الحمدلله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفا ... أما بعد

فهذا موضوع أوجهه إلى كل نصراني عاقل , لا أطالبك بإحضار الأدلة وإنما أخاطب عقلك وفكرك , فلنبدأ ...

عند ولادة الإنسان يخرج إلى الدنيا لا ذاكرة له البتة , ولا تمييز له إلا كسائر الحيوان من الحس والحركة الإرادية , فتراه يقبض يده ويبسطها ويقلب أعضاءه حسب طاقته ويشعر بالألم عند تعرضه للبرودة أو الحرارة أو الضرب , ويطلب الغذاء كباقي النوامي , حتى إذا اشتدت نفسه أصبح يستطيع فهم ما أدركه بالحواس الخمس ,
فينفر من الرائحة الكريهة ويحب الرائحة الطيبة ويميز بن الخشن والناعم , فهذه هي إدراكات الحواس لمحسوساتها , أما الإدراك السادس فهو علم البديهيات ,
فمن ذلك علمها بأن الكل أكبر من الجزء فلو كان معه ثلاث تمرات وأخذت منه واحدة بكي ذلك لعلمه بأن الكل أكبر من الجزء , ومن ذلك علمه بأنه لا يجتمع المتضادان فلو أرغمته على الوقوف لبكي لأنه يريد القعود ويعلم أن الإنسان لا يكون قائما وقاعدا في نفس الوقت , ومن ذلك علمه بأنه لا يكون جسم واحد في مكانين فلو أراد الذهاب وأمسكته بكي لعلمه أن لا يستطيع أن يذهب ويجلس في نفس الوقت ,ومنه علمه بأنه لا يكون جسمان في مكان واحد فإنك تراه ينازع على المكان الذي يريد أن يقعد فيه علما منه بأنه لا يسعه ذلك المكان مع ما فيه فيدفع من في ذلك المكان الذي يريد أن يقعد فيه إذا يعلم أنه ما دام في المكان ما يشغله فإنه لا يسعه وهو فيه ,

فهذه أوائل العقل التي لا يختلف عليها أحد ولا يشك فيها ذو تمييز صحيح , إلا من قد أثر على ذوقه مؤثر فأفسده , فصار كمريض الصفراء الذي يجد طعم العسل مرا ,

فهذه البدايات لا يطلب عليها دليل إلا مجنون أو جاهل لا يدري حقائق الأشياء , فيصير الطفل أهدى منه سبيلا وأقوم منه تفكيرا ,

فإن اتفقنا على هذه المقدمات فلنناقش عقيدة التثليث سويا في باقي المشاركات .

يتبع إن شاء الله تعالى

jtqg Hdih hgkwvhkd