في الفقرة السابقة قمنا بتحليل الجملة من ناحية الإعراب ... وظهر أن جملة

يوحنا1:1
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ

هي جملة ليس لها أي قاعدة لغوية ... فهي خطأ في كلماتها وكذا حروف الجر ... وكذا التشكيل خطأ ... وبهذا يتضح لنا ...

أولاً : فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ .... خطأ .. . .. بل نقول .. . .. في البدء كانت الكلمة

ثانياً : وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ .... خطأ .. . .. بل نقول .. . .. والكلمة كانت عند الله

ثالثاً : وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ .... خطأ .. . .. بل نقول .. . .. وكانت الكلمة الله


وهنا في البند الثالث يتضح لنا اللغز المحير ... هل المقصود منها أن الله هو ذاته الكلمة ؟ فلو كان ذلك صحيح بصرف النظر عن أخطاء التشكيل ... لفهمنا من مضمون الجملة كلها أن بداية الوجود " الكلمة " ومن " الكلمة " جاء " الله " .... وهل هذا يعقل ؟ فهذا يعني أن الله جاء من " الكلمة " فالكلمة أعلى من " الله " وفي هذه الحالة " فالله مخلوق " .... هل هذا كلام يعقله عاقل ؟

ولو كان المقصود أن الكلمة موجودة مع الله ؟ فالسؤال : من الذي أوجد الكلمة ؟

ولو كان المقصود أن الله هو نفسه الكلمة ... فالكلمة مؤنث ... لذلك نقول : " وكانت الكلمة الله " ... والله ليس مؤنث ... فهو ليس كمثله شيء .

ومثال لذلك : هل يمكن لنا أن نقول : كان الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية ... ؟ هذا خطأ

بل نقول : كانت الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية .... ؟

أو

كان الكلمة التي نحن بصددها ... ؟ هذا خطأ
بل نقول : كانت الكلمة التي نحن بصددها


هذا ملخص لما سبق ... وسنكمل إن شاء الله ما جاء عن مـُفسرين الكتاب المقدس عن هذه الجملة التي يبني عليها السادة النصارى أحلامهم الوردية بأن المسيح هو الله بالباطل ... فكنت أتمنى أن يكون قائلها المسيح نفسه ولكن قائلها شخصية مجهولة إلى الآن ... ومازال العلماء يبحثون عن هذه الشخصية المجهولة التي كتبت إنجيل يوحنا.

-------------------


يوحنا1
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ

هذه الجملة يمكن أن يكون لها أكثر من معنى من خلال إعرابها :

أصل هذه الجملة : كَانَ الْكَلِمَةُ فِي الْبَدْءِ

هنا الفعل " كان " تام , و هو يختلف عن الفعل كان الناسخ الذي يرفع اسماً و ينصب خبراً , بل الفعل كان التام يكون فعلاً و ما بعده فاعلاً .

في هذه الجملة نجد تفسير بنيامين بنكرتن :

الكلمة: هذا من أسماء المسيح الجوهرية الذاتية التي تعلن لنا من هو بخلاف أسماءهِ الرسميَّة أي ألقابهِ التي يتلقب بها باعتبار بعض أعمالهِ. فيوحنا وحدهُ يسمي المسيح الكلمة
أي المقصود من كلامه أن اليسوع كان الكلمة .

إذن إذا كان المقصود كذلك , لما وجدنا في العبارة " كَانَ الْكَلِمَةُ " و نجد " الْكَلِمَةُ " مرفوعة ؟؟؟

إذا كان المقصود أن المسيح كان الكلمة , لقلنا " كان الكلمةَ " و يكون بذلك هناك ضمير غائب يعود على اليسوع في محل رفع اسم كان و " الكلمةَ " تكون خبر كان منصوب بالفتحة.....

أما في الجملة الأصلية " كَانَ الْكَلِمَةُ " أي وجدت الكلمة , فالكلمة هنا مرفوعة كما أوضحت من قبل .........

ولكن , أين ما يثبت أن اليسوع كان هو الكلمة ؟؟

لكي أوضح أكثر :

عندما أقول مثلاً : حارب الجيش فكان النصر ... هنا النصر تكون فاعل و المقصود من العبارة " أن الجيش حارب فوجد النصر "

هذا ما ينطبق تماماً مع : " كَانَ الْكَلِمَةُ " أي وجدت الكلمة بدون ان يحدد أن اليسوع كان الكلمة !!!

-------------------


يتبع