الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين أصطفى لا سيما عبده المصطفى و آله المستكملين شرفاً و بعد :

يقول ربنا تبارك و تعالى فى محكم كتابه :
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة 31)

إن الظرف الراهن الذى تحياه الامه من هلاك رأس الكنيسه الاورثوذكسيه منذ ايام و تلك النظره الهائله التى نظر اليه بها معظم العالم الاورثوكسى من تعظيم و سجود و عباده ما دفع عوام المسلمين بمصر و محيطها إستنكار ذلك الامر بفطرتهم فلا توجد اى فطرة سليمه تدعو اى انسان للسجود لانسان ميت , و امام تبريرات كثيره و هائله من اصدقائى من النصارى سواء فى محيط العمل او السكن قررت الرد عليهم و لكن على الملأ ليعلم الجميع سواء كانوا من عوام النصارى او حتى المسلمين الذين فتنوا بهذا الامر (ولا حول ولا قوة الا بالله ) أنه ما يفعله النصارى بكنائسهم من عبادة للبشر لا يعدوا الا ان يكون شِركاً صريحاً لا تأويل فيه ولا تبرير فكما يرى الاخوه جميعاً يصل توقير الإكليروس ( رجال الدين ) وعلى رأسهم البطريرك والأساقفة فى الكنيسة الأرثوذكسية إلى حد العبادة بكل مظاهرها من سجود حتى الأرض أمامهم والتبخير لهم وتوجيه الألحان والصلوات والتمجيد والتعظيم لهم ضمن طقوس العبادة بالكنيسة وعلى رأسها القداس وحديثًا وفى عصر البابا المنقضى تم تكريس وترسيخ الإحتفال بأعياد البابا ( خاصة عيد رهبنته وعيد جلوسه ) وبصورة لم يسبق لها مثيل فى العصور السابقة وأصبح الإهتمام بهذين العيدين يفوق الإهتمام بأى أعياد أخرى حتى الأعياد السيدية الصغرى والكبرى [ التى تخص يسوع] وفى هذين العيدين تقدم للبطريرك كل مظاهر العبادة السابق ذكرها بطريقة صارخة فجة حيث يخطف المجد والتعظيم الذى تسبغه الكنيسة على البابا الأنظار ويصعب توجيهها بعد إلى أى شخص آخر حتى يسوع نفسه.

أمثلة طقوس عبادة الإكليروس:

ومن أمثلة طقوس عبادة الإكليروس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية :لحن
" نى سافيف " ويقال فى بداية القداس لتمجيد البطريرك فى حالة حضوره :

[ يا كل حكماء إسرائيل صناع خيوط الذهب أصنعوا ثوبًا هارونيًا لائقًا
بكرامة كهنوت أبينا الأقدس رئيس الكهنة البابا أنبا ( فلان ) حبيب المسيح ..... بركة بطريركنا الأب المكرم رئيس الكهنة أنبا ( فلان ) .... بركة أسقفنا الأب المكرم أنبا ( فلان ) تحل على هذا الشعب كله آمين ] .

لحن
" طفه هينا " الذى يتلوه الشماس مخاطبًا الشعب خلال صلاة الشكر فى طقس " رفع البخور " وفى بداية " القداس " وحضور البطريرك :

[ أطلبوا لكى يرحمنا الله ويتراءف علينا ويستجيب لنا ويعيننا ويرد عنا كل التجارب ويديم إيماننا بسؤالات
وصلوات أبينا المكرم المثلث الغبطة أبى الآباء وراعى الرعاه رئيس رؤساء كهنتنا الراعى الحقيقى كمثل كهنوت ملكى صادق وهارون خليفة مارمرقس الرسول بابا وبطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وما لها من بلاد حبيب المسيح القديس ( 3 مرات) رئيس الآباء والبابا أنبا (فلان) ] .

لحن
" تو مكاريو " يصلى فى بداية القداس بعد صلاة الشكر :

[
الطوباوى الأقدس الكلى الإكرام أبونا ومولانا وسيدنا بابا بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية وليبيا والخمس مدن والحبشة وأفريقيا وجميع أرض مصر أبو الآباء راعى الرعاة رئيس رؤساء كهنتنا ثالث عشر الحواريين وقاضى المسكونة فلتكن سنوه عديدة سيدنارئيس كهنتنا يا رب أحفظه لسنين كثيرة يا سيد ] .

طقس التبخير والسجود للبطريرك فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى رفع بخور باكر وعشية وأثناء القراءات فى القداس :

[ إذا كان البطريرك أو المطران أو الأسقف حاضرًا يعطيه ( أى القس ) البخور ثلاث أيادى ( أى يبخر أمامه ثلاث مرا ت )
ثم يقبل الصليب ( فى يد البطريرك ) وهو منحنى ويقول له : أطلب من ( المسيح عنا ليغفر لنا خطايانا ] [ الاثنى عشر فضيلة التى للروح القدس المكتوبة فى الكتاب المقدس تحل على رأس أبينا القديس رئيس الكهنة البابا أنبا ( فلان ) ]

( لحن الفضائل )
وعندما يصل المرتل إلى ذكر اسم البطريرك
يخضع بهامته أمام سيادته وجميع الشمامسة يجاوبونه بصوت واحد قائلين آمين .

الكنيسه الاورثوذكسيه بين البطرك و المسيح :

وهكذا نرى أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تكتفى بعبادة البشر الميتين ( العذراء والقديسين ) بل والأحياء ( الإكليروس ) أيضًا ضمن طقوس عبادتها ليسوع ولعل هذا يذكرنا بعبادة الفراعنة الأحياء بجوار الآلهة الأخرى فى مصر القديمة والعجيب أن الكنيسة الأرثوذكسية تدعو البطريرك " رئيس رؤساء الكهنة " بينما يدعو، الكتاب المقدس يسوع بـ " رئيس الكهنة " فقط
( عب 17:2, 1:8 ، 10:5 ، 14:4).

ومن العجيب أيضًا أن تدعو الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك
" سيدنا و أبانا " رغم وصية يسوع لتلاميذه الذين يدعى رجال الإكليروس الأرثوذكس أنهم خلفائهم والتى قال لهم فيها :متى (23/1-12) :
23: 1 حينئذ خاطب يسوع الجموع و تلاميذه
23: 2 قائلا على كرسي موسى جلس الكتبة و الفريسيون
23: 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه و افعلوه و لكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون و لا يفعلون
23: 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل و يضعونها على اكتاف الناس و هم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم
23: 5 و كل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم و يعظمون اهداب ثيابهم
23: 6 و يحبون المتكا الاول في الولائم و المجالس الاولى في المجامع
23: 7 و التحيات في الاسواق و ان يدعوهم الناس سيدي سيدي
23: 8 و اما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح و انتم جميعا اخوة
23: 9 و لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات
23: 10 و لا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح
23: 11 و اكبركم يكون خادما لكم
23: 12 فمن يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع


فأين الكنيسة الأرثوذكسية وطقسها من هذه الوصية التى أوصى بها يسوع وأين رجال الإكليروس بالكنيسة الأرثوذكسية من وصية يسوع لتلاميذه :
مرقس (10/42-45 ) :

10: 42 فدعاهم يسوع و قال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم و ان عظماءهم يتسلطون عليهم
10: 43 فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما
10: 44 و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا
10: 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين

وأين طقس الكنيسة الأرثوذكسية وقبول رجال الإكليروس بها التبخير أمامهم والسجود لهم من موقف بطرس الذى رفض سجود كرنيليوس له موضحًا السبب أنه ( أى بطرس ) أيضًا إنسان ( مثل كرنيليوس )
أعمال الرسل (10/ 25-26 ) :

10: 25 و لما دخل بطرس استقبله كرنيليوس و سجد واقعا على قدميه
10: 26 فاقامه بطرس قائلا قم انا ايضا انسان

وكذلك رفض الملاك لسجود يوحنا له معللاً ذلك بأنه هو أيضًا عبد مثل يوحنا وباقى الأنبياء
رؤيا يوحنا (22 / 8-9 ) :

22: 8 و انا يوحنا الذي كان ينظر و يسمع هذا و حين سمعت و نظرت خررت لاسجد امام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا 22: 9 فقال لي انظر لا تفعل لاني عبد معك و مع اخوتك الانبياء و الذين يحفظون اقوال هذا الكتاب اسجد لله

فالكنيسة الأرثوذكسية تتعامل مع رجال الإكليروس على أنهم أعظم من البشر ( أمثال بطرس الرسول ) وأعظم من الملائكة ( أمثال ملاك الرؤيا ) فإذا كان الإكليروس فى الكنيسة الأرثوذكسية أعظم من البشر ( الرسل والأنبياء ) والملائكة فماذا يكونون سوى آلهة ينبغى لهم السجود مثلهم مثل يسوعهم ( وأحيانًا أعظم منه ) وهذا ما تفعله الكنيسة الأرثوذكسية بكل وضوح وفجاجة وبلا أدنى خجل أو توارى ويدعون بعد كل هذا أنه فقط تكريم واحترام وهنا نذكر قول الكتاب المقدس
أمثال (30 : 20 ) :

30: 20 كذلك طريق المراة الزانية اكلت و مسحت فمها و قالت ما عملت اثما .

عبادة رجال الاكليروس الكنيسه الاورثوذكسيه

يتبع بأذن الله تعالى ...

ufh]m v[hg hgh;gdv,s tn hg;kdsi hgh,ve,`;sdi >>>