1 + 1 = 11


(إن الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي)
(ألكسندر جراهام بل)


زيادة سكانية أم طاقات بشرية

نجد العالم في صيحة تحذير شديدة اللهجة من تزايد الأعداد
وان زيادة عدد السكان سيؤدى إلى كارثة وانه يسبب الفقر والجهل والمرض وال…..
في حين إننا نرى دول مثل شرق أسيا استطاعت بهذا العدد من انجاز الكثير والكثير,
والذي جعل أمريكا في فترة من الفترات تقوم بإجراءات سميت وقتها
” الإجراءات الرمادية ” لوقف النمور الآسيوية عن تهديد منتجاته وغزو أسواقها
والعجيب إن الزيادة السكانية كانت تسمى الطاقات البشرية والأيدي العاملة والرأسمال البشري .

أمنية


“… ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ،
وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله ”


هذا ما قاله عمر بن الخطاب حين طلب من الصحابة إن يتمنوا ليعلمهم قيمة الطاقات البشرية المحترفة
واشتراط عمر لأمثال أبي عبيدة ومعاذ وسالم دليل على أهمية الكيف في طبيعة الرجال
ولا شك إن الزيادة العددية تصبح مشكلة في حالة عدم إدارتها وتوجيهها التوجيه الصحيح

تطوير المهارات

وهذا يعني أننا في حاجة شديدة إلي تطوير المهارات على مختلف المستويات
” الروح والجسد والبدن وعلى المستوى الاجتماعي ”
ولكن الأهم والذي يعتبر ضرورة الوقت للخروج من الأزمات هو روح الفريق والعمل الجماعي

وهو الفارق الجوهري في استغلال الزيادة العددية ” الطاقة البشرية ”
هو روح الفريق وهذا هو الذي جعل اليابان ودول شرق أسيا تتفوق على أباطرة الدول الصناعية
وتشكل تهديدا لهم وخطر على اقتصادهم
وهذا ما جعل أهل الإدارة يقولون
(يمكن لأمريكي واحد أن يتفوق على ياباني واحد
ولكن لا يمكن لثلاث أمريكان التفوق على ثلاث يابانيين)

العمل الجماعي مطلب شرعي أيضا


حيث أمر الله تعالى به فقال :

” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان “


وأيضا هو ضرورة عقلية وقاعدة أصولية

” فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ؟ “


ولا يشك عاقل على أهمية التكتلات والتجمعات الواعية المدربة
لإنجاح ما نحن مشرفون عليه من أوضاع خطيرة

العمل الجماعي في الطيور

تعتمد بعض الحيوانات استراتيجيات للدفاع عن نفسها من خلال الأداء الجماعي المتوحد ,
فقد لوحظ أن تجمع الطيور في أسراب أثناء عملية الطيران والهجرة
يعتبر خير وسيلة للدفاع ضد الطيور الجارحة،
فبعض الطيور تطير في السرب علي مسافات متباعدة بينها,
فإذا ما اقترب طير جارح كالصقر سرعان ما تتقارب مضيقة المسافات فيما بينها ,
مقللة بذلك إمكانية اقتحام الصقر للسرب وإذا أمكن له ذلك فسيجد مقاومة شديدة
وربما يصاب بجروح بجناحيه ويعجز في النهاية عن تحقيق هدفه من الصيد.
أيضا هناك فوائد أخري لتوحد الطيور وتجمعها أثناء عملية الهجرة بخلاف مهاجمة العدو
حيث تطير بالترتيب على شكل ثمانية ولهذا سبب مهم جداً،
حيث يشكل كل طائر في هذا السرب منفذ هواء في تقاطع الجناح للطائر الذي خلفه،
وهذا يحقق مقاومة الطائر الذي يأتي من خلفه لمواجهة هواء أقل، واستهلاك طاقة أقل،
وهكذا يُقتصد في الطاقة بنسبة 20 % من مجموع الاستهلاك،
والطيور المهاجرة تملك هذه المعلومة بشكل مدهش،
لهذا تطير طبقاً كسرب الطائرات النفاثة على شكل ثمانية

أما الطيران في الموقع الأول فالطيور تتناوب هذه المهمة، وهاهنا إذن سرٌ كبير،
فالطيران بهذا الشكل يؤمن اقتصاداً في الطاقة وهذه حقيقة اكتشفها مهندسو الحركة الديناميكية للهواء
ولا يخفي على أحد ما في مملكة النحل والنمل من إبداع جماعي منقطع النظير

معادلة


وأخيرا فأن ناتج اشتراك شخص مع آخر بفاعلية تعبر عنه هذه المعادلة

1 + 1 = 11

والأكثر من ذلك فإن ثلاثة أفراد متوافقين ومتعاونين يكوّنون : 1 + 1 + 1 = 111

هذا هو الفارق الأساسي بين حزمة الضوء المبعثرة أشعتها في كل اتجاه وبين شعاع الليزر المتناسق.
فأشعة الليزر ليست إلا عبارة عن أشعة ضوئية متناسقة تتحرك بترددات وأطوار متماثلة
لتكوين كمية هائلة ومذهلة من الطاقة تمكّن تلك الأشعة من اختراق جدران الاسمنت والحديد.

فالوصول إلى القمة لا يكون بجهود الإنسان بمفرده،
بل إن التشاور مع الآخرين والثقة بهم والتفاعل الايجابي معهم
هي المتطلبات الأساسية لتحريك المجموعة وقيادتها،
ومهما كان مستوى نبوغ القائد أو براعته فإنه يحتاج إلى مساعدة غيره
لتقديم أقصى ما عنده من العطاء

فهل نتعلم الدرس

منقول بتصرف

1 + 1 = 11