و يقول العلامة بارت ايرمان(عالم النقد النصى المشهور جدا جدا) معلقا على قصة ايرازموس (مرة أخرى):


الترجمة:
كلام بارت ايرمان
(لقد كان هناك على الرغم من ذلك فقرة أساسية من الكتاب المقدس لم تكن موجودة ضمن المخطوطات المصدر التي كانت لدى "إرازموس". وهي تسجيل الأعداد من رسالة يوحنا الأولى إصحاح 5 والأعداد 7-8 والتي يطلق عليها العلماء مسمى الـ فاصلة اليوحنّاويّة " Johannine Comma" . هذه الأعداد موجودة في مخطوطات الفولجاتا اللاتينية ولكنها مفقودة في الغالبية الساحقة من المخطوطات اليونانية . هذه الفقرة كانت هي المفضلة لدى اللاهوتيين المسيحيين لفترة طويلة،حيث إنها الفقرة الوحيدة في الكتاب المقدس بأكمله التي تشير بوضوح إلى عقيدة الثالوث ،أي وجود ثلاثة أقانيم بطبيعة إلهية، إلا أن الثلاثة جميعًا يشكلون إلهًا واحدًا فحسب . هذه الفقرة تقرأ في الفولجاتا كالتالي:
" لأن اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:الآب، الكلمة، والروح،وهذه الثلاثة هي واحد؛ واللذين يشهدون في الأرض ثلاثة ،الروح،الماء،والدم،وهؤلاء الثلاثة في الواحد."
وهي فقرة غامضة ،لكنها تدعم التعاليم التقليدية الخاصة بالكنيسة والمتعلقة بـ"الإله المثلث الأقانيم الذي هوواحد " على نحوٍ لا لبس فيه.
في غياب هذه الفقرة، لابد أن نستنبط عقيدة الثالوث من عدد من الفقرات المجمَّعَة للدلالة على أن المسيح هو الله،كما هو الحال بالنسبة للروح وللآب و على أن هناك ،على الرغم من ذلك ، إلهًا واحدًا فحسب. هذه الفقرة ،على النقيض من الفقرات الأخرى، تصرح بهذه العقيدة بشكل مباشر وموجز. لكنَّ "إرازموس" لم يجدها في مخطوطاته اليونانية والتي ببساطة تُقرأ بدلا من ذلك كالتالي:
"هناك ثلاثة يشهدون:الروح،الماء،والدم،وهذه الثلاثة هم واحد."

أين ذهب "الآب، والابن،والروح القدس"؟ لم يرد أيّ ذكرٍ لهم في مخطوطة "إرازموس" الرئيسية،أو في أيٍّ من المخطوطات الأخرى التي رجع إليها،وهكذا، بطبيعة الحال، لم يذكرهم في نسخته اليونانية الأولى . وهذا ما أثار غضب اللاهوتيين في عصره أكثر من أي شئ آخر .فقد اتهموه بالعبث بالنص في محاولة منه للتخلص من عقيدة التثليث والحط من فاعليتها،التي هي عقيدة الطبيعة الإلهية الكاملة للمسيح. أحد المحررين الرئيسيين للكتاب المقدس الكومبلوتي متعدد اللغات واسمه"ستو###ا" قام بنشر تجريحه في سمعة "إيرازموس" وأصر على أن يعيد العدد في الطبعات المستقبلية إلى مكانها الصحيح.
وتمضي القصة،ويوافق "إرازموس"ــــ ربما في لحظة ضعف ــ على أن يدرج هذا العدد في الطبعة المستقبلية للعهد الجديد باللغة اليونانية على شرطٍ واحدٍ:أن يقدم خصومه مخطوطة يونانية يحتمل أن يوجد بها هذا العدد(وجودها في مخطوطات لاتينية ليس كافيًا). وهكذا ظهرت إلى الوجود مخطوطة يونانية! في الواقع ، ظهرت هذه المخطوطة إلى الوجود بهذه المناسبة. يبدو أن شخصًا ما قام بنسخ نصٍ يونانيٍ يحوي الرسائل وعندما وصل إلى هذه الفقرة موضع البحث،قام بترجمة النص اللاتيني إلى اللغة اليونانية ،لتظهر ال" Johannine Comma" في شكلها المألوف... والمفيد لاهوتيًا. المخطوطة التي قدمت إلى "إرازموس"، بكلمات أخرى ،يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر أي أنها كتبت حسب طلب الزبون        . وعلى الرغم من تشككه،إلا أن "إرازموس" كان عند كلمته وضمَّن الـ" Johannine Comma" نصَّ نسختِه وكل طبعاته المتتالية. هذه الطبعات،كما أشرت من قبل،أصبحت الأساس بالنسبة لكل النسخ التي أعيدت طباعتها من العهد الجديد اليوناني مرة بعد أخرى عبر أناس مثل "ستيفانوس" ،"بيزا"،و"إلزيفيرز". هذه النسخ قدمت شكلا من النص اعتمد عليه في النهاية مترجموا "نسخة الملك جيمس" من الكتاب المقدس. وكذلك الفقرات المألوفة لدى قراء الكتاب المقدس بترجمته الإنجليزيةـ بدءًا من نسخة الملك جيمس الصادرة 1611 فصاعدًا،حتى النسخ المعاصرة في القرن العشرين ــــ التي ضمت الفقرة الخاصة بالمرأة الزانية،والإثني عشر عددًا الأخيرة من مرقس،و الفاصلة اليوحناوية(Johannine Comma )،على الرغم من أن أيًا من هذه الفقرات ليس لها وجود في المخطوطات اليونانية الأقدم والأعلى شأنًا للعهد الجديد. هذه الفقرات دخلت إلى تيار الوعي لدى المتحدثين بالإنجليزية فقط عبر مصادفة تاريخية وذلك اعتمادًا على مخطوطات تصادف أن كانت في متناول يد "إرازموس" وأخرى صنعت لمساعدته.
هذه النسخ اليونانية المتنوعة التي صدرت في القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت شديدة التشابه لكنَّ دور الطباعة تمكنت في النهاية من الزعم أنها النص المقبول عالميًا لدى كل العلماء وقراء العهد الجديد اليوناني ــ وهو ما حدث بالفعل،حينما لم يعد هناك منافسون! )


لاحظى كلمة (لحظة ضعف) an unguarded moment


يتبع..............