بدأت تتولد لدى صوره عن المسيحيين أنفسهم من كثرة معاشرتى لهم بالعمل بأن معظمهم مغيب عقلياً تماماً و يوجه اينما توجهه الكنيسه و الاعلام المسيحي و ليس عنده ادنى استعداد للوقوف ولو ثانيه واحده محايداً تجاه اى قضيه تخص اى شئ ولو حتى كانت مباراة كرة قدم .... الشعور العام بالاضطهاد الذى خلفته مرحلة رئاسة البابا شنوده لكرسى البطريركيه ما يزال حاضراً حضوراً قوياً .. فبينما تجد الشعب كله يبحث عن مستقبل البلد عموماً تجد المسيحى يبحث عن قضاياه الشخصيه فلا تهمه المصلحه الوطنيه ولا يهمه الصالح العام و انما عقدة الاضطهاد التى يعانيها اغلب من عرفتهم من المسيحيين متوغله فى نفوسهم لدرجه تجعل من الاورثوذكسيه فى مصر من اكثر الطوائف التى تكرس للطائفيه بعنف شديد .. فتعزل ابناءها عن دائرة الوطن , ثم تراهم و ياللعجب يطالبون بالمواطنه .. عاشوا زماناً طويلاً يعتقدون فى ان الغالبيه تضطهدهم و انهم دخلاء و مستعمرين و انغلقوا على انفسهم حتى قاربوا على الانقراض ثم يطالبون بالمواطنه ... قاموا بتحويل اتفه القضايا التى لا تهم اى شخص عاقل الى مشاكل طائفيه .. فمن حب شاب لفتاه اساسه التربيه فى البيت و المسجد او الكنيسه ... الى مشاكل طائفيه تعصف بوطن بأكمله .... خلاصة ما اريد ان اصل اليه , ان تعاليم الكنيسه جعلت من النصارى فى مصر مغيبين عن العالم الواقع تماماً و اصبحوا يعيشون فى عالمهم الخاص بهم و الذى لا يريدون ان يصدقوا او يقتنعوا ان غير موجود الا فى خيالهم فقط , النصارى 10 مليون , لا بل 15 مليون , لا 20 مليون , و كانك فى مزاد علنى ثم تفاجأ بأن كل الاحصاءات التى تجريها مراكز بحثيه عالميه تؤكد ان تعدادهم لا يتخطى ال 4.3 مليون مواطن و هو ما يؤكده المركز القومى للتعبئه و الاحصاء و مع هذا ليس عند المسيحى اى فرصه للتفكير العلمى المنطقى لان الكنيسه تؤكد بأن اعدادهم تفوق هذا الرقم بكثير ... فهو يصدق الكنيسه ( ولابد ان يصدق طبعاً ) أكثر من اى مراكز بحثيه او احصاءات عالميه ... الكنيسه الاصدق و الكنيسه الاحق بالاتباع ولو قال العالم كله عكس ما تقوله الكنيسه ... فان الكنيسه هى الاصوب ... ثم تجده فى تناقض غريب يقول لا نريد دوله دينيه بل نريد دولة المواطنه و حقوق الفرد الى اخر هذا الكلام .... فما دخل الكنيسه فى احصاء المواطنيين او فى امور علميه لا دخل لها بها ... أمر عجيب ... الكنيسه تسير له كل حياته لدرجة انه ربما يستأذن قبل ان يتنفس ثم يستكثر على المسلمين أن يحكموا بشريعة ربهم التى يعتقدون انها الاصلح ... هو مستعد ان يحكمه علمانى لا يؤمن بسلطان الدين فى اى مناحى الحياه على ان يحكمه مسلم مستعد ان تطبق عليه الاشتراكيه و الافكار الالحاديه المرافقه لها حتما على ان تطبق عليه ما هو اسلامى .. عداء للاسلام و المسلمين يخرجهم خارج حدود الوطن و المواطنه و ليس متظاهروا جاردن سيتى امام السفاره الامريكيه منا ببعيد ... إن اغلب من يطالبون بالمواطنه اليوم هم اكثر من يناقضون انفسهم .... و لعل ما نشرته جريدة وطنى بخصوص الدستور الذى اعده الاخوان سلفاً يوضح صورة الاستقطاب التى تمارسها الكنيسه لابنائها و لاسف الشديد فإن القوم يسيرون و كانهم يسيرون نياماً فلا يعمل واحد منهم عقله ولو للحظه واحده ليقرأ الخبر و يعرضه على عقله هل يصدق ام لا و الله لو عرض على عقل طفل صغير ما صدق و لكن للاسف عقلية المسيحى فى مصر بنيت على مبدأ : صدق ولا بد ان تصدق .