ما انتهينا اليه الى الان يثبت ان رجال الاكليروس فى الكنيسه ما هم الا آلهتها الاعالى الذين يعبدهم عوام النصارى ليقربوهم الى الله زلفى , فالشعب مطالب بالسجود و الطاعه العمياء لرجال الاكليروس فى كل ما يقال و كل ما يؤمرون به و إن خالف الكتاب لانه اصبح بكل بساطه ارادة الله فى الارض و هذا ما يقوله الانبا تادرس فى كتابه " منهج اللاهوت الرعوى " :

(لقد أعطى الله للكاهن سلطان وكرامة لم يعطِهما للملائكة ولا لرؤساء الملائكة، لأنه لم يخاطبهم قائلا: “كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطـًا فى السماء، وكل ما تحـِـــلــُّونه على الأرض يكون محلولا فى السماء.” (مت 19:16، مت 18:18) وهذا يعنى أن ما يفعله الكاهن على الأرض يصدِّق الله عليه فى السماء، وما ينطق به العبد يؤيده سيده. هذا سلطان سمائى وكرامة سمائية.)

وهنا يتجلى الشرك بالله بجعل الكهنة هم مصدر التشريع وذلك في ظل غياب الشريعة في النصرانية. والأكثر من ذلك هو أن إله النصارى يوافق على كل شيء يتفتق عنه تفكير الكهنة وكأنه أعطاهم الحق في أن يكونوا آلهة أو ممثليه على الأرض.

وبهذا النص (متى 18:18) نكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن الكهنة معصومون وكاملون وبالتالي فإن أي شيء ينطقونه يكون صحيحا ويوافق مراد الله. أو أن الكهنة غير معصومين وبالتالي يخطئون ويوافقهم الله على أخطائهم.

و هذا هو عين ما يؤكده البابا شنوده نفسه فى كتابه شريعة الزوجه الواحده إذ يقول عن مصادر التشريع فى المسيحيه :




الخيار الأول ينفيه الواقع الذي يؤكد وجود إنحرافات أخلاقية وسلوكية وكذلك ينفيه الكتاب المقدس نفسه عن البشر وحتى الأنبياء منهم بل ويجعل الكاهن بشر كامل مثله مثل يسوع. أما الخيار الثاني فيجعل إله النصارى يرضى عن الخطأ وهي صفة نقص لا تليق بإله. في الحالتين نجد أننا أمام عقيدة فاسدة وأمام نص تم وضعه لإعطاء سلطة مطلقة لرجال الاكليروس.

وكون الاكليروس هم مصدر التشريع في النصرانية يجعل التشريع يختلف بحسب مفاهيمهم وأهوائهم. ولعل مأساة الطلاق في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أوضح مثال على ذلك حيث خالف البابا شنودة من سبقوه من البابوات في تحديد أسباب الطلاق وجعلها لعلة الزنا فقط( ربما اجعل لهذا الامر موضوعاً خاصاً بأذن الله تعالى ) بعد أن كانت هناك أسباب أخرى. وقد يأتي البابا القادم ويغير أسباب الطلاق حسب رأيه هو. وفي جميع الحالات نجد أن شعب الكنيسة راضخ لرأي من يملك السلطة بلا نقاش أو سؤال عن أسباب التغيير وذلك لأنهم تربوا على الطاعة العمياء للكهنوت. فيا لها من سلطة مطلقة منحها الكهنة لأنفسهم بتحريفهم للإنجيل!!!

اذا فقد ملكوا رقاب الناس بإجبارهم على السجود لغير الله و بالشريع فهم مصدر التشريع الاساسى و ربما كان ذلك ما يجعلهم يعادون و بشده وجود تشريع إلهى فى مصر لانه سيفقدهم ميزة التأله التى منحوها لانفسهم .


يتبع بأذن الله تعالى ...