6
ـ التمركز حول الذات والتمركز حول الموضوع ( الحلولية(

أ ) يؤمنعضو الجماعة الوظيفية بمجموعة من القيم المطلقة التي تكون مقصورة عليه وعلى جماعتهالوظيفية (ازدواج المعايير ومركب الشعب المختار)، ولكنه في علاقته بالمجتمع لا يؤمنإلا بمتعته ولذته، ولذا فهو قادر على استغلال المجتمع وتوظيفه وحوسلته لصالحه دونأي اعتبار للقيم الأخلاقية الخاصة بالمجتمع (تَمركُز حول الذات).

ب) ولكنالمجتمع المضيف ينظر لعضو الجماعة الوظيفية باعتباره مجرد أداة متحوسلة لا جذور لهاولا انتماء، وباعتباره أداة تُعزَل بصرامة، ولذا فإن المجتمع يدخل معه في علاقةتعاقدية موضوعية غير مفعمة بالحب. وعضو الجماعة الوظيفية لا وجود له خارج جماعتهومعتقداتها وآلياتها، ولا كيان له خارج الوظيفة المقدَّسة الرشيدة التي يقوم بها،فهو يُرشِّد كل جوانب حياته من أجل أداء وظيفته (تَمركُز حول الموضوع).

والسمات الأساسية السابقة (التعاقدية ـ العزلة والغربة والعجز ـ الانفصالعن المكان والزمان والإحساس العميق بالهوية الوهمية والاختيار والتميُّز ـ ازدواجيةالمعايير [أي النسبية الأخلاقية] ـ الحركية ـ التمركز حول الذات والموضوع) كلها منسمات الإنسان العلماني الحديث والإنسان الذي يتحرك داخل أطر حلولية كمونية. ولذافإن من غير المستغرب أن نجد أن أعضاء الجماعات الوظيفية ينحون منحى حلولياً كمونياًفي رؤيتهم للكون، وأنهم أصبحوا من حَمَلة الفكر العلماني الشامل، الواحدي المادي.