النتائج 1 إلى 10 من 103
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي




    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة و العشرون (120):
    - عندما أراد على بن أبى طالب أن يتزوج بأخرى على فاطمة بنت نبيكم, غضب نبيكم غضباً شديداً, ولم يأذن له, فحرَّم على غيره ما أحله لنفسه, وخالف بذلك القرآن فى إباحة التعدد.

    الرد:
    - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يغضب غضباً شديداً كما قلتم, ولم يحرم على غيره ما أحله لنفسه, ولم يخالف القرآن, ولكن على بن أبى طالب - رضي الله عنه - أراد أن يتزوج بنت أبى جهل, فأبى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تجتمع بنت حبيب الله وبنت عدو الله تحت رجل واحد, فقال: ((إن فاطمة بِضعَة منى, وأنا أتخوَّف أن تُفتَن فى دينها, وإنى لستُ أحرِّم حلالاً, ولا أحل حراماً, ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل واحد أبداً)) [صحيح الجامع:2115] كما أنه لفرط حبه لها, خاف عليها من شدة الحزن, وقال: ((فإنما هى بضعة منى, يريبنى ما أرابها, ويؤذينى ما آذاها)) [صحيح البخارى] وهذا الأمر ليس خاصّاً بالنبى - صلى الله عليه وسلم - فمن حق أى ولىّ أن يشترط على من يتقدم لخطبة ابنته - أو من تحت ولايته - ألا يتزوج عليها, ومن حقها هى أيضاً أن تشترط هذا الشرط, فإن قَبِلَه الخاطب فليس له الرجوع فيه, وإن رجع فيه فلها الحق فى طلب الطلاق, لعدم وفائه بشرطه, أما لو لم تشترط هى أو وليها, فله الحق أن يتزوج عليها, وليس لها الحق فى هذه الحالة أن تطلب الطلاق, والله أعلم.



    الشبهة المائة و الواحد و العشرون (121):
    - إن نبيكم لم يُبعَث إلا للعرب, بدليل قول القرآن: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} [يوسف:2] {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم:4] {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ} [الجمعة:2] {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ} [السجدة:3] {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] فهل من عدل الإله أن يطلب من أهل الكتاب أن يؤمنوا بنبى لم يُرسَل إليهم؟

    الرد:
    - غالباً ما يختار الخصم ما يخدمه - فى ظاهر الأمر - من الأدلة, ويُخفى ما عداها, وإلا- فأخبرونى ماذا تعنى هذه الآية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64]؟ إن من أدلة عالمية رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:158] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28] {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام:19] {لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى:7] وقد مر بنا أن {أُمَّ الْقُرَى} هى مكة {وَمَنْ حَوْلَهَا} جميع اليابسة (فى الرد على الشبهة رقم 46) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُعطِيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحد من الأنبياء قبلى: نُصِرْتُ بالرعبِ مسيرة شهر, وجُعِلَت لىَ الأرض مسجداً وطهوراً, فأيّما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصلِّ, وأُحِلَّت لىَ الغنائم ولم تَحِل لأحد قبلى, وأُعطيتُ الشفاعة, وكان النبى يُبعَثُ إلى قومِهِ خاصة, وبُعِثتُ إلى الناس عامَّة)) [صحيح الجامع:1056]‌ وقال: ((والذى نفس محمد بيدِهِ, لا يسمعُ بى أحد من هذه الأمة, لا يهودى, ولا نصرانى, ثم يموت ولم يؤمن بالذى أُرسِلْتُ بِهِ, إلا كان من أصحابِ النار)) [صحيح الجامع:7063]
    إن التوراة أنزلت باللغة العبرية, والإنجيل باللغة الآرامية, وقد دخل فى اليهودية والنصرانية أناس تختلف لغاتهم عن لغة هذين الكتابين, فليس صحيحاً أنه طالما أنزل القرآن باللغة العربية ألا يؤمن به إلا العرب. أما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ بلسان قومه, فإن هذا بديهى, ليستطيع التحدث معهم, فيفهم عنهم, ويفهمون عنه, وتكون مهمة أتْباعه بعد ذلك أن يترجموا معانيه إلى اللغات الأخرى, أما لو أرسل فى بادئ الأمر إلى من تختلف لغتهم عن لغته, فكيف كان يبلغ رسالة ربه؟ وكيف كانوا يفهمونه؟ أما كونه قد أُمِرَ أن ينذر قومه وعشيرته الأقربين, فلأنهم أوْلى بذلك, كما أنك لو ملكتَ خيراً ينتفع به الناس, فإنك تبدأ بأهلك أولاً, فلا تتعداهم إلى غيرهم وتتركهم, لأنهم أوْلى الناس بك.
    وكيف لا يكون عدلاً أن يأمر الله أهل الكتاب أن يؤمنوا به وقد أخذ الميثاق على جميع الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - أن يؤمنوا به إذا ظهر فى زمانهم, فكيف بأتْباعهم؟ {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81] أيؤمن به الأنبياء ويكفر به الأتباع؟ وقد كانت صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكتوبة عندهم فى التوراة والإنجيل {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ} [الأنعام:20] ولكنهم حرفوها, حتى لا تكون حجة عليهم, ورغم ذلك التحريف, فقد بقى فى الكتاب المقدس بعض ما بشر بنبوته - صلى الله عليه وسلم - مثل ما ورد فى الرد على الشبهة رقم (169) ومثل:
    وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك. فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه إسحَق. وأقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعتُ لك فيه. ها أنا أباركه وأُثَمِّره وأُكثِّره كثيراً جداً. اثنى عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة (تكوين17: 18-20) وجاء فيه أيضاً: وابن الجارية أيضاً سأجعله أمَّة لأنه نسلك (تكوين21: 13) وجاء فيه أيضاً: فسمع الله صوت الغلام. ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالِك يا هاجر. لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. قومى احملى الغلام وشدِّى يدك به. لأنى سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. (تكوين21: 17-19) فمن تكون هذه الأمة العظيمة إن لم تكن أمة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ وما هى هذه البئر إن لم تكن بئر زمزم؟
    إن الإسلام هو الدين الخاتم الذى ارتضاه الله للناس إلى يوم القيامة, فإن الكتب التى سبقته قد حُرِّفت, ولم يصبح للكتب الأصلية أى أثر, فأنزل الله القرآن وتكفَّل بحفظه, وجعله أكمل كتاب, وجعل فيه من الشرائع ما يصلح للبشرية إلى نهايتها, فلا يوجد قبله كتاب تحدى الله البشر أن يأتوا بمثله كما تحداهم بهذا الكتاب العظيم, وقد جعله الله مصدقاً لما فيها ومهيمناً عليه {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة:48] {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] ثم إذا تدبرنا لفظة {عَرَبِيّاً} فسنجد أن من معانيها فى لغة العرب: أنه يُعْرِب, ويُعبِّر, وفى حالة إفصاح وتبيان وجَلاء, وكما نقول: إن فلاناً يُعْرِبُ عمّا فى نفسه, فيدلنا على مقصوده ومراميه, فلا يخفى علينا قوله.
    ونقول لمثيرى هذه الشبهة: ارجعوا إلى كتابكم المقدس لتعلموا أن المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لم يُرسَل إلا لبنى إسرائيل, فلماذا آمن به غيرهم؟ ولماذا تقومون بالحملات التنصيرية لتدخلوا من استطعتم فى دينكم, ولو لم يكن من بنى إسرائيل؟
    فأجاب وقال لم أُرسَل إلا إلى خِراف بنى إسرائيل الضالَّة (متى15: 24)
    هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً. إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحرِىّ إلى خِراف بيت اسرائيل الضالَّة. (متى10: 5-6), والله أعلم.



    الشبهة المائة اثنان و عشرون (122):
    - يقول نبيكم: ((أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة, فإن صلحت صلح له سائر عمله, وإن فسدت فسد سائر عمله)) [صحيح الجامع:2573]‌ ويقول: ((إن أول ما يُحكَم بين العباد فى الدماء)) [صحيح الجامع:2021]‌ فنحن لا ندرى أتكون المحاسبة أولاً على الصلاة, أم على الدماء؟

    الرد:
    - - ((أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة)) إن هذا فى حق الله جل وعلا, أما الحديث الآخر المتعلق بالدماء فهو فى حق العباد, ويجمع بين الحديثين حديث واحد يوضح هذا المعنى, وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما يُحاسب به العبد الصلاة, وأول ما يُقضى بين الناس فى الدماء)) ‌[سنن النسائى, صحيح الجامع:2572]‌, والله أعلم.







    ان شاء الله










  2. #2

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
    الشبهة المائة خمسة و عشرون (125):
    - يقول نبيكم إن الأمراض تكفير للذنوب, فما بال الأطفال؟ هل يذنبون حتى يصابوا بالمرض؟ وما ذنب الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية؟

    الرد:
    - أولاً: لقد مر بنا فى الرد على الشبهة رقم (9) أن كلمة (عيب خلقى) لا تصح, لأنها اتهام لله سبحانه وتعالى بالعيب فى صنعته.
    ثانياً: إن مرض الطفل, أو ولادته مُعوَّقاً, فى ميزان حسناته يوم القيامة, وتكفير لذنوب والديه, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه, وولده, وماله, حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5815] والله سبحانه وتعالى {لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:40] فلن يضيع أجر هذا الطفل, فهو الذى لا يضيع حتى أجر الكافر, ولكنه يعجِّل أجره فى الدنيا من مال, وولد, وصحة, وشُهرة... إلى غير ذلك, : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ{15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] وقال: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة, يُعطَى عليها فى الدنيا, ويُثاب عليها فى الآخرة, وأما الكافر فيُطعَم بحسناته فى الدنيا, حتى إذا أفضى إلى الآخرة, لم تكن له حسنة يُعطَى بها خيراً)) [صحيح الجامع:1853]‌ والأمراض مفيدة للطفل فى تقوية جهازه المناعى, وتأهيله لمواجهة مصاعب الحياة من مرض وغيره, وقد يكون مرض الإنسان فى صغره, أو إعاقته الخِلْقية, مما يخفف عنه عقوبة ذنوبه عند كبره, بمعنى أنه إذا كبر وعمل ذنوباً تستوجب المؤاخذة عليها, فربما خفف الله عنه بهذه الأمراض والتشوهات التى أصابته فى الصغر, لأن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بعبده الخير عجَّل له العقوبة فى الدنيا, كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبده الخير, عجَّل له العقوبة فى الدنيا, وإذا أراد بعبده الشر, أمسك عنه بذنبه, حتى يُوافَى به يوم القيامة)) [صحيح الجامع:308]‌ وربما منعته هذه الإعاقة عن بعض المعاصى, وكانت سبباً فى تقربه لله سبحانه وتعالى, فكان ذلك خيراً له, وربما عوضه الله مَلَكات أخرى خيراً مما فقدها, وربما كانت حافزاً له على العلم والتفوق, وهذا الأمر مُشاهد فى كثير ممن أصيبوا بأمراض خِلْقية, فنبغوا فى علوم شتى, لأن إصابتهم أقعدتهم عن اللهو واللعب, وجعلتهم يتفرغون للمذاكرة والعلم والبحث, وأزْكَت فيهم رغبة التحدى والتميُّز على غيرهم من الأسْوياء. وكذلك فإن التشوهات الخلقية, والأمراض التى تصيب الأطفال, تحفِّز العلماء على الأبحاث والفحوصات والتحاليل, ودراسة هذه الأمراض, وكيفية الوقاية منها, وطرق علاجها, فتتقدم بذلك العلوم, وتزداد خبرة العلماء, ولو كان الأطفال كلهم يولدون على هيئة واحدة لا تتغير, لقال الملحدون إنها الطبيعة, وكأنه (أكلاشيه) يطبع نُسَخاً متشابهة, أو لقالوا إن الله ليست له طلاقة القدرة على التغيير. ولو لم تأتهم الأمراض, لَمَا وُجِدَ طب الأطفال, وجراحة الأطفال, وغير ذلك, ولكان عدم إصابتهم بالأمراض أمراً محيِّراً, إذ كيف يصاب الكبار بالبكتيريا (مثلاً) أو الفيروسات, أو الحوادث, أو غير ذلك, ولا يصاب الصغار؟ أمّا الذين يموتون وهم صغار, فربما لو عاشوا لفسدوا, أو أفسدوا فى الأرض, وأصبحوا من أهل النار, فحين يقبضهم الله فى الصغر, فهذا رحمة بهم, وبمن حولهم, مثل الولد الذى قتله الخضِر, ووردت قصته فى سورة (الكهف) وأطفال المسلمين فى الجنة, يسرحون فيها حيث شاءوا (والجمهور على أن أطفال الكفار أيضاً فى الجنة) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صغاركم دعاميص الجنة, يتلَّقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه, فلا ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة)) [صحيح الجامع:3764] (الدعموص) قيل إنه نوع من السمك الصغير كثير الحركة, أو هو الزوّار للملوك, الذى يدخل ويخرج من عندهم كما يشاء, بغير إذن ولا حاجب يحجبه, وقد شبّه بذلك الأطفال لكثرة دخولهم وخروجهم ولعبهم فى الجنة.
    والذين يشفقون على الأطفال من الأمراض, عندهم فى كتابهم المقدس ما هو أشد من ذلك, وهو أكل الآباء والأمهات لأولادهم فى الحصار, كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم (148) وعندهم أيضاً:
    تُجازَى السامرة لأنها قد تمرَّدت على إلهها. بالسيف يسقطون. تُحَطَّم أطفالهم والحوامل تُشَق (هوشع13: 16) نلاحظ شق بطون الحوامل, كما فعل الصِّرب بمسلمى البوسنة.
    طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة (مزمور137: 9)
    فتحطِّم القِسِىّ الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عيونهم على الأولاد. (إشعياء13: 18)
    حتى الحيوانات لم يرحمها الكتاب المقدس, إذ يقول: وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب إليه كل الشياطين قائلين أَرسِلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذِنَ لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت فى الخنازير. فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين. فاختنق فى البحر. (مرقس5: 11-13) ونحن نتساءل: ما ذنب الخنازير؟ ألم يستطع معبودكم أن يخرج الشياطين من الرجل الممسوس دون أن يدخلها فى هذه الخنازير؟ ثم ما ذنب صاحبها؟ أليس هذا إضراراً بثروته؟ وما تأثير ذلك على الاقتصاد العام؟ وماذا تقول جمعية الرفق بالحيوان عن هذا التصرف؟, والله أعلم.




    الشبهة المائة ستة و عشرون (126):
    - كيف يدَّعى القرآن أن نبيكم على خُلُق عظيم, فى حين أنه عبس فى وجه الرجل الأعمى الفقير عبد الله بن أم مكتوم؟

    الرد:
    - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أعظم الناس خُلُقا, حقاً, وصدقاً, ويقيناً, كما وصفه ربنا تبارك وتعالى, وعُبوسُه فى وجه عبد الله بن أم مكتوم - رضي الله عنه - كان لحرصه الشديد على هداية قومه, وعلى السّادة منهم, لأنهم لو أسلموا لاتبعهم الكثير والكثير, لشرفهم فى قومهم, وكثرة أتباعهم من الزوجات والأولاد والعبيد, والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينهر عبد الله, ولم يسبّه, ولم يأمر أحداً بإخراجه من عنده, بل غاية ما فعله أنه عبس, لأن عبد الله قطع عليه الكلام, وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يَوَدّ أن ينتظره حتى يكمل حديثه, فإن الإنسان حين يكظم غيظه يظهر على وجهه بعض العبوس, ولا يستطيع إخفاءه كُليَّة, وعُبوس الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن احتقاراً له, فهو الذى جعله يؤذن لصلاة الفجر, فقال: ((إن بلالاً يؤذِّن بليل, فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) [متفق عليه] ولو كان النبى - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألَّف القرآن - كما يدَّعى المغرضون - لَمَا أخبرنا عن هذا العبوس, ولو أنه قصَّر فى تبليغ آيات الله, أو حذف شيئاً منها, لحذف هذه الآية.
    والذين يعتبرون مجرد عبوس الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى وجه الأعمى الذى لا يراه ينافى حُسْن الخلق, ماذا يقولون عن سَبّ معبودهم لتلاميذه ومحبِّيه؟ فقد جاء فى كتابهم المقدس: فالتفت وقال يا بطرس اذهب عنى يا شيطان. أنت مَعثرَة لى (متى16: 23) مع العلم أن (بطرس) مُعظَّم عندهم بنَصّ كتابهم الذى قال: وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً فى السموات. (متى16: 18-19), والله أعلم.



    الشبهة المائة سبعة و عشرون (127):
    - تقولون إن نبيكم كان متواضعاً, وأنه كان يعطف على الفقراء والمساكين, ثم ينفى القرآن صفة التواضع عنه, فيقول: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام:52] وها هو يطردهم يريد زينة الحياة الدنيا {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:28]

    الرد:
    - إن ما حدث هو أن بعض السادة من المشركين طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم يوماً يستمعون فيه إلى حديثه, ويجعل للفقراء والعبيد يوماً, فقد كان هناك تفاوت طبقى رهيب بين السادة والعبيد, فلما رأى السادة من المشركين أن بلالاً وصُهَيباً وخبّاب ابن الأَرَت, وغيرهم من العبيد, يجلسون بجوار أبى بكر وعمر وعثمان, وغيرهم من وُجهاء القوم من المسلمين - رضى الله عنهم أجمعين - لم يعجبهم هذا الأمر, وقالوا له: (أتُجْلِسُنا بجوار هؤلاء العبيد؟ إن رائحتهم تؤذينا, فإن أردتَ أن نسمع منك, فاجعل لنا يوماً ولهم يوماً) وذلك (بمنطق المتكبرين) كما لو أردتَ أن تجلس جُندياً بجانب لِواء, أو عامل نظافة بجانب وزير, والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان حريصاً كل الحرص على هداية الناس أجمعين, فهو الذى رأى النار وأهلها بعينيه ليلة المعراج, وهو الذى قال: ((والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, وما تلذذتم بالنساء على الفُرُش, ولخرجتم إلى الصَعُدات تجأرون إلى الله)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2449] فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يجبهم إلى طلبهم, ولكنه فكر فيه مجرد تفكير, ولم يكن ذلك لمصلحته الشخصية, ولكن حرصاً على هدايتهم كما قلنا, فقد كان حزيناً عليهم أشد الحزن, لدرجة أن حزنه عليهم كاد يقتله, كما قال له ربنا تبارك وتعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:3] وقال: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [الكهف:6] فمجرد تفكيره هذا لم يُرضِ الله عز وجل, فأنزل عليه هذه الآيات لئلا يجيبهم إلى ما طلبوه, فإن الميزان عند الله سبحانه وتعالى بالتقوى والعمل الصالح, وليس بالجاه أو المال أو الولد, قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وقال: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ:37] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صُوَركم وأموالكم, ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) [صحيح الجامع:1862] فهو سيّد المتواضعين, صلوات ربى وسلامه عليه, وهو الذى رأته امرأة ذات مرة يأكل وهو جالس القُرفُصاء, فقالت: إنه يجلس جِلسة العبد (لأن العبد يجلس هذه الجلسة ليكون مستعداً للقيام بسرعة إذا طلب منه سيده أى شىء) فقال: ((آكُل كما يأكل العبد, وأجلس كما يجلس العبد, فإنما أنا عبد)) [مصنف عبد الرزاق, أخرجه الألبانى فى السلسلة الصحيحة برقم441], أما قوله تعالى: {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فهو لِلَفت نظره أن هذا فعل من يريدون زينة الحياة الدنيا, لئلا يكون مثلهم, كما أن أى توجيه للرسول - صلى الله عليه وسلم - هو توجيه لأمَّته من باب أوْلى.
    إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عنه قط أنه طرد أحداً من المسلمين, ولو كان أفقر الفقراء, حتى ولا أحداً ممن عُرِفوا بالنفاق, أين هذا مما جاء فى كتابكم المقدس, من وصف معبودكم للمرأة التى استنجدت به بالكلاب؟ وها هو الدليل:
    ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحى صور وصيداء. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمنى يا سيد يا ابن داود. ابنتى مجنونة جداً. فلم يُجِبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أُرسَل إلا إلى خِراف بيت إسرائيل الضالَّة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعِنِّى. فأجاب وقال ليس حسناً أن يؤخذ خُبز البنين ويُطرَح للكلاب. فقالت نعم يا سيد. والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذى يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيمٌ إيمانُكِ. ليكن لك كما تريدين. فشُفِيَت ابنتها من تلك الساعة (متى15: 21-28) وقد أمر تلاميذه ألا يسلِّموا على أحد فى الطريق, فقال: ولا تسلِّموا على أحد فى الطريق (لوقا10: 4) أين هذا من قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله أىّ الإسلام خير: ((تُطعِم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفتَ ومن لم تعرف)) [متفق عليه], والله أعلم.




    ان شاء الله









 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على الملحدين (الاسلام دين اللحق)
    بواسطة نورالدين مومن في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2011-06-25, 11:15 AM
  2. الرد على الملحدين وصدفة نشوء الكون
    بواسطة ربيب الألباب في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 2011-01-17, 03:55 PM
  3. الرد على شبهات الملاحدة
    بواسطة الهزبر في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-01-10, 10:18 PM
  4. حملوا المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام ارجو ان تتبت
    بواسطة MAROC في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-07-30, 06:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML