الماسونية من التيّار shriner
كما ذكرنا في بداية المقال، الماسونيون يعظّمون آلهة الملل القديمة. و في هذا الطريق، الماسونيون من التيّار Shriner يقدّسون أوثاناً كاللاّت و العزّى و... . أعضاء هذ التيّار يستعملون كلمة «الله» في أدعيتهم، لأنّهم يعتبرون هذه الكلمة مرادفة لاسم اللاّت (الوثن الأعظم في العصر الجاهلي) كـ «إله القمر»، و لا يقصدون من هذه الكلمة «الله الواحد الصّمد». (130(
«القمر و النّجم» و «القلنسوة» هما من علائم أخرى يستعملهما الماسونيون من هذا التيّار. (131(
فضلا علي ذلك، نشاهد في رموز الماسونيين من التيّار Shriner، تمثال فرعون أيضاً. (132). حضور تمثال فرعون في رمز التيّار Shriner يثبت أنّ أعضاء هذا التيّار، لم يعد يعتقدون بالرّموز و الآداب و السّنن الماسونية، في جانب اعتقادهم بآلهة الاعراب الجاهلية. بحيث أنّهم كسائر الماسونيين من المجموعات الأخرى، يستعملون رموز مصر القديمة أيضاً.



الرّموز الماسونية للتيّار Shriner، انتبهوا إلى الرّموز «القمر و النّجم»، «السيف العربي» و «القبعة العثمانية (الطربوش) ». أيضاً إلى «تمثال فرعون» الذي هو جزء لا ينفكّ في كلّ المجموعات الماسونية.

يبدو أنّ الماسونيين من التيّار Shriner، يستغلّون هذه المؤامرة لتشويه صورة الاسلام. فعلى سبيل المثال، سبّبت حركتهم هذه (استعمالهم لرّموز اسلامية) ليتهم بعض من المسيحيين الاسلام و يعرّفوه مرتبطاً بالماسوينة؟! مثلاً؛ قيل في بعض المواقع المسيحية لعلّ الاسلام يرتبط بالماسونية لأنّ في تيّار Shriner يستخدم كلمة «الله» و أيضاً رموز كـ «القمر و النّجم». لكنّه للأسف أنّنا كالمسلمين لم نردّ على هذه الادّعات الواهية!
يمكن أن نردّ هذه الادّعاءات السّخيفة كما يلي:
1- من المسائل التي سبّببت في أن تتّهم المسيحييون الاسلام و يعتبره ذا علاقة بالماسونية، هي استخدام الماسونيين من التيّار Shriner كلمة «الله» في أدعيتهم.
فما هو ردّنا على هذا الادّعاء؟
إنّ كلمة «الله» ما كانت لتستعمل بواسطة المسلمين فقط؛ بل كانت في عصور قبل النبي صلى الله عليه و آله يستعملها المشركين في الجزيرة العربية. و في الواقع، أنّهم كانوا يعتقدون بالله أيضاً و يسمّونه «الله»، (133) لكن في عقائدهم المنحرفة كانوا يعتقدون بشركاء من دون «الله» أيضاً و يعدّونهم في جنب «الله». (134) من هؤلاء الشّركاء يمكن أن نشير إلى الأوثان اللاّت و العزّى و ... في عبارة أخرى، المشركون في الجزيرة العربية ما كانوا لينكروا وجود «الله»،‌ لكنّهم يجعلون شركاء لـ«الله» سبحانه و تعالى. (135) و هنا ينبغي أن ننظر إلى تاريخ الأعراب الجاهلية و عقائدهم نظرة عابرة:
أكثر أعراب الجاهلية في الحجاز و شمالي الجزيرة العربية (الأعراب العدنانية) كانوا أولاد اسماعيل عليه السلام و حفدة ابراهيم عليه السلام على أساس الشواهد الثابتة (136) نفهم من هذه السّابقة، أنّ دين التوحيد كان دين الأعراب العدنانيين في البداية و قد ورثوا هذا الاعتقاد من ابراهيم عليه السلام. لكنّهم أصابتهم الانحرافات الفكرية للأقوام الوثنية و سائر القبائل العربية المجاورة لهم في طول التّاريخ، فخرجوا من دين التوحيد. (137) طبعاً، كان أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله كلّهم من الحنفاء و التابعين لدين ابراهيم عليه السلام، فما اختاروا عبادة الأوثان أبداً. هاشم، عبد الله، أبوطالب و كثير من أولاد عبد المطلّب (إلاّ أبو لهب) كانوا حنفاء موحّدين و ما عبدوا الأوثان أبداً. فقد كانت أسرة النبيّ الأعظم محمد صلى الله عليه و آله أسرة طاهرة موحّدة. (138)
كما ذكرنا أنفاً، كانت أعراب الجزيرة العربية في العصر الجاهلي يشركون بالله (إلاّ أسرة النبيّ صلي الله عليه و آله) و فضلاً على «الله» جلّ جلاله كانوا يعبدون آلهة أخرى كـ اللّات و العزّى و ... . هناك شواهد تثبت أنّهم كانوا يعبدون «الله» بين آلهتهم المتعدّدة، كالتّالي:
A- يقول الله سبحانه و تعالي في القران الكريم: {و يعبدونَ من دونِ الله ... } (139)
B- كان اسم والد النبيّ صلى الله عليه و آله «عبد الله.»
كما نعلم، مات والد النبيّ صلي الله عليه و آله قبل الاسلام. فوجود كلمة «الله» في اسمه يثبت أنّ‌ لفظ الجلالة كان يستعمل قبل الاسلام، و إن كان استنتاج المشركين من كلمة «الله» كان منحرفاً.
و النقطة الهامّة التي تجب نوضّحها هنا، أنّ السّيد «عبد الله» و إن كان موحّداً، لكن وجود كلمة «الله» في اسمه، يثبت أنّ هذه الكلمة كانت مفهومة بين المجتمع الذين كان أكثرهم مشركون؛ و إن كان غير هذا، فهم ما كانوا ليفهموا معنى كلمة عبد الله قط. ندرك من هذا الأمر أنّ مشركي مكّة قبل الاسلام كانوا يعرفون كلمة «الله» جيّداً و كانت تستعمل هذه الكملة المقدّسة قبل الاسلام أيضاً. (و إن كانت رؤية المشركين رؤية منحرفة بالنسبة لها.(
-C كلمة «الله» في المعاهدة التي عقدت بين المشركين في مكة ‌آنذاك كانت موجودة، و نتيجة هذه المعاهدة كان الحصار الاقتصادي للمسلمين في شعب أبي طالب.
في أواخر حياة أبوطالب عليه السلام، عقدت معاهدة بين المشركين في مكة أدّت إلى الحصار الاقتصادي للمسلمين في شعب أبي طالب. هذه المعاهدة أكلتها الأرضة على سبيل المعجزة من جانب الله سبحانه و تعالي، فما بقيت منها إلاّ «بسمك اللهمّ» فقط،‌ و هكذا تمّ الحصار الاقتصادي. (140) و النقطة الهامّة التي يمكن أن نستنتج من هذا الحدث، هي أنّ مشركي مكّة كانوا يعتقدون بوجود «الله» فيستعملونها في كتاباتهم، لكن هذا الاعتقاد قد انحرف بينهم و كانوا يشركون بالله سبحانه و تعالى.
بالنظّر إلى الموارد السّابقة أعلاه، ندرك أنّ استعمال الكلمة «الله» بواسطة التيّار الماسوني Shriner و اعتقادهم بآلهة أخري جاهلية كاللاّت و العزّى و... في نفس الوقت، ينطبق على عقائد الأعراب الجاهلية قبل الاسلام تماماً و لا علاقة بين الاسلام و اعتقاد الماسونيين. هكذا يرفض ادّعاء بعض المواقع المسيحية التي تعتبر استعمال الكلمة «الله» بواسطة الماسونيين من التيّار Shriner علامة لعلاقة هؤلاء بالاسلام. لأنّ استخدامهم كلمة «الله» في جانب سائر آلهة الجزيرة العربية في العصر الجاهلية يثبت اعتقادهم بالنسبة إلى السّنن الجاهلية، و لا شئ آخر.
أيضاً هذه المسألة أنّ الماسونيين من التيّار Shriner، يعتبرون «الله» (إلهة القمر)، تظهر أنّ رؤيتهم بالنّسبة إلى «الله» هي رؤية منحرفة كفرية. في حين، تنزّه الكلمة الجلالة «الله» من هذا الكلام الجزاف و في الاسلام تليق هذه الكلمة المقدّسة بالله القادر المتعال فقط. فضلاً على ذلك، يذكر الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم القمر و الشمس و الأرض كمخلوقات له (خلافاً للماسونيين من التيّار Shriner الذين يعتبرون «الله» إلهة القمر بالضبط). نفس هذه المسألة، وثيقة أخرى للردّ على المواقع المسيحية حول علاقة الاسلام بالتيّار Shriner

2- يعتبر الماسونيون من التيّار Shriner علامة القمر و النجم، علامة لـ«إلهة القمر» في الجاهلية و (نعوذ بالله) ينسبون كلمة «الله» إلى إلهة القمر و علامة القمر و النجم. أيضاً يفكّر هؤلاء الماسونيين أنّ الدولة العثمانية كانت تنشر هذه الافكار الجاهلية! (فاستعمالهم القلنسوة العثمانية يؤيّد هذا الأمر) و هذه المسألة تكون من المسائل الأخرى التي تستخدمها المواقع المسيحية ليظهروا ان الاسلام له علاقة بالتيّار Shriner.
لكنّنا نردّ على ادّعاء هذه المواقع المذكورة هكذا:
يجب أن نقول حول علامة «القمر و النجم» أنّها لا ترتبط بالاسلام أبداً، أيضاً لا ترتبط بالأعراب الجاهلية؛ بل هي علامة ترجع إلي الامبراطورية العثمانية و هم أخذوها من المسيحيين في القسطنطنية (استانبول) عارية! (141)
منشأ انتساب علامة «القمر و النجم» بالاسلام، ترجع إلى الدولة العثمانية و هذه المسألة تعتبر من أكبر حماقات هذه الدولة.
كانت الرّايات الاسلامية دون علامة قبل الدولة العثمانية، و قد كانت راية الرّسول صلي الله عليه و آله سوداء تماماً، (142) و كانت رّايات الخلفاء في عصر الخلفاء الرّاشدين و الامام علي عليه السلام كلّها دون علامة. (143). فإذا فتحت الدولة العثمانية مدينة القسطنطنية المسيحية (استنانبول الحالية)، أدرجت علامة «القمر وا لنجم» في الرّاياتها و هذه العلامة كانت لمدينة استنابول المسيحية. (144). فيمكن أن ندرك أنّ علامة «القمر و النجم» تتعلّق بالمدن المسيحية و لا ترتبط بالاسلام أصلاً. فلا تكون مسألة استخدام هذه العلامة من قبل التيّار الماسوني Shriner، في صالح المسيحيين أنفسهم و لا المسلمين! (طبعاً يجدر بالذّكر، أنّه من وجهة نظر المسلمين تبرأ شريعة نبيّ الله عيسى عليه السّلام من أي علامة وا شارة و استخدام المسيحيين في القسطنطنية من هذه العلامة ترجع إلى غفلتهم، لا إلى شريعة عيسى عليه السّلام.


و للأسف اليوم، تستخدم الدّول الاسلامية كتركيا، الباكستان، المغرب العربي و ... هذه العلامة على غير علم من الخطر الّذي يهدّد الاسلام، فهم يستخدون علامة «القمر و النّجم» على راياتهم لتجديد قدرة الدولة العثمانية و عظمتها و يعملون في مسيرة تشديد ادّعاءات أعداء الاسلام دون أساس لها.
3- حضور تمثال فرعون في رمز التيّار Shriner، هو من الشواهد الأخرى التي تثبت أنه لا توجد علاقة بين الاسلام و الماسونيين من هذ االتيّار؛ هذه المسألة تثبت خلاف الاسلام مع الماسونيين من التيّار Shriner بوضوح.
و في آيات كثيرة في القران الكريم يوبّخ الله سبحانه و تعالي ظالمي العالم و من بينهم ذكر فرعون و أتباعه كأشدّ الظّالمين للنّاس أكثر من الآخرين، فلعنه الله تعالى في مواضيع كثيرة في كتابه الكريم. و في التالية تشاهدون نماذج عدّة من هذه الآيات:


و في المقابل، لايستنكر الماسونيون من التيّار Shriner فرعون حسب، بل يقدّسه؛ بحيث أنّهم يستخدمون تمثاله في رموزهم أيضاً.
نستنتج من هذه المسألة أنّ هناك خلافات كثيرة بين الاسلام و التيّار Shriner. و في عبارة أفضل، الاسلام هو أكبر أعداء التيّار Shriner و بينهما خلافات أساسية. فليست علاقة بين الاسلام و الماسونيين من التيّار Shriner، خلافاً لادّعاء المواقع المسيحية.