحدٌ فقط مع وجود جمع من الصحابة كانوا جلوسا؟ ألا يطعن هذا في الحديث؟

    الرد يكون كالآتي:
    1. نعم, لا يطعن؛ لأنَّ الصحابي موثوق به ثقة مطلقة, وهذا جانب تطمئن له النفس, ويهدأ له البال ويهنأ, وخاصة إذا كان الراوي هو الفاروق الذي نصر الله به الإسلام.
    2. على أنَّ هذا الحديث رواه غير صحابي, وأسانيده:
    ü البخاري: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ e بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ...
    ü مسلم: عن عبد الله بن عمر, قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ e ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ...
    ü مسلم: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ e يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ...
    ü النسائي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَجْلِسُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ، فَيَجِيءُ الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ...
    ü البزار: حَدَّثنا أحمد بن معلى الأدمي، قَال: حَدَّثنا جابر بن إسحاق، قَال: حَدَّثنا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ عَاصِم، عَن أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَى النَّبِيّ فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ...
    ü البزار: حَدَّثنا محمد بن مرزوق، حَدَّثنا حرمي بن حفص، حَدَّثنا الضحاك بن نبراس, حَدَّثنا ثَابِتٍ، عَن أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ e جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ, يَتَخَلَّلُ النَّاسَ...
    3. إذن, لم يتفرد عمر بن الخطاب t برواية الحديث, بل رواه_ كذلك _غير واحد من أصحاب رسول الله e, وهم: أبو هريرة, وأبو ذر, وابن عباس, وأنس.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  5. #55

    عضو جديد

    ahmed.em غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5457
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 35
    المشاركات : 16
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    السلام عليكم لماذا تأخرت على.
    اما بالنسبة لحديث الاحاد انا لم اطعن فى نزاهة الصحابى ولكن استفسرت عن سبب انفرادة بالرواية مع وجود جمع من الصحابة كانو جلوسا.
    اما بالنسبة لوجود جمع من الصحابة قد رووا الحديث-ان كان هذا صحيحا-فكيف يكون حديث احاد.
    و جزاك الله خيرا.





  6. #56
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    ahmed.em, تحية طيبة, وبعد:

    لقد حالت ظروفي بيني وبين الإجابات المتلاحقة لاستفساراتك؛ لذلك أضع الجواب وما يعتريه من نقاش حسبما أطيق, والله الموفق.

    ولما وضعتَ, أقول:

    · التفرد بالرواية لحديث ذكر في جمع:
    هذا التفرد, إن وقع فله أسباب, ومنها:
    1. أن يكون الجمع قد توفي أو استشهد في عهد النبي e أو قريبًا منه.
    2. أن يكون الجمع يتحفظ في رواية الحديث, ويتجنبها كما كانت حال بعض الصحابة.
    3. أن يكون الجمع انشغل في الفتوحات وتعليم القرآن عن رواية الحديث.
    4. أن يكون الجمع لا يروي الحديث إلا إن سئل عن حكم شرعي ورد فيه أو ما شاكل.
    5. أن يكون الجمع مجتمعًا, فيحدث أحدهم بالحديث؛ فيكتفوا بذلك.
    6. أن يكون الجمع حدث بما سَمع لتابعين لم يُسمع منهم لأسباب, ومنها: موتهم أو استشهادهم, وتحفظهم في الرواية, وسفرهم...إلخ.
    7. أن يحدُثَ لتابعي التابعين ما حدث مع التابعين مثلا.
    فهذه الأسباب وغيرها تكون سبب الانفراد بالرواية.

    · أقسام الحديث:

    يقسم الحديث لاعتبارين, وهما: السند وثبوته.
    ü باعتبار السند:
    يقسم وفق هذا الاعتبار إلى أقسام ثلاثة, وهي:
    1. المتواتر: ما كان في طبقاته الثلاث عدد من الرواة يبلغ حد التواتر في كل طبقةٍ: الصحابةِ والتابعين وتابعي التابعين.
    2. المشهور: ما نقله جماعة من تابعي التابعين عن جماعة من التابعين عن واحد أو أكثر من الصحابة لا يبلُغ عددهم حد التواتر. وسمي مشهورًا؛ لأن الأمّة تلقّته بالقبول واشتهر بينها.
    3. الآحاد:ما رواه واحد أو أكثر لا يبلغ عددهم حد التواتر من الصحابة ومن بعدهم من التابعين وتابعي التابعين.
    ü باعتبار الثبوت:
    يقسم وفق هذا الاعتبار إلى قسمين اثنين, وهما:
    1. المتواتر: وهو قطعي الثبوت, أي: رواه عدد يُؤمَن تواطؤهم على الكذب من تابعي التابعين عن عدد آخر من التابعين يؤمَن تواطؤهم على الكذب عن عدد آخر من الصحابة ممن تقوم الحجة القاطعة بقولهم.
    2. الآحاد: وهو ظني الثبوت, أي: تخلو إحدى طبقاته أو أكثر من جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب.

    وعليه, فحديث جبريل u هو حديث آحاد, وليس حديث الآحاد هو الذي يرويه صحابي واحد فقط. فتأمل.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  7. #57

    عضو جديد

    ahmed.em غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5457
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 35
    المشاركات : 16
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    جزاك الله خيرا.





  8. #58
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    الاستفسار رقم: (13):

    لماذا يولد الإسلام فرقًا ضالة, مثل: الخوارج, والهجرة والتكفير؟ هل بسبب المبالغة في حب الموت, وبالتالي تعامل الشريعة مع النفس البشرية فيه خطأ؟

    الرد يكون كالآتي:
    الإسلام هو الدين الحق: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾, (آل عمران: 19). لذلك ارتضاه الله لنا: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾, (المائدة: 3). وخسر من انحرف عنه, وابتغى غيره: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾, (آل عمران: 85).
    وعليه, ما كان لدين هذا حاله وتلك صفاته أن يولد فرقًا ضالة؛ فهو الحق ويهدي إليه: ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾, (يونس: 35). والمشكلة تكمن في منهج الناس: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾, (يونس: 36).
    والنبي e بين لنا صمام الأمان, وأبان لنا طريق الهدى والاستقامة, فقال: «تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما: كتابَ الله، وسنّة رسولِهِ», رواه مالك.

    وسبب ضلال الفرق ليس الإسلام نفسه, بل شيء خارج عنه, ومنه:
    1. فهم الإسلام على غير وجهه؛ إمَّا لجهل في اللغة العربية, وإما لجهل في أصول الاستنباط.
    2. إعمال العقل بما ليس من شأنه؛ العقل مناط التكليف, وبه يفهم خطاب الشارع, ولا دخل له في التشريع من حيث الحلال أو الحرام, ومن حيث الحسن أو القبح, ومن حيث الخير أو الشر.
    3. الحيد عن منهج الصحابة في الاعتقاد والالتزام بالأحكام الشرعية؛ لأنَّ منهجهم هو الحق, وبسببه وصلوا إلى الحق.
    وتأمل هاتين الآيتين؛ الأولى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾, (الأنعام: 153). والثانية: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾, (يوسف: 108). فمن التزم بمقتضى هاتين الآيتين, فحاله: يمشي سويا على صراط مستقيم, ومن تنكب عن مقتضى هاتين الآيتين, فحاله: يمشي مكبًّا على وجهه. وقد تساءل الله في هذا, فقال: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾؟ (الملك: 22).

    ونظرة الإسلام إلى الموت لا دخل لها بمن ضل؛ فالموت هو حقٌّ على الخلق, وهو سلاح يقهر الله به عباده, وهو هادم اللذات ومفرق الجماعات, وهو خير ما وعظ به. يأتي عندما ينتهي الأجل, فيكون مؤذنا بإتمام صحيفة المرء, ويتلوه بعث ونشور وحساب, وقد نهى الإسلام عن تمني الموت, وإن كان لا بد: (اللهم إن كنت تعلم أن باطن الأرض خير لي من ظاهرها, فأمتني), ورخص النفس في سبيل الله هو مبعث عزة للمؤمن, وبشر المؤمنين.
    وأهمس في أذ### قائلا: أليس بذكر الله تطمئن القلوب؟ أليس المعرض عن ذكر الله له معيشة ضنكا؟ أليس الله أقرب إلينا من حبل الوريد؟ أليس الله يعلم ما توسوس به نفوسنا؟ أليس الله يعلم ما يصلح حالنا: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾؟ (الملك: 14). فكيف يكون تعامل شريعة الرحمن مع النفس البشرية خاطئا؟! لا يكون هذا.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

  9. #59

    عضو جديد

    ahmed.em غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5457
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 35
    المشاركات : 16
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    كلام رائع جدا
    جزاك الله خيرا.





  10. #60
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    الاستفسار رقم: (14):

    عيسى (كلمة الله), يحتج بها النصارى على ألوهية سيدنا عيسى u. لو كان ذكر ذلك خصيصا لعيسى لإعجاز كيفية الولادة, لكان آدم u أولى. وكذلك؛ عيسى (روح الله), لو للتعظيم لكان محمد e أولى.

    الرد يكون كالآتي:
    المسيح عيسى بن مريم u (كلمة الله), و(روح الله):
    · (كلمة الله):
    هذا اللفظ: «كلمة الله» مركب إضافي؛ «كلمة»مضاف, و«الله» مضاف إليه. وهو لفظ مركب- مشترك؛
    ü فتارة يأتي بمعنى عيسى u: يقول موسى u في حديث الشفاعة: «ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ»، متفق عليه.
    ü وتارة يأتي بمعنى شرع الله: يقول النبي e: «وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ», رواه مسلم.
    ü وتارة يأتي بمعنى القرآن الكريم: قول النبي e تعويذًا للحسنين: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ», رواه أحمد.
    ü وتارة يأتي بمعنى قضاء الله: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا﴾, (الأعراف: 137). وهي هنا: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾, (القصص: 5).
    ü وتارة يأتي بمعنى وعيد الله: ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾, (يونس: 33). أي: وجب وعيد الله على الفاسقين؛ لأنهم لا يؤمنون.
    وحتى ندرك ما معنى «كلمة الله» التي يرام بها عيسى u, فإني أقول:
    - يقال لعيسى u: كلمة الله: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ﴾, (النساء: 171). أو كلمة من الله: ﴿يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾, (آل عمران: 45).
    - وكلمة الله هي (كُنْ). ﴿قَالَتْ: رَبِّ, أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ؟! قَالَ: كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ, إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ: (كُنْ) فَيَكُونُ﴾, (آل عمران: 47).
    - وإطلاق (كلمة الله) على عيسى مجاز, أي: تسمية المسبب باسم السبب, وهو هنا من باب تسمية الشيء باسم فاعله حقيقة أو ظنا؛ كتسمية المطر بالسماء، والنبات بالغيث. فعيسى u كان بسبب كلمة الله, فسمي كلمةَ الله.
    - إذن, عيسى u ليس (كلمة الله) حقيقةً, بل هو بسببها, أي: (كلمة الله) ليست هي عيسى, وما يعضد هذا الفهم قوله Y: ﴿بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ﴾, ولم يقل: ﴿اسْمُهَا﴾. أي: لو كانت الكلمة هي عيسى فهي مؤنثة, فكان حقها: ﴿اسْمُهَا﴾ وليس ﴿اسْمُهُ﴾. فتأمل.
    - وعليه, فلا قيمة لقول من ادعى ألوهية المسيح استنادًا على أنَّه كلمة الله؛ لأنَّ عيسى ليس الكلمة, بل بسببها كان.
    وبناءً على قولك (لو كان ذكر ذلك خصيصا لعيسى لإعجاز كيفية الولادة, لكان آدم u أولى) أقول:
    - يقول الله Y: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ؛ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ, ثُمَّ قَالَ لَهُ: (كُنْ), فَيَكُونُ﴾, (آل عمران: 59).
    - إذن, سؤالك منطقي, وهو سؤال وجيه؛ إن كان عيسى u بلا أب, فآدم u بلا أب وأم, فلماذا لم يوصف بـ(كلمة الله
    - إن كنت تعجب, فأقول: «إِنْ عُرِفَ السَّبَبُ, بَطُلَ العَجَبُ». فما سبب وصف عيسى بـ(كلمة الله) من دون آدم؟
    - أقول_ وبالله التوفيق _: إنَّ عيسى u له أمٌّ, وأيما امرأة حملت وولدت من دون زوج ترجم بالزنا, والحمل من أمارات الزنا, فهذا ما أرادت مريم بنت عمران أن توصله لجبريل u: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾, (مريم: 20). أي: لست بمتزوجة, ولست بزانية. وهذا ما حصل لمريم مع قومها: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾, (مريم: 28). أي: ما حملك على الزنا وهذه حالك؟!
    - إذن, برَّأ الله مريم مما قذفت به من فاحشة الزنا بأمرين: وصف عيسى بـ(كلمة الله) التي هي: (كُنْ)؛ أي: هو بسببها كان وليس بالزنا كان. هذا أولا, ثمَّ جعله من الناطقين في المهد, أخيرًا.
    - أمَّا آدم u, فلا مجال لرجمه في نسبه والطعن فيه؛ لأنه أبو البشر, كان من غير أمٍّ, فلانتفاءِ ذلك, انتفى وصفه بـ(كلمة الله) من الله. ولا مانع من وصفه بـ(كلمة الله), من باب تسمية المسبب باسم السبب.
    - وهنا نقول: لم يوصف عيسى u بـ(كلمة الله) لإعجاز كيفية الولادة, بل لتبرئة أمه مما قذفت به, والله الموفق.
    · (روح الله):
    - يقال لعيسى u روح الله: «ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ»، متفق عليه. أو روح منه: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ﴾, (النساء: 171).
    - ولما كان: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ﴾, فقد نفخ الروح فيه: ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا﴾ كما نفخها في آدم: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾.
    - وقد أضيفت روحه إلى الله تفضيلا له, وتكريما لهذه الروح الطيبة.
    - على أنه لا يشترط التعظيم بهذه الكيفية, بل هي إحدى الكيفيات, كل حسبما أراد الله: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ﴾, (البقرة: 253). وقال Y:﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ﴾, (الإسراء: 55). فمحمد أشرف الأنبياء والمرسلين وأفضلهم, ولكن لا يشترط أن تكون له ميزة كل نبي؛ فليس بالضرورة أن يوصف بـ(روح الله)؛ لأنه أعظم الأنبياء والرسل مع وصف عيسى u بذلك. فتدبر.




    ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النُّبوَّةِ

 

صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. استفسارات حول آي الذكر الحكيم.
    بواسطة الداعي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول القرآن الكريم
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 2017-03-26, 10:41 PM
  2. نداء إلى كل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2011-07-04, 10:55 PM
  3. لماذا انت مسلم؟
    بواسطة eidsharkawy في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-02-17, 04:49 PM
  4. هو النبي بالحق ( من الكتاب المقدس )
    بواسطة kholio5 في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2009-12-31, 02:10 PM
  5. لم أنا مسلم؟لكل مسيحى
    بواسطة عبد للرحمن في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2008-12-12, 08:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML