بسم الله الرحمن الرحيم

النهاية الدراماتيكية للطاغية معمر القذافي ، ذكّرتني بأجمل ما قرأت من شعر في مآل الطغاة للشاعر التونسي الفذ العبقري أبي القاسم الشابي ، إذ يقول :
ألا أيـــــها الظَّالمُ المستــــبدُ ............ حَبيبب الظَّـــــلامِ، عَــــدوُّ الحيـــاهْ
سَخرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيف............. وكفُّـــــكَ مخضـــوبة ُ من دِمـــــاهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ ............وتبــــدرُ شـــوكَ الأسى في رُبـــــاهُ

رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ .............وصحوُ الفَضــاءِ، وضوءُ الصبــاحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام.......... وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّيـــاحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ............ ومَن يَبْذُرِ الشَّــوكَ يَجــْنِ الجـــراحْ

تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ............ رؤوسَ الورى ، وزهــــورَ الأمَــــلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ .............وأشْربتَه الدَّمــــــعَ، حتَّـــــى ثَمِـــــلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء.......... ويأكــــلُك العاصــــــفُ المشتـــــعِلْ



و هكذا كانت نهاية دكتاتور عربي ، جرفه سيل الدماء و أكله العاصف المشتعل ، و لم يخلف وراءه إلا لعنة الأجيال ، و ليت شعري هل يرتدع من بقي من طغاة العرب .

Ygn hg'yhm