خامسا :

إذا توفرت كل الشروط السابقة من وجود القدرة على السيطرة والتخطيط المسبق فسوف نجد المبدأ السابق (الكم أو التراكم) يجب ان يتحقق فعليا عند حدوث التطور تدريجيا بمعنى وجوب أن تلتقي كل الكائنات في نفس الصفات التي تعطيها شكل وهيئة ومسمى واحد انتهاء (طبقا لمخطط واجب التنفيذ) قبل أن تتمكن في التطور إلى صفات أخرى تعطيها شكل وهيئة ومسمى آخر ابتداء وهذه القدرة بينا استحالة حدوثها وبالتالي استحالة حدوث التطور ولو افترضنا أن الشروط قد تحققت بتوفر القدرة والسيطرة على كل أجياله وعلى كل مرحلة من المراحل التي سوف يخضعهم لها وحدث التطور فسوف ينتج عشرات وعشرات الكائنات الوسيطة المترسبة عن مراحل التطور المختلفة هذه الوسطيات سوف تقدم لنا فائدة جمة حيث أنها سوف تمكنا من أن نتتبع سير الكائنات الحية (حيويا) وما حدث لها من لحظة وجودها على سطح الأرض وحتى الآن وبالتالي يمكن أن نحصل على إجابة هذا السؤال (هل تطورت الكائنات عن أصول سابقة أم لا ؟) بسهولة تامة و يمكن أن نجزم بنظرة آنية إلى الكائنات الحية على وجه الأرض بعدم وجودها (الكائنات الوسيطة) ولو بنسبة واحد في المليون ويمكن استخدام مبدأ الحد الفاصل من ناحية أخرى لإثبات ذلك بنفس هذه السهولة .
وعلى هذا النهج يقول الاستاذ (محمد فريد وجدي ) رحمه الله في كتابه ((دائرة المعارف)) ج4 ص31 إن اكبر لاعتراضات على مذهب دارون تنحصر في ثلاثة أمور منها:
1 - عدم مشاهدة أي ارتقاء من أي نوع كان في الأحياء الأرضية منذ ألاف السنين , فلم يثبت في أي عصر من العصور أن عصفور تحول إلى ديك , أو أن قرد تطور إلى إنسان , فلو حدث شيء من هذا لظل مدى الدهر من الأخبار المتواترة , ولتكرر حدوثه في عدة عصور .
2 - عدم وجود الصورة المتوسطة بين الأنواع اللازمة لدعم مذهب التطور , كان يوجد مثلا زاحف في طريق تطوره إلى طير .
(لاحظ إذا كان هناك تطور فلابد من وجود كائنات وسيطة)
3 – عمر الأرض لا يكفى لإثبات نظرية التطور , لطول الزمان اللازم لحصول الترقي بين الإحياء , ولقد قدر البعض – ممن يدعمون مذهب التطور – أن الانتقال من مرحلة إلى أخرى في عملية التطور يحتاج إلى ملايين السنين .