صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 41 إلى 43 من 43
 

العرض المتطور

  1. #1
    سرايا الملتقى
    د/احمد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3030
    تاريخ التسجيل : 6 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 4,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 32
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي




    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ثم اما بعد

    الاستاذ الفاضل الشهاب اهلا بحضرتك مرة اخري


    تقول حضرتك


    فالنبي - صلى الله عليه و سلم - بيّن بمقتضى الآية أن الله إذا شاء أن يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فعل ، لكن الحديث لم ينف فناء النار ، فهناك كما قال ابن القيم من سيخرجون قبل فناء النار ، و آخرون بعد فناء النار . و الحديث الذي سقناه سابقا و المروي بطرق متعددة : "
    بل الحديث ليس له علاقة اصلا بفناء النار الحديث يقول ان الله اذا شاء ان يخرج اناسا من الذين شقوا في النار فعل ركز يا استاذ شهاب هدانا الله واياك الذين

    سيخرجهم الله سيخرجهم من النار اظن الكلام واضح سيخرجون من النار وهي باقية ولو اراد النبي صلي الله عليه وسلم ان يخبرنا بفناء النار لقال ان

    اناسا سيدخلون الجنة بعد فناء النار ارجو ان

    يكون الكلام قد اتضح


    ثم تقول حضرتك

    فأنا أجبتك من خلال هذا الكلام على أن مآل الكفار بعد فناء النار هو الجنة
    وانت بذلك تقر بان ابليس سيدخل الجنة اشكرك علي التوضيح ارجو ان يقرا الجميع ممن يتعجب من قولي ان هذا الامر كارثة هذه احدي نتائج هذا القول المخترع

    ابليس سيدخل الجنة


    بس الاستاذ الشهاب يخجل من قولها صراحة

    ولا بد ان هذا اليوم سيكون يوما مشهودا لانه في هذا اليوم سيلج الجمل في سم الخياط

    إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين
    ثم إنني لا أدافع عن كارثة إلا إذا كان الشيخ ابن تيمية و تلميذه ابن القيم يدافعان عن كارثة .
    هنا نقطة في غاية الاهمية يجب ان تعلمها ان مذهب اهل السنة والجماعة ان النار خالدة لا تفني وهذا ما يدرس في الجامعات الاسلامية التابعة لاهل السنة والجماعة وهو مذهب علماء الدعوة

    السلفية في كل بقاع الارض

    ثانيا انت تعيد وتزيد بان هذا مذهب ابن تيمية وابن القيم وقد اوضحت لحضرتك مرارا وتكرارا ان هذا القول لم يثبت يقينا عن ابن تيمية وابن القيم وان ثبت فهؤلاء علماء نجلهم ونحترمهم ونحبهم

    ولكن الحق احب الينا منهم وبالرغم من ذلك لهما قول اخر في المسالة ثابت في كتبهم

    اقوال ابن تيمية

    قال رحمه الله تعالي في العقيدة الواسطية شرح العلامة محمد هراس (298 ) : والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان .

    من كتابه:"بيان تلبيس الجهمية"(1/157):"...ثم أخبر ببقاء الجنة والنار بقاءً مطلقا..."
    ثم علق محقق الكتاب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم في الهامش على هذا الكلام قائلا:"وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه عليه أعداؤه من القول بفناء النار"اهـ

    وأشار شيخ الإسلام إلى إنكار القول بفناء الجنة والنار في كتابه السابق(1/152)

    وقال أيضا في كتابه السابق(1/581):"وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها . لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره . وقد استدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على امتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية...".

    وقال شيخ الإسلام في (( مجموع الفتاوى )) ( 18/ 307 )بعد أن سئل عن صحة حديث أنس رضى الله عنه مرفوعاً (( سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء : النارٌ وساكنها واللوحٌ والقلمٌ والكرسيُّ والعرش ))

    ( هذا الخبرُ بهذا اللفظ , ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء , وقد اتفق سلفٌ الأمة وأئمتُها , وسائر أهل السنة والجماعة , على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية , كالجنة والنار والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان , ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم . وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها ) أ.هـ .


    وقال شيخ الإسلام رحمة الله أيضا في
    (( درء تعارض العقل والنقل )) (2/358) :

    ( وقال أهل الإسلام جميعاً , ليس للجنة والنار آخر , وانهما لا تزالان باقيتين , وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , ليس لذلك آخر , ولا لمعلومات الله ومقدوراته غاية ولا نهاية ) أ.هـ .

    وقال أيضا رحمة الله في
    (( بيان تلبيس الجهمية )) (1/157) بعد كلام طويل :

    ( ثم أخبر ببقاء الجنة والنار , بقاءً مطلقاً ) أ.هـ
    والامام ابن القيم
    قال ابن القيم رحمة الله في (( طريق الهجرتين )) ص 254 –255 في فصل أن الله خلق الدارين وخص كل دار بأهل :

    ( والله ُ سبحانه مع كونه خالق كلّ شيء , فهو موصوفٌ بالرضا والغضب والعطاء والمنع والخفض والرفع والرحمة والانتقام , فاقتضت حكمته سبحانه , أن خلق دار الطالبي رضاه , العالمين بطاعته , المؤثرين لأمره , القائمين بمحابه , وهي الجنة وجعل فيها كلَّ شيء مرضي , وملأَها من كلِّ محبوب ومرغوب ومشتهى ولذيذ , وجعل الخير بحذافيره فيها , وجعلها محلّ كلِّ طيب , من الذوات والصفات والأقوال . وخلق داراً أخرى , لطالبي أسباب غضبه وسخطه المؤثرين لأغراضهم وحظوظهم على مرضاته , والعاملين بأنواع مخالفته , والقائمين بما يكرهُ من الأعمال والأقوال , الواصفين له بما لا يليق به , الجاحدين لما أخبرت به رسله من صفات كماله ونعوت جلاله , وهي جهنم , وأودعها كل شيء مكروه وسجنها مليءٌ من كلَّ شيءٍ مؤذ ومؤلم , وجعل الشر َّ بحذافيره فيها وجعلها محلَّ كلّ خبيث من الذوات والصفات والأقوال والأعمال .

    فهاتان الداران هما دار القرار ) أ. هـ .

    وقال أيضا رحمة الله في
    (( الوابل الصيب )) ص 49 :

    ( ولما كان الناس على ثلاث طبقات :

    - طيبٌ لا يشينه خبث .

    - وخبيث لا طيب فيه .

    - وآخرون فيهم خبثٌ وطيب .

    كانت دورهُم ثلاث :

    - دارُ الطيب المحض .

    - ودارُ الخبيث المحض ,
    وهاتان الداران لا تفنيان.

    - ودار لمن معه خبثٌ وطيب , وهي الدار التي تفنى , وهي دار العصاة . فإنّه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنهم إذا عُذّبوا بقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة , ولا تبقى إلا دارُ الطيب المحض ودار الخبث المحض ) أ.هـ .

    وقول العلامة ابن القيم عن نار عصاة الموحدين أنها تفنى أي يخرجون منها , ولا يبقى فيها منهم أحد , وهذا دلَّ الكتاب والسنةُ وإجماع أهل السنة , ولم يخالف إلا المبتدعةُ كالخوارج والمعتزلة .



    فلا تتمسك باقوال لم تثبت يقينا عنهم بل ثبت ان لهما رايا اخر في المسالة
    وفي النهاية وبالرغم من كل ذلك فهؤلاء ليسوا بانبياء نحن مامورون باتباعهم كل ابن ادم يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله فحسبنا كتاب الله وسنة رسوله ففيهما الرد علي كل المزاعم التي ما انزل الله بها من سلطان

    ارجو ان يكون الامر قد اتضح





    لما تماسكت الدموعُ وتنبه القلبُ الصديعُ
    قالوا الخضوع سياسةٌ فليبدُ منك لهم خضوعُ

    وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيعُ
    إن يسلبِ القومُ العدا ملكي، وتسلمني الجموعُ
    فالقلب بين ضلوعِهِ لم تسلمِ القلبَ الضلوعُ
    لم أُستلبْ شرف الطباعِ! أيسلب الشرف الرفيعُ

    قد رمتُ يوم نزالهمْ ألا تحصنني الدروعُ
    وبرزتُ ليس سوى القميصِ على الحشا شيءٌ دفوعُ

    وبذلت نفسي كي تسيلَ إذا يسيلُ بها النجيعُ
    أجلي تأخر لم يكنْ بهواي ذلي والخضوعُ

    ما سرت قطّ إلى القتالِ وكان من أملي الرجوعُ
    شيم الأولى، أنا منهمُ والأصلُ تتبعه الفروع

  2. #2

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    السلام عليكم أخي د/ أحمد ،

    تقول - أعزك الله - :

    بل الحديث ليس له علاقة اصلا بفناء النار الحديث يقول ان الله اذا شاء ان يخرج اناسا من الذين شقوا في النار فعل
    صحيح أن الحديث لم يتحدث عن فناء النار ، و إنما عن أناس شقوا يخرجهم الله من النار و هي نار ، لكن هل نفى النبي في الحديث فناء النار ؟ ثم إنه لم يرد في الحديث أن النار ستبقى ، و لا الجزم بذلك ، و إنما كل ما في الأمر أن أناسا أشقياء من أهل النار سيخرجهم الله من النار بما تقتضيه رحمته و حكمته . و حديث النبي عن أناس أشقياء يخرجهم الله من النار مقرون بالمشيئة الإلهية - كما ترى -

    تقول أيضا :

    وانت بذلك تقر بان ابليس سيدخل الجنة اشكرك علي التوضيح ارجو ان يقرا الجميع ممن يتعجب من قولي ان هذا الامر كارثة هذه احدي نتائج هذا القول المخترع


    نحن نتحدث عن فناء النار بصرف النظر عمن سيخرج منها بعد ذلك ، فلا تحاول إقحامي فيما ليس موضوع النقاش ، و إن كانت تهمك هذه الجزئية ، فاسأل نفسك : هل إبليس - لعنه الله - مؤمن أم ملحد ؟


    و هناك دلائل أخرى يسوقها ابن القيم على إدراك رحمة الله لجميع خلقه في الأبد ، بعد أن ينالوا من العذاب الطويل ما يطهر قلوبهم من شوائب الكفر ،إلك النص :

    الوجه العشرون انه قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري في حديث الشفاعة فيقول عز وجل : " شفعت الملائكة و شفع النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إلا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيها في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل فيقول الله الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه" فهؤلاء أحرقتهم النار جميعهم فلم يبق في بدن أحدهم موضع لم تمسه النار بحيث صاروا حمما و هو الفحم المحترق بالنار. و ظاهر السياق انه لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير فان لفظ الحديث هكذا فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله عز و جل شفعت الملائكة و شفع النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إلا ارحم الراحمين فيقبض الله قبضة من نار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط . فهذا السياق يدل على إن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير و مع هذا فأخرجتهم الرحمة . و من هذا رحمته سبحانه و تعالى للذي أوصى أهله إن يحرقوه بالنار و يذروه في البر و البحر زعما منه بأنه يفوت الله سبحانه و تعالى فهذا قد شك في المعاد و القدرة و لم يعمل خيرا قط و مع هذا فقال له ما حملك على ما صنعت قال خشيتك و أنت تعلم فما تلافاه إن رحمه الله فلله سبحانه و تعالى في خلقه حكم لا تبلغه عقول البشر و قد ثبت في حديث انس رضي الله عنه إن رسول الله قال يقول الله عز و جل اخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام قالوا و منذا الذي في مدة عمره كلها من أولها إلى آخرها لم يذكر به يوما واحدا و لا خافه ساعة واحدة . و لا ريب إن رحمته سبحانه و تعالى إذا أخرجت من النار من ذكره وقتا أو خافه في مقام ما فغير بدع إن تنفى النار و لكن هؤلاء خرجوا منها و هي نار .
    الوجه الحادي و العشرون إن اعتراف العبد بذنبه حقيقة الاعتراف المتضمن لنسبة السوء و الظلم و اللوم إليه من كل وجه و نسبة العدل و الحمد و الرحمة و الكمال المطلق إلى ربه من كل وجه يستعطف ربه تبارك و تعالى عليه و يستدعي رحمته له و إذا أراد إن يرحم عبده ألقى ذلك في قلبه و الرحمة معه و لا سيما إذا اقترن بذلك جزم العبد على ترك المعاودة لما يسخط ربه عليه و علم الله إن ذلك داخل في قلبه و سويدائه فانه لا تتخلف عنه الرحمة مع ذلك . و في معجم الطبراني من حديث يزيد بن سنان الرهاوي عن سليمان بن عامر عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله إن آخر رجل يدخل الجنة رجل يتقلب على الصراط ظهرا لبطن كالغلام يضربه أبوه و هو يفر منه يعجز عنه عمله إن يسعى فيقول يا رب بلغ بي الجنة و نجني من النار فيوحي الله تبارك و تعالى اليه عبدي إن أنا نجيتك من النار و أدخلتك الجنة أتعترف لي بذنوبك و خطاياك فيقول العبد نعم يا رب و عزتك و جلالك إن نجيتني من النار لاعترفن لك بذنوبي و خطاياي فيجوز الجسر فيقول العبد فيما بينه و بين نفسه لئن اعترفت له بذنوبي و خطاياي ليردني إلى النار فيوحي الله إليه عبدي اعترف لي بذنوبكو خطاياك اغفرها لك و أدخلك الجنة فيقول العبد لا و عزتك و جلالك ما أذنبت ذنبا قط و لا أخطأت خطيئة قط فيوحي الله إليه عبدي إن لي عليك بينة فيلتفت العبد يمينا و شمالا فلا يرى أحدا فيقول أي رب ارني بينتك فينطق الله تعالى جلده بالمحقرات فإذا رأى ذلك العبد يقول يا رب عندي و عزتك العظائم فيوحي الله إليه عبدي أنا اعرف بها منك اعترف لي بها اغفرها لك و أدخلك الجنة فيعترف العبد بذنوبه فيدخل الجنة ثم ضحك رسول الله حتى بدت نواجذه يقول هذا أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه فالرب تبارك و تعالى يريد من عبده الاعتراف و الانكسار بين يديه و الخضوع و الذلة له و العزم على مرضاته فما دام أهل النار فاقدين لهذه الروح لروح فهم فاقدون الرحمة فإذا أراد عز و جل إن يرحمهم أو من يشاء منهم جعل في قلبه ذلك فتدركه الرحمة و قدرة الرب تبارك و تعالى غير قاصرة عن ذلك و ليس فيه ما يناقض موجبأسمائه و صفاته و قد اخبر انه فعال لما يريد.

    الوجه الثاني و العشرون انه سبحانه و تعالى أوجب الخلود على معاصي الكبائر و قيده بالتأبيد و لم يناف ذلك انقطاعه و انتهاؤه فمنها قوله تعالى: " و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما " .و منها قول النبي : " من قتل نفسا بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " و هو حديث صحيح . و كذلك قوله في الحديث الآخر في قاتل نفسه " فيقول الله تبارك و تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " و أبلغ من هذا قوله تعالى : "و من يعص الله و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها أبدا " . فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه . فلو يعلم الكافر بكل ما عنده من الرحمة لما يئس من رحمته كما في صحيح البخاري عنه خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة و قال في آخره فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم يياس من الجنة و لو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار.

    الوجه الثالث و العشرون انه لو جاء الخبر منه سبحانه و تعالى صريحا بان عذاب النار لا انتهاء له و انه ابدي لا انقطاع له لكان ذلك وعيدا منه سبحانه و تعالى و الله تعالى لا يخلف وعدهو أما الوعيد فمذهب اهل السنة كلهم إن إخلافه كرم و عفو و تجاوز يمدح الرب تبارك و تعالى به و يثنى عليه به فانه حق له إن شاء تركه و إن شاء استوفاه و الكريم لا يستوفي حقه فكيف بأكرم الاكرمين . و قد صرح سبحانه و تعالى في كتابه في غير موضع بأنه لا يخلف وعده و لم يقل في موضع واحد لا يخلف وعيده . و قد روى أبو يعلى الموصلي ثنا هدبة بن خالد حدثنا سهيل بن أبي حزم ثنا ثابت البنائي عن انس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله قال : " من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه و من واعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار ". و قال أبو الشيخ الاصبهاني ثنا محمد بن حمزة ثنا احمد بن الخليل ثنا الأصمعي قال جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء فقال يا أبا عمرو يخلف الله ما وعده قال لا قال افرايت من اوعده الله على عمله عقابا أيخلف الله وعده عليه فقال أبو عمرو بن العلاء من العجمة أتيت يا أبا عثمان إنالوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد عارا و لا خلفا إن تعد شرا ثم لا تفعله ترى ذلك كرما و فضلا و إنما الخلف إن تعد خيرا ثم لا تفعله قال فاوجدني هذا في كلام العرب قال نعم أما سمعت إلى قول الأول :

    و لا يرهب ابن العم ما عشت سطوتي و لا اختشي من صولة المتهــــدد

    و إني و إن اوعدته أو وعــــــدته لمخلف ايعادي و منجز موعدي

    قال أبو الشيخ و قال يحيى بن معاذ الوعد و الوعيد حق فالوعد حق العباد على الله ضمن لهم إذا فعلوا كذا و إن يعطيهم كذا و من أولى بالوفاء من الله و الوعيد حقه على العباد قال لا تفعلوا كذا فأعذبكم ففعلوا فان شاء عفا و إن شاء اخذ لان حقه و أولاهما بربنا تبارك و تعالى العفو و الكرم انه غفور رحيم و مما يدل على ذلك و يؤيده خبر كعب بن زهير حين اوعده رسول الله فقال :
    نبئت إن رسول الله اوعدني و العفو عند رسول الله مأمول

    فإذا كان هذا في وعيد مطلق فكيف بوعيد مقرون باستثناء معقب بقوله إن ربك فعال لما يريد و هذا أخبار منه انه يفعل ما يريد عقيب قوله إلا ما شاء ربك فهو عائد اليه ولا بد ولا يجوز ان يرجع الى المستثنى منه وحده بل اما ان يختص بالمستثنى او يعود اليهما وغير خاف ان تعلقه بقوله الا ما شاء ربك أولى من تعلقه بقوله خالدين بخالدين فيها . و ذلك ظاهر للمتأمل و هو الذي فهمه الصحابة فقالوا أتت هذه الآية في وعيد القران و لم يريدوا بذلك الاستثناء وحده فان الاستثناء مذكور في الأنعام أيضا و إنما أرادوا انه عقب الاستثناء بقوله إن ربك فعال لما يريد و هذا التعقيب نظير قوله في الأنعام خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك حكيم عليم فاخبر إن عذابهم في جميع الأوقات و رفعه عنهم في وقت يشاؤه صادر عن كمال علمه و حكمته لا عن مشيئة مجردة عن الحكمة و المصلحة و الرحمة و العدل اذ يستحيل تجرد مشيئته عن ذلك.
    الوجه الرابع و العشرون إن جانب الرحمة اغلب في هذه الدار من الباطلة الفانية الزائلة عن قرب من جانب العقوبة و الغضب و لولا ذلك لما عمرت و لا قام لها وجود كما : " و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا بظلمهم ما ترك عليها من دابة " ، و قال: " و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة " ، فلولا سعة رحمته و مغفرته و عفوه لما قام العالم و مع هذا فالذي أظهره من الرحمة في هذه الدار وانزله بين الخلائق جزء من مائة جزء من الرحمة فإذا كان جانب الرحمة قد غلب في هذه الدار و نالت البر و الفاجر و المؤمن والكافر مع قيام مقتضى العقوبة به و مباشرته له و تمكنه من إغضاب ربه و السعي في مساخطته فكيف لا يغلب جانب الرحمة في دار تكون الرحمة فيها مضاعفة على ما في هذه الدار تسعة و تسعين ضعفا و قد اخذ العذاب من الكفار مأخذه و انكسرت تلك النفوس و نهكها العذاب و أذاب منها خبثا و شرا لم يكن يحول بينها و بين رحمته لها في الدنيا بل كان يرحمها مع قيام مقتضى العقوبة و الغضب بها فكيف إذا زال مقتضى الغضب و العقوبة و قوى جانب الرحمة أضعاف اضعاف الرحمة في هذه الدار و اضمحل الشر و الخبث الذي فيها فأذابته النار و أكلته . و سر الامر أن أسماء الرحمة والإحسان اغلب و اظهر و اكثر من أسماء الانتقام و فعل الرحمة اكثر من فعل الانتقام و ظهور آثار الرحمة اعظم من ظهور آثار الانتقام و الرحمة احب إليه من الانتقام و بالرحمة خلق خلقه و لها خلقهم و هي التي سبقت غضبه و غلبته و كتبها على نفسه و وسعت كل شيء وما خلق بها فمطلوب لذاته وما خلق بالغضب فمراد لغيره كما تقدم تقرير ذلك و العقوبة تأديب و تطهير و الرحمة إحسان و كرم و جود و العقوبة مداواة و الرحمة عطاء و بذل . انتهى كلام ابن القيم - رحمه الله -


    و بالنسبة لنسبة القول بفناء النار إلى ابن تيمية و تلميذه ابن القيم ، فقد أثبتها العلماء ، و لا داعي لإنكارها ، بل إن نصوص ابن القيم صارخة بذلك ، لا مجال لتجاهلها أو التمويه عليها ، بل إنهما - رحمهما الله - تحدثا في هذا الأمر لعلمهما بأن الصحابة و التابعين قد تكلموا في هذه المسألة .


    تحياتي أخي د/ أحمد










  3. #3

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    أخي قاصف ، تقول :
    أسألك إذاً أن تحضر لي الدليل أن إبن القيم يتكلم هنا عن الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله و بالأسلام و لا يقصد المسلم العاصي!

    و حتى هنا أرى تناقض في موقفك!

    كيف يمنع الله الترحم على الكفار في حين أن نفس هؤلاء الكفار سيدخلون الجنة في نهاية الأمر مع المسلمين و لا فرق برحمة الله التي وسعت كل شيء حسب قولك؟


    السياق الذي يتحدث ضمنه ابن القيم هو عن فناء النار فيما سقناه من نصوصه ، فهو يستدل بإخلاف الوعيد بوصفه إحدى الكمالات الإلهية على جواز ذلك في حق الكافر ، فهل هناك أعظم من هذا الكرم و هذا الحلم و هذه الرحمة التي تدرك الكافر بعد أن جحد الله و قصّر أيما تقصير ؟

    تضيف فتقول إن ما جاء به ابن القيم لا يعني الكافر ، و إنما يعني عصاة الموحدين ، لكنك تغفل عن أنه جاء بالآيات و الأحاديث تلك التي ورد فيها تأبيد الخلود ليستدل بها عن أنها رغم اقترانها بالتأبيد ، فإن تأبيدها في حق الموحد العاصي منقطع ، و هو ما يسري على الآيات التي تخص أيضا تأبيد خلود الكافر ، و إليك ما يقول
    :" فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد ، فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه " .

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .





 

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أصبحت بينكم ألتمس القبول؟؟؟؟
    بواسطة السراج الوهاج في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2010-07-21, 07:40 AM
  2. هلم عن النار
    بواسطة لطفي عيساني في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-03-23, 11:55 PM
  3. النار ولا العار
    بواسطة لطفي عيساني في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-03-20, 12:09 AM
  4. يسوع اله وهذا هو الدليل ( فيلم فيديو ) نسأل الله القبول
    بواسطة جمال المر في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2010-03-09, 04:01 AM
  5. الرد على : عامة أهل النار من النساء
    بواسطة السيف العضب في المنتدى الرد على الإفتراءات حول المرأة المسلمة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-12-09, 06:19 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML