فاصل قصير نعود به لموضوع السجود لغير الله...

الدكتور حنين عبد المسيح كان شماساً اورثوذكسياً كتب كتاباً ماتعاً عن عبادة الاصنام فى الكنيسه الارثوذكسيه و انتقد فيها الاعمال الوثنيه التى تمارس بها فقام القس العظيم جداً مرقس عزيز
(يوتا) بالرد عليه فى مجلة " الكتيبه الطيبيه " ( و ما أدراك ما الكتيبه الطيبيه ) بتاريخ 14/11/2009 . لذا رأيت بأن استعرض رد مرقس عزيز و أحاول ان اتناوله فى هذه المشاركه حتى لا يقول احدهم بأنه لم يرد عليه احداً برغم تأكدى من ان الدكتور حنين بالتاكيد قد قام بالرد الا اننى لم تقع يدى على هذا الرد الى الان .


يقول القمص مرقس عزيز :


تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احتراماً، باعتباره وكيل الله (تي 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه. ومثال ذلك: أنهم يستقبلون الأسقف بلحن إب أؤرو.. "يا ملك السلام، أعطنا سلامك" بينما ملك السلام هو المسيح.ولكنهم يقولون هذا اللحن في وجود الأسقف، للترحيب به، باعتباره وكيلا للمسيح. وبالمثل حينما يصلي الأسقف الإنجيل، يرتلون لحن "أقسم الرب ولن يندم، أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز110) بينما هذا اللحن هو للسيد المسيح، وهذا المزمور نبوءة عنه. ولكن اللحن يقال في وجود الأسقف باعتباره وكيل المسيح (كما هو الحال مثلاً في مُعاملة مُمَثِّل رئيس الجمهورية، حتى لو كان ضابطا صغيراً)..
فى معرض ردنا على القمص مرقس عزيز ملخص الموضوع انه يعتبر الاكليروس وكلاء الله على الارض و بالتالى فمن حقهم ان يعاملوا معاملة ولو ان الله كان معنا على الارض ( هذا معنى كلامه ) و يشبه الامر برئيس الجمهوريه و ممثله الذى يجب له الاحترام و لو كان ضابطا صغيراً , و هذا ما يقوله الانبا تادرس فى كتابه " منهج اللاهوت الرعوى " الفصل الثالث :

( لا شك أن الكهنوت هو كمال الأسرار. وعظمة الكهنوت مستمدَّة من الكاهن الأعظم ربنا يسوع المسيح، الذى قدم ذاته ذبيحة على الصليب، مبطـِـلاً ذبائح وكهنوت العهد القديم، ومؤسـِّـــسًا كهنوت العهد الجديد. فبعد أن تم الفداء على الصليب، أراد الله أن يشرك البشر فى هذا العمل، فقدم لنا الكهنوتالعام والكهنوت الخاص.)

من أول فقرة يؤكد لنا الكتاب أن الكهنوت هو إشراك للبشر في أعمال الله!!!

وكما نرى فإن أول القصيدة كفر وأن هذه الجملة فحسب تكفي لإثبات أن النصرانية لم تشرك بالله فقط بإتخاذ المسيح عليه السلام إلها، ولكن أيضا بإشراك البشر من الكهنة مع الله. ولو تمعن أي نصراني في تلك الجملة فقط، ولكن بفطرة سليمة، لترك ما عليه من شرك بالله فورا وبحث عن الدين الحق والذي لن يجده إلا في الإسلام العظيم.

ولكن لإقامة الحجة على النصارى ولمعرفتنا أننا نخاطب عقليات تم تربيتها منذ نعومة أظافرها على تقبل تلك المفاهيم الشركية، سنواصل عرض المزيد .

يستطرد القمص مرقس عزيز :

السجود للأسقف أو للبطريرك هو سجود احترام وليس عبادة وله أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس: وكثير من الأساقفة يمتنعون عن قبول هذا السجود، فيحترمهم الشعب بالأكثر بسبب تواضعهم، ويتمسكون بالسجود بالأكثر. فيضطر هؤلاء أن يستسلموا لهذا الواقع، وفي قلوبهم يعتقدون أنهم تراب ورماد. ولبحث الموضوع لاهوتيا وكتابيا نقول أن هناك نوعين من السجود: سجود عبادة وسجود احترام. وسجود العبادة هو لله وحده.
وعن سجود العبادة قال الكتاب عن الأصنام: "لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (تث 5: 9). وقال أيضاً: "الرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (مت 4: 10). وفي كلا النصين يقترن السجود بالعبادة والآيات كثيرة. ولا خلاف في أن سجود العبادة لله وحده. أما سجود الاحترام، فأمثلته كثيرة في الكتاب. وقد صدر من قديسين يعتبرون أمثلة عليا في الإيمان: سجدوا لغيرهم، وقبلوا السجود.
هذا هو غاية ما يريد الوصول اليه القمص مرقس عزيز و هو ان يقول بأنه هناك نوعان من السجود , سجود عبادة و سجود إحترام و يدلل على ذلك باعداد من الكتاب و يعطى أمثله بابراهيم و يوسف عليهما السلام , و تناسى القمس تماماً لان هذا يلاقى هوى فى نفسه بأن المسيح قال : " أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد ان يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً ، ومن اراد ان يكون فيكم اولاً فليكن لكم عبداً . كما ان ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخُدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين " ( مت 20 : 25 – 28 ) , وقال لهم أيضاً : " على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون ... وكل أعمالهم يعملونها لكى ينظرهم الناس . فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم .. ويحبون المتكأ الاول فى الولائم والمجالس الاولى فى المجامع والتحيات فى الاسواق وأن يدعوهم الناس سيدى سيدى وأما أنتم فلا تُدعَوّا سيدى لأن معلكم واحد المسيح وأنتم جميعاً إخوه ولا تَدْعُوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذى فى السموات ولا تَدْعُوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح وأكبركم يكون خادماً لكم . فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع "( مت 23 : 21 ) , فمن أهم المبادىء التى وضعها المسيح أن لا يتسلط أو يسود فيها الرعاة أو رجال الدين (الإكليروس ) على الرعية ( الشعب ) فيقبلوا منهم أن يدعونهم " سيدنا. سيدنا " ويسجدون لهم ويقبلون أياديهم ولا ان يتخذ الرعاة لأنفسم المجالس الأولى فى الكنيسة مثل كرسى البطريرك او الأسقف ولا يعظموا ملابسهم وعمامتهم مثل ملابس البطريرك او الأسقف فى الكنيسة الأرثوذكسية, و لذلك رفض بطرس تلميذ المسيح سجود كرنيلوس له مطيعاً لوصية المسيح , فعندما سجد كرنيليوس واقعاً عند قدمى بطرس أقامه قائلاً " قم أنا أيضاً انسان" ( اع 1 : 5 ) ولذلك أيضا أوصى بطرس الرعاة فى رسالته الأولى أن يرعوا رعية الله لا كمن يسود على الأنصبة بل يصيروا أمثلة للرعية ( ابط 5 : 1 – 4 ) .


و الامثله على عدم السجود لغير الله كثيره كما رفض مردخاى السجود لهامان الرجل الثانى بعد الملك فى مملكة فارس وبسبب رفضه هذا تعرض لمحاولة صلبه وإبادة شعبه فى كل المملكة فى سبيل تمسكه بوصية إلهه :
"للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد "(مت10:4)، وبسبب رفضه السجود للبشر من دون إلهه كرمه الله وأنقذه هو وشعبه من الموت وأهلك كل أعدائه الذين تآمروا عليه .

و إنى أستغرب هذا التبجح الذى يخرج علينا امثال القمص مرقس عزيز فيبررون السجود لغير الله و أين ؟؟؟!!! , فى الكنيسه , التى هى من المفروض انها بيت الله , اى خصصت لعبادة الله و السجود له وحده فيها , فترى الناس جميعاً يسجودن لكل شئ فيها الا الله , فهل هذا يعقل يا قوم .


يتبع بأذن الله تعالى ....