فقد انتشرت أخبار جديدة من قبل االاعلام الصهيوني، تقول أنّ البقرة الحمراء المطلوبة قد ولدت، أهمّها هي:


البقرة الحمراء. (Red Heifer) اعتقاد اليهود و المسيحية الصّهيونية، أنّ‌ قربان هذه البقرة الحمراء و التطهير برمادها من الشروط اللازمة لبناء هيكل سليمان و ظهور المنجي.
بالنظر إلى تربية بضعة بقرات حمراء بواسطة الصّهاينة، يبدو أنّهم يتعقّبون أهدافهم المشؤومة جداً. و إن الصّهاينة لم تتمكن مع البقرة الحمراء المذكورة من بناء هيكل سليمان في سنة 2005،
لكنّهم يتعقّبون مشروع تربية بقرة حمراء حتّى يقرّبوها و يبدأو بناء هيكل سليمان.
فقد بذلت جهود كثيرة لتوفير سائر اللّوازم لمراسم القربان، إضافة إلى تربية البقرة الحمراء، مثلاً، من حيث أنّ مكان ذبح و إحراق القربان يقع بالقرب من جبل زيتون و هذا الجبل في أرض حكومة فلسطين المستقلّة، فجهدت المجموعات الصّهيونية جهود مستديمة، لاخراج القاطنين فيها من الاعراب أو غيرها. و قد وصلت بهم الوقاحة‌ إلى حدّ أنّها تدّعي أنّ هذا الجبل و مكان القربان دنس، بسبب حضور الاعراب بالقرب من جبل زيتون، فيجب تطهير المكان! (356) و هم يبحثون عن بقايا رماد البقرة الحمراء التي ذبحت لآخر مرّة في القرون السابقة في أورشليم،‌ فقد أعدّوا مجموعات خاصّة للبحث عنها. و من الطريف أنّ بعض هذه المجموعات ادّعوا أنّهم قد وجدوا الرّماد المذكور! (357).
و بالنظر إلى ما ذكر أعلاه، يبدو أنّ الصّهاينة يعدّون كلّ التمهيدات حالياً بدقّة مفرطة للوصول إلى أهدافهم لآخر الزّمان و هو هدم المسجد الاقصى و بناء هيكل سليمان.
و تعرض هذه المسألة أنّ مؤامراتهم لهدم المسجد الاقصى تصل إلى مراحل خطيرة يوماً بعد يوم و أيضاً تعرض ضرورة استعداد المسلمين أكثر فأكثر.
و في النهاية، يجب التذكير بهذه النقطة أنّ الماسونيين و أصدقائهم و من يكون تحت امرتهم من الصّهاينة و زعماء و اليفانجليكية و زعماء اليهود المتطرفة يبذلون جهوداً كثيرة لهدم المسجد الاقصى و بناء هيكل سليمان بسرعة أكثر و في هذا السبيل يستغلّون كلّ امكانياتهم.
الماسونييون و زعماء الفرق المذكورة المفسدة، استغلّوا التوراة المنحولة لتبرير أعمالهم و توثيق نشاطاتهم و وفّروا أدوات و لوازم متشابهة لما جاء في هذا الكتاب. فيجدر بالذكر أنّ الماسونيين و الصّهاينة و كثير من زعماء اليهود المتطرّفة و الايفانجليكيين واقفون على الماهيّة المضادّة للدّين لهيكل سليمان المزعوم. لكنّهم اتّخذوا قيافة مذهبية لأنفسهم لجعل اتباع الايفانجليكية و عامّة اليهود ترافقهم، فدبّروا تمهيدات كالبقرة الحمراء للقربان و ... حتّى يخدعوا عامّة اليهود و الايفانجليكيين فيستغلّونهم لتحقيق أهدافهم لآخر الزّمان برفع شعار التمهيد لظهور المنجي. طبعاً يجدر بالذّكر عن ظهور المنجي، أنّ هناك خلاف صغير بين اليهود و الصّهيونية و المسيحية الصّهيونية. فتعتقد المسيحية الصّهيونية برجعة يسوع المسيح (ع)، أمّا اليهود يظنّون أنّ المسيح (ع) كاذب (نعوذ بالله) و المسيح الحقيقي، هو الّذي يظهر في آخر الزّمان بعد بناء هيكل سليمان (358). لكن تشترك كلّ رؤى النصارى و اليهود الصّهاينة في هدم المسجد الأقصى، بناء هيكل سليمان و ظهور المنجي، فيستغلّ الماسونيون و زعماء الصّهيونية من هذه الرؤي المشتركة لتمويه الايفانجليكيين و اليهود الصّهاينة. لذلك نحن المسلمين علينا أن نكون أذكياء و فضلاً عن الاعلام على سائر إخواننا المسلمين و الأحرار، أن يستعدّوا لمواجهة الخطة المشؤومة التي تداركها الماسونيون و الصّهاينة و من لفّ لفّهم.
22- محاولات لعرض صورة مادّية عن مستقبل العالم و نفي وجود المنجي السّماوي.
كما لاحظتم في الأقسام السابقة، تتوسْل الصّهاينة إلى طرق متفاوتة للوصول إلى أهدافهم لآخر الزّمان، فتستخدم سياسات متفاوتة إزاء الملل المختلفة. فعلى سبيل المثال، خدع الماسونيون النصارى استغلالاً لقدرتهم (لأنّهم يشكلون أكثر أتباع الأديان السماوية في العالم) و تمتّعوا بدعمهم بادّعاء بذل جهودهم لرجعة المسيح (ع) و قد نفّذوا مخطّطاتهم لآخر الزّمان إلى حدّ كبير. سبّبت هذه الذريعة حتّى تدعم عامّة الأميركيين (خاصاً الايفانجليكيين) دولة أميركا و اسرائيل و تجهد لبقاء اسرائيل بشدّة. و في الواقع، ادّعاء المحاولة لرجعة المسيح (ع) ما هو إلاّ حيلة يستغلّها الماسونيون للحصول على دعم افكار عامّة النّاس في بلدهم.
أمّا الماسونيون، فقد أعدّوا القسم الآخر من أهل العالم، برنامجاً آخر، فاعتبروا الكمال المطلوب لدول العالم الثالث، نفس الظروف الحالية في الدّول الغربية و فرضوا النظام الليبرالي الديمقراطي الحاليّ في الدّول الغربية و الموج العلمي المعلوماتي في هذه الدّول منجياً لدول العالم الثالث (359).
فهم يجهدون تلقين هذه النقطة بالدعاية، أنّ نظام الدّول الغربية هو منجياً لدول العالم الثالث و كلّ العالم، لابادة فكرة الاعتقاد بالمنجي السّماوي في أتباع الأديان الالهية و يلهونهم بالمنجيين الكذبة الماديين.
و فضلاً على ذلك، تردّ النظريات كنظرية «نهاية التاريخ» لفوكوياما، «الموج الثالث» ل (الوين تافلير) و ... التي تعتبر الظروف الحالية العالمية في الغرب الغاية المنشودة للبشرية و الكمال المطلوب لها، تردّ وجود أيّ مستقبل مبشّر بالخير و تمنع الانسان عن الفعالية و الحركة إلى الغايات الاخلاقية و الاجتماعية الكبيرة.
يستخلص من هذه الحقائق أنّ الماسونيين إذا ما فازوا في خطّتهم، يمكن لهم ايقاف الحركات المرجية و المنجية لأتباع الأديان الالهية و التعريف بنظامهم الطاغي منجياً لدول العالم الثالث.
و للأسف اليوم، تأثرت كثير من الدّول المسلمة من هذه الرؤية المذكورة فتجتهد لتصل إلى الظروف الماديّة في العالم الغربي و تتجنّب من أيّ حركة منجية، فتعلّق في سكوت مميت. و بكلّ الأسف هكذا تعيش كثير من الدّول الاسلامية كالجزيرة العربية السعودية، الامارات المتحدّة العربية، الكويت، ماليزيا و ... .
فنحن المسلمين علينا أن نفشي هذه الخطّة الخبيثة للعالم الغربي و نستغلّ كلّ الأدوات المشروعة لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة. و إن شاء الله بجهد أكثر يمكن لنا تمهيد الأرضية لصحوة أتباع الأديان الالهية في دول العالم الثالث، فضلاً على صحوة و تحرّك اخواننا المسلمين.
23- الجهد المستديم للتعريف ببلد أميركا الماسوني كمنج لملل العالم في الأفلام الهوليوودية
الماسونيون و الصّهاينة الذين يخدعون النصاري و الايفانجليكيين و اليهود (بادّعاء رجعة المسيح و ظهور المنجي) ينكرون وجود أيّ منج سماوي بصورة خادعة و غير محسوسة و يعرّفون بأنفسهم كمنج البشرية، ينجز هذا الأمر بانتاج الأفلام الهوليوودية و التأثير على القسم اللاواعي للانسان على أحسن وجه ممكن.
و جاء في كثير من الافلام المنتجة منهم حتّى الآن، أنّ هناك خطرعظيم للحضارة البشرية، هناك أخطار كالفايروسات المميتة، الموجودات المجهولة، أناس متغيرة الظاهرة في بيئة المختبر، الموجودات الفضائية، الدينوصورات، الاجرام السّماوية، الحروب الذرّية، و .. كلّهم تهدّد نفوس الناس و من أهمّ هذه الأفلام نشير إلي (Reign of Fire)، (War of The worlds)، (Armageddon) و ... (360)
لكنّ النقطة المشتركة في كلّ هذه الافلام هي أنّ دولة أميركا الماسونية أو بطل أميركي، ينجي الناس في العالم من خطر يهدّدهم فيشيد سائرلملل ذلك البطل و أصابعهم في أفواههم عجباً.
و من الطريف أن ليس في هذه الأفلام أي خبر عن منج سماوي و العالم غارق في المصائب و البلايا و الانسان يصارع الاخطار. و في الواقع، يلعب الأبطال الأميركيين أو دولة أميركا دور المنج السّماوي في هذه الآفلام و تعرض نفسها كمنج أرضي قويّ. مثلاً في فيلم (Armajeddn) الذي اقتبس اسمه من كتاب مكاشفات يوحنا، ليس فيه خبر عن الحرب بين جنود الخير و الشّر و ليس المنجي السيد المسيح (ع) أيضاً؛ بل في هذا الفيلم، الخطر الاصلي هو الأجرام السّماوية و منجي الفيلم مجموعة علمية تمنع الأرض من اصطدام الأجرام السّماوية إليها (361). يعرض هذا الفيلم أنّ دولة أميركا الماسونية تجهد لتفسير مفاهيم مثل حادث أرمجدون الصناعية، كحادث طبيعي فتعرّف بنفسها كمنجية لها عبر هذه الافلام.
ليست هذه الحركة في الافلام الهوليوودية دون أيّ دليل، بل تهدف أهدافاً خاصّة، و الهدف الحقيقي من صنع هذه الافلام، هو انكار وجود أيّ منج سماوي و التعريف بالدّول الماسونية القويّة كمنج أرضي. و في الواقع، الدّول الماسونية، كما لا يسعون في سياق اقناع افكار القشور الجامعية بأنّهم منج البشريّة فحسب، بل بدعمهم النظريات كـ«نهاية التاريخ» لفوكوياما، «الموج الثالث» لآلفين تافلير و ...، و الأفلام الهوليوودية، يسعون للتعريف بالدّول الماسونية كمنج أرضي في أنظار عامّة النّاس أيضاً.
و بالنظر إلى ما جاء آنفاً، يستخلص أنّ الدّول الماسونية التي تشكّلت على أساس التعاليم الالحادية، يجهدون للتعريف بأنفسهم كمنج العالم عملياً، و ينكرون وعود الأديان الالهية الحلوة لظهور منج إلهي، خلافاً لمزاعمهم عن بذل الجهود لرجعة المسيح (ع). و من ثمّ، وظيفة المسلمين هي مواجهة الدّعايات، الافلام و النظريات التآمرية لدول الماسونية و فضح حركاتها الشيطانية. و بالتأكيد اذا قصّرنا في هذا السبيل، سيتّخذ الجيل المسلم في المستقبل أميركا كمنج لهم و كعبة آمالهم، فتعرض هذه المسألة ضرورة انجازات سريعة من قبل المسلمين لمواجهة مؤامرات الماسونيين هذه.
فمن وجهة نظر الماسونيين ليس للعالم ربّ، بل عناصر الخلقة خلقت هذا العالم صدفة،‌ فعلى أساس هذه النظرية، الانسان حيوان و يحقّ له أن يعمل كما يشاء، و أيضاً تعتبر مجموعات الماسونية الملحدة الانبياء كاذبين خائنين (نعوذ بالله)، لأنّهم منعوا النّاس من طلب اللذة و الرّجعة إلى أصلهم الحيواني؟! (362).

المجموعات الماسونية و الصّهيونية حاولت في سيناريوها الجديدة حتّى تشوّه صورة الانبياء الالهية، مثلاً منذ سّنوات ماضية سعوا لتشويه صورة النبيّ الأعظم (ص) بنشر الكتب و بثّ الافلام الملحدة، ‌فلا تخفى هذه المسألة على أيّ شخص. فمن أعمالهم في السّنوات الأخيرة، يمكن أن نشير إلى طبع الكاريكاتيرات المهينة عن النبيّ الأعظم (ص) في الصحف الدنماركية و سائر الصحف الأوروبية و الأميركية (363).
الماسونيون الّذين تمكّنوا من مرافقة النصاري و الايفانجليكيين و كثير من اليهود طوال القرون 20 و 21 برفع شعار رجعة المسيح (ع) و الدّعاية عن الحرب أرمجدون المزعومة و بنوا حكومة اسرائيل ظاهرها يهودية و باطنها ماسونية بالخدعة عليهم، ‌فالآن يرون بناء هيكل سليمان و ايجاد حكومة شيطانية عالمية في متناول أيديهم،‌ فلم يعودوا يحتاجون إلى شعار رجعة المسيح (ع) فتركوا هذه الذريعة المشؤمة.
تسعى هذه المجموعات الملحدة الّذين لهم أفكار مضادّة للدّين تماماً، في آخر خطواتهم لايجاد حكومة شيطانية عالمية، لتكشف نقابها الدّينية و نزعاتها إلى المنجي شيئاً فشيئاً و تعرض وجوهها الحقيقية المضادّة للدّين، لأنّ أصل تفكيّرهم ليس شيئاً إلاّ مواجهة الأديان الالهية و هم في النهاية يقصدون استئصال الأديان من جذورها.
لذلك، الآن و في السّنوات الأخيرة توجّهوا إلى تشويه صورة يسوع المسيح (ع) حتّي ييأس النصارىمن امل لظهور للمنجي أيضاً.
و من الأفلام التي انتجت في السّنوات الأخيرة، وفقاً لأهداف الماسونية لتشويه صورة يسوع المسيح (ع)، هو فيلم «شيفرة دافنشي أو Davinci Cod» الذي اقتبس بايحاء من رواية بنفس الاسم انتشر سنة 2003 و انتج الفيلم من هذه الرّواية.
موضوع الفيلم، يدور حول قصّة عن لوحة الرّسم المعروفة بـ«العشاء الأخيرThe Last Supper» هذه اللّوحة المرموزة الخادعة رسمتها ليوناردو دا فينشي الرّسام الايطالي المشهور. (365). الّذي كان له نفس أفكار المجموعات السّرية شبه للكابالية وفقاً لقرائن كثيرة (366)، فقد عبّر داوينجي عقائده المنحرفة في هذه اللّوحة. و لمعالجة أحسن لهذا الأمر، يجدر أن نري هذه اللّوحة (367).
24- انتج الفيلم«شيفرة دافنشي أو Davinci Cod»


اللّوحة الاصلية لـ «العشاء الأخيرThe Last Supper» من أعمال ليوناردو دافينشي الرّسام الايطالي المعروف

هذه اللّوحة قد رسّمت من اللّوحة الاصلية لـ «العشاء الأخير» و لها وضوح أكثر
لوحة «العشاء الأخير» تعتبر من أجمل رسوم التّاريخ من حيث جمالها، لكن تحوي على نقاط خفيّة كفرية تكمن في باطنها. انتبهوا إلى التوضيحات التالية لفهم أحسن لهذه المسألة:
و بالدقّة في لوحة «العشاء الأخير» ندرك أنّ الشخص الذي جلس إلى جانب يسوع المسيح (ع) عن يمينه، هي امرأة (طبعاً من جهتنا نرى في الجانب الأيسر منه، لكنّها في اللّوحة جلست إلى الجانب اليمين من يسوع المسيح (ع)) خلافاً لما يتصوّر البعض الّذين يعتقدون بأنّ هذا الشّخص هو سنت جون من حواري يسوع المسيح (ع)، لكن هذا الشخص امرأة بالتأكيد. إذا نظرنا إلى الصورة من القريب، تتضح لنا المسألة جيّداً.


يرى في اللّوحة الاصلية «العشاء الأخيرThe Last Supper» من أعمال لئوناردو داوينجي، صورة امرأة جالسة عن يمين يسوع المسيح (ع)
فكانت هذه المرأة من وجهة نظر داوينجي «مريم المجدلية» و «العشاء الأخير» كانت مأدبة فيها أعلن يسوع المسيح (ع) خبر زواجه من مريم المجدلية إلى الحواريين! (368) (كانت مريم المجدلية تعيش معاصراة ليسوع المسيح (ع) و هي شخصية بارزة في المسيحية قيل عنها أمور مختلفة: ففي بعض المصادر جائت أنّها من أعضاء أسرة ملكية في زمن يسوع المسيح (ع) و البعض الآخر تقول أنّها كانت امرأة مومسة نجاها يسوع المسيح (ع) عن الرّجم، ثمّ آمنت بيسوع المسيح (ع) و صارت من جملة أتباعه (369) أمّا المصادر المذكورة ماجائت بحجج مفحمة لأقوالهم، لذلك، يحتمل كثيراً أن ليست هذه القصة صحيحة، فيجدر بالذّكر أنّ هناك انجيل منسوب إلى مريم المجدلية يقال أنّه يشبه كثيراً إلى حدما ما ذكره القرآن عن يسوع المسيح (ع) (370) و من وجهة نظر الكاتب يمكن أن يكون عرض مريم المجدلية في المصادر المسيحية، كامرأة لها سوء السّابقة و سائر التهم الموجّهة إليها (كرسوم كثيرة رسّمتها عارية) كلّها بسبب شباهة ما جاء في الانجيل المنسوب إليها عن يسوع المسيح (ع) بما ذكر في القرآن، لأنّ جهاز فاتيكان، ‌يراقب كلّ ما يؤيّد حقانيّة الاسلام بشكل شديد.
هناك شواهد تعرض لنا أنّ داوينجي سعي في اظهار افكاره المنحرفة في لوحته «العشاء الأخير» منها أنّ الحواريين رسّموا بوجوه مذهلة غضبانة. و حتّى تظهر سكّين في يد أحدهم باسم سانت بيتر (Sant Peter) بشكل هجومي. فضلاً على ذلك، ظهرت يد سانت بيتر على عنق مريم المجدلية كأنه يريد ذبحها!. يبدو أنّ داوينجي قصد وراء هذه اللّوحة، القاء الفكرة أنّ يسوع المسيح (ع) زوّج من مريم المجدلية فحسب، ‌بل اعتبر الحواريون هذا الزّواج نقض تجرّد يسوع المسيح (ع)عملياً بخيانة، فعاتبوه!
و في الصورة التالية تلاحظ وجوه الحواريّين المذهلة الغضبانة:


وجوه الحواريّين المذهلة الغضبانة في «العشاء الأخير» من أعمال لئوناردو داوينجي، يبدو أنّ داوينجي قصد القاء هذه الفكرة من وراء هذه اللّوحة، أنّ يسوع المسيح (ع) لم يتزوّج من مريم المجدلية فحسب، ‌بل يكشف عن أنّ الحواريين اعتبروا هذا الزّواج نقض تجرّد يسوع المسيح (ع) عملياً بخيانة، فعاتبوه!

في الصورة التالية تلا حظون السّكين في يد سانت بيتر (أحد الحواريين) و تهديده مريم المجدلية.


هناك شواهد تعرض لنا أنّ الحواريون غضبوا من زواج يسوع المسيح (ع) من مريج مجدليه.

الصورة اليمنى: السّكين في يد سنت بيتر
الصورة اليسرى: يد سانت بيتر المهدّدة مقابل عنق مريم المجدلية
فكما لاحظتم، ‌لئوناردو داوينجي، استخدم العقائد الكابالية في لوحته «العشاء الأخير» بصورة رمزية تماماً، فهكذا جهد لينقل العقائد الالحادية إلى الاجيال التالية بعيداً عن أنظار الكنيسة، في حين كان فرسان الهيكل (King ) و سائر الاشخاص الّذين كانوا يشاركون في المجامع السّرية،‌ يعدمون بسهولة، كانت رسوم ليوناردو دا فينشي أحسن وسيلة لنقل المفاهيم الالحادية و الكابالية ويبدو أنّ ليوناردو قد انجزت هذه المهمّة حسناً. طرحت ادّعاء زواج يسوع المسيح (ع) من مريم المجدلية من قبل فرسان الهيكل (King) لأوّل مرّة، فهذه المجموعة ادّعت أنّهم وجدوا شواهد عن زواج يسوع المسيح (ع) من مريم المجدلية تحت أنقاض هيكل باسم هيكل سليمان! فلم ينجح فرسان الهيكل في نشر ادّعائهم؛ لأنّهم كانوا قد طردوا من قبل النّاس و الكنيسة بسبب تعاليمهم الكافرة. فنستخلص من هذه الحقائق أنّ داوينجي بمشاهدة هذه الأوضاع سعي في تبيين هذا الأمر خفيّة عبر رسمها.
لكن عرضت رواية «شيفرة دافنشي» و الفيلم المقتبس منه في أسواق الكتاب و صالونات السينما، بهدف محدّد و في زمن خطير. نشرت رواية «شيفرة دافنشي» سنة 2003 و بثّ فيلمه سنة 2006، تكشف النقاب عن موامرة مبرمجة تهدف ترويج العقائد المنحرفة حول يسوع المسيح (ع).
بغضّ النظر عن رواية «شيفرة دافنشي» و فيلمه،‌ هناك نقطة هامّة في هذا الفيلم و هي ترويج الفكرة المسمومة الشيطانية التي تشيعها الماسونيون و الصّهاينة. ففي هذه الفكرة، زوّج يسوع المسيح (ع) من مريم المجدلية (Mary Magdalene) فأنجب منها ولداً و ماتت مريم المجدلية بعد سنين عاشتها خفية! دخلت هذه الفكرة المسمومة أوروبّا لأوّل مرّة بواسطة فرسان الهيكل و هم سعوا لتوثيق هذه الفكرة الشيطانية بعرض مستندات مزيّفة! و كانت هذه الفكرة رائجة بين المجموعات السّرية الكابالية في أوروبّا لعدّة سنين حتّى قبلتها الماسونية (كوارث هامّ لتعاليم كابالا و فرسان الهيكل) هذه الفكرة المذكورة.
الماسونيون الذّين هم ورثة تعاليم كابالا الفكرية، استغلّوا اللّوحة المعروفة «العشاء الأخير» و جهدوا حتّى يحقنوا أفكار داوينيجي الكابالية في أذهان النصارى بنشر ذلك الكتاب و الفيلم القصصي، و يوجدوا الشّبهات فيهم. لأنّ موقف النّصارى‌ من التجرّد أنّه من خصائص القدّيسين المسيحيين. و اشاعة الفكرة أنّ المسيح (ع) زوّج من امرأة، تثير الشكوك في اعتقادهم بالسّيد المسيح (ع). و من جهة أخرى ترويج هذه الفكرة أنّ الحواريين غضبوا من زواج يسوع المسيح، يسئ ظنّهم بالنسبة إلى هذا النبيّ الكريم صلّي الله عليه و آله.
طبعاً، يجدر بالذّكر أنّ في المنظر الاسلامي ما أشير إلى زواج المسيح (ع)، لكن قبول زواجه لا يخل بشخصيّة هذا النبيّ الأعظم شيئاً؛ لأنّ الزّواج من السنن الإلهية الحسنة. أمّا الاشارة إلى زواج يسوع المسيح (ع) في لوحة «العشاء الأخير»، تهدف تشويه صورة يسوع المسيح (ع) نبيّ الله و لا تصدق نيّته. كما أنّ غضب الحواريين في هذه اللّوحة يكشف النقاب عن نوايا داوينجي الخبيثة أكثر فأكثر.
و النقطة الطريفة أنّ فيلم «شيفرة دافنشي» تتضح أهميّته، إذا علمنا أنّه يهيّأ الأرضية لعرض فيلماً خطيراً مزوّداً بالوثائق ظاهراً، باسم «مقبرة المصلوب المفقودة» (The Lost Tomb Of Jesus) بصورة غير مباشرة، ‌فضلاً على أنّه يلقّن مفاهيم منحرفة حول حياة يسوع المسيح (ع) بصورة مباشرة. و الفيلم الأخير يشبه مفاهيم «شيفرة دافنشي» تماماً و قد عرض على مخاطبي السينما سنة 2007، ‌و سوف نبيّنه في استمرار المقال ان شاء الله.
لذلك، كما لاحظتم، الماسونيون الذين تمكّنوا من مرافقة عدّة من النصاري و اليهود طوال القرون الأخيرة برفع شعارهم رجعة يسوع المسيح (ع) و الدّعاية لحرب أرمجدون المزعومة و بنوا حكومة اسرائيل ظاهرها يهودية و باطنها ماسونية، فالآن يرون أنفسهم على وشك ايجاد حكومة شيطانية عالمية، ولا يحتاجون لاستخدام شعار رجعة السّيد المسيح (ع) و من ثمّ جعلوا يشوّهون وجه يسوع المسيح (ع) في السّنوات الأخيرة، حتّى يبدْلوا أمل النصارى باليأس و يحتفلوا لفناء الأديان الإلهية في ظنّهم الغير ناضج.
و وظيفة كلّ‌ المسلمين الأحرار في العالم أن يواجهوا المؤامرة المذكورة و يبيّنوا أهداف هذه الحركة المشؤومة للعالمين.