طاقة الكلمة

يقول أحد المفكرين :

( إن العصي والحجارة قد تحطم عظامك أما الكلمة فتجعل دماءك تغلي في عروقك)

الكلمة لها طاقة تظهر من خلال أشعتها المتسربة في خلايا الإنسان فتؤثر في تفكيره وسلوكه وحركاته


فالكلمة القاسية الجارحة تحمل طاقة مدمرة تؤثر في ملامح الإنسان وشخصيته وقسمات وجهه ونبرة صوته
فتجعله يتصبب عرقا ويشعر وكأن جحيما أو بركانا يغلي في صدره وقد يشعر بحرارة محرقة تحيط جميع أعضائه
فيخرس لسانه .. وتبيض عيناه.. ويزرق وجهه .. وتشهق أنفاسه .. وتتخدر أطرافه

وقد أدرك الأطباء ما لهذه الكلمة من طاقة وقوة خارقة قد تمرض الإنسان ,فتصيبه بأمراض نفسية وعصبية
كالاكتئاب .. والتوتر .. والقلق .. والاضطرابات الحادة التي قد تسبب خنقه أو موته
وكم سمعنا أن أشخاصا أصيبوا بسكتة قلبية بسبب كلمة قاسية

فقد يبلغ باللسان والقول من هجاء أو ذم ما يبلغ بالسيف إذا ضرب به من شدة ذلك على المقول فيه
أو كما يبلغ السم الزعاف في متجرعه وآخذه. ولا عجب بعد أن يكون لها طعم يحيي ويميت
ينزل الأول منزلة الدواء الذي يجلب الشفاء
والثاني منزلة السم الذي يأتي بالسقم والبلاء

وقد نفى الإسلام صفة الإيمان عن المؤمن الذي يظهر من لسانه فحش القول
من سب .. وشتم .. ولعن .. واستهزاء.. وسخرية
لأن هذه الكلمة قد تعمي البصيرة .. وتقفل القلب
وقد تؤدي به أو بغيره إلى ترك الصلاة والصيام وملازمة رفقاء السوء بدلا من الجليس الصالح

فعن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالبذيء )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية كذا وكذا
قال بعض الرواة: تعني قصيرة , فقال صلى الله عليه وسلم :

( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته )

ومزجته يعني: أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها

منقول


'hrm hg;glm