صفحة 5 من 11 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 103
 
  1. #41

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة السابعة و التسعون (97):
    - نحن نرى أن العِلمانية هى خير طريق, فهى وسط بين الأديان, منعاً للفرقة والاختلاف والطائفية, فنحن نؤمن بالله والرسل, ولكن لابد من التطوير والتحديث لنساير العصر, إذ أنه من غير المعقول أن نأتى فى القرن الحادى والعشرين, ونقول برجم الزانى والزانية, رغم رضا الطرفين, أو نقطع يد السارق, أو نقتل القاتل, فيزداد عدد القتلى, فنحن ننظم الحياة بالطريقة التى نراها, ونساير الحضارة, ولا نعود إلى عصر الجمال والحمير.

    الرد:
    - قبل أن نجيب على هذا, لابد أن نعرف ما هى العِلمانية؟ إن العِلمانية هى اتباع العلم ونبذ الدين, أى تحكيم العلم فى جميع شئون الحياة, وجعل الدين قاصراً على دور العبادة والعبادات, مثل الصلاة والصيام والحج, وغير ذلك من العبادات التى لا شأن لها بالسياسة, ولا الاقتصاد, ولا الفنون, ولا أى شىء من شئون الحياة. وقد ظهرت العلمانية فى أوربا, فى عصر النهضة, بعد عام 1516م, بعدما قامت الثورة الفرنسية, وكان شعارها (اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر نبيل, أو اشنقوا آخر نبيل بأمعاء آخر قسيس) والنبيل معناها عندهم (الغنى أو الإقطاعى) وذلك لأن الكنيسة فى أوربا وقفت حجر عثرة فى طريق التقدم والحضارة, فكانت تحكم على كل جديد بالْحُرْمَة, وأنه من عمل الشيطان, وحاربت العلم والعلماء, لدرجة أنهم أعدموا بعض المكتشفين والمخترعين, مثل (جاليليو) الذى قالوا عنه إنه يريد أن يرى الرب, وكانت فى حالة من التخلف والقذارة, لدرجة أن طارق بن زياد حين فتح الأندلس, ووصل إلى مشارف فرنسا, وجدها لا تعرف الاغتسال, كمثيلاتها من دول أوربا, التى كانت تُسَمَّى ببلاد الهَمَج الهامِج, لدرجة أنهم كانوا يعتبرون الاغتسال عقوبة, وكانت عندهم حمامات يغسلون فيها من يريدون معاقبته, فلما كثر فيهم تقتيل العلماء, وتعذيبهم, ومنعهم من العلم, بفتاوى هؤلاء القسيسين, وتحكَّم فيهم الأغنياء, وأذلوهم, وساموهم سوء العذاب, ثار عليهم دُعاة النهضة والإصلاح, وقتلوا القساوسة والنبلاء, ونادوا بفصل الدين عن الحياة, فهَمَّشوا الكنيسة, وجعلوها قاصرة على العبادات فقط, وليس لها أى دخل فى شئون الحياة, وانطلقوا فى أبحاثهم, وتقدموا فى علومهم التى اقتبسوها من علماء المسلمين فى الأندلس, وأصبح منهجهم - إلى اليوم - أن يؤمنوا بالعلم, ويحكِّموه فى حياتهم, حتى لو خالف ما جاءت به شريعتهم الكَنَسيَّة, وسنُّوا القوانين, وأقاموا نُظُم الحكم على أساس تفكيرهم, بغض النظر عن دينهم ورجاله. أما الإسلام فلم يقف كحجر عثرة فى طريق العلم, ولم يعاقب العلماء, ولم يحرِّم ما يقومون به من أبحاث علمية نافعة كما فعلت الكنائس فى أوربا فى القرون الوسطى, وكذلك فإنه لم يفرق بين الدين والدولة, فليس فيه (اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) بل {إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران:154] {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163]
    ثم كيف نحكم أنفسنا بأنفسنا؟ إننا ضعفاء قاصرو العلم والفكر, ولا نعلم الخير لأنفسنا كما يعلمه ربنا, وكذلك الشر, ونختلف فيما بيننا فى تصوُّر هذا الخير والشر, وكل منا له وجهة نظره التى يعتبرها أفضل من وجهة نظر الآخرين, وهذا لا يجمع شمل الناس على منهج واحد, كما نرى دولاً شيوعية وأخرى رأسمالية, ودولاً اشتراكية وأخرى ديمقراطية, وكل من هؤلاء يظن أن نظامه أفضل من النظم الأخرى. إن صانع الشىء هو الذى يعلم ما يصلحه وما يفسده, وهو الذى يضع له قوانين تشغيله وحمايته (وهو ما يسمى بالكتالوج) فهل تُصلِح سيارتك عند الجزار؟ أو غسالتك عند النجار؟ {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} فالذى خلقنا هو الذى شرع لنا قوانين حمايتنا, وسعادتنا, بما وضعه لنا من منهج لحياتنا {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] أمّا الحدود - سواء حد القتل, أو السرقة, أو غير ذلك - فقد أجبنا عنها فى مواضعها.. وبالله التوفيق. والواقع أكبر شاهد على انتشار جرائم الزنى, والسرقة, والقتل, فى البلاد التى لا تطبق شرع الله جل وعلا, وكَثُرَ فيها تحايُل الناس على القوانين الوضعية, بتقديم الشهادات الطبية التى تدَّعى أن حالتهم النفسية غير سوية, حتى لا تطبق عليهم العقوبات الوضعية, كعقوبة القتل, أو السرقة, أو غير ذلك.
    إن الإسلام عقيدة وعمل, وهذا العمل يشمل العبادات, وجميع شئون الحياة السياسية, والاقتصادية, والثقافية... إلخ. وهل أتى بالشرور والمصائب فى البر والبحر إلا مخالفة الشرع؟ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41] وهل أتى بالأمراض المهلكة, مثل الإيدز, والسَّيَلان, والْجُذام, والزُّهَرى, وغير ذلك من الأمراض والأوبئة, إلا مخالفة الشرع؟ حتى جنون البقر فسببه مخالفة الشرع, لأنهم أطعموه العلف المصنوع مما نَفَقَ وتبقى من الأبقار والحيوانات الأخرى, بعد تجفيفها وطحنها, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر المهاجرين! خصال خمس إذا ابتليتم بهن, وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها, إلا فشا فيهم الطاعون, والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا, ولم يُنقِصوا المكيال والميزان, إلا أُخِذوا بالسِنين, وشدة المؤنة, وجور السلطان عليهم, ولم يمنعوا زكاة أموالهم, إلا مُنعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يُمْطَروا, ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله, إلا سلَّط الله عليهم عدوهم من غيرهم, فأخذوا بعض ما كان فى أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل, ويتحرَّوْا فيما أنزل الله, إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [صحيح الجامع:7978]
    إن أعلى معدلات الجرائم من سرقة, واغتصاب, وقتل, هى فى الدول التى لا تدين بالإسلام, أو التى لا تحَكِّم شرع الله, حتى إن أمريكا – وهى أكثر الدول تقدماً - بها أعلى نسبة من حوادث السيارات فى العالم, وذلك بسبب الخمر. وليست خطورة الخمر قاصرة على هذه الحوادث, بل إنها السبب فى انتشار الكثير من أمراض الكبد والكُلَى, فلو كان رأيهم عن العلمانية صحيحاً, لكانت هذه الجرائم والأمراض عندهم أقل من البلاد التى تطبق الشريعة (كالسعودية مثلاً) إن تطبيق الشريعة يجعل الإنسان آمناً على نفسه وماله وعِرضه, حافظاً لبدنه وعقله, وذلك بما شرعه الله له من قوانين حمايته مما يضره, وبما شرعه من الحدود الرادعة لمن يتعدى عليه بقتل, أو قطع طريق, أو سرقة, أو اغتصاب, أو غير ذلك. إن من قُطعِت أيديهم بسبب السرقة من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى عهد على بن أبى طالب - رضي الله عنه - ستة أفراد, وكان تطبيق الحدود فى هذه الفترة على أشُدّه, أما الآن - ولغياب تطبيق الحدود - فإن أموال الناس وأقوات الشعوب تُنهَب, دون أى رادع من تقوى أو قانون, وهل يفهم الإنسان تنظيم حياته أكثر من ربه؟ وهل فرض علينا الإسلام أن نركب الجمال أو الحمير بدلاً من السيارات؟ وانظروا على أحوال من تسمونهم متشددين, أو أصوليين, أو متطرفين - أو حتى من تسمونهم إرهابيين - هل حرَّموا على أنفسهم ركوب القطارات, والسيارات, والطائرات؟ وهل حرَّموا استخدام الثلاجات, والتليفونات, والكمبيوترات, والتلكسات... إلخ؟ فلماذا تظنون أن تطبيق الشريعة يعود بالإنسان إلى عصر الحمير والجمال؟ إن هذا العِلمانى الذى سأل هذا السؤال لا يريد التقيُّد بالشرع, حتى لا يحرم نفسه من ملذاتها وشهواتها, فهو يريد أن يطلق العَنان لنفسه, دون النظر لعاقبته, والله أعلم.


    الشبهة الثامنة و التسعون (98):
    - إن نبيكم يمسح على ظهر الْخُفّ فى الوضوء, وكذلك أنتم تفعلون, أليس من الأحرى أن تمسحوا على باطن الخف لأنه أقذر؟

    الرد:
    - أولاً: إن الدين بالنقل, وليس بالعقل (كما قال على بن أبى طالب - رضي الله عنه -) ولو كان الدين بالعقل, لكان الاغتسال من الغائط أوْلى من الاغتسال من الجنابة. ثانياً: لو فرضنا أن المسح كان أسفل الخف.. فماذا يحدث لو كان الخف مليئاً بالتراب؟ إن هذا التراب سيتحول إلى طين لو مسحنا عليه بالماء, وسيلوِّث المساجد. ولا أقول إن هذه هى الحكمة, ولكنها مجرد فكرة, والله أعلم.





    الشبهة التاسعة و التسعون (99):
    - هل الأغنياء الصالحون عندكم أفضل عند الله من الفقراء الصالحين؟ فإن نبيكم حينما اشتكى له الفقراء من مشاركة الأغنياء لهم فى الذكر والطاعة, وتفوقهم بالعِتق والصدقة, قال لهم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}

    الرد:
    - إن القاعدة المعروفة عند المسلمين هى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] فالتقوى هى المِعيار الوحيد للتفضيل, فربما تفوق الغنى على الفقير, أو الفقير على الغنى, بناءً على هذه القاعدة, وكلاهما مُبتلَى {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35] فالغنى مُبتلَى بغناه {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} [الفجر:15] والفقير مُبتلَى بفقره {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر:16] والقاعدة عند العلماء أنه كلما ثَقُلَ مالُك ثقل حسابُك. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل أبواب الطاعات كثيرة جداً, فمن لا يقدر على بعضها, فبوسعه أن يجتهد فى البعض الآخر, فمن لا يقدر على الصدقة, فأبواب الخير كثيرة أمامه, من صيام وقيام, وبر الوالدين, وصلة الرحم, وإحسان إلى الجار... إلخ. ليس هذا فحسب.. بل إن الفقير الذى يتمنى أن يتصدق ولا يملك, فإن الله سبحانه وتعالى يكتب له أجر المتصدقين, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث أقسِمُ عليهن: ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة, ولا ظُلِمَ عبد مَظلمة صبر عليها, إلا زاده الله عز وجل عِزّاً, ولا فتح عبد باب مسألة, إلا فتح الله عليه باب فقر, وأحدِّثكم حديثاً فاحفظوه, إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً, فهو يتقى فيه ربه, ويصل فيه رَحِمه, ويعمل لله فيه حقاً, فهذا بأفضل المنازل, وعبد رزقه الله تعالى علماً, ولم يرزقه مالاً, فهو صادق النيَّة, يقول: لو أن لى مالاً لعملتُ بعمل فلان, فهو بنِيَّته, فأجرهما سواء, وعبد رزقه الله مالاً, ولم يرزقه علماً, يخبط فى ماله بغير علم, لا يتقى فيه ربه, ولا يصل فيه رَحِمه, ولا يعمل لله فيه حقاً, فهذا بأخبث المنازل, وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً, فهو يقول: لو أن لى مالاً لعملتُ فيه بعمل فلان, فهو بنِيَّته, فوزرهما سواء)) [صحيح الجامع:3024] وقد اختلف العلماء أيهما أفضل؟ الغنى الشاكر, أم الفقير الصابر؟ فمنهم من رجح الأول, ومنهم من رجح الثانى. والشاكر ليس معناه الذى يقول الحمد لله, ثم يفعل فى ماله ما يشاء, بدون أى ضوابط شرعية, ولكن الشاكر هو الذى يُصَرِّف نعم الله فيما أرضاه, فلا يخرجه غناه عن طاعة مولاه, مع قوله الحمد لله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نِعْمَ المال الصالح مع الرجل الصالح)) [صحيح ابن حِبّان] والصابر ليس بالمتسخِّط على قَدَر الله, الذى يشتكى لخلق الله, ولكنه الصابر المحتسب, الذى لا يلجأ للكسب الحرام, مهما كان فيه, ولا يشتكى لغير الله, ولا يذل نفسه لأحد سواه, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سأل شيئاً وعنده ما يُغنيه, فإنما يستكثر من جمر جهنم)) قالوا: وما يغنيه؟ قال: ((قدر ما يغدّيه ويعشّيه)) [صحيح الجامع:6280] وقال: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتى الجبل, فيجىء بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها, فيَكُفّ الله بها وجهه, خير له من أن يسأل الناس, أعطوه أو منعوه)) [صحيح الجامع:5041] (هناك تفاصيل فى كتب الفقه عن الحالات التى يجوز فيها السؤال)
    وهل يعيب ديننا أنه يحث على الزكاة والصدقة, فيفتح أبواب الخير للغنى والفقير معاً؟ أما الغنى فسيزيده الله سبحانه وتعالى فى الدنيا {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7] وفى الآخرة سيجازيه على طاعته, وامتثال أوامره, وأما الفقير فيسد حاجته فى الدنيا بمعاونة إخوانه, ويجزيه فى الآخرة على صبره خير الجزاء {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] والزكاة جعلها الله سبحانه وتعالى غير مرهقة للغنى, أى أنها ليست عبئاً عليه, فهى رُبع عُشْر ماله إذا بلغ النصاب, ومرَّ عليه عام كامل (مع اختلافات بسيطة فى بعض أنواع المال) وبذلك يسهل عليه إخراجها, ومن ثَمَّ يثاب عليها, أما عندكم فالزكاة تعجيزية, بمعنى أنها تطالب الغنى بالتصدق بكل ماله, إن كان يريد دخول الجنة, وإن لم يفعل فلن يدخلها, وها هو الدليل من كتابكم المقدس:
    بِعْ كل مالك ووزّع على الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعالَ اتبعنى. (لوقا18: 22) فلما سمع رجل غنى ذلك الكلام من المسيح – على نبينا وعليه الصلاة والسلام - حزن لأنه لا يستطيع التصدق بكل ماله, فلما رأى المسيح حزنه قال: ما أعسر دخول ذَوِى الأموال إلى ملكوت الله. لأن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله. (لوقا18: 24-25)
    أما نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام)) [أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح] أى أن الأغنياء لن يُحرموا من دخول الجنة, ولكنهم سيدخلونها بعد الفقراء بخمسمائة عام, وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى, لأن الفقراء حُرِموا فى الدنيا, فلابد أن يعوضهم الله يوم القيامة, والله أعلم.


    يتبع










  2. #42

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة (100):
    - إن الإسلام يتدخل فى حرية الناس الشخصية التى لا تضر أحداً, مثل تحريم الذهب والحرير على الرجال.

    الرد:
    - إن تحريم الذهب والحرير على الرجال أمر تعبُّدى, وليس كما يقول البعض إنه منعاً للترف, إذن فلماذا لم يحرم الماس والأحجار الكريمة عليهم؟ فلو كان النهى عنهما منعاً للترف, لكان الأوْلى منع ما هو أكثر منهما ترفاً. والإسلام لم يحرم على الرجال أنواعاً كثيرة من الأقمشة, ربما تفوق الحرير فى ثمنها, ولم يحرم عليهم التزيُّن, بل إن الله أمرهم به فى قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31] ولكن بغير إسراف ولا مَخِيلة, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا فى غير إسراف ولا مخيلة)) [صحيح الجامع:4505] ومعلوم أن المحرَّم على الرجال هو الحرير الطبيعى فقط, وليس الصناعى, وحتى الطبيعى مسموح به فى حالات الإصابة ببعض الأمراض الجلدية, كما سمح بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    والذين يتعجبون من تحريم الذهب والحرير على الرجال, يشجعونهم على (الإخصاء) مع ما فيه من حرمانهم مما أحله الله لهم من النكاح والتناسل اللازم لعمارة الأرض, فيقول العهد الجديد (الإنجيل):
    لأنه يوجد خصيان وُلِدوا هكذا من بطون أمهاتهم. ويوجد خصيان خصاهم الناس. ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات. من استطاع أن يقبل فليقبل (متى19: 12)
    مع أن هذا يتناقض مع ما جاء فى العهد القديم (التوراة) حيث تقول:
    لا يدخل مَخْصِىّ بالرَّض أو مجبوب فى جماعة الرب. (تثنية23: 1), والله أعلم.



    الشبهة المائة و واحد (101):
    - إن الإسلام يقف حجر عثرة أمام الإبداع والفنون, خصوصاً السينيما, والمسرح, والأوبرا, والباليه, ويعطل الإبداعات والملكات الذكية عند الموهوبين, خصوصاً فى مجال الفن.

    الرد:
    - عجباً لكم أيها القوم, أتسمون الدعارة والفحش والرذيلة فنّاً؟ أىّ فن هذا الذى يسمح للمرأة أن تنام بجوار رجل أجنبى عنها, بدون أدنى حياء, على مرأى ومسمع من الآخرين؟ بل ويفعل معها ما لو ذكرناه لدنَّس هذا الكتاب! إن الذى يرضى عن هذا - ولو برؤيته أو سماعه فقط - فهو آثم, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان)) [صحيح الجامع:6250] هذا فضلاً عن إشاعة الفواحش والرذائل بين الناس, وصرفهم عن دينهم, وتعليمهم فنون السرقة, والإجرام, وغير ذلك مما تأباه الفطرة السليمة. إن هؤلاء الفنانين - كما تقولون - ومن عاونهم على فعلهم, أو أباحَه لهم, ليستحق العقوبة فى الدنيا قبل الآخرة, فمنهم من يستحق الرجم, ومنهم من يستحق الجلد, ومنهم من يُنفَى من الأرض, ومنهم من يُعزَّر.
    إن تسميتكم لهذه الأشياء بغير أسمائها, كالذى يشرب الخمر ويقول إنها ليست خمراً, ولكنها بيرة, أو كونياك, أو شامبنيا, أو مشروبات روحية, أو غير ذلك من الأسماء الكاذبة. إن ما يقال عنه (فن الباليه) مستورد من روسيا الملحدة التى لا تدين بدين, ولا تؤمن برب العالمين, ولا يرضى من عنده أدنى قدر من الرجولة أن يُفعَل مع زوجته, أو ابنته, أو اخته, ما يُفعَل مع هذه الراقصة. ونحن نتعجب.. لماذا لا يُطلَق لقب (فنان) على الطبيب الحاذق, أو المهندس البارع, أو الصانع الماهر؟ لماذا يكون لقب (الفن) قاصراً على الهابطين والهابطات؟ حتى إنه قد وصل الأمر إلى أناس يسبُّون الله ورسله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - ويستهزئون بالله واليوم الآخر, ثم يقال عنهم إنهم مفكِّرون وأدباء ومُبدعون, ويُكرَّمون, ويُعطَوْن أعلى الجوائز, كجائزة (نُوبِل) فهل الكفر, والإجرام, والوقاحة, إبداع؟ إن هذا قلب للموازين, ووضع للأمور فى غير موضعها, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتى على الناس سنوات خدّاعات, يُصَدَّق فيها الكاذب, ويُكذَّب فيها الصادق, ويُؤتمن فيها الخائن, ويُخوَّن فيها الأمين, وينطق فيها الرُّوَيْبِضَة, قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافِه يتكلم فى أمر العامَّة)) [صحيح الجامع:3650]
    ونحن نظن أن السائل استباح الرقص والغناء والمزامير, لأن كتابه المقدس اعتبر بعض هذه الأشياء من العبادة, حيث يقول:
    مُكَلِّمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنِّمين ومرتلين فى قلوبكم للرب. (رسالة بولس إلى أفسس5: 19)
    غنُّوا للرب أغنية جديدة (إشعياء42: 10)
    فأخذت مريم النبيَّة أخت هَرُون الدُّف بيدها. وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص. وأجابتهم مريم. رنِّمُوا للرب فإنه قد تَعَظَّم. (خروج15: 20-21)
    اسمعوا كلمة الرب أيها الأمم وأخبروا فى الجزائر البعيدة وقولوا مُبَدِّد إسرائيل يجمعه ويحرسه كَرَاعٍ قطيعَهُ. لأن الرب فَدَى يعقوب وفكَّه من يد الذى هو أقوى منه. فيأتون ويرنِّمون فى مُرتفع صهيون ويَجرُون إلى جود الرب على الحِنطة وعلى الخمر وعلى الزيت وعلى أبناء الغنم والبقر. وتكون نفسهم كجنَّة رَيّا ولا يعودون يذوبون بعدُ. حينئذ تفرح العذراء بالرقص والشبان والشيوخ معاً وأحَوِّل نوْحهم إلى طرب وأعزِّيهم وأفرِّحهم من حزنهم. وأروى نفس الكهنة من الدَّسَم ويشبع شعبى من جُودى يقول الرب (إرميا31: 10-14) (نلاحظ رقص الرجال والنساء مع بعضهم)
    فأُخبِرَ الملك داود وقيل له قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم وكل ما له بسبب تابوت الله. فذهب داود وأصعد تابوت الله من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود بفرَح. وكان كُلَّما خطا حاملوا تابوت الرب سِتَّ خطوات يذبح ثوراً وعجلاً معلوفاً. وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب. وكان داود متنطقاً بأفود من كتان. فأصعد داود وجميع بيت إسرائيل تابوت الرب بالهتاف وبصوت البوق... فأدخلوا تابوت الرب وأوقفوه فى مكانه فى وسط الخيمة التى نصبها له داود وأصعد داود مُحْرَقات أمام الرب وذبائح سلامة. ولما انتهى داود من إصعاد المحرقات وذبائح السلامة بارك الشعب باسم رب الجنود. وقسم على جميع الشعب على كل جمهور إسرائيل رجالاً ونساء على كل واحد رغيف خبز وكأس خمر وقرص زبيب... فقال داود لميكال إنما أمام الرب الذى اختارنى دون أبيكِ ودون كل بيته ليقيمنى رئيساً على شعب الرب إسرائيل. فلَعِبْتُ أمام الرب. (صموئيل الثانى6: 12-21) هل هذا يُعقَل؟ نبى يرقص ويوزع الخمر ويلعب؟ وأمام مَن يلعب؟ يلعب أمام الرب؟ وهل الله سبحانه وتعالى يرضى عن هذا اللعب؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً, والله أعلم.



    الشبهة المائة و اثنان (102):
    - لماذا يقول القرآن: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} [النساء:34] ولماذا يقول نبيكم: ((لن يفلح قوم وَلَّوْا أمرهم امرأة)) [صحيح الجامع:5225] أليس هذا تفضيلاً للرجل على المرأة؟

    الرد:
    - لقد ورد قدر كبير من الرد على هذه الشبهة فى الرد على الشبهة رقم (71) وهو مختصر فى كون الرجال أرجح عقلاً, وأصوب رأياً, وأقوى جسداً, وأكثر تحمُّلاً, وأضبط لعواطفهم من النساء. وقوامة الذكر على الأنثى أمر فطرى, حتى فى المملكة الحيوانية, ولو أننا قمنا بعمل استطلاع للآراء, لوجدنا أن معظم النساء يفضِّلن قوامة الرجل عليهن, حتى فى الدول البوذية التى لا تدين بدين, ولا تؤمن برب العالمين. فالزوجة اليابانية - على سبيل المثال - مشهورة بأنها أفضل الزوجات, وذلك لحسن تبعُّلِها, وطاعتها لزوجها, وقد ملَّت النساء الأوربيات من تحملهن للمسئولية كالرجال, واشتقنَ للعودة لبيوتهن, وتربية أطفالهن, كما دلَّت على ذلك نتائج استطلاع آراء النساء فى تلك البلاد, والنساء أنفسهن يحتقرن الرجل الذى يخضع لامرأته, ويَصِفْنَه بعدم الرجولة.
    وقد أوردنا فى الرد على الشبهة (71) بعض الأدلة من الكتاب المقدس على تفضيل الرجل على المرأة, وأنها لابد أن تخضع له, ولا يخضع لها, بل لابد أن تتعلم منه, ولا يتعلم منها, ونضيف هاهنا:
    أيها النساء اخضعنَ لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة. وهو مخلِّص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شىء. (الرسالة إلى أفسس5: 22-24)
    فإنه هكذا كانت قديماً النساء القدِّيسات أيضاً المتوكلات على الله يُزيِّنَّ أنفسهن خاضعات لرجالهن كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعِيَة إياه سيدها. (رسالة بطرس الأولى3: 5-6)
    فإن الرجل لا ينبغى أن يغطى رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المرأة فهى مجد الرجل. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل (رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس11: 7-9)
    ولكن لستُ آَذَن للمرأة أن تُعَلِّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت. (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس2: 12) ولذلك فإن اليهود لا يسمحون للمرأة أن تكون من الأحبار, أو الحاخامات, ولا يسمح النصارى لها أن تكون شماسة, أو قسيسة, أو مُطرانة... إلخ, ثم يطالبوننا بأن نسمح لها بالولاية العامة!
    إن قوامة الرجل على المرأة لا تعنى أنه يقهرها, أو يذلّها, أو لا يعطيها حقها, بل تعنى تحمُّله للمسئولية أكثر منها, : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً{19} وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{20} وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً} [النساء:19-21] {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة:187] {وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ} [البقرة:231] {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21] {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:228] وهذه الدرجة التى للرجال على النساء هى درجة القوامة, وقد توعَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يظلمهن بقوله: ((إنى أُحَرِّج عليكم حق الضعيفين: اليتيم والمرأة)) [صحيح الجامع:2447]‌ وكان يوصى بهن فى قوله: ((استوصوا بالنساء خيراً, فإن المرأة خُلِقت من ضِلَع, وإن أعوج شىء فى الضلع أعلاه, فإن ذهبتَ تُقِيمُه كسرتَه, وإن تركتَه لم يزل أعوج, فاستوصوا بالنساء خيراً)) [صحيح الجامع:960]‌ ((ليس أحد من أمتى يعول ثلاث بنات, أو ثلاث أخوات, فيحسن إليهن, إلا كُنَّ له سِتراً من النار )) [شُعَب الإيمان للبيهقى, صحيح الجامع:5372] ((من ابتُلِىَ من هذه البنات بشىء, فأحسن إليهن, كُنَّ له سِتراً من النار)) [صحيح الجامع:5932] ((حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم, ويكسوها إذا اكتسى, ولا يضرب الوجه, ولا يُقبِّح, ولا يهجر إلا فى البيت)) [صحيح الجامع:3149] ((ولا يُقبِّح)) أى لا يسب, ولا يشتم, ولا يفعل أفعالاً تؤذيها, أو تهينها, ((لا يَفرَك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خُلُقاً رضى منها آخر)) [صحيح مسلم] ((يَفرَك)) أى يبغض, وكان - صلى الله عليه وسلم - يحسن معاشرة زوجاته - رضى الله عنهن وأرضاهن - ولما سُئِلَت عنه السيدة عائشة قالت: ((كان يخيط ثوبه, ويخصف نعله, ويفعل ما يفعله الرجال فى بيوتهم)) [صحيح الجامع:4937] وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلى)) [سنن الترمذى وابن ماجه, صحيح الجامع:3314]‌ وكان عبد الله بن عباس - رضى الله عنهما - يقول: (إنى لأتزيَّن لامرأتى كما أُحِبُّ أن تتزيَّن لى) ولكن بالرغم من أن للمرأة مثل الذى عليها, إلا أنه لابد للأسرة من قائد, حتى تنضبط أحوالها, ويستقيم أمرها, وإلا- لانفرد كل فرد فيها برأيه وتصرفاته, ولتمزق شملها, ولم يستقر أمرها, والمثل الشعبى يقول: (المركب التى لها رئيسان تغرق) فكما أن الدولة لابد لها من رئيس واحد, فلابد للأسرة من رئيس واحد, وكما أنه لا ينبغى للحاكم أن يستبد برأيه دون استشارة شعبه, فلا ينبغى للرجل أن يستبد برأيه دونها, بل يستشيرها كما استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السيدة أم سلمة - رضى الله عنها - فى أمر أصحابه - رضوان الله عليهم - حينما تباطأوا فى حلق رءوسهم, ونحر هديهم, من شدة حزنهم على عدم دخولهم الحرم عام صلح الحديبية.
    أما الحديث الوارد فى السؤال بشأن تولى المرأة لأمر الدولة.. فما قلناه عن قوامة الرجل عليها, نقوله على توليها الحكم, فإذا كانت لا تصلح للقوامة على زوجها, فكيف تصلح للقوامة على بلدها؟ ولا أدَلّ على عدم صلاحيتها للحكم من واقع العالم اليوم, فلو نظرنا إلى أشد الدول مُطالَبة لحقوق المرأة, ومشاركتها فى الحكم, لوجدنا أن عدد النساء الحاكمات - أو المشتركات فى الحكم - قليل جداً بالنسبة للرجال, وعلى سبيل المثال: البيت الأبيض الأمريكى, الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكى, مجلس الأمن, الأمم المتحدة, الكنيسيت الإسرائيلى, مجلس الدوما الروسى, محكمة العدل الدولية فى لاهاى, البرلمانات ومقارّ الحكم فى انجلترا, وفرنسا, وألمانيا, وأسبانيا, وإيطاليا... إلخ.
    ونقول للعالم أجمع, ولمن يثير الشبهات حول حقوق المرأة فى الإسلام: والله ثم والله ثم والله.. إن الذى ظلم المرأة فى الدول الإسلامية ليس الإسلام, ولكنه الرجل الذى لم يمتثل لأمر ربه جل وعلا, ولا لأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - فى تكريم المرأة, فأعطى بذلك صورة مشوَّهة عن دينه, والإسلام برىء منها, فالمرأة فى الإسلام هى الأم, والأخت, والزوجة, والبنت, والخالة, والعمَّة, وهى نصف المجتمع, وأُمّ للنصف الآخر, فكيف لا نكرمها؟, والله أعلم.



    يتبع









  3. #43

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات ظالمة حول الإسلام:
    الشبهة المائة و ثلاثة (103):
    - نحن نرى أن رمضان يتسبب فى قلة الإنتاج, نظراً لجوع الناس وعطشهم, فترى الموظفين فى المصالح الحكومية نائمين على المكاتب, والعمّال متكاسلين, وإذا سألتهم اعتذروا بقولهم: إنه رمضان.

    الرد:
    - إن هذه التهمة قديمة من بداية حكم العِلمانيين لبعض البلاد الإسلامية, وهم السبب فى ذلك, لأنهم يقومون أثناء شهر رمضان بعرض مئات الفوازير, والأفلام, والتمثيليات, والمسرحيات, والحفلات, ومباريات كرة القدم, ويُحشد التلفاز - على غير العادة - بكل هذه السهرات الفاسدة إلى أذان الفجر وبعده, والشباب يلعبون كرة القدم فى الشوارع ليلاً, والرجال والنساء يسهرون على المقاهى فى الأحياء الشعبية, وتقام الأُمْسيات الشِّعرية, والصالونات الأدبية, وكأنه شهر السهر والمجون, وليس شهر العبادة, فمن الطبيعى أن يذهب الناس إلى أعمالهم فى حالة من الإعياء الشديد, حتى أن طلبة المدارس والجامعات لا يستطيعون استيعاب دروسهم. فأجهزة الإعلام بدلاً من أن تعلم الناس دينهم, وتقربهم إلى ربهم, فى هذا الشهر الكريم, حولته إلى لعب ولهو, وغير ذلك مما لا يرضى الله سبحانه وتعالى, ثم بعد هذه الحيَل الماكرة, والسهرات الطويلة المرهقة, يُتَّهم شهر رمضان بأنه يتعب الناس, ويعطل الإنتاج, فى حين أنه شهر البركة, وشهر الانتصارات, والفتوحات الإسلامية. ولو أن المسلمين صلوا العشاء والتراويح, ورجعوا إلى بيوتهم ليناموا مبكِّرين, ثم استيقظوا قبل الفجر بساعة, ليتسحروا ويصلوا الفجر فى جماعة, ثم ناموا مرة أخرى قبل العمل, لَمَا حدث ما تتحدث عنه من تكاسل العمال, ونوم الموظفين على المكاتب, ولو أنهم أخروا السحور كما أمرهم نبيهم, لكان سبباً فى عدم إحساسهم بالجوع والعطش الذى تتحدث عنه, ولكان سبباً فى نشاطهم, قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال أمتى بخير ما عجَّلوا الإفطار, وأخَّروا السحور)) [مُسنَد أحمد] ومما زاد الطين بِلَّة ظهور هذه الفضائيات الخبيثة - إلا قليلاً منها - وما يُبَث فيها من برامج تافهة, وأخرى فاسدة مفسدة, جعلت الناس لا يسهرون على معصية الله فى رمضان وحده, بل فى السنة كلها. ونحن نتحدى أى دولة فى العالم, أن يسهر أهلها لوقت الفجر لمدة شهر كامل, ثم يستطيعوا أن يُنتجوا, أو يذهبوا لأعمالهم بنشاط, حتى ولو كانوا غير صائمين, والله أعلم.




    الشبهة المائة و اربعة (104):
    - إن الإسلام لا يعطى المرأة حقها فى اختيار زوجها, ولكن وليها هو الذى يتولى تزويجها, فيقول نبيكم: ((لا نكاح إلا بوَلِىّ)) [صحيح الجامع:7555] ويقول: ((أيما امرأة نُكِحَت بغير إذن وليّها, فنكاحها باطل, فنكاحها باطل, فنكاحها باطل)) [صحيح الجامع.:2709]

    الرد:
    - إن الإسلام لا يبيح لولى المرأة أن يفرض عليها زوجاً معيناً, ولكنه فى الوقت نفسه لا يطلق لها العنان لتختار من شاءت, ولو كان غير صالح لها, فالمرأة عاطفية بطبعها, وغالباً ما يتحكم فيها قلبها دون عقلها, وتستميلها المظاهر الخادعة, والكلمات العذبة, والوعود الكاذبة, وربما تتمنى الزواج بمن لا دين له ولا خُلُق, بل لمجرد جماله, أو ماله, أو منصبه, أما وليها فهو أدرى بمصلحتها, وبمن يصونها ولا يهينها. ولكن الإسلام لا يطلق الحبل على الغارب لأولياء الأمور ليتحكموا فيمن يتولونهم من النساء - سواء بناتهم, أو أخواتهم, أو من هن تحت ولايتهم - فلا يبيح للولى أن يزوجها من تارك الصلاة, أو شارب الخمر, أو سبّاب الدين... إلخ, ولا يحل له أن يزوجها ممن لا رغبة لها فيه, ليتحقق له بهذا الزواج مصلحة شخصية, أو منفعة دنيوية, ومن حقها أن ترفض من يريد أن يجبرها على الزواج منه, ولا يحل له أن يحجزها عنده, ويتركها للعنوسة, ليستفيد من مالها, إن كان لها دَخْل خاص بها, ولا يحل له أن يمنعها من الزواج من الكُفء إذا تقدم لخطبتها, : {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور:32] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض)) [صحيح الجامع:270]‌ وإذا منعها من الزواج ممن تقدم لخطبتها, وكان كُفؤاً لها, فتسقط ولايته عليها, وتنتقل لمن بعده من أقربائها, وإن لم يكن لها وَلِىّ, فوَلِىّ الأمر وليّها, أو من يحل محله كالقاضى.
    إن الإسلام - كما قلنا - لا يفرض على المرأة زوجاً معيناً, أما الكتاب المقدس فيفرض الزواج فى بعض الأحيان على الرجل والمرأة معاً, وذلك فى حالة المرأة التى مات عنها زوجها ولم ينجب منها, وكان لهذا الميت أخ حَى, فيجبره الكتاب المقدس أن يتزوج من امرأة أخيه, حتى تنجب منه, فيحيى ذكر أخيه, أى أن الولد فى هذه الحالة يُنسَب لعمِّه الْمُتَوَفَّى ولا يُنسَب لأبيه, وإن مات هو الآخر ولم تنجب منه, فتتزوج بأخيه, ثم أخيه...وهكذا, وإليكم الدليل:
    إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تَصِر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبى. أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخى الزوج. والبكر الذى تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يُمحَى اسمه من إسرائيل وإن لم يرضى الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول قد أبَى أخو زوجى أن يقيم لأخيه اسماً فى إسرائيل. لم يشأ أن يقوم لى بواجب أخى الزوج. فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه فإن أصَرَّ وقال لا أرضى أن أتخذها تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله من رجله وتبصق فى وجهه وتصرِّح وتقول هكذا يُفعَل بالرجل الذى لا يبنى بيت أخيه. فيُدْعَى اسمه فى إسرائيل بيت مخلوع النعل (تثنية25: 5-10)
    فى ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه قائلين يا معلم قال موسى إن مات أحد وليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته ويقيم نسلاً لأخيه. فكان عندنا سبعة إخوة وتزوج الأول ومات. وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثانى والثالث إلى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة أيضاً. ففى القيامة لمن من السبعة تكون زوجة. فإنها كانت للجميع. (متى22: 23-28), والله أعلم.





    الشبهة المائة و خمسة (105):
    - يقول نبيكم: ((أفضلُ الحجّ العَجّ والثَّجّ)) [صحيح الجامع:1101] و((العَجّ)) هو رفع الصوت بالتلبية, و((الثَّجّ)) هو إراقة دماء الهدْى, وتقولون إن الله يحب إراقة دماء الأضاحى فى العيد, فماذا يستفيد الله من إراقة هذه الدماء؟

    الرد:
    - إن الله سبحانه وتعالى لا يستفيد من هذه الدماء, ولا من غيرها, فهو الغنى عن العالمين, والكل فقير ومحتاج إليه, : {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج:37] ولكن هذا تعظيم لشعائره سبحانه وتعالى {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32] والمستفيد الأول والأخير من هذه الذبائح كلها هو الإنسان, وكَوْن الله يحبها يجعل المسلمين يسارعون فى امتثال أمره بذبحها, ويقدمونها عن طيب نفس لعلمهم بثوابها, فيَعُم بذلك نفعها. وقد جاء فى الكتاب المقدس ما هو أشد مما تعجب منه السائل, فقد جاء فيه رش دم الذبيحة على الأبنيَة والناس, وجاء فيه أن رائحة شواء اللحم هى رائحة سرور للرب سبحانه وتعالى, وإليكم بعضاً مما جاء فيه, لأننا لا نستطيع أن نذكره كله لكثرته:
    فجاء موسى وحدَّث الشعب بجميع أقوال الرب وجميع الأحكام. فأجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا كل الأقوال التى تكلم بها الرب نفعل. فكتب موسى جميع أقوال الرب. وبكَّر فى الصباح وبنى مذبحاً فى أسفل الجبل واثنى عشر عموداً لأسباط إسرائيل الاثنى عشر. وأرسل فتيان بنى إسرائيل فأصعدوا مُحْرَقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران. فأخذ موسى نصف الدم ووضعه فى الطسوس. ونصف الدم رشه على المذبح. وأخذ كتاب العهد وقرأ فى مسامع الشعب. فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هُوَذا دم العهد الذى قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال (خروج24: 3-8)
    وتأخذ الكبش الثانى. فيضع هَرُون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فتذبح الكبش وتأخذ من دمه وتجعل على شحمة أُذُن هَرُون وعلى شحم آذان بنيه اليمنى وعلى أباهم أيديهم اليمنى وعلى أباهم أرجلهم اليمنى. وترش الدم على المذبح من كل ناحية. وتأخذ من الدم الذى على المذبح ومن دهن المسحة وتنضح على هَرُون وثيابه وعلى بنيه وثياب بنيه معه. فيتقدس هو وثيابه وبنوه وثياب بنيه معه. ثم تأخذ من الكبش الشحم والإليَة والشحم الذى يغشى الجوف وزيادة الكبد والكليتين والشحم الذى عليهما والساق اليمنى. فإنه كبش مِلء. ورغيفاً واحداً من الخبز وقرصاً واحداً من الخبر بزيت ورُقاقة واحدة من سلَّة الفطير التى أمام الرب. وتضع الجميع فى يدى هَرُون وفى أيدى بنِيه وترددها ترديداً أمام الرب. ثم تأخذها من أيديهم وتوقدها على المذبح فوق المحرقة رائحة سرور أمام الرب. وقود هو للرب (خروج29: 19-25)
    وكلم الرب موسى وهَرُون قائلاً هذه فريضة الشريعة التى أمر بها الرب قائلاً. كلِّم بنى إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يَعلُ عليها نِير فتعطونها لألعازار الكاهن فتخرج إلى خارج الْمَحَلَّة وتذبح قُدّامَه. ويأخذ ألعازار الكاهن من دمها بأصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. وتُحرَق البقرة أمام عينيه. يُحرَق جلدها ولحمها ودمها مع فرثها. ويأخذ الكاهن خشب أرْز وزوفاً وقِرمزاً ويطرحهن فى وسط حريق البقرة. ثم يغسل الكاهن ثيابه ويَرحَض جسده بماء وبعد ذلك يدخل الْمَحلَّة ويكون الكاهن نجساً إلى المساء. والذى أحرقها يغسل ثيابه بماء ويرحض جسده بماء ويكون نجساً إلى المساء. ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه خارج المحلَّة فى مكان طاهر فتكون لجماعة بنى إسرائيل فى حفظ ماء نجاسة. إنها ذبيحة خَطِيِّة. والذى جمع رماد البقرة يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء. فتكون لبنى إسرائيل وللغريب النازل فى وسطهم فريضة دهريَّة (عدد19: 1-10)
    لكن بِكْر البقر أو بِكْر الضأن أو بِكْر المعز لا تقبل فداءه. إنه قُدس. بل ترش دمه على المذبح وتوقد شحمه وقوداً رائحة سرور للرب. (عدد18: 17)
    وعُشراً واحداً من دقيق ملتوت بزيت تَقْدِمَة لكل خروف. مُحْرَقة رائحة سرور وقوداً للرب. (عدد28: 13)
    برائحة سروركم أرضى عنكم (حزقيال20: 41) وقد وردت عبارة (رائحة سرور للرب) كثيراً جداً فى الكتاب المقدس, وخصوصاً فى سِفْر اللاويين, الإصحاح الأول والثانى, والله أعلم.



    يتبع









  4. #44

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة و ستة (106):
    - إن القرآن يحل مشكلة الخيانة الزوجية بمجرد القسم, وتنتهى المسألة, فيقول: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور:8-9]

    الرد:
    - ماذا تريدون أن نفعله مع من اتهمها زوجها بالزنى؟ هل تريدون أن يفضحها, فيأتى بثلاث رجال معه ليشهدوا عليها, فيزيد الطين بِلَّة؟ أم تريدون أن نقيم عليها الحد بمجرد شهادته, وقد يكون كاذباً؟ إن الإسلام يفرق بينهما بعد هذه الملاعَنة, وَيَكِل أمرهما إلى الله سبحانه وتعالى, وهو الذى يحاسبهما. ولقد جاء فى كتابكم المقدس أن الذى يرمى زوجته بالزنى, يأتى بها إلى الكاهن, فتكشف رأسها أمامه, ويسقيها ماء اللعنة (وهو ماء مخلوط بتراب) فإن كانت مخطئة, تتورم بطنها, ويصاب فخذها بالشلل, وتصبح ملعونة بين شعبها, وهذا ملخص ما جاء بهذا الشأن:
    وكلَّم الرب موسى قائلاً كلِّم بنى إسرائيل وقل لهم إذا زاغت امرأة رجل وخانته خيانة... يأتى الرجل بامرأته إلى الكاهن ويأتى بقربانها معها عُشر الإيفة من طحين شعير لا يَصُبُّ عليه زيتاً... فيقدمها الكاهن ويوقفها أمام الرب ويأخذ الكاهن ماءً مقدَّساً فى إناء خزف ويأخذ الكاهن من الغبار الذى فى أرض المسكن ويجعل فى الماء... ويكشف رأس المرأة... ويقول الكاهن للمرأة يجعلكِ الرب لعنة وحلفاً بين شعبكِ بأن يجعل الرب فخذكِ ساقطة وبطنكِ وارماً. ويدخل ماء اللعنة هذا فى أحشائكِ لورم البطن ولإسقاط الفخذ. فتقول المرأة آمين آمين. ويكتب الكاهن هذه اللعنات فى الكتاب ثم يمحوها فى الماء الْمُر ويسقى المرأة ماء اللعنة الْمُر فيدخل فيها ماء اللعنة للمرارة... ومتى سقاها الماء فإن كانت قد تنجست وخانت رَجُلها يدخل فيها ماء اللعنة للمرارة فيَرِم بطنها وتسقط فخذها فتصير المرأة لعنة فى وسط شعبها. وإن لم تكن المرأة قد تنجست بل كانت طاهرة تتبرأ وتحبل بزرع (عدد5: 11-28) إذا كان ماء اللعنة يفرق بين الخائنة لزوجها والبريئة, فهيّا ائتونا بالكهنة, ليحلوا مشاكل الخيانة الزوجية فى العالم, ويوفروا على معامل الأبحاث تحليلات الدى إن إيه (DNA) الباهظة الثمن, والتى تحتاج لتقنيات, ومهارات عالية, لتثبت نسب الولد لأبيه من عدمه, والله أعلم.




    الشبهة المائة و سبعة (107):
    - هناك خلل فى بعض حالات الميراث, كما نراه فى مسائل العُول. ومثاله: ماتت امرأة وتركت زوجاً, وأختاً شقيقة, وأُمّاً, فلو قلنا: للزوج النصف, لعدم وجود الفرع الوارث, لبقى فى التركة النصف، فلو أعطيناه للأخت, لم يبقَ للأم شىء، ويضاف لذلك سدس الأم, فتعُول المسألة.. يعنى أن المستحق أكثر من أصل التركة, فكيف تزيد السهام عن أصل التركة؟

    الرد:
    - أولاً: لقد جاء الميراث فى الإسلام بعد أن كان المال كله يذهب للقوىّ من ورثة الميت, الذى يستطيع أن يحمى الأسرة, ويركب الدابة من بعده، وليس للفقراء, ولا للإناث فيه من نصيب, بل كانوا يُورَثون كما يورث المتاع، فجاء الإسلام بالميراث على هذا النحو ليقطع النزاع, وليعطى كل ذى حق حقه، فميَّز الذكر عن الأنثى, لما يلزمه ولا يلزم الأنثى, من الجهاد, والنفقة, وغير ذلك.
    ثانياً: الأحكام تُبنى على الغالب الأعَم, وليس للشاذ حكم الغَلَبة, بمعنى أن غالب المسائل ليس فيها عُول, بدليل أن هذه المسألة لم تحدث فى زمان النبى - صلى الله عليه وسلم - ولا فى زمان أبى بكر - رضي الله عنه - وهذا يؤكد أنه أمر نادر، وفى غالب الأحوال يكون الميراث على قدر المسألة.
    ثالثاً: كان أول ظهور العُول فى زمان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فجمع الصحابة - رضوان الله عليهم - واستشارهم فيه, فاتفقوا على أن ينقص قدر من نصيب كل واحد, حتى لا يُحرَم أحد، ونحن لا ننكره, بل نعمل به, لأن إجماع الصحابة عليه، ولا تجتمع الأمة على ضلالة. وأخذ بعض ميراث الورثة أفضل من حرمان البعض وإعطاء البعض, إذ ليس أحد منهم أوْلى من الآخر, وإن وُجِدَ بين المسلمين - كابن مسعود - رضي الله عنه - - يقدم بعض الورثة على بعض فى الميراث لقوَّته, فلا يكون هناك عُول، ولكن الأخذ بالعُول أضبط وأحكم. هذا ولم يقل أحد بوجوب التساوى بين الفروض حتى تكون المسألة صحيحة، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء. ثم إن هذه المسألة منقوضة بأمر بَيَّن.. ألا وهو (الدَّيْن) فلو افترضنا أن رجلاً مَديناً لرجل بمائتين, ولآخر بثلاثمائة، ولآخر بخمسمائة، وهم جميعاً فى درجة واحدة، ثم قضى القاضى ببيع جميع ما يجوز بيعه من ماله لوفاء دينه، فلم يجئ من ذلك إلا خمسمائة، فهل يُقدَّم واحد على واحد, بأن نعطى صاحب الخمسمائة, ثم نمنع الباقين؟ أم نعطى صاحب القليل جميع ماله, ثم نعطى الباقين ما بقى من المال؟ وكيف تقسم هذه المسألة على مذهب هؤلاء؟ لا شك أن التقسيم باعتبار العُول فى هذه المسألة أَوْلى وأَحْكَم, بأن نعطى كل واحد من الدائنين الثلاثة مما تحصَّل من المال, قيمة ما يناسب دينه, بالنسبة إلى مجموع الديون.
    رابعاً: هذه الشبهة مردودة أيضاً بالرد, فلو فُرِضَ أن الميت مات عن بنت وزوجة، وأعطينا البنت النصف، والزوجة الثمُن.. فأين يذهب الباقى؟ هل نقول: إن القسمة غير عادلة, لعدم المساواة بين سهام التركة وأصلها, أم أننا نرد الباقى على الوارثتين بحسب ميراث كل واحدة منهما؟ فكما أن الوارث استفاد فى حال الرد، فلا حرج أن يَقِلّ نصيبه بالعُول عند كثرة السهام، والله أعلم.



    تمت











  5. #45

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم




    الشبهة المائة و ثمانية (108):
    - إن محمداً أول من خالف أحكام القرآن فى الزواج, فقد أباح القرآن للمسلم أن يتزوج أربعاً, ولكن محمداً كان شهوانياً محباً للنساء, فكسر القاعدة وتزوج تسع نسوة, والغريب أن القرآن يصفه بأنه {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]

    الرد:
    - لو كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألَّف القرآن - كما تقولون - لَتَرَك الرجال على ما كانوا عليه فى الجاهلية من الزواج بعدد لا محدود من النساء, حتى يسمح لنفسه أن يتزوج مثلهم ولا يلومونه, وحتى لا يُغضِب النساء مِن أتْباعه, وهُنَّ اللائى طلَّقهن أزواجهن, أليس كذلك؟
    أما لماذا لم يتقيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأربع؟ فلأن آية تحديد الزوجات نزلت ومعه تسع نساء, فَلِمَ لم يطلق الزيادة؟ لأن الله عز وجل حرم زوجاته على المؤمنين, لأنهن أمهاتهم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6] وفى السورة نفسها {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً} [53] فإذا طلقهن فأين يذهبن؟ هل ترضون هذا لبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم؟ ولأسباب أخرى كثيرة, فلو طلقهن فإن هذا يحزنهن, ويوغر صدور أهلهن, بل وقبائلهن. ربما يقول قائل: إن هذا الكلام ينطبق على أى مسلم إذا طلق زوجته, فإن هذا يحزنها ويوغر صدور أهلها, نعم.. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يختلف عن بقية المسلمين, لماذا؟ لأن الغضب أو الضيق من أى مسلم يكون قاصراً عليه, أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فالضيق منه, أو الغضب عليه, يغضب الله عز وجل, فضلاً عن كونه صدّاً عن سبيل الله. أما لماذا تزوج بأكثر من واحدة؟ فإن هذا كان بأمر الله, ولأسباب شرعية, ولْنسأل هؤلاء المغرضين: أتزيد الشهوة أم تنقص مع تزايد العمر؟ فلو كان شهوانياً لِمَ لَمْ يعدِّد فى صِباه؟ إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظل ممسكاً على واحدة, وهى السيدة خديجة - رضى الله عنها - خمسة وعشرين عاماً, هى سنوات شبابه وفتوَّته, وكانت تكبره بخمس عشرة سنة, ولم يتزوج إلا بعد وفاتها, وبعد أن صار عنده 53 عاماً, وكان منشغلاً بتبليغ الدعوة, وقيام الليل حتى تتفطّر قدماه, والجهاد فى سبيل الله, واستقبال الوفود, والتصدى لمؤامرات اليهود والمنافقين والقبائل المجاورة, وغير ذلك مما لا يقدر عليه أحد, لولا أن الله أعانه, فبربكم.. أمَعَ كل هذه الأعباء فى هذه السن يتبقى له وقت أو جهد للتمتع بالنساء؟ هذا فضلاً عن حياة الزهد التى كان يحياها, حتى إنه كان يربط على بطنه حجرين من الجوع, وتمر ثلاثة أَهِلَّة ولم يُوقَد فى بيته نار (صلوات ربى وسلامه عليه) وفضلاً عن كثرة صيامه, حتى إنه نهى أمته عن صيام الوِصال, ويصوم هو لمدة ثلاثة أيام متواصلة, فهل هذا يُبقى له شهوة؟ وهل الشهوانى يختار صغيرات السن أم العجائز؟ وهل يختار البكر أم الثيّب؟ إن نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - رضى الله عنهن - كن كلهن كبيرات السن, ماعدا السيدة عائشة, حتى إن بعضهن كنَّ أسَنّ منه, وهن السيدة خديجة, والسيدة سودة, والسيدة زينب بنت خزيمة, وكن كلهن ثيبات, ماعدا السيدة عائشة. ومعلوم أن الرجل الشهوانى يحب من زوجته أن تتزين, وتلبس له أجمل الثياب, فهل هذا كان متاحاً لهن؟ إنهن حين طلبن زيادة النفقة, أمره ربه أن يخيّرهن بين الطلاق, أو البقاء معه على حياة الزهد والتقشف, فقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب:28-29] فاخترن كلهن الله ورسوله والدار الآخرة, فرضى الله عنهن وأرضاهن. لقد كانت كل زيجة لها أسبابها الخاصة, وكانت بأمر الله عز وجل, فمثلاً: السيدة سودة بنت زمعة, مات عنها زوجها, وكان أهلها مشركين, وكان عمرها حينئذ ستة وستين عاماً, أتُترَك للضياع, أم لأهلها المشركين؟ وهل زواج الرسول بها يُعَد شهوة, وهى تكبره بحوالى خمسة عشر عاماً؟ والسيدة عائشة رأى فى المنام أنها زوجته, قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُكِ فى المنام مرتين, يحملك الملك فى سُرقة من حرير, فيقول هذه امرأتك, فأكشف عنها فإذا أنت هى, فأقول: إن يكن هذا من عند الله يُمْضِه)) [صحيح الجامع:915] وكان زواجه منها هى والسيدة حفصة إكراماً لهما ولأبويهما, فقد كانا وزيريه, وكان زواجه من بنتيهما يتيح لهما التردد عليه وزيارته بغير حرج. أما السيدة أم سلمة, واسمها (هند بنت أبى أمية بن المغيرة) فقد كانت من أصحاب الهجرتين (الحبشة والمدينة) وقد مات عنها زوجها أبو سلمة - رضي الله عنه - وله من الفضل ما له, وكان فى حجرها يتامى يحتاجون للرعاية, فكان زواجه منها إكراماً لها على صبرها وسَبْقها فى الإسلام, وإكراماً لزوجها برعايتها بعده, ورعاية أولاده, فقد كان - رضي الله عنه - يدعو الله أن يزوجها من بعده من هو خير منه. وحتى ندرك أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن شهوانياً, إنه فى ليلة زواجه منها لم يجد أبناءها, فسألها عنهم, فأخبرته أنهم ذهبوا لخالهم, فلم يرضَ بذلك, وأمرها بردِّهم, وقال: ((من فرَّق بين والدة وولدها, فرق الله بينه وبين أحِبَّته يوم القيامة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6412] وكان يلاطفهم, ويلاعبهم, ويضعهم على حجره, ويأكل معهم, صلوات ربى وسلامه عليه. أما السيدة أم حبيبة, واسمها (رملة بنت أبى سفيان) فقد ذاقت من أبيها وأخيها الويلات, وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة, وهناك تنصّر زوجها فأصبحت وحيدة, فبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - للنجاشى أن يخطبها له إكراماً لها, فلو أنها رجعت لأهلها لساموها سوء العذاب. والسيدة زينب بنت جحش - بنت عمته - زوَّجها الله له لإنهاء التبنى الذى كان سائداً قبل الإسلام. والسيدة جويرية بنت الحارث كانت ضمن سَبْى غزوة بنى المصطلق, وأبوها الحارث بن أبى ضِرار زعيم القبيلة, فلما عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة, ذهب إليه أبوها ليفتديها بقطيع من الإبل, ولكنه عندما وصل إلى مكان يسمى (العقيق) نظر إلى الإبل فأعجبه منها اثنان, وضنَّ بهما على المسلمين, فغيّبَهما (خبَّأهما) ثم أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال: لقد سبيتم ابنتى وهذه الإبل فداؤها, فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق فى شعب كذا؟)) فقال الحارث: والله ما شهد ذلك أحد, أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله, فطلب منه أن يزوجها له, فزوجه إياها, فانظروا كيف كان إكرامها, وإكرام أبيها بعد إسلامه, بل وإكرام أهلها, ليس فقط أن يعتقها, بل أن يتزوجها خير خلق الله, صلوات ربى وسلامه عليه, وكانت بركة على قومها, فقد أعتق الصحابة - رضوان الله عليهم - كل من فى أيديهم من أسرى بنى المصطلق (وكانوا نحو مائة) إكراماً لأصهار النبى - صلى الله عليه وسلم -. والسيدة زينب بنت خزيمة كانت أسَنَّ منه, وكان زوجها قد استشهد فى غزوة أحد, ولم يكن لها أحد يؤويها, فتزوجها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكانت تسمى (أم المساكين) لكثرة إنفاقها على الفقراء والمساكين. والسيدة صفية بنت حُيَىّ بن أخطب اليهودى, كانت قد سُبِيَت فى غزوة خيبر, التى قُتِلَ فيها زوجها وأبوها وأخوها وعمها, فحررها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها إكراماً لها ومواساة ورحمة. أمّا كيف تتزوجه بعد قتل كل هؤلاء؟ ذلك لأنها كانت قد رأت فى المنام أن القمر فى ليلة البدر وقع فى حجرها, وحين قصَّت الرؤيا على أهلها, لطمها عمها على وجهها, وقال لها: أتريدين أن تتزوجى نبى العرب؟ ولا يخفى أن زواجه من هؤلاء النسوة كان تودداً لأهلهن وقبائلهن, ليكون دافعاً لهم للدخول فى الإسلام. وهناك حكمة أخرى هى معرفة سيرته فى بيته, فإن الإنسان قد يبدو أمام الناس بمظهر العالِم العابد التقى الورع, ولكن لا يستطيع أن يفعل هذا فى بيته, فأعلم الناس به هى زوجته, ولم تكن واحدة تكفى لذلك, لأنها إن أخبرت عن سيرته العطرة, فربما كانت تُتَّهم بالتستر عليه لحبها له, أو تُتَّهم بانشغالها بأعباء الزوجية وشؤون البيت عن ملاحظة أحواله, أو بالنسيان, أما عندما تتواتر أخباره من عدة نساء (وخصوصاً أن لهن ضرائر) فإن هذا أبلغ فى التصديق, فمن طبيعة المرأة أنها تحب زوجها, وتستر عليه, طالما أنه لها وحدها, أمّا لو أن لها ضرائر, فإن هذا أدعى لبغضه, وإفشاء عيوبه, ولو بعد موته - كما يحدث بعد موت الرؤساء والزعماء - وخاصة ممن قُتِلَ من أهلها على يديه قبل إسلامها, كالسيدة صفية, والسيدة جويرية, أمَا وقد اجتمعن كلهن على مدحه, وأن سره مثل علانيته فى الصفاء والنقاء والتقوى, فإن هذا أدعى لتصديقهن, رضى الله عنهن وأرضاهن, ولو حدث أى شىء يخالف ذلك لأصبح شائعاً, كما شاعت القصة التى وردت فى سورة (التحريم) {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} إلى آخر الآية. كما أن كثرة بيوتات النبى - صلى الله عليه وسلم - جعلت منها مصادر لنشر الدين والأخلاق والتشريع, وخاصة فى أمور النساء التى لا يعرفها الرجال.
    وهؤلاء المغرضون الذين يقذفون بالتهم على سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - يُقرُّون فى كتابهم المقدس أن أنبياءهم تزوجوا بعدد كبير من النساء, كما ورد فيه عن سيدنا داود (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) أنه تزوج نساء كثيرات: وَوُلِدَ لداود بنون فى حبرون. وكان بِكْرُه أمنون من أخينوعَمَ اليزرعيلية. وثانِيِه كيلآب من أبيجايل امرأة نابال الكرملى. والثالث أبشالوم ابن مَعكة بنت تلماى ملك جشور. والرابع أدونيّا ابن حجَّيث. والخامس شفطيا ابن أبيطال. والسادس يثرعام من عَجلة امرأة داود. هؤلاء ولدوا لداود فى حبرون (صموئيل الثانى3: 2-5) كما سُمِح له أن يتزوج بعدد غير محدود من النساء: فقال ناثان لدواد أنت هو الرجل. هكذا قال الرب إله إسرائيل. أنا مسحتك ملِكاً على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك فى حِضنك وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا وإن كان ذلك قليلاً كنت أزيد لك كذا وكذا. (صموئيل الثانى12: 7-8)
    وجدعون كان نبياً باعترافهم, والدليل على نبوته ما جاء فى (قضاة6: 7-24) وقد تزوج بعدة نساء:
    وكان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صُلبه لأنه كانت له نساء كثيرات. وسَريَّته التى فى شكيم ولدت له هى أيضاً ابناً فسماه أبيمالك. (قضاة8: 30-31) (سَريَّته) معناها أمَته, أو جاريته.
    ويكفى ما ورد فى كتابهم المقدس عن سيدنا سليمان, على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه. (الملوك الأول11: 3) ولو كان هذا محرماً فى شريعتهم لحرمه عليهم أنبياؤهم.
    ونقول لهؤلاء: إن تعدد الزوجات بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - كان تقييداً, وليس إطلاقاً, لأن فى مقدور أى مسلم أن يتزوج ويطلق, ويتزوج ويطلق, ولو عشر مرات, بشرط ألا يجمع أكثر من أربع فى آن واحد, وألا يكون زواج متعة (مقيَّداً بوقت) أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يُسمَح له بأن يتزوج بغيرهن, حتى لو ماتت إحداهن أو كلهن {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} [الأحزاب:52], والله أعلم.




    الشبهة المائة و تسعة (109):
    - كيف يتزوج رسولكم طفلة عمرها 6 سنوات, وهو فى سن الشيخوخة, والفارق بينه وبينها 44 سنة؟

    الرد:
    - أترضون لأنبيائكم الزنى, والسرقة, وشرب الخمر (وحاشاهم) ولا ترضون لنبينا الزواج؟ {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} وكان الأولى بكم أن تقرأوا ما فى كتابكم المقدس, قبل أن تلقوا باللوم على غيركم.
    ثم إنه قد جاء فى (الموسوعة الكاثوليكية العالمية) التى يعتمدها الفاتيكان, وجميع الكنائس الكبرى, باعتبارها مرجعاً علمياً معتمداً, أن يوسف النجار خطيب السيدة مريم (على حد قولكم) كان عمره 90 عاماً, وكان عمر مريم - رضى الله عنها - فى وقت حملها ما بين اثنى عشر عام إلى أربعة عشر.
    إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عقد على السيدة عائشة - رضى الله عنها - وهى بنت سِت سنين, ولم يَبْنِ بها إلا وهى بنت تِسع, ومعلوم عند أطباء النساء أن كثيراً من البنات يبلغن فى هذه السن المبكرة, لأسباب بيئية ووراثية وغذائية, وخصوصاً فى البلاد الحارة مثل الجزيرة العربية, وقد مر بنا فى الشبهة السابقة أنه رأى فى المنام أنها زوجته, فكان زواجه منها بأمر الله عز وجل, وله سبحانه وتعالى حكم كثيرة, بالإضافة إلى ما ذكرناه من إكرام أبيها, فقد سبق فى علمه سبحانه وتعالى ما ستكون عليه من الحكمة والفطنة والذكاء, بحيث تعى جيداً ما يقوله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يفعله فى بيته (وخاصة فى هذه السن المبكرة) فتنقله للأمة ليقتدوا به, كما يقولون: (التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر) فقد عاشت (رضى الله عنها) بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - حوالى سبعة وأربعين عاماً, علَّمت فيها الصحابة - رضوان الله عليهم - والتابعين سنته, حتى إنها بقيت إلى زمن تدوين الأحاديث, فنُقِل عنها الكثير والكثير, وتُعَد الثالثة فى رواية الأحاديث, بعد أبى هريرة وعبد الله بن عمر - رضوان الله عليهم -. ولو كانت كبيرة السن كبقية نسائه, لَمَا عَمَّرت بعده زمناً طويلاً, ولَمَا أفادت فى بيان أحاديثه وسنته للأجيال المتعاقبة إلى يوم الدين, وخصوصاً الأشياء التى لا يطلع عليها أحد, مثل معاملة الرجل لزوجته وأهل بيته, وأمور التطهر من الجنابة, وما للزوج من امرأته أثناء الصيام أو الحيض, وكذلك الأمور التى تتعلق بالمرأة وتستحى أن تسأل عنها الرجال, وغير ذلك كثير, فجزاها الله عنّا خير الجزاء. والسائل قد حكم على هذا الزواج بنظرة القرن العشرين, ولم ينظر إليه بنظرة البيئة التى كان يعيش فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -, فقد كان هذا فى زمنه أمراً عادياً, إذ لم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول من تزوج بفتاة تصغره بهذا السن, فقد تزوج جده عبد المطلب من هالة بنت وهيب, وهى الصغيرة فى السن, مثل زوجة ابنه عبد الله, آمنة بنت وهب أم الرسول - صلى الله عليه وسلم -, وتزوج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من زينب بنت على بن أبى طالب - رضي الله عنه - وهو فى سن جدها, والمشركون واليهود والنصارى كانوا يتمنون للرسول - صلى الله عليه وسلم - أى هفوة أو زلَّة, فلو كان هذا الأمر غريباً عليهم لشنعوا به, ولفضحوه بين القبائل, ولكنه كان أمراً عادياً كما أسلفنا, كما أن زواج البنات وهُنَّ صغيرات كان شائعاً, بدليل أن السيدة عائشة نفسها كانت مخطوبة قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لجُبَير بن مُطعم بن عَدِىّ.
    والآن نستعرض بعض ما جاء بشأن الأنبياء فى الكتاب المقدس:
    وكان فى وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشَّى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحِم. وكانت المرأة جميلة المنظر جداً. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحِثِّى. فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهى مطهَّرة من طمثها. ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إنى حُبلى. فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إلىَّ أوريا الحِثِّى. فأرسل يوآب أوريا إلى داود... ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره... وفى الصباح كتب داود مكتوباً إلى يوآب وأرسله بيد أوريا. وكتب فى المكتوب يقول. اجعلوا أوريا فى وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيُضرَب ويموت... أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابناً. (ملخص ما ورد فى صموئيل الثانى: الإصحاح11)
    وحدث لَمّا أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم وأرسل لوطاً من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التى سكن فيها لوط وصعد لوط من صُوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه. لأنه خاف أن يسكن فى صوغر. فسكن فى المغارة هو وابنتاه. وقالت البِكْر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس فى الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلمَّ نسقى أبانا خمراً ونضطجع معه. فنحيى من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة إنى قد اضطجعت البارحة مع أبى. نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلى اضطجعى معه. فنحيى من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة أيضاً. وقامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر ابناً ودعت اسمه موآب. وهو أبو الموآبيين إلى اليوم. والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عَمِّى. وهو أبو بنى عَمُّون إلى اليوم (تكوين19: 29-38)
    وجاء فى الكتاب المقدس افتراءً على سيدنا داود (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) أنه تزوج من بنت الملك شاول, وقدم لها أعجب مهر فى الدنيا.. أتدرون ما هو؟ لقد اشترط الملك عليه أن يأتى بمائة غُلْفَة من غُلَف الفلسطينيين, فكان داود أكرم منه ودفع مهرها مئتى غُلفَة, وإليكم الدليل:
    فقال شاول هكذا تقولون لداود ليس مَسَرَّة الملك بالمهر بل بمئة غُلفة من الفلسطينيين للانتقام من أعداء الملك. وكان شاول يتفكر أن يوقع داود بيد الفلسطينيين. فأخبر عبيده داود بهذا الكلام فحسن الكلام فى عينى داود أن يصاهر الملك. ولم تكمل الأيام حتى قام داود وذهب وقتل من الفلسطينيين مئتى رجل وأتى بغُلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك. فأعطاه شاول ميكال ابنته امرأة. فرأى شاول وعلم أن الرب مع داود. (صموئيل الأول18: 25-28) (الغُلفَة) هى الجلدة التى تُقطَع من الذكرِ عندَ خِتانهِ, والله أعلم.




    الشبهة المائة و عشرة (110):
    - إن نبيكم رأى زينب بنت جحش, فأعجبته وأحبها, فأمر زيد بن حارثة أن يطلقها ليتزوجها, استغلالاً لعبودية زيد بن حارثة له.

    الرد:
    - لقد مر بنا أن زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب - رضى الله عنها - كان لإنهاء التبنى الذى كان سائداً قبل الإسلام, فكان الرجل فى الجاهلية لا يتزوج زوجة ابنه الدَّعِىْ (ابنه بالتبنى) ويعتبر هذا عيباً كبيراً, فأراد الله عز وجل أن يُنهِى هذا الأمر فى شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليكون أدْعَى للاقتداء به, وخاصة أن هذا الأمر كان قد تأصَّل فى النفوس لدرجة كبيرة, بحيث يصعب عليهم تركه. ولو كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألَّف القرآن - كما يدعى المغرضون - أو لو كتم شيئاً منه, لَمَا ذكر هذه الآيات. ولْنتفكر سويّاً فيما ورد بهذا الشأن فى القرآن الكريم: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب:37] أول دليل يناقض ادعاءهم أنه أمر زوجها أن يطلقها, هو قوله عز وجل: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} والثانى - وهو بيت القصيد كما يقولون- أنهم تأوَّلوا الآية الكريمة: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحبها ويخشى ملامة الناس! فنقول وبالله التوفيق: ما الذى كان يخفيه رسول الله؟ كان يخفى ما الله سيبديه.. أليس كذلك؟ وما الذى أبداه الله؟ هل أبدى أنه كان يحبها؟ لا- بل إنه سبحانه وتعالى أبدى زواجه منها, وإنهاء التبنى, فمن هذا نعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخشى أن يُبدى للناس أن الله سيزوجه إياها, لِمَا ذكرناه من تأصُّل هذه العادة عند العرب لزمن طويل, واعتبار ذلك (أى زواج امرأة الدَّعِىْ) عيباً خطيراً. وهل كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى حاجة لانتظار سيدنا زيد - رضي الله عنه - أن يطلقها ليتزوجها؟ إنها ابنة عمته, وكان يعرفها جيداً قبل الإسلام, وقبل نزول آيات الحجاب, وكان بوسعه أن يتقدم لخطبتها, ولكنه هو الذى أمرها أن تتزوج زيداً, وكانت ترفض ذلك لشرفها, فهى قُرَشية حرة, وهو عبد, ولكنها عندما نزلت الآية الكريمة: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36] علمت أنه أمر من الله, فوافقت, وكان سيدنا زيد يأتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشتكى له منها, لإحساسه بتعاليها عليه, فكان يأمره بـإمساكها, مع علمه بأن الله سيزوجها له, فكل الروايات التى ذكرت أنها أعجبته ضعيفة أو موضوعة. ومن قال إنها ازدادت حسناً بعد زواجها من زيد, فإن قوله مردود عليه بأنها كانت ثيِّباً حين تزوجته, ولم تكن بكراً. ومن زعم أن هذه الآيات ألغت التبنى لتسمح للنبى بزواجها, نقول له: فلماذا لم تُنسَخ هذه الآيات بعد ذلك؟ أو لماذا لم يُخَص الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحكم, كما خُصَّ ببعض الأحكام, مثل أن تهبه امرأة نفسها؟ {وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب:50] فإن هذا الأمر خاص به وحده, فلا يجوز لأى امرأة أن تقول لأى رجل: (وهبتك نفسى) كما يظن بعض الجاهلين. ثم إن الآية نفسها ترد على هذه المقولة الكاذبة, فقد بين الله سبحانه وتعالى حِكمة إلغاء التبنى فى قوله تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً} فلو قالت الآية (لكى لا يكون عليك حرج) لكان زعمهم صحيحاً, ولكنها كانت لرفع الحرج عن سائر المؤمنين.
    والذين يلومون على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه تزوج من مطلقة ابنه بالتبنى, ويعتبرونها خيانة, جاء فى كتابهم المقدس أن يهوذا (جَدّ معبودهم) لم يتزوج من امرأة ابنه, بل زنى بها, وقد أوردنا الدليل على ذلك فى الرد على الشبهة رقم (163) وجاء فيه أيضاً من قصص الخيانة:
    وقال الرب لى اذهب أيضاً أحبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبَّة الرب لبنى إسرائيل (هوشع3: 1) أى أن الله سبحانه وتعالى (بزعمهم) أمر نبيه هوشع بحب الزانية حبيبة صاحبه كمحبته لبنى إسرائيل!
    بالديباج فرشتُ سريرى بمُوَشى كتان من مصر. عطَّرتُ فراشى بمُر وعود وقرفة. هَلمَّ نَرتَوِ وِدّاً إلى الصباح. نتلذَّذ بالحب. لأن الرجل ليس فى البيت. (الأمثال7: 16-19)
    كان لأبشالوم بن داود أخت جميلة اسمها ثامار فأحبَّها أمنون بن داود. وأُحصِرَ أمنون للسقم من أجل ثامار أخته لأنها كانت عذراء... وكان لأمنون صاحب اسمه يوناداب بن شِمعى أخى داود. وكان يوناداب رجلاً حكيماً جداً. فقال له لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح. أمَا تخبرنى. فقال له أمنون إنى أحب ثامار أخت أبشالوم أخى. فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارَض. وإذا جاء أبوك ليراك فقل له دَعْ ثامار أختى فتأتى وتطعمنى خبزاً وتعمل أمامى الطعام لأرى فآكل من يدها. فاضطجع أمنون وتمارَض فجاء الملك ليراه. فقال أمنون للملك دع ثامار أختى فتأتى وتصنع أمامى كعكتين فآكل من يدها... فأمسكها وقال لها تعالى اضطجعى معى يا أختى. فقالت له لا يا أخى لا تذلنى... والآن كلِّم الملك لأنه لا يمنعنى منك. فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكَّن منها وقهرها واضطجع معها. (صموئيل الثانى13: 1-14) نلاحظ فى هذه الفقرة عِدَّة أمور:
    أولاً: أن الكتاب المقدس وصف الذى يحض على الخيانة والزنى بالمحارم بأنه (رجلاً حكيماً جداً) وأن هذا الرجل كان ابن (شِمعى أخى داود) أى أنه يحرض ابن عمه على الزنى بأخته. ثانياً: أن أمنون كان متحرِّجاً فى أول الأمر, لأن اخته كانت عذراء, أى أنها لو كانت ثيِّباً ما كان يعنيه شىء. ثالثاً: أنها قالت له: (كلِّم الملك لأنه لا يمنعنى منك) أى أن المشكلة فى أنه لم يستأذن أباها, أما لو استأذنه فلا حرج عليه, والله أعلم.


    يتبع










  6. #46

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة و الحادية عشر (111):
    - تقولون إن نبيكم شاهد جبريل فى غار حراء, أليس من المحتمل أن يكون قد رأى أشباحاً, أو تكون هذه حالة نفسية اعترته, مثل من يرى أشياء لا وجود لها؟ وتقولون إنه كان يأتيه الوحى فيستلقى على الأرض ويغطونه بالبُردة, أليس من الممكن أن يكون هذا تمثيلاً؟

    الرد:
    - لماذا أنكرتم هذا الأمر على نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولم تنكروه على معبودكم, الذى قال عنه كتابكم: فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السمَوَات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السمَوَات قائلاً هذا هو ابنى الحبيب الذى به سُرِرْتُ (متى3: 16-17) وإذ كان يصلى انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسميَّة مثل الحمامة وكان صوتاً من السماء قائلاً أنت ابنى الحبيب بكَ سُرِرْتُ (لوقا3: 21-22)
    لقد أنكرتم على نبينا - صلى الله عليه وسلم - رؤية الملاك, فى حين أن كتابكم المقدس أثبته حتى لنسائكم: فتراءى ملاك الرب للمرأة (قضاة13: 3) أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكى. وفيما هى تبكى انحنت إلى القبر فنظرت ملاكَيْن بثياب بيض جالسَيْن واحداً عند الرأس والآخر عند الرِّجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً. (يوحنا20: 11-12)
    إن المصاب بحالة نفسية, تكون له أحوال غير طبيعية, يعرفها المقربون منه, والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يُعرَف عنه قط أنه كما يقولون (يهلوس) أو تعتريه أى حالة نفسية غريبة, بل كان معروفاً بالحكمة, والصدق, والأمانة, وغير ذلك من الصفات الحميدة, التى لا يمكن أن تكون فى رجل غير سَوِىّ. ثم إنه لو كان يتخيل.. فهل الخيال يأتى بخير؟ هل وجدنا إنساناً تخيل رؤية شىء لا وجود له, ثم بعد ذلك أخبرنا أن الذى رآه أمره بخير, أو نهاه عن شر, أو وضع منهجاً لحياته؟ أما استلقاؤه - صلى الله عليه وسلم - على الأرض حين كان ينزل عليه الوحى, فإن هذا من شدة ما كان يعتريه حال نزوله عليه, لأن التقاء ملك بإنسان ليس بالأمر الهَيِّن, فالطبيعتان مختلفتان, وهذه صورة من صور نزول الوحى عليه, وهناك صور أخرى قال عنها - صلى الله عليه وسلم -: ((أحياناً يأتينى - يعنى الوحى - فى مثل صَلصَلة الجرس, وهو أشده علىَّ, فيفصِمُ عنى وقد وَعيْتُ ما قال, وأحياناً يتمثل لى الملك رجلاً فيكلمنى فأَعِى ما يقول)) [مُوَطَّأ مالك, سنن الترمذى, صحيح الجامع:213] وحالة مجىء الوحى على هيئة رجل معروفة فى الحديث الذى رواه سيدنا عمر - رضي الله عنه - فى [الصحيحين] حين سأله عن الإسلام, والإيمان, والإحسان, وأشراط الساعة. ولو كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يمثل كما يقولون, فهل كان يمثل العَرَق؟ إن السيدة عائشة - رضى الله عنها – تقول: ولقد رأيته ينزل عليه فى اليوم الشديد البرد, فيفصِمُ عنه, وإن جبينه ليتفصَّدُ عَرَقاً [مُوَطَّأ مالك, سنن النسائى] وهل كان - صلى الله عليه وسلم - يمثل ثِقَل فخذه؟ لقد كان ذات مرة جالساً واضعاً فخذه على فخذ زيد بن ثابت - رضي الله عنه - ثم نزل عليه الوحى, فتغشّاه الكرب كما كان يتغشّاه, وثقلت فخذه على فخذ زيد, حتى كادت أن تَرُضَّها (أى تكسرها) كما ورد فى [صحيح البخارى] وذات مرة كان راكباً ناقته القصواء, فنزل عليه الوحى, فثقل على الناقة, فناخت به حتى كادت أن توقعه على الأرض. وأحياناً كان سيدنا عمر - رضي الله عنه - يسمع بالقرب من صدره أزيزاً كأزيز النحل عند نزول الوحى عليه, فهل كل هذا كان تمثيلاً؟, والله أعلم.



    الشبهة المائة و الثانية عشر (112):
    - يقول نبيكم: ((نُصِرتُ بالرعبِ مَسيرَة شهر)) [صحيح البخارى] وهذا يدل على أن نبيكم نبى مرعب, ينصر دينه بالرعب والإرهاب, والاعتراف سيد الأدلة.

    الرد:
    - فلنقرأ أولاً بعض ما جاء فى الكتاب المقدس:
    لا تظنوا أنى جئتُ لأُلقى سلاماً على الأرض. ما جئتُ لأُلقى سلاماً بل سيفاً. (متى10: 34)
    جئتُ لأُلقى ناراً على الأرض. (لوقا12: 49)
    الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. (حزقيال9: 6)
    وأحْرَقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. (عدد31: 10)
    لأجل ذلك تأكل الآباء الأبناء فى وسطك والأبناء يأكلون آباءهم (حزقيال5: 10)
    نعود إلى افترائكم.. ولننظر معاً.. متى ذُكِرَ الرعب فى القرآن؟ لقد ذُكِرَ فى أربعة مواضع لم يكن للإرهاب أو الظلم فيها مكان, فأول هذه المواضع كان فى الحديث عن موقعة بدر, وهذه الموقعة كانت لاسترداد بعض حقوق المسلمين التى اغتصبها المشركون, فأيد الله المسلمين ونصرهم على المشركين, فتغيرت بذلك نظرة العرب والقبائل المجاورة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه, وشفى الله صدور المؤمنين, بالانتقام ممن أذلوهم وساموهم سوء العذاب من كفار مكة {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال:12] والموضع الثانى فى الحديث عن موقعة أحد, التى كانت حرباً دفاعية, حين بغى المشركون وطغوا, وأرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم, بعد أن تركوا لهم البلاد والأهل والمال, ولكنهم لم يكتفوا بذلك, وأرادوا أن يقضوا على الإسلام وأهله, فحال الله عز وجل بينهم وبين ما فى قلوبهم, رغم ما أصاب المسلمين فى سبيل الدفاع عن عقيدتهم وأرضهم, فطمأنهم الله عز وجل بأنهم إذا حاربوهم مرة أخرى فسيلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران:151] والموضع الثالث فى الحديث عن غزوة الأحزاب, حين تحزبت قريش وحلفاؤها على حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعزموا أمرهم على الهجوم عليه من جميع الجهات, ليدكُّوا المدينة عليه ومن معه, ولكن الله خيب سعيهم, ووفق المسلمين لحفر الخندق - الذى لم تعرفه العرب من قبل - بالمشورة المباركة لسلمان الفارسى - رضي الله عنه -, ليس هذا فحسب, بل ألقى الله سبحانه وتعالى الرعب فى قلوب أعدائه, وأرسل عليهم الريح الشديدة, التى قلبت خيامهم, وقدورهم, وأمتعتهم, ففروا هاربين {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} [الأحزاب:25] وأمر الله رسوله بقتال بنى قريظة الذين خانوا العهد معه, وتمالأوا عليه مع المشركين, ووافقوا أن يسمحوا لهم بالهجوم على المدينة من قِبَلهم, ولكن الله عز وجل رد كيدهم فى نحورهم, وفرَّق شملهم, فكانت الحرب ضدهم جزاء خيانتهم, ونكثهم لعهدهم {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} [الأحزاب:26] أما الموضع الرابع فقد جاء فى الحديث عن غزوة بنى النضير لما نكثوا عهدهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاولوا قتله {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر:2] فأخبرونا بربكم أى المواضع الأربعة كانت إرهابية, أو لنصر الدين بالرعب كما تزعمون؟ ثم من الذى ألقى الرعب فى قلوب الكافرين.. الله أم رسوله؟ وهل لو توحدت جيوش المسلمين للدفاع عن دينهم وأرضهم وعِرضهم, وحاربوا اليهود لتكون كلمة الله هى العليا, ويعود للمسلمين قدسهم, وللفلسطينيين وطنهم, فيلقى الله الرعب فى قلوب أعدائه, فيفرون هاربين أمام جحافل المسلمين.. أيكون هذا إرهاباً؟ إن تسميته إرهاباً يُعَدُّ من باب تحريف الكلم عن مواضعه, ولا غرابة فى ذلك, فإنها شيمة أهل الكتاب. إن غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغت تسعة عشرة غزوة, جملة من قتلوا فيها من المسلمين والمشركين 386, وهذا بالمقارنة مع ما فعله الصليبيون واليهود مع المسلمين لا يصل إلى الواحد بالمائة, ويساوى تقريباًً عشر قتلى الفتنة التى وقعت بين الكاثوليك والبروتستانت فى عيد سان بارثيلينيو. إن الدماء التى أريقت فى الحروب التى تقولون إن الإسلام انتشر بها, تعتبر كقطرة فى بحر الدماء الذى صاحب تطبيق الشيوعية وسيطرة نفوذها, لقد ذبح الملحدون مئات الألوف من المسلمين فى شمال آسيا وشرقها, وبعد حرق رفات الضحايا زعموا أن الشيوعية تدعو للسلام! وما زال الواقع القريب يشهد على المذابح الوحشية ضد المسلمين فى البوسنة والهرسك, والشيشان, وفلسطين, والعراق, والصومال, وكشمير, والفلبين, وغير ذلك من بلاد المسلمين, لدرجة أن الصِّرب النصارى كانوا يشقُّون بطون الحوامل المسلمات فى البوسنة, ويرمون أطفالهن فى القِمامة, ويضعون فى أرحامهن أجِنَّة كلاب وقطط, فهل هذه أفعال آدميَّة؟ وهل بعد هذا وحشيَّة؟, والله أعلم.




    الشبهة المائة و الثالثة عشر (113):
    - إن نسب أنبيائنا - مثل موسى وعيسى - أفضل من نسب نبيكم, لأن آباءهم لم يعبدوا الأصنام, ولكن آباء وأجداد محمد قد عبدوها.

    الرد:
    - إن هذه من الشبهات التافهة التى تعوَّدنا عليها, وقد ذكرنا فى الرد على الشبهة رقم (163) أن الكتاب المقدس جعل السيد المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - من نسل امرأة زانية اسمها (ثامار) ومن نسل امرأة أخرى زانية اسمها (بثشبع) وعلى أيَّة حال فلا يُشتَرط أن يكون الولد مثل أبيه وأجداده, فإن أبا سيدنا إبراهيم كان كافراً, وهو أبو جميع الأنبياء, وابن سيدنا نوح كان كافراً, ولم يقدح هذا فى نبوِّته, كما لم يقدح كفر أبى سيدنا إبراهيم فى نبوِّته, فالاثنان من أُولِى العزم من الرسل. وهذا الكلام حجة عليكم, لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جاء ليعمل فى أرض بور خالية من التوحيد, ولم يساعده أحد, أما أنبياؤكم - على جميع أنبياء الله ورسله الصلاة والسلام - فكان يساعد بعضهم بعضاً, فإبراهيم كان معه ابن أخيه لوط, وكان معه ولداه إسماعيل وإسحاق, وإسحاق كان معه يعقوب, وكان ليعقوب اثنا عشر ابناً هم الأسباط, وموسى كان يساعده أخوه هارون ويوشع بن نون تلميذه, وزكريا كان معه ابنه يحيى, وعيسى كان معه ابن خالته يحيى, وقد جاء وقومه موحدون, وهم أتباع موسى, أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد أُرسِل إلى قوم مشركين, ليس لهم علاقة بأى دين, ولا يؤمنون بالبعث والحساب, والجنة والنار, فبينه وبين جده إسماعيل حوالى خمسة آلاف سنة {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة:3] فكانت مهمته صعبة للغاية, وكأنك أتيت بقوم تريد أن توصلهم لنيل أعلى الشهادات, وهم لا يعرفون القراءة والكتابة, فتبدأ معهم من الصفر, بل إن الأمر أعظم من ذلك, فتعليم القراءة والكتابة أهون من تغيير العقيدة المتوارثة على مر الأجيال, الراسخة فى العقول والأذهان. ربما يقول قائل: إن نوحاً لم يكن معه أحد يساعده, فنقول له: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قاتل فى سبيل الله لآخر عمره, أما سيدنا نوح فلم يقاتل أحداً. ثم إن هذا الكلام حجة عليكم من جهة أخرى, فلو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألف القرآن, لَمَا عاب من أقاربه أحداً كما فى سورة (المسد) ولَمَا نهى عن الاستغفار لهم, كما حدث عندما أراد أن يستغفر لعمه أبى طالب, فنهاه الله عن ذلك {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113] وليس الغريب أن يخرج النبى من قوم موحدين, ولكن الغريب أن يخرج من قوم مشركين ليخرجهم {مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم:1] وليصل بهم إلى أن يكونوا خير أمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] فمثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لو خرج طبيب من عائلة كلها متعلمة تعليماً جامعياً, فإن هذا لن يكون غريباً, أما إذا خرج من عائلة أُمِّية, ليس هذا فحسب, بل تفوَّق على جميع قرنائه, وكان ترتيبه الأول, فإن هذا هو الغريب, والله أعلم.


    يتبع










  7. #47

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة و الرابعة عشر (114):
    - إن القرآن يقر بأن عيسى أفضل من محمد, بدليل أنه ذكر مريم أم عيسى, وعظَّم شأنها, ولم يذكر آمنة أم محمد, ومعلوم أن العظيمة هى التى تلد العظيم.

    الرد:
    - إن هذا سؤال ساذج, يستطيع أن يرد عليه الأطفال فضلاً عن الكبار. إن تعظيم القرآن للسيدة مريم - رضى الله عنها - فى حين أن أم النبى - صلى الله عليه وسلم - لم تُذكَر ولا فى آية واحدة, حجة لنا لا علينا, فإن السيدة مريم ذُكِرَت فى القرآن فى ثلاثين موضعاً, وهناك سورة باسمها, فلو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألف القرآن - كما تقولون - فلِمَ لم يذكر أمه, أو إحدى نسائه, أو بناته؟ ولِمَ لم يُسَمِّ بعض السور بأسمائهن؟ إن النساء اللاتى لهن تأثير فى حياته حوالى سبع عشرة امرأة على الأقل, هن أمهاته - سواء من النسب أو الرضاعة - وزوجاته, وبناته, فعدم ذكر أى واحدة منهن, وعدم ذكر أقاربه أو أصدقائه, لَهُوَ دليل على أنه لم يتكلف القرآن من تلقاء نفسه, ليس هذا فحسب, بل إنه عدد الكاملات من النساء ولم يذكر أمه, ولا زوجاته, ولا بناته, فقال: ((كَمُلَ من الرجال كثير, ولم يَكْمُل من النساء إلا آسية امرأة فرعون, ومريم بنت عمران)) [صحيح البخارى] وحين ذكر خير نساء العالمين, لم يذكر إلا السيدة خديجة, والسيدة فاطمة (رضى الله عنهما) ولم يذكر أمه, ولا بقية نسائه وبناته, فقال: ((خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران, وخديجة بنت خُوَيْلد, وفاطمة بنت محمد, وآسِيَة امرأة فرعون)) [صحيح الجامع:3328] أرأيتم كيف وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - السيدة مريم بأنها من الكاملات؟ ومن خير نساء العالمين؟ لقد عظَّمها أكثر من ابنها الذى تنكَّر لها (بزعمكم) وخاطبها بقوله: (يا امرأة) كما خاطب الزانية, وها هى الأدلة:
    وفيما هو يكلِّم الجموع إذ أمّه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يكلموه. فقال له واحد هُوَذا أمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هى أمى ومن هم إخوتى. ثم مدَّ يده نحو تلاميذه وقال ها أمى وإخوتى. لأن من يصنع مشيئة أبى الذى فى السموات هو أخى وأختى وأمى (متى12: 46-50) فلما رأى يسوع أمّه والتلميذ الذى كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة (يوحنا19: 26) ولما فَرَغَت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لى ولك يا امرأة. لم تأتِ ساعتى بعد. (يوحنا2: 3-4)
    أمّا خطابه للزانية فهو فى النَّص التالى: وبقى يسوع وحده والمرأة واقفة فى الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحداً سِوَى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليكِ. (يوحنا8: 9-10)
    نعود فنقول: ليس شرطاً أن يكون الابن مثل أبيه فى الإيمان, مع أن تأثير الأب فى تربية الأبناء أشد من تأثير الأم, فإن ابن سيدنا نوح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - كان كافراً, رغم أن أباه كان من أُولِى العزم من الرسل, وكما هو مشاهد فى واقعنا أن الأب أو الأم الصالِحَيْن قد يكون لهما ولد فاسد, والعكس صحيح, حتى إنهم يقولون فى المثل: (يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم) ونحن نقرّ بأن أم سيدنا عيسى أفضل من أم سيدنا محمد - عليهما الصلاة والسلام - ولكن هذا لا يعنى أن سيدنا عيسى أعظم من سيدنا محمد, والله أعلم.




    الشبهة المائة و الخامسة عشر (115):
    - يقول نبيكم: ((إن الله ليؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر)) [صحيح الجامع:2423] وقال: ((صَلُّوا خلف كل بَرّ وفاجر)) وهذا يدل على أن القدوة عندكم مفقودة, لأن كثيراً من الأئمة فَجَرَة, وإذا كان الإمام فاجراً, فالمأموم أفجر, كما قال الشاعر: (إذا كان رب البيت بالدف ضارباً... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)

    الرد:
    - لنفهم الحديث الأول أحدثكم عن واقعة حدثت فى مصر, عندما احتلها الفرنسيون بقيادة (نابليون بونابرت) عام (1798) فتصدى له المصريون (وخاصة علماء الأزهر) وقاتلوه وجنوده قتالاً مريراً بكل قوة وعنف, فكان الفرنسيون يُقتَلون فى كل يوم, فاستشار بعض المقربين إليه, وسألهم ما الذى يمكن أن يفعله ليقربه إلى المصريين ويحببه إليهم, فلا يقاوموه هذه المقاومة الشرسة, فقالوا له: إن أعظم شىء يحبه المصريون هو القرآن, يقرأونه آناء الليل وأطراف النهار, فلو طبعتَه لهم, ووزعتَه عليهم, فسوف تستجلب حبهم (وكان قد أحضر معه مطبعة) وكان المصحف قبل ذلك يُنسَخ باليد, تشترى الورق من الورّاق, ثم تذهب به إلى النسّاخ لينسخه, ثم الشكّال ليشكِّله (بالضمَّة والفتحة والكسرة... إلخ) ثم تذهب إلى الأزهر ليراجعه, وكل هذه المراحل كانت تتكلف أموالاً كثيرة, وتستغرق وقتاً طويلاً, فطبع نابليون المصحف بكميات كبيرة, ووزعه على المصريين تقرباً إليهم, فأصبح المصحف فى كل بيت, بعد أن كان عند الأثرياء فقط, ثم بعد سنوات طويلة جاء الاحتلال الانجليزى لمصر عام (1882) فوجد المقاومة الشرسة نفسها من المصريين, وخاصة من علماء الأزهر الذين يحفظون القرآن الكريم, ففكروا ما الذى يهدئ حِدَّة المقاومة, فوجدوا أن أكثر الذين يقاومونهم من حفظة القرآن, فقرروا ألا يُدْخِلوهم الجيش, ففرح الناس بذلك, لأن معظمهم لا يريدون أن يدخلوا أولادهم الجيش تحت إمْرَة الاستعمار, فاجتهدوا فى تحفيظ أولادهم القرآن, فامتلأت الكتاتيب بالأطفال, وأصبح غالبية المصريين من حفظة القرآن الكريم, وخرج منهم أئمة القرّاء فى العالم. أما الحديث الثانى الذى ورد فى السؤال بخصوص الصلاة خلف الفاجر, فقد ورد فى (السنن الكبرى للبيهقى) وضعَّفه الشيخ (الألبانى) ولكن العلماء أقروا العمل به لدرء الفتنة, وتوحيد كلمة المسلمين على إمام واحد, وهو الذى يُعَيَّن من قِبَل ولى الأمر, حتى لا نهجر المساجد, وحتى لا تحدث فُرْقة بين المسلمين, وكل مجموعة تختار لها إماماً, ويكون فى المسجد الواحد عدة جماعات فى وقت واحد.
    وعلى أيَّة حال فصلاتنا خلف الفاجر أهون من نسبة الكذب والفُجْر - بل الكفر - لأنبياء الله ورسله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كما اتهمهم بذلك الكتاب المقدس, وإذا كان الأنبياء كذبة وفجرة وكفرة.. فكيف بأتباعهم؟ وهذا بعض ما جاء عنهم: فقال لهم إيليا أمسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل. فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك (الملوك الأول18: 40) (فيه نسبة الشرك بالله لبعض الأنبياء)
    لأن النبى والكاهن كِليهما يطوفان فى الأرض ولا يعرفان شيئاً. (إرميا14: 18)
    وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كَرْماً. وشرب من الخمر فسكر وتعرَّى داخل خِبائه. (تكوين9: 20-21)
    هَأنذا بالإثم صُوِّرْتُ وبالخطيَّة حبلت بى أمى (مزمور51: 5) (ينسبون هذا لسيدنا داود, وهو منه براء)
    الكاهن والنبى ترنَّحا بالمسكِر ابتلعتهما الخمر تاها من المسكِر ضَلا فى الرؤيا قَلِقا فى القضاء. (إشعياء28: 7)
    لذلك أعطى نساءهم لآخرين وحقولهم لمالكين لأنهم من الصغير إلى الكبير كل واحد مُولَع بالربح من النبى إلى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب. (إرمياء8: 10)
    وجاء فيه أيضاً تعيين القُضاة فى الكنيسة من الْمُحتَقَرِين, وأن الزوانى يسبقون إلى ملكوت الله (أى جنته): فإن كان لكم محاكَم فى أمور هذه الحياة الدنيا فأجلِسوا الْمُحتَقَرِين فى الكنيسة قُضاة. (رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس6: 4)
    قال لهم يسوع الحق أقولُ لكم إن العشّارين والزوانى يسبقونكم إلى ملكوت الله. (متى21: 31), والله أعلم.




    الشبهة المائة و السادسة عشر (116):
    - يقول نبيكم: ((إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنة, وغُلِّقَت أبواب النار, وصُفِّدَت الشياطين)) [صحيح مسلم] مع أن منكم من يرتكب الموبقات فى رمضان, من شرب للخمر, وسرقة, وغيرها, وتقوم بينكم الحروب, مثل حرب العراق وإيران التى استمرت 8 سنوات, بما فيها من أشهُر رمضان.. فكيف يكون كلام نبيكم صحيحاً؟

    الرد:
    - بالفعل نحن نرى المشاجرات وفعل الموبقات فى رمضان, ولكن من المسئول عن هذا؟ أهو الشيطان وحده؟ إن الشيطان أضعف الجنود {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76] ويكفيك الاستعاذة بالله منه {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف:200] أما ما هو أشد من الشيطان.. فالنفس الأمارة بالسوء {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} [يوسف:53] والهوى {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:43] {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص:26] وحب الدنيا {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ{15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] وكَمْ من الجرائم, والقتل, والسرقة, والزنى, وشرب الخمر, وغير ذلك, كانت نتيجة هذه الأشياء الثلاثة, حتى إن أول جريمة قتل عرفتها البشرية, كان سببها اتباع الهوى, وحب الدنيا, حينما أراد قابيل أن يتزوج أخته التى لا تحل له فى شرع سيدنا آدم, على نبينا وعليه الصلاة والسلام. ثم إن العلماء قالوا: إن الشياطين التى تُصَفَّدُ فى رمضان ليسوا قرناء بنى آدم, فكل إنسان له قرين يحاول أن يغويه, ويصده عن سبيل الله ما استطاع, وهذا القرين لا يفارقه فى رمضان وغيره, وقد جعله الله فتنة للإنسان ليختبره, وفى مقابل ذلك وهب له العقل الذى يميز به بين الخير والشر, وأرسل إليه الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - لتبين له الحق والباطل, وأنزل إليه الكتب, لتبشر المؤمنين بالنعيم المقيم, وتنذر الكافرين بالعذاب الأليم {فَأَمَّا مَن طَغَى{37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى{39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:37-41] بالإضافة إلى أنه فَطَرَه على توحيده وتعظيمه, وجعل له وازِعاً من نفسه يميل إلى الحق وينأى عن الباطل, ما لم يُغلِّب صاحبُه هواه على دوافع الخير فى نفسه, فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً, : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس:7-10] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يُهَوِّدانه, أو يُنَصِّرانه, أو يُمَجِّسانه)) [صحيح البخارى] وعلى أيَّة حال فقد أثبتت الدراسات هبوط معدل الجريمة فى الدول الإسلامية, وزيادة أعمال البر والإصلاح والتعاون على الخيرات فى هذا الشهر المبارك, والله أعلم.



    يتبع










  8. #48

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة و السابعة عشر (117):
    - تقولون إن جبريل جاء لنبيكم, وسأله متى تكون الساعة, فقال له: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) قال: فأخبرنى عن أماراتها, فقال له: ((أن تلدَ الأمَةُ ربَّتها))... إلى بقية الحديث الذى ورد فى الصحيحين, وما رَأَينا للآن أن الأمة تلد ربَّتها!

    الرد:
    - الله أكبر.. صدق الله ورسوله.. إن هذا جزء من حديث صحيح, ولكنهم لم يفهموا معناه, وقد تحقق كما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم -. لقد كان العلماء فى الماضى يقولون إن معنى هذا الحديث, ما نشاهده من أن الأم الأمية التى لا تعرف القراءة والكتابة, تلد الطبيبة والمهندسة والمعلمة... إلخ, أو أن المرأة تلد من تكون عاقَّة لها, متسلطة عليها, تأمرها وتنهاها, وكأنها سيدتها, وأمها تطيعها خوفاً منها, وكل هذا الكلام أثبته الواقع, ولكن ظهر فى عصرنا ما يناسب ويقارب معنى الحديث تماماً, وهو أن بعض نساء الخليج الغنيات المترفات لا يُرِدْن أن يشوِّهن أجسادهن بالحمل, ولا يردن أن يعطلهن عن السفر للنزهة واللهو واللعب.. فماذا فعلن؟ لجأ البعض منهن إلى ما يسمى (الأم البديلة) كيف هذا؟ يأخذ الطبيب منها البويضة, ويأخذ الحيوان المنوى من زوجها, ثم يقوم بعمل ما يُسَمَّى (طفل الأنابيب) بأن يضع الحيوان المنوى والبويضة متقاربين فى وعاء خاص, ويوضع هذا الوعاء فى ظروف معينة, حتى إذا تم التخصيب (اختراق الحيوان المنوى للبويضة) وبدأت الخلية المخصبة فى الانقسام إلى عدة خلايا.. قام بوضعها فى رحم الأمَة أو الخادمة, فتنمو فى رحمها وتكبر إلى أن تلد (وهذا حرام) ففى هذه الحالة من تكون الأم الحقيقية؟ طبعاً هى المرأة الخليجية, وتصبح هذه المولودة سيدة من ولدتها (الأم البديلة) فسبحان من قال: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4], والله أعلم.




    الشبهة المائة و الثامنة عشر (118):
    - يقول القرآن عن النبى يوحنا (يحيى): {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} [مريم:12] انظروا إلى أنبياء بنى إسرائيل, فإنهم يُؤْتََوْن النبوة من الصِّغَر, فى حين أن نبيكم تقولون إنه أُرسِلَ فى سن الأربعين, وكذلك فإن عيسى قد تكلم فى المهد, وموسى نجاه الرب فى التابوت وهو رضيع, ويونان (يونس) عاش فى بطن الحوت ثلاثة أيام, وولدت حِنَّة مريمَ وهى عاقر فى سن الخامسة والثمانين, وولدت أختها الياصابات يحيى من زوجها زكريا وعمره تسعون عاماً, وعمرها يقارب عمر أختها, فنحن شعب المعجزات, فأين نبيكم من هذه المعجزات؟

    الرد:
    - جميع الأنبياء - على نبينا وعليهم الصلاة والسلام - بما فيهم أنبياء بنى إسرائيل, لم يُبعَثوا رُسُلاً إلا فى سن الأربعين, وهناك قول بأن سيدنا نوحاً لم يبعث إلا بعد المائتى عام, أما سيدنا يحيى فإن الله قدَّر له الشهادة فى سن الخامسة والثلاثين, فكيف كان ينتظر ليكون رسولاً فى سن الأربعين؟ أما كلام سيدنا عيسى فى المهد فإنه حجة عليكم, لأنه ليس فى كتابكم المقدس ما يثبت ذلك, فإن الفضل فى إظهار هذه المعجزة هو القرآن. وهذه المعجزات التى تتكلمون عنها, صانعها هو الله, وليس الأنبياء, وقد كانت تأييداً لرسالتهم, وهى ليست قاصرة على أنبياء بنى إسرائيل, وشاهد على ذلك سفينة سيدنا نوح, وناقة سيدنا صالح, والنار التى كانت برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم, ولولا أن القرآن أخبرنا بهذه المعجزات ما صدَّقناها, لأنها انتهت بموت من عاصرها ورآها, أما القرآن فمعجزته باقية إلى يوم القيامة, وقد تكلمنا عن ذلك فى أكثر من موضع. ومعلوم أن ولادة سيدنا عيسى كانت معجزة, واليهود قوم ماديُّون, لا يؤمنون إلا بالمادة, فهم الذين قالوا لنبيهم: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة:55] فلو وُلِدَ سيدنا عيسى بدون أب, بغير مقدمات تسبقه, لَمَا آمنوا به, فكان لابد من تمهيد لمعجزته بمعجزة يشاهدونها تثبت لهم قدرة الله جل وعلا, حتى إذا جاءت معجزته لا يستبعدون وقوعها, فكان حمل السيدة حِنَّة بنت فاقوس, وولادتها للسيدة مريم, وهى فى سن الثالثة والثمانين, من زوجها سيدنا عِمران الذى جاوز سن التسعين, معجزة تمهد لمعجزة ولادة سيدنا عيسى, وكذلك حمل وولادة أختها الياصابات - وهى أيضا فوق الثمانين - لسيدنا يحيى, من زوجها سيدنا زكريا, رغم أنها كانت عاقراً لا تحيض, وكان زوجها شيخاً كبيراً, حتى إنه حين دعا ربه لم يَدْعُهُ جهاراً {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} [مريم:3] فإنه لو دعا جهاراً, لكان غريباً على الناس أن يدعو أحد بالذرية فى هذه السن, ولسخروا منه, كمن يرى شيخاً كبيراً قد انحنى ظهره, وهو متوكئ على عصا, ثم يدعو بالذرية! فكانت ولادة السيدة مريم وابن خالتها سيدنا يحيى, تمهيداً لمعجزة ولادة سيدنا عيسى, فلو جاءت معجزته فجأة بدون مقدمات, لكان صعباً على العقول استيعابها, ولكن رغم ذلك فإن الكثير منهم لم يؤمنوا به, واتهموا أمّه بالفاحشة, وهم أغبياء فى ذلك, ليس فقط لمعرفتهم السابقة بسيرتها الكريمة - رضى الله عنها - ولكن لنُطْق سيدنا عيسى فى المهد, فلو أنها كانت كما قالوا من الإفك والبهتان, لكان ولدها طفلاً عادياً كسائر الأطفال, ولكن كلامه فى المهد كان معجزة من الله عز وجل, فلِمَ صدقوا كلامه ولم يصدقوا براءتها؟
    وقد ذكرنا بعض المعجزات التى صاحبت ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى الرد على الشبهة (130) وبعض المعجزات الأخرى فى الرد على الشبهة (258), والله أعلم.




    الشبهة المائة و التاسعة عشر (119):
    - أنتم تقولون إن نبيكم أفضل الأنبياء, مع أنه كان أمِّيا, فأى أفضلية فى هذه الأمية؟ وهل تفضلون الأمى على المتعلم, باعتبار الأُميَّة ميزة عندكم؟

    الرد:
    - نحن لا نفضل الأميَّة, ولا نفتخر بها, إذن لتخلفت أمتنا عن ركب التقدم والحضارة, كما حدث اليوم فى كثير من البلدان الإسلامية, ولكن أميَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت ميزة, لأن الذى علمه هو الله, ولم يعلمه أحد من البشر, فكل متعلم له معلم, فالذى حصل على الدكتوراه فى أى مجال من مجالات العلم - ولو فى الذرَّة - فإن معلمه بشر, يصيب ويخطئ, أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد علمه الله سبحانه وتعالى (حتى لا يتفاخر أحد بأميته ويقول أنا أمى مثل الرسول) وقد مر بنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفك الأسير المشرك مقابل تعليمه القراءة والكتابة لعشرة من المسلمين. ولو علمه القراءة والكتابة أحد من البشر, لقالوا إنه هو الذى علمه القرآن أيضاً, فقد قالوها وهو أمِّى, فكيف لو تعلم من غيره؟ كما أنه لا يخفى على أحد أن أول آية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هى {اقْرَأْ}, والله أعلم.





    ان شاء الله









  9. #49

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة و العشرون (120):
    - عندما أراد على بن أبى طالب أن يتزوج بأخرى على فاطمة بنت نبيكم, غضب نبيكم غضباً شديداً, ولم يأذن له, فحرَّم على غيره ما أحله لنفسه, وخالف بذلك القرآن فى إباحة التعدد.

    الرد:
    - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يغضب غضباً شديداً كما قلتم, ولم يحرم على غيره ما أحله لنفسه, ولم يخالف القرآن, ولكن على بن أبى طالب - رضي الله عنه - أراد أن يتزوج بنت أبى جهل, فأبى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تجتمع بنت حبيب الله وبنت عدو الله تحت رجل واحد, فقال: ((إن فاطمة بِضعَة منى, وأنا أتخوَّف أن تُفتَن فى دينها, وإنى لستُ أحرِّم حلالاً, ولا أحل حراماً, ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل واحد أبداً)) [صحيح الجامع:2115] كما أنه لفرط حبه لها, خاف عليها من شدة الحزن, وقال: ((فإنما هى بضعة منى, يريبنى ما أرابها, ويؤذينى ما آذاها)) [صحيح البخارى] وهذا الأمر ليس خاصّاً بالنبى - صلى الله عليه وسلم - فمن حق أى ولىّ أن يشترط على من يتقدم لخطبة ابنته - أو من تحت ولايته - ألا يتزوج عليها, ومن حقها هى أيضاً أن تشترط هذا الشرط, فإن قَبِلَه الخاطب فليس له الرجوع فيه, وإن رجع فيه فلها الحق فى طلب الطلاق, لعدم وفائه بشرطه, أما لو لم تشترط هى أو وليها, فله الحق أن يتزوج عليها, وليس لها الحق فى هذه الحالة أن تطلب الطلاق, والله أعلم.



    الشبهة المائة و الواحد و العشرون (121):
    - إن نبيكم لم يُبعَث إلا للعرب, بدليل قول القرآن: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [يوسف:2] {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم:4] {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ} [الجمعة:2] {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ} [السجدة:3] {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] فهل من عدل الإله أن يطلب من أهل الكتاب أن يؤمنوا بنبى لم يُرسَل إليهم؟

    الرد:
    - غالباً ما يختار الخصم ما يخدمه - فى ظاهر الأمر - من الأدلة, ويُخفى ما عداها, وإلا- فأخبرونى ماذا تعنى هذه الآية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64]؟ إن من أدلة عالمية رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:158] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام:19] {لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى:7] وقد مر بنا أن {أُمَّ الْقُرَى} هى مكة {وَمَنْ حَوْلَهَا} جميع اليابسة (فى الرد على الشبهة رقم 46) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُعطِيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحد من الأنبياء قبلى: نُصِرْتُ بالرعبِ مسيرة شهر, وجُعِلَت لىَ الأرض مسجداً وطهوراً, فأيّما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصلِّ, وأُحِلَّت لىَ الغنائم ولم تَحِل لأحد قبلى, وأُعطيتُ الشفاعة, وكان النبى يُبعَثُ إلى قومِهِ خاصة, وبُعِثتُ إلى الناس عامَّة)) [صحيح الجامع:1056]‌ وقال: ((والذى نفس محمد بيدِهِ, لا يسمعُ بى أحد من هذه الأمة, لا يهودى, ولا نصرانى, ثم يموت ولم يؤمن بالذى أُرسِلْتُ بِهِ, إلا كان من أصحابِ النار)) [صحيح الجامع:7063]
    إن التوراة أنزلت باللغة العبرية, والإنجيل باللغة الآرامية, وقد دخل فى اليهودية والنصرانية أناس تختلف لغاتهم عن لغة هذين الكتابين, فليس صحيحاً أنه طالما أنزل القرآن باللغة العربية ألا يؤمن به إلا العرب. أما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ بلسان قومه, فإن هذا بديهى, ليستطيع التحدث معهم, فيفهم عنهم, ويفهمون عنه, وتكون مهمة أتْباعه بعد ذلك أن يترجموا معانيه إلى اللغات الأخرى, أما لو أرسل فى بادئ الأمر إلى من تختلف لغتهم عن لغته, فكيف كان يبلغ رسالة ربه؟ وكيف كانوا يفهمونه؟ أما كونه قد أُمِرَ أن ينذر قومه وعشيرته الأقربين, فلأنهم أوْلى بذلك, كما أنك لو ملكتَ خيراً ينتفع به الناس, فإنك تبدأ بأهلك أولاً, فلا تتعداهم إلى غيرهم وتتركهم, لأنهم أوْلى الناس بك.
    وكيف لا يكون عدلاً أن يأمر الله أهل الكتاب أن يؤمنوا به وقد أخذ الميثاق على جميع الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - أن يؤمنوا به إذا ظهر فى زمانهم, فكيف بأتْباعهم؟ {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81] أيؤمن به الأنبياء ويكفر به الأتباع؟ وقد كانت صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكتوبة عندهم فى التوراة والإنجيل {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ} [الأنعام:20] ولكنهم حرفوها, حتى لا تكون حجة عليهم, ورغم ذلك التحريف, فقد بقى فى الكتاب المقدس بعض ما بشر بنبوته - صلى الله عليه وسلم - مثل ما ورد فى الرد على الشبهة رقم (169) ومثل:
    وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك. فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه إسحَق. وأقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعتُ لك فيه. ها أنا أباركه وأُثَمِّره وأُكثِّره كثيراً جداً. اثنى عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة (تكوين17: 18-20) وجاء فيه أيضاً: وابن الجارية أيضاً سأجعله أمَّة لأنه نسلك (تكوين21: 13) وجاء فيه أيضاً: فسمع الله صوت الغلام. ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالِك يا هاجر. لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. قومى احملى الغلام وشدِّى يدك به. لأنى سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. (تكوين21: 17-19) فمن تكون هذه الأمة العظيمة إن لم تكن أمة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ وما هى هذه البئر إن لم تكن بئر زمزم؟
    إن الإسلام هو الدين الخاتم الذى ارتضاه الله للناس إلى يوم القيامة, فإن الكتب التى سبقته قد حُرِّفت, ولم يصبح للكتب الأصلية أى أثر, فأنزل الله القرآن وتكفَّل بحفظه, وجعله أكمل كتاب, وجعل فيه من الشرائع ما يصلح للبشرية إلى نهايتها, فلا يوجد قبله كتاب تحدى الله البشر أن يأتوا بمثله كما تحداهم بهذا الكتاب العظيم, وقد جعله الله مصدقاً لما فيها ومهيمناً عليه {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة:48] {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] ثم إذا تدبرنا لفظة {عَرَبِيّاً} فسنجد أن من معانيها فى لغة العرب: أنه يُعْرِب, ويُعبِّر, وفى حالة إفصاح وتبيان وجَلاء, وكما نقول: إن فلاناً يُعْرِبُ عمّا فى نفسه, فيدلنا على مقصوده ومراميه, فلا يخفى علينا قوله.
    ونقول لمثيرى هذه الشبهة: ارجعوا إلى كتابكم المقدس لتعلموا أن المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لم يُرسَل إلا لبنى إسرائيل, فلماذا آمن به غيرهم؟ ولماذا تقومون بالحملات التنصيرية لتدخلوا من استطعتم فى دينكم, ولو لم يكن من بنى إسرائيل؟
    فأجاب وقال لم أُرسَل إلا إلى خِراف بنى إسرائيل الضالَّة (متى15: 24)
    هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً. إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحرِىّ إلى خِراف بيت اسرائيل الضالَّة. (متى10: 5-6), والله أعلم.



    الشبهة المائة اثنان و عشرون (122):
    - يقول نبيكم: ((أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة, فإن صلحت صلح له سائر عمله, وإن فسدت فسد سائر عمله)) [صحيح الجامع:2573]‌ ويقول: ((إن أول ما يُحكَم بين العباد فى الدماء)) [صحيح الجامع:2021]‌ فنحن لا ندرى أتكون المحاسبة أولاً على الصلاة, أم على الدماء؟

    الرد:
    - - ((أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة)) إن هذا فى حق الله جل وعلا, أما الحديث الآخر المتعلق بالدماء فهو فى حق العباد, ويجمع بين الحديثين حديث واحد يوضح هذا المعنى, وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما يُحاسب به العبد الصلاة, وأول ما يُقضى بين الناس فى الدماء)) ‌[سنن النسائى, صحيح الجامع:2572]‌, والله أعلم.







    ان شاء الله









  10. #50

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة ثلاثة و عشرون (123):
    - تقولون إن نبيكم (أشجع الشجعان) مع أنه خرج فى الهجرة متخفياً من قومه, بينما خرج عمر بن الخطاب علانية, أليس كان الأجدر بنبيكم أن يفعل مثله, حتى يستحق هذا اللقب؟

    الرد:
    - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوة لكل الأمة, أقويائها وضعفائها, فقد خرج علانية على الشباب الواقفين ببابه, وهم مدججون بالسلاح ليقتلوه, غير خائفٍ منهم, بل كان متوكلاُ على الله سبحانه وتعالى, ولم يكتفِ بذلك, بل حثا على رءوسهم التراب, وقرأ عليهم {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس:9] فكان فى خروجه هذا أقوى وأشجع من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمّا خروجه من عند أبى بكر - رضي الله عنه - فكان خُفية, ولهذا يكون الله عز وجل قد جمع له بين الأمرين.. خروج الأقوياء وخروج الضعفاء, ليكون قدوة لكِلا النوعين من المسلمين. وفى خروجه متخفياً فوائد أخرى غير قدوته للضعفاء, فقد علَّم الأمة التخطيط الدقيق, والأخذ بالأسباب, مع التوكل على الله سبحانه وتعالى, فبعدما اجتهد فى التخفِّى, حتى وصل إلى غار ثَوْر, تتبّع الكفار آثاره, حتى وصلوا إلى الغار, ولكنه لم يَخَفْ منهم, وقال لأبى بكر بكل يقين: ((يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما؟)) [صحيح مسلم] فالمطلوب من العبد أن يبذل كل ما فى وسعه من الأسباب التى مكَّنه الله منها, ولكن لا يتوكل عليها, بل يتوكل على الله جل وعلا, لأنه هو الذى يكلل سعيه بالنجاح {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة:40] ولو خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - للهجرة بغير تدبير ولا تخطيط, لَمَا كان قدوة لأمته فى التدبير والتخطيط, وإعمال العقل, والأخذ بالأسباب, ولقالوا: لقد خرج بحفظ الله له لأنه نبى, وأنَّى لنا بذلك؟ وليس معنى هذا أن الأسباب التى اتخذها هى التى نَجَّته, أو أن الله لم يحفظه, ولكنه فعل أقصى ما فى وسعه - فكما قلنا - إن المشركين وصلوا إلى المكان الذى اختبأ فيه فى غار ثَوْر, ولولا الله سبحانه وتعالى ما نجا. وهناك دروس أخرى كثيرة من الهجرة المباركة يُرجَع إليها فى كتب السيرة.
    والذين ينسبون الخوف لنبينا - صلى الله عليه وسلم - لا ينسبون لمعبودهم الخوف فقط, بل وينسبون له الانزعاج, والاكتئاب, والحزن, والبكاء, فيقول كتابهم المقدس: فلما رآها يسوع تبكى واليهود الذين جاءوا معهما يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال أين وضعتموه. قالوا له يا سيّد تعالَ وانظر. بكى يسوع. (يوحنا11: 33-35) فانزعج يسوع أيضاً فى نفسه وجاء إلى القبر. (يوحنا11: 38) ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب. فقال لهم نفسى حزينة جداً حتى الموت. (مرقس14: 33-34) فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. فلم يكن يسوع أيضاً يمشى بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرية إلى مدينة يقال لها أفرايم ومكث هناك مع تلاميذه (يوحنا11: 53-54) وكان يسوع يتردد بعد هذا فى الجليل. لأنه لم يُرِد أن يتردد فى اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه (يوحنا7: 1) فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً فى وسطهم ومضى هكذا (يوحنا8: 59) ونحن نسألهم: لو كان المسيح إلهاً - كما تقولون - فلماذا كل هذا الخوف والحذَر من اليهود الذين أرادوا قتله؟ أليس المفروض أنه يعلم الغيب, ويعلم أنه لن ينجو منهم؟ وإذا كان قد جاء ليفتديكم بنفسه - كما تقولون- فلِمَ كان يهرب منهم؟, والله أعلم.



    الشبهة المائة اربعة و عشرون (124):
    - يقول نبيكم: ((ما ملأ آدمى وعاءً شراً من بطنه, بِحَسْب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صُلبَه, فإن كان لا محالة فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنَفَسِه)) [صحيح الجامع:5674] معلوم أن التنفس يكون بالرئتين, فما دخل المعدة فيه؟

    الرد:
    - إن الذى يعرف - ولو قدراً يسيراً - من علم التشريح, يعلم أن بين المعدة والرئتين غشاءً يُسَمَّى (الحجاب الحاجز) وهذا الحجاب الحاجز يتحرك لأسفل ولأعلى مع الشهيق والزفير, فهو يهبط مع الشهيق, ليسمح للرئة أن تمتلئ بالهواء الذى يحتوى على الأكسجين, ثم يعلو مع الزفير, ليسمح لها أن تخرج ثانى أكسيد الكربون, وقد قدَّر المتخصصون حجم المعِدَة بألف وخمسمائة سنتيمتر مُكَعَّب تقريباً, وقدَّروا ما يحتاجه الإنسان فى تنفسه حوالى خمسمائة سنتيمتر مكعب تقريباً, فحين يملأ الإنسان ثلث معدته بالطعام (أى خمسمائة سنتيمتر مكعب) يحتاج (تقريباً) لمثلها ماء, فيتبقى الثلث الأخير من المعدة فارغاً, ليسمح للحجاب الحاجز أن ينزل مع الشهيق, ويتيح الفرصة للرئة أن تمتلئ بما يحتاجه الإنسان من الأكسجين, فحين تكون المعدة ممتلئة تماماً لا يستطيع الحركة بحرِّية (لأنه كما قلنا إن المعدة ملاصقة له من أسفل) فلا يسمح للرئة أن تأخذ القدر المطلوب من الهواء, وهذا يسبب ضيقاً فى التنفس, ونلاحظ هذا الأمر فيمن يملأون بطونهم من الطعام والشراب, فلا يستطيعون التنفس إلا بصعوبة, ويبحثون عن الأدوية التى تعينهم على هضمه من فوّار أو غيره, ولو أنهم امتثلوا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - لَمَا أصابهم هذا الضيق, ولَمَا أصيبوا بأمراض كثيرة, فإن معظم الأمراض من التُّخمة وكثرة الطعام.
    وما رأيك أيها المعترض على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما رأى الطب فيمن يأكل طعاماً واحداً لمدة 390 يوماً وهو متكئ على جنبه؟ وما رأيك فى الذى يأكل لحم الشاة ورأسها وأكارعها وأحشاءها مع الفطير بعَجَلَة (بسرعة) والذى يأكل الفطير لمدة سبعة أيام؟ ربما تتعجب وتقول: ما دخل هذا بموضوعنا؟ فأقول لك: إن هذا ما جاء به كتابك المقدس, ليس هذا فحسب, بل جاء فيه أن من يأكل خَميراً فى أيام مُعيَّنة يُقطَع من جماعة إسرائيل, وها هى الأدلة:
    وخُذ أنت لنفسك قمحاً وشعيراً وفولاً وعدَساً ودُخناً وكرسنة وضَعْها فى وعاء واحد واصنعها لنفسك خبزاً كعدد الأيام التى تتكئ فيها على جنبك. ثلاث مئة يوم وتسعين يوماً تأكله. (حزقيال4: 9)
    تكون لكم شاة صحيحة ذَكَراً ابن سَنَة. تأخذونه من الخِرفان أو من المواعِز. ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العَشَيَّة. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العُليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويّاً بالنار مع فطير. على أعشاب مُرَّة يأكلونه. لا تأكلوا منه نيِّئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء بل مشويّاً بالنار. رأسه مع أكارعه وجوفه. ولا تُبقوا منه إلى الصباح. والباقى منه إلى الصباح تحرقونه بالنار. وهكذا تأكلونه أحْقَاؤُكُم مشدودة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيُّكم فى أيديكم. وتأكلونه بعَجَلَة. هو فِصْحٌ للرب. فإنى أجتازُ فى أرض مصر هذه الليلة وأضربُ كل بِكْر فى أرض مصر من الناس والبهائم. وأصنعُ أحكاماً بكل آلهة المصريين. أنا الرب. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعْبُرُ عنكم. فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر. ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً فتعيِّدونه عِيداً للرب. فى أجيالكم تعيِّدونه فريضة أبديَّة سبعة أيام تأكلون فطيراً. اليوم الأول تعزلون الْخَمير من بيوتكم. فإن كل من أكل خميراً من اليوم الأول إلى اليوم السابع تُقطَعُ تلك النفس من إسرائيل... وتحفظون الفطير لأنى فى هذا اليوم عَيْنِهِ أخرجتُ أجنادكم من أرض مصر. فتحفظون هذا اليوم فى أجيالكم فريضة أبدية. فى الشهر الأول فى اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تأكلون فطيراً إلى اليوم الحادى والعشرين من الشهر مساء. سبعة أيام لا يوجد خَمِير فى بيوتكم. فإن كل من أكل مُختمِراً تُقطَعُ تلك النفس من جماعة إسرائيل الغريب مع مولود الأرض. لا تأكلوا شيئاً مُختمراً. فى جميع مساكنكم تأكلون فطيراً (خروج12: 5-20), والله أعلم.







    ان شاء الله









 

صفحة 5 من 11 الأولىالأولى 123456789 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على الملحدين (الاسلام دين اللحق)
    بواسطة نورالدين مومن في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2011-06-25, 11:15 AM
  2. الرد على الملحدين وصدفة نشوء الكون
    بواسطة ربيب الألباب في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 2011-01-17, 03:55 PM
  3. الرد على شبهات الملاحدة
    بواسطة الهزبر في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-01-10, 10:18 PM
  4. حملوا المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام ارجو ان تتبت
    بواسطة MAROC في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-07-30, 06:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML