2-خرافة وجود ذى القرنين عند أهل الكتاب.
عمد المفسرون الى المرسل والضعيف من الروايات بلاتحقيق فألتصقت هذه الروايات بالتراث الأسلامى وكثيرا ما كانت شبهات ضد هذا التراث الناصع ولكن الله حفظ لنا تراثنا بعلم الاسناد خصوصا فى أمور الأثار وهذه الرواية التى ضعفها أهل التحقيق ولكنها منتشرة هى السبب الرئيسى فى غموض شخصية ذى القرنين وفوضى المقالات الخرافية والابحاث الخيالية والوهمية التى أمطر بها المسلمون والملحدون الشبكة العنكبوتية أنتصارا أو طعنا لدين الله جل وعلى

عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن مشركي قريش بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن أمره وأخبروهم خبره وصفوا له مقالته فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فقدمنا المدينة فسألا أحبار اليهود عنه وأخبروهم بما يقولون فقالوا لهم سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإلا فهو رجل متقول سلوه عن فتية ذهبوا بالدهر الأول ما كان من أمرهم فإنهم كان لهم حديث عجيب وسلوهعن رجل طواف طاف مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو فانطلقنا فقدما مكة فقالا يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد أمرنا أحبار اليهود أن نسأله عن ثلاث فذكر القصة فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك فقال غدا أجيبكم ولم يستثن فمكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل صلى الله عليه وسلم حتى أحزن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرجف به أهل مكة وقالوا وعدنا أن يجيبنا غدا ومضت به خمس عشرة ليلة أصبحنا منها اليوم لا يخبرنا عما سألناه عنه فنزل عليه جبريل بسورة الكهف فعاتبه في أولها على حزنه عليهم ثم أخبره بخبر أهل الكهف وأخبره عن الرجل الطواف ونزل قوله تعالى { ويسألونك عن الروح }
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/70
خلاصة حكم المحدث: غريب لولا هذا المبهم لكان سنده حسن

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن مشركي قريش بعثوا النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم : سلوهم عن أمره وأخبروهم خبره وصفوا لهم مقالته ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء ، فقدما المدينة فسألا أحبار اليهود عنه ، وأخبروهم بما يقول ، فقالوا لهم : سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإلا فهو رجل متقول ، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم ؟ فإنهم كان لهم حديث عجيب ، وسلوه عن رجل طواف طاف مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه ؟ وسلوه عن الروح ماهو ؟ فانطلقا فقدما مكة فقالا : يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، أمرنا أحبار اليهود أن نسأله عن ثلاث ، فذكر القصة ، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك فقال : غدا أجيبكم ولم يستثن ، فمكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ، ولا يأتيه جبريل صلى الله عليه وسلم ، حتى أحزن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرجف به أهل مكة ، فقالوا : وعدنا أن يجيبنا غدا وقد مضت خمس عشرة ليلة ، أصبحنا منها اليوم لا يخبرنا عما سألناه عنه ، فنزل عليه جبريل بسورة الكهف ، فعاتبه في أولها على حزنه عليهم ثم أخبره بخبر أهل الكهف ، وأخبره عن الرجل الطواف ، ونزل قوله تعالى : { ويسألونك عن الروح } الآية
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/70
خلاصة حكم المحدث: غريب، لولا هذا المبهم لكان سنده حسنا
طبعا الرواية بجميع طرقها مبهمة السند كما أن هناك رواية أخرى عن أبن عباس رضى الله عنه صحيحة السند فقط وفيها الروح فقط بل وترتبط بأحداث أخرى
قالت قريش ليهود : أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل . فقال : سلوه عن الروح . قال فسألوه عن الروح ، فأنزل الله تعالى : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } قالوا : أوتينا علما كثيرا ، أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ، فأنزلت : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر } إلى آخر الآية
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3140
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

وهذه الثانية تبطل الأولى لأختلاف الأحداث وأما متن الرواية الاولى المشهورة فهو ضعيف ايضا كما هو سندها فبداية نجد (سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم ؟ فإنهم كان لهم حديث عجيب)علما بأن أصحاب الكهف لم يكونوا فى الزمن الأول بل كانوا بعد عيسى صلى الله عليه وسلم وأرجح الأقوال أنهم كانوا من قرن النصارى الأول وأستبدلوا عبادة الأوثان بالأيمان على ملة عيسى صلى الله عليه وسلم ومعلوم للجميع قول اليهود فى عيسى صلى الله عليه وسلم وأتباعه فكيف لأحبار يهود أن يسئلوا عن معجزة حدثت لأتباع نبى كاذب مقتول مصلوب من وجهة نظرهم؟ هذا لا يستقيم ويضاف الى ذلك أن خبر فتية الكهف كان عند النصارى لا اليهود وقد حكاه أولا أسقف كبيرفى القرن السادس الميلادى فيما يُسمى بقصة النيام السبعة وأثارهم ليست بعيدة عن جزيرة العرب فليست هذه معلومة خفية يُختبر بها نبوة لأن بعض أجزاء القصة معروف للعامة.أما سؤال الروح غير موجود ذكره فى سورة الكهف وسنجد بأنهبأستثناء خبر ذى القرنين لم يرد بموضع أخر بسورة الكهف لفظة وَيَسْأَلُونَكَ.ومما يزيد من الأشتباه فى هذه الروايات أن هناك روايات مرسلة عن قتادة والسدى وعمر مولى غفرة وسعيد بن جبير أن اليهود هم من سألوا النبى صلى الله عليه وسلم بأنفسهم عن ذى القرنين وليس أهل مكة وأن نزول خبر ذى القرنين كان فى المدينة وليس فى مكة(ابن ابى حاتم وابن كثير وسيرة ابن اسحاق وابن هشام) بل ان بعض هذه الروايات المضحكة تقول ان ذا القرنين نبى عند اليهود وأنه مذكور فى التوراة فى مكان واحد وهذا مضحك فاليهود لم يأتهم قط نبيا من خارج قبيلتهم الا النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم والذى بشرهم به موسى صلى الله عليه وسلم ونجد له أثرا فى سفر التثنية .كما أنه من غير المقبول عقلا أن تكون قصة ملك مشهور جاب العالم وانتشرت سيرته وفتوحاته بين الناس هى محل أختبار للنبوة لأن سير الملوك لا تموت اذا كل هذه الروايات لا تصح ولا تستقيم والا كان لدى اليهود أنفسهم أجابة شافية عن شخصية ذى القرنين وهذا لم يحدث وأخيرا هناك نقطة فاصلة ألا وهى طبيعة الأسئلة التى كان اليهود يسئلونها فمثلا عندما أراد عبد الله بن سلام رضى الله عنه أختبار صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سأله فى معلومات شديدة الخصوصية يستحيل تسربها الى العوام أو يعرفها غير عالم كبير بتراث موسى صلى الله عليه وسلم وتراث أنبياء بنى أسرائيل ومعلوم تاريخيا أن التراث الدينى اليهودى كان اليهود يغلقون دائرة علماؤهم جدا عليه ولا يطرحونه للعوام وبعض هذه الأسئلة التى سألها ابن سلام رضى الله عنه وسألها أحبار أخرون لم نعرفه نحن علميا الا فى هذا القرن ويعتبر من الأعجاز العلمى فى السنة المطهرة
سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يحترف ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : فما أول شرط الساعة ، وما أول طعام أهل الجنة ، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : ( أخبرني جبريل آنفا ) . قال : جبريل ؟ قال : ( نعم ) . قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : ( { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } . أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت ، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة نزعت ) . قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله ، يا رسول الله ، أن اليهود قوم بهت ، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني ، فجاءت اليهود ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أي رجل عبد الله فيكم ) . قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا . قال : ( أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ) . فقالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فقالوا : شرنا وابن شرنا ، وانتقصوه ، قال : فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4480
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقد تكرر هذا النمط من الأسئلة مع جماعات أخرى من اليهود فى المدينة.
.أما الروح الذى كان السؤال عنه من اليهود فهو على أرجح الأقوال هو جبريل عليه السلام وقد وردت روايات عدة أصحها هو ما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه والذى يؤكد نزول أية الروح فى المدينة
بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث ، وهو متكئ على عسيب ، إذ مر اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوهعنالروح ؟ فقال : ما رابكم إليه ؟ وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه ، فقالوا : سلوه ، فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4721
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وطالما أن نزول أية الروح تم مع سؤال عوام اليهود فالنزول تم فى المدينة فيزيد الشكوك حول حقيقة أهمية سؤال أختبار للنبوة يعرفه العوام فاذا كان عوام اليهود يعرفون سؤال الروح فقد سبق أن قال عبدالله بن سلام رضى الله عنه عن جبريل عليه السلام ذاك عدو اليهود من الملائكة ولذلك فكما أن عوام اليهود عرفوا الروح فهم أيضاعلى الارجح يعرفون سؤال الرجل الطواف لأن خبر الثانى أعم واليهود كانوا يعرفون سير الملوك والأخبار لهذ كله يثير حديث ابن مسعود الرفض لفكرة أن السؤال حدث فى مكة أصلا فربما أختلط الأمر على ابن عباس رضى الله عنه وأرضاه فهو لم يحضر الواقعة لأن أبطال الرواية هم كفار قريش فى دار الندوة والأحبار والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى مايبدو لم يحضر الصحابة رضى الله عنهم وربما أختلط الأمر على الرواة فليس منطقيا أن يسئل أهل قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شىء ويتأخر النزول الى المدينة.اذا القصة كلها ضعيفة سندا ومتنا ومن الخطأ الشنيع تأسيس أبحاث كاملة على وجه واحد ورواية واحدة
وحتى بفرض حدوث السؤال عن ذى القرنين فهو لا يعدوا كونه سؤال العامة من اليهود أو من العرب أوكليهما فحتى العرب يعرفون أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يغادر مكة لموطن ذى القرنين على الأطلاق كما سنرى عندما يأتى الحديث عنه بأذن الله تبارك وتعالى ولهذا أستخدم تبارك وتعالى لفظة وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ولم يربطها باهل الكتاب كما فى مواضع أخرى من القرأن العظيم كما سورة النساء مثلا
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا (153)
وهنا يأتى السؤال الهام الذى يحسم الجدل
ان الأسرائيليات قد أندست بكثافة الى تفسير القرأن العظيم فلماذا لم تخبرنا الأسرائيليات عن شخصية ذى القرنين الذى يُزعم أن الأحبار سألوا النبى صلى الله عليه وسلم عنه وهل ابن سلام رضى الله عنه وأرضاه مثلا أقل علما من أحبار يهود!.الرواية الوحيدة المرسلة والمشهورة عن كعب الأحبار أنه قال فى ذى القرنين أنه الصعب بن ذى مراثد وتزعم الرواية عن كعب أنه قال "معلوم من أحبارنا أنه الصعب"والسؤال وهل فى أى سفر من أسفار التوراة أو حتى الهاجادا يوجد ذكر لملوك حمير؟؟؟؟ ان كل ما سبق يقود الى أستنتاج واحد أن رواية مكة أما أنها لم تحدث أصلا لعدم حدوث سؤال الروح فى مكة واما أن السؤال من اليهود لقريش ثم للنبى صلى الله عليه وسلم عن أشياء ليست فى تراث اليهود الدينى فقصة أصحاب الكهف ليست فى تراثهم وقصة الملك الطواف ليست فى تراثهم بل ولا يعرفون أسمه
لقد بنى العديدون وأنا منهم موقفهم وأراءهم وأبحاثهم فى موضوع ذى القرنين على غريق والغريق لا ينجد أحدا مع كل الأحترام لأجتهادات المسلمين فى هذه القضية