يقول الجاهل (( القضية الثانية هى قضية تواتر القراءات

وتواتر القراءة يستلزم شرطين
1-نقل الجمع
2-عدم التواطئ فيما بينهم

والشرطين اللى وضعهم المسلمين انفسهم ليطبقوها على القراءات من حيث كونها متواترة او لا
لا يتوافروا على انتقال القراءات
))

التواتر عند المحدثين يجمع أربع شروط و هي

أن ينقل عن جمع

أن يوجد هذا الجمع في جميع طبقات السند

أن تحيل العادة توطؤهم على الكذب

أن يكون مستند خبرهم الحس كالقول سمعت أو رأيت

ثم يقول الجاهل (( اول شرط /
نقل الجمع
غير موجود فكل اسانيد القران اسانيد احاد
وهذا ما قاله الزركشى فى كتاب " البرهان فى علوم القران " لجلال الدين السيوطى حيث يقول
" ] أحدها : أن القراءات السبع متواترة عند الجمهور ، وقيل : بل مشهورة ، ولا عبرة بإنكار
المبرد قراءة حمزة : ( والأرحام ) ( النساء : 1 ) ، و ( مصرخي ) ( إبراهيم : 22 ) ، ولا بإنكار مغاربة النحاة كابن عصفور قراءة ابن عامر : ( قتل أولادهم شركائهم ) ( الأنعام : 137 ) ، والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة ، أما تواترها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ففيه نظر ، فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات ، وهي نقل الواحد عن الواحد لم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة ، وهذا شيء موجود في كتبهم ، وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه " المرشد الوجيز " إلى شيء من ذلك . " ))

أولاً : نقله هذا يدل أنه حاطب ليل فهو هنا يخلط خلطاً قبيحاً بين اسناد كل قراءة و بين أسانيد القرآن فكلام الإمام الزركشي الذي استعان به هنا في هذا المقام لا يخدمه فالإمام الزركشي يتحدث عن اسناد كل قراءة من القراءات السبعة بالنظر إليها مستقلة و لم يقل أسانيد كل القرآن كما كذب أبو سطل و إليك الدليل من كلام الإمام الزركشي ذاته و من نفس الكتاب و قبل هذا النقل المنقول عنه مباشرة

يقول رحمه الله تعالى (( واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للبيان والإعجاز والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما ))

من الكلام السابق يتبين أن الإمام الزركشي يعد القرآن الكريم حقيقة مغايرة للقراءة فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و هذا الوحي متواتر كما نص هو بنفسه في موضع أخر من كتابه البرهان في علوم القرآن حيث قال (( النوع التاسع والثلاثون: معرفة وجوب تواتره
لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه وأما في محله ووضعه وترتيبه فعند المحققين من علماء أهل السنة كذلك أي يجب أن يكون متواترا فإن العلم اليقيني حاصل أن العادة قاضية بأن مثل هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه الهادي للخلق إلى الحق المعجز الباقي على صفحات الدهر الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم فمستحيل ألا يكون متواترا في ذلك كله إذ الدواعي تتوافر على نقله على وجه التواتر وكيف لا وقد     : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} والحفظ إنما يتحقق بالتواتر و    : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} والبلاغ العام إنما هو بالتواتر فما لم يتواتر مما نقل آحادا نقطع بأنه ليس من القرآن
))

فإذا علمت أن القراءة عند الإمام الزركشي هي إختلاف ألفاظ الوحي في كتبة الحروف أو كيفيتها تبين لك تهافت و سخافة زعم الجاهل أبو سطل الذي اعتمد على كلام الزركشي لاثبات كلامه فالزركشي يقول أن الوحي المنزل على الرسول صلى الله عليه و سلم متواتر و لكن كيفية أداء ألفاظه هي المنقولة نقلاً آحادياً بالنظر إلى اسناد كل قراءة على حدا . و عليه نسأل الزميل الجاهل لماذا تقتطع من كلام العلماء ما يوافق هواك و تترك ما ينقضه ؟؟؟

ثانياً : بما أن الزميل جعل عمدته كلام الزركشي كونه الحق و ما سواه باطل ننقل له هذا الكلام من الإمام الزركشي نفسه لنرى هل يقبله أم يعرض عنه لأنه يخالف هواه

قال رحمه الله تعالى في البرهان أيضاً (( الرابع: الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ولا يغير معناها نحو: {إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} و{إلا زقية واحدة} و{كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} و{ كالصَّوف المنقوش} فهذا يقبل إذا صحت روايته ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف ولأنه إنما ثبت عن آحاد ))

فانظر إلى قوله و لأنه إنما ثبت عن آحاد فهذا يدل أن القرآن المنقول إلينا إنما ثبت عنده بالتواتر و إلا لو كان ثبت عنده عن الآحاد بناءً على النص الذي نقلته منه للزمه القول أنه لا يجوز قراءة القرآن لأن كل أسانيده ثابتة بنقل الآحاد كما زعمت أنت بفهمك السقيم من كلامه . فهل ستقبل كلام الزركشي هذا أم سترفضه لأنه يخالف هواك ؟؟؟؟؟؟

و كم من عائبٍ قولاً صحيحاً ******** و آفته من الفهم السقيم



يتبع إن شاء الله