الأقسام الرئيسية للماسونية



الماسونية الزرقاء (الرمزية) (الدرجات من 1-3):

تعرف الدرجات الأولى من الماسونية وهي الدرجات من الأولى إلى الثالثة باسم الماسونية الزرقاء (Blue Freemasonry) ويطلق عليها في أحيان أخرى اسم الرمزية (Symbolic). وتعرف أماكن اجتماعاتها باسم المحفل (Lodge). وفي هذه المرحلة يكون المطلوب من المنتسب أن يمارس الفضائل المختلفة مثل الصبر ونكران الذات ...إلخ. ولكن أهم تلك الفضائل هي السرية التامة وذلك حسب ما يذكرون لأن العامة لا يدركون الأهداف النبيلة للماسونية فلذا لا يمكن إطلاعهم على فحواها قبل أن ينتسبوا إليها.
وهناك العديد من المحافل الكبرى التي تشرف على المحافل الزرقاء في كل بلد وأبرزها اثنان هما المحفل الأعظم المتحد لانجلترا والشرق الأعظم الفرنسي.
وتمثل الدرجات الثلاث هيكل سليمان، حيث الدرجة الأولى هي رواق الهيكل (Portico)، والثانية هي الغرفة الوسطى (Middle Chamber)، والثالثة هي قدس الأقداس (Sancta Sanctorum).
وخلال عمل المحفل لايجوز للمنتسب أن يتحدث أو يتكلم بحديث جانبي أو يعطل عمل أستاذ المحفل ولا أن يتحدث حول نزاعات بين الشعوب والعائلات والأديان والسياسة - وهو ما يذكرنا بمبادئ المنظمات التي تنفي صلتها بالماسونية والتي ترفض أن يتحدث أعضاؤها في مواضيع السياسة أو الدين.
وتدعو المحافل أعضائها إلى عدم الخوض في غمار السياسة وتذكر أن الماسونية ازدهرت فقط في أوقات السلم. وتبين أن من واجب كل ماسوني ألا يتحدث بما يسئ عن أحد إخوانه الماسونيين، ولا أن يسئ إليه من وراء ظهره، ولا أن يسبب له ضررا في ماله أو عمله أو شخصه. بل وعلى العكس من ذلك فإن عليه أن يعمل على حمايته من أي ضرر قد يلحق به، وأن يحذره مما قد يصيبه بما يتيح له النجاة منه إذا كان هذا لا يتعارض مع مبادئ الشرف والدين والأخلاق.
وفي هذا السياق يذكر الصحفي مايكل شورت أن رئيس أحد المحافل كان مجرما عتيدا ورئيس عصابة يدعي (ليني جيبسون) وأن محفله ضم عددا من ضباط الشرطة الذين يمارس رئيس المحفل نشاطه ضمن نطاق عملهم، وكان لهؤلاء الضباط الدور الأساسي في تبرئة رئيس محفلهم بعدما نفذت عصابته عملية سطو، ويذكر الضابط والماسوني السابق جون سايمونز أن الماسونية في بريطانيا بإمكانها تبرئة المجرم وإدانة البرئ حيث يكون الضباط من الماسون وهم من يجمعون الأدلة ويلقون القبض على الشخص، ويكون كاتب المحكمة منهم فيعمل على ضمان أن تدرج القضية لدى قاض ماسوني، وبهذا يكون الحكم مضمونا بالبراءة أو بالإدانة.
ويذكر شاهين مكاريوس الحائز على الدرجة 33 الماسونية بأن أحد قادة الجيش الفرنسي إبان حكم نابليون بونابرت واسمه جيرارد ذكر في سيرته الماسونية أنه كان قد ذهب هو وزميل له في أول مايو عام 1805 إلى مدريد حينما كانت تحت حكم الفرنسيين وبينما كانا يتناولان الطعام في أحد المطاعم الفرنسية، سمعا جلبة تبين أنها نتيجة لقيام الإسبان بالثورة ضد حكم الفرنسيين، فقام الضابطان وهربا فقابلهما إسباني في أحد الأزقة وأردى أحدهما قتيلا، بينما قام جيرارد الذي أيقن بالهلاك بإظهار إشارة الاستغاثة الماسونية فانبرى له رجل أخذه إلى إصطبل وأحضر له ملابس إسبانية ورافقه حتى أن وصل إلى مشارف المعسكر الفرنسي، وأخبره الرجل بأنه ضابط إنجليزي- أي من جيش العدو- وأن اسمه هنري ستن، وطلب إليه أن يساعد من يقع بين يديه من إخوانهم. وهذا المثال هو واحد من أمثلة كثيرة ذكرها مكاريوس.
لكي يحصل أي فرد على عضوية الماسونية (الدرجة الأولى-المنتسب المتدرب) فإن عليه أن يتقدم بطلب إلى المحفل الماسوني المحلي القريب منه، ويكون تقديم هذا الطلب إما عن طريق شخص ماسوني يعرفه، أو عن طريق الاتصال مباشرة بالمحفل بأية وسيلة يراها- مثل زيارة المحفل أو الاتصال هاتفيا أو مراسلة المحفل- وقد يتصل طالب الانتساب بالمحفل الأعظم لمنطقة ما فيحيل الأخير طلبه إلى المحفل المحلي الذي يقع ذلك الشخص ضمن نطاقه. وبعد ذلك يتصل به المحفل لحضور مقابلة شخصية مع رئيس المحفل أو مع لجنة يعينها رئيس المحفل بعد أن يكون طالب الانتساب قد قدم طلبا مكتوبا مشفوعا برسم مالي.
وبعد ذلك يرفع رئيس المحفل أو اللجنة تقريرا إلى المحفل فيقرأ في جلسته بعد قراءة طلب العضوية. فإذا وافق الأعضاء جميعهم على طلب العضوية يقوم المحفل بإخطار طالب العضوية بالحضور في موعد معين لكي تتم طقوس حصوله على الدرجة الأولى (المنتسب المتدرب).

الدرجة الأولى (المنتسب المتدرب Entered Apprentice):
يترنم الأعضاء خلال طقوس إدخال عضو جديد بالنشيد التالي:
"أنظروا كم هو سار وحسن
لإخوة مثلنا
من الآخوة المقبولة
أن يكونوا في وحدة
إنها مثل الزيت على رأس هارون
يقطر إلى قدميه
كالندى المتناثر على حرمون
على التلال المقدسة لصهيون
هناك رب النور والحب (المقصود به إبليس كما سنرى لاحقا)
منحة أرسلت بالقوة
لنثبت تلك المنحة
في الحياة على الدوام
على مذبح الصداقة ترتفع هنا
أيدينا لتتعاهد الآن
على أن نحيا في الحب بقلوب مخلصة
في سلام ووحدة"
ثم يوضح رئيس المحفل لطالب الانتساب طبيعة الدرجة التي تقوم على الفضيلة المحضة وانه لن يطلب منه ما يتعارض مع واجباته الأخلاقية والمدنية والدينية.
    وتتمثل العلامة الأولى لتلك الدرجة في المئزر الأبيض المصنوع من جلد الحمل والذي يمثل البراءة وهو أرفع ما يحصل عليه الماسوي.
وحينما يكون المحفل مفتوحا للدرجة الأولى يكون الكتاب المقدس المستخدم في المحفل (الإنجيل أو القرآن أو التوراة أو الفيدا...إلخ) موضوعا على المذبح الموجود داخل قاعة المحفل وعليه الفرجار والزاوية القائمة وتكون الزاوية القائمة في تلك الحالة أعلى من الفرجار كما في الرسم، ويتغير ذلك بتغير الدرجة التي يكون المحفل مفتوحا فيها.




تمثل الآعمدة الثلاثة الحكمة والقوة والجمال التي ترفع المحفل ويقول الماسون "الكون هو معبد الإله الذي نخدمه، الحكمة والقوة والجمال عند عرشه كأركان لعمله. لإن حكمته لانهائية، وقوته كلية، وجماله يشع من خلال مخلوقاته في تماثل ونظام" (لابد من الإشارة هنا إلى أن المراجع الماسونية جميعا في بريطانيا والولايات المتحدة مثل المحافل العظمى تنفي على الدوام كون الماسونية دينا على الرغم من تأكيد قطبهم الأعظم الجنرال الأمريكي ألبرت بايك على كونها دينا في كتابه "الآخلاق والعقيدة").

ويمثل السلم النازل من السماء الذي رآه يعقوب في حلمه الإيمان والأمل وفعل الخير.
ويمثل الحجر الغشيم طالب الانتساب قبل أن يدخل في الماسونية.





ويمثل الحجر المصقول طالب الانتساب بعد أن تشكل وفقا لمبادئ المحفل.





ثم تتم تهنئة العضو بقبوله وسط إخوانه، بعد أن يتعلم كلمة السر الخاصة بالدرجة وهي بوعز ((Boaz وتنطق مقسمة إلى قسمين أو مقسمة إلى حروف مع الابتداء بحرف A في هذه الحالة كما يتعلم طريقة المصافحة الخاصة بالدرجة، وذلك بعد أن يقسم على قسم الدم الأول (Jubela):
"أن تجز عنقي عرضيا، وأن يخرج لساني، وأن يدفن جسدي في رمال البحر عند مستواً منخفض حيث ينخفض المد ويرتفع مرتين خلال أربع وعشرين ساعة لآنني كنت سببا في موت رجل طيب كأستاذنا الأعظم حيرام أبيف".