امتلك سراً

صنفين من الناس ليس لهم وزن في أعيننا !! .

صِنفٌ قد جعل من حياته مشاع ، فأدق أسراره معروفه للجميع مهما كانت خطيرة وخاصة .
فهو يثرثر بلا تردد عن مشاكله الشخصية ، وأحلامه القادمة ، والشكوك التي تعتمل بصدره ،
ولا يجد حرجاً من بسط حياته على الملأ ليروا جميعا أدق معالم حياته ! .

وصنف آخر على النقيض يبالغ في التعتيم ، ويتعامل مع أحداث حياته المختلفة مهما كانت دقيقة
على أنها أسرار عسكرية شديدة السرية ! .

أما الأول فقد كشف أسراره ، وأرانا أبعاد شخصيته ، وخبايا أيامه ،
مما جعل سحره يخبو ، فالشخص الذي لا يمتلك مساحة من الغموض والخصوصية ،
لا يعيره الناس بالا ، ولا يحسبون له حسابا ، ويصبح هوانه في عيونهم أمرا محتوما .

فالغموض يحيط المرء منا بمساحة من السحر والجاذبية ، ويكسبه عمقا وقوة في عيون الآخرين .

ولله در أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ يصف الرجل الهمام بقوله :

صَبوراً على صَرْفِ الليالي ودرئِها ... كَتوماً لأسرارِ الضميرِ مُداريا
له هِمَّةُ تعلو على كُلِّ همةٍ ... كما قد علا البَدرُ النجومَ الداريا

أما الصنف الذي يبالغ في التعتيم فهو غير محبب لدى الناس ،
وذلك لأن لدى البشر حاجة فطرية لمعرفة بعض جوانب الشخص الذي تتعامل معه ،
وتأنف من المرء الذي يصدهم عن دخول حياته ومحاولة كشف شخصيته .

فحاول يا صديقي أن توازن بين كلا الأمرين ،

أن تكون لديك أمور شخصية وخصوصيات لا يقربها أحد ،
وفي المقابل اسمح للآخرين بمعرفة جزء من أسرارك
التي لا مانع من كشفها ومعرفتها .


والتوسط دائما هو لب الفضيلة .

إشراقه :

من ليس له سر، ليس له سحر... (محمد زكي عبد القادر)

منقول


hljg; svhW