سلسلة ..من بلاغة القرآن

[أبوعبدالرحمن الأثري]

للتثبيت

أكمل صرحك أخي الفاضل

[ذو الفقار]

للتثبيت

جزاك الله خيراً على التثبيت أخي الحبيب

إن شاء الله نعود لنكمل في رحاب القرآن

[ذو الفقار]

: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً *‏ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) سورة الانسان الآيات 5 ، 6


ورد في القرآن جمع الأبرار والبررة ونلاحظ أن القرآن الكريم يستعمل الأبرار للناس المكلّفين ويستعمل البررة للملائكة ولم يستعملها للناس أبداً كقوله تعالى في سورة عبس (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) .. لماذا؟

الأبرار هي من الصيغ المستخدمة لجموع القَلّة والناس قليل منهم الأبرار (قلة نسبية) مصداقاً لقوله تعالى في سورة يوسف : (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ )
فاستعمل القَلّة النسبية بينما الملائكة كلهم أبرار فاستعمل معهم الجمع الذي يدل على الكثرة (بررة).

ثم (يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) والكأس هي الزجاجة التي فيها شراب فإذا كانت فارغة تُسمّى زجاجة.

وفي الآية ذكر تعالى صنفين من هؤلاء (الأبرار) الذين يشربون من كأس ممزوجة بالكافور وقسم آخر هم (عباد الله) في قوله تعالى (عيناً يشرب بها عباد الله) والمقصود بعباد الله هنا المقرّبون حسب بعض المفسرين وكلمة عبد الله هي أرفع وسام يصف الله تعالى به عبده فلمّا وصف تعالى رسوله في أعلى مقام قال (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} الإسراء) وقال في نوح : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً {3} الإسراء) وهناك عبودية إختيارية وعبودية قسرية وهذه هنا عبودية اختيارية.
إذن هناك نوعين من المكلّفين وهم أولهم الأبرار وهم يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، وثانيهم المقرّبون الذين يشربون من العين خالصة.

في قوله تعالى (يشربون من) عدّى الفعل بـ (من) وفي المقرّبين عدّى الفعل بالباء (عيناً يشرب بها عباد الله) وهذا يدل على أن جزاء المقربين أعلى من جزاء الأبرار ومما يدل على ذلك

أولاً :بالنسبة للأبرار يُؤتى بكأس يشربون منها أما المقرّبون يشربون بها وهي تفيد الإلصاق بمعنى أقام بالعين وشري بها فإذن صار التلذذ بالنظر وبالشراب.

ثانياً : الأبرار يشربون من كأس ممزوجة بالكافور وليست خالصة (يشربون من كلأس كان مزاجها كافورا) وهي تُمزج بقدر أعمالهم في الدنيا أما المقرّبون فيشربون من العين صرفة خالصة ليست ممتزجة.

ثالثاً : عدّى الفعل بالباء تدل على تضمين معنى روي به (يشرب به) بمعنى يرتوي به على خلاف الشرب الذي لا يدل على الإرتواء فالتعدية بالباء تدل على نزول في المكان والشرب الخالص والإرتواء منها.

رابعاً : في عباد الله "يفجرونها تفجيرا "بمعنى يُجرونها حيث شاءوا ويقال في الآية أنه معهم قضبان من ذهب في أيديهم يجرونها حيث شاءوا وهذا يدل على أنه ليس فيها عناء ولكنها تتم بسهولة.

وهناك فرق بين جزاء الأبرار وجزاء المقرّبين.

من مؤلفات صالح السامرائي استاذ النحو في كلية الآداب في جامعة الشارقة بتصريف

[نور اليقين]

بارك الله فيك اخي الكريم
فعلا

واحب مجاله
جدا وساتابع معكم
ان شاء الله تعالى

ولكن ساترك الان شي على وجه السرعة لاني مضطرة للخروج
وان لم يجاوبه احد اجاوبه غدا ان كتب لنا العمر والنصيب

فقد اوردت آية اخي ذو الفقار خلال عرضك الا وهي:

{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }يوسف13

وهنا بلاغة ،المساطيل النصارى اتخذوها قلة بلاغة فقالوا :لم قال( فأكله الذئب )ولم يقل ( فافترسه)

ساترك لكم التفكير او الاجابة الى ان اعود للغد بامره تعالى

تحياتي لكم جميعا

اختكم
نور اليقين

[ذو الفقار]

فقد اوردت آية اخي ذو الفقار خلال عرضك الا وهي:


{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }يوسف13


وهنا بلاغة ،المساطيل النصارى اتخذوها قلة بلاغة فقالوا :لم قال( فأكله الذئب )ولم يقل ( فافترسه)

كنا بصدد مناقشة موضوع مفردات اللغة هل هي تنطبق على بعضها البعض أوأن لكل لفظ معنى ولإن دل على نفس المدلول ظاهراً في موضوع اسمه حوار في اللغة

سؤالك يدل على متابعة جيدة أختي الكريمة

أقول والله أعلم :

لو جاءت الآية بالافتراس بدلاً من كلمة الأكل لكان واجب على إخوة يوسف عليه السلام أن يحضروا جثمان أخيهم أو ما تبقى منه لأبيهم لأن الإفتراس يعني القتل فقط

أما لفظ الأكل فهذا يعنى فناء المأكول وهو يوسف عليه السلام وقد خاف إخوة يوسف سؤال يعقوب عليه السلام عن بقايا إبنه أن قالوا إفترسه الذئب فجاءوا بالفعل فأكله الذئب ليبينوا أن لا بقايا لأخيهم يعودا بها ..

[نور اليقين]

أقول والله أعلم :

لو جاءت الآية بالافتراس بدلاً من كلمة الأكل لكان واجب على إخوة يوسف عليه السلام أن يحضروا جثمان أخيهم أو ما تبقى منه لأبيهم لأن الإفتراس يعني القتل فقط

أما لفظ الأكل فهذا يعنى فناء المأكول وهو يوسف عليه السلام وقد خاف إخوة يوسف سؤال يعقوب عليه السلام عن بقايا إبنه أن قالوا إفترسه الذئب فجاءوا بالفعل فأكله الذئب ليبينوا أن لا بقايا لأخيهم يعودا بها ..

بوركت اخي الكريم شرحت فوصلت المعنى بأقصر الطرق

اختكم
نور اليقين

[ذو الفقار]

أستحلفكم بالله أن تتمعنوا معي في هذه الدقة

قال جل وعلا في سورة النجم (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) قال القرطبي في(ضيزى) جائرة عن العدل خارجة عن الصواب، و يقول أهل اللغة أن كلمة (ضيزى) هي أغرب كلمة في القرآن وليس في كلام العرب صفة على وزن فعلى التي هي (ضيزى) أبدآ وجاءت غريبة للقسمة الغريبة التي قسمها الكفار بينهم وبين الله في شأن الملائكة كما قال (ألكم الذكر وله الأنثى) فالقسمة غريبة واللفظ غريب وهذا تناظر جميل في اللغة ،،،،،

[ذو الفقار]

روى مسلم في صحيحه ((607) عن أنس رضي الله عنه قال " بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة , ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : نزلت علي سورة فقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . ( إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها ) , ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير , وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة "

قال الحق تبارك وتعالى (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) سورة الكوثر الآياتان الأولى والثانية

لماذا جاء اللفظ(انحر) ولم يقل اذبح ؟ هل هذا لأجل الفاصلة في السورة فحسب أم هي روعة البلاغة القرآنية ، يقول أهل اللغة أن النحر خاص بالإبل، والذبح خاص بالغنم وغيرها .

فمعلوم أن الله أعطى نبيه الخير العميم وقال(إنا أعطيناك الكوثر) على أصح الأقوال

ثم أمره بأفضل العبادات وهي الصلاة ( فصل)

وبعدها أمره بأفضل القرابين وأنفسها عند العرب وهي الإبل وقال (انحر) فجمعت هذه الكلمة حسنا إلى حسن ، روعة التعبير وجمال الفاصلة للآية



والله أعلم ..

[ذو الفقار]

في سورة مريم الآية الرابعة ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) فقال (واشتعل) لم يقل تبدل أو تغير ... لأن الاشتعال يقول عنه أهل اللغة هو تحول المادة من حالة إلى حالة أخرى بحيث لايمكن أن ترجع للحالة الأولى البتة وهكذا حال الشيب لايمكن رجوعه للسواد إطلاقا ..

وقد حدث جدل عظيم بين أهل الفلسفة هل الشيب عرض أم جوهر و ببساطة أجاب القرآن على هذه إذ أن كلمة(شيبا) جاءت نكرة ومن قواعد اللغة أن النكرة فرع ليست أصلا والشيب كذلك ليس أصلا، فسبحان الله على دقة المعاني ..

[ذو الفقار]

(للذي ببكة مباركا) لماذا التعبير(ببكة) يقول أهل اللغة منهم الراغب الأصفهاني في مفرداته على القرآن أن البك في اللغة هو شدة التدافع والازدحام وهذه الآية جاءت في سياق الحج في قوله(ولله على الناس حج البيت....) إذ هو مظنة التدافع والازدحام فانظر لجمال الكلمة في القرآن ،،،