الركن الضعيف

إن كنت ممن يطمح في الريادة وقيادة الناس ،
فلا تعول عليهم كثيرا في الوقوف بجانبك حال الفتن والخطوب ! .

فالبشر تهلل وتصفق ، لكنها إذا ارتفع السوط تلوذ بالفرار ولسان حالها نفسي .. نفسي .

وحول هذا المعنى قال القائد الفرنسي الكبير ( نابليون بونابرت) لقواده:

لا تخدعوا أنفسكم ، فالعامة لا ينصرون قضية .

إن من يدرك هذا المعنى يعرف جيدا أهمية أن يرسم خططه ، على ما لديه من مقومات وأدوات ،
وأن يعلم أن الناس عليه لا معه ،
وأنه في سباق الريادة وحده ، وأن ناصره هو الله أولا ، وما قدمت يداه ثانيا ، وليس بعدهما ثالث .

أحد قياصرة الروم اعتلى سدة الحكم ، وقد حُكم عليه في السابق بالإعدام ،
وعندما رأى الجماهير من شرفة قصره قادمة تبارك له وقد كانت تلعنه في السابق قال :
( أهلا بالمصفقين لكل منتصر وغالب ) .

إن الغوغاء لا ينصرون قضية ، وعامة الجماهير لا عقول لها ،
تؤثر على قراراتهم واتجاهاتهم وسائل شتى ، فالإعلام قد يضللهم ،
وصوت الخوف على لقمة العيش قد يكون هو الأعلى ، وصاحب الكفة الراجحة .

القائد الحق ، يدرك جيدا أنه وحده صاحب القرار ، والمخول بإنهاء أموره .
نعم يجب أن يكون له مخلصين وأتباع ، يؤمنون بفكره ، ويتفاعلون بهمة مع مبادئه ،
لكن السواد الأعظم من البشر لن ينقاد له ويتبعه إلا حال رجاحة كفته على منافسيه وغرمائه .


والناظر يرى أن أتباع النبي الركن الضعيف   قبل فتح مكة كانوا معروفين ومخلصين ،
حتى حينما يندس بينهم منافق ،كانوا يعرفونه ويتقونه ، لذلك كان النصر الدائم للدعوة ،

أما بعد الفتح فكانوا ألوفا مؤلفه ، وفي حجة الوداع كان سوادهم يغطي الصحراء الممتدة ،
بيد أن كثيرا منهم كانوا من صنف المصفقين للمنتصر ،
ولا عجب أن يرتد منهم كُثر بعد وفاة النبي الركن الضعيف   .

استفد من هذا الدرس يا صديقي ، ولا يخدعنك التفاف الناس حولك ،
أو هتافهم لك ، فتظن أنك قد ملكت ناصيتهم ، وأنهم قد أسلموا لك أمر حياتهم .
فما أسهل أن يتركوك وحدك في منتصف الطريق إذا ما جد خطب ، أو أقبلت محنة .


إشراقه :

في تاريخ الرومان أن الناس قد هتفوا ذات يوم لقائد ظافر ،
وأحاطوا بمركبه مهللين ، فمال عليه حارسه وقال له :
يا مولاي .. تذكر بأنك إنسان ! .


منقول


hgv;k hgqudt