مشاركة خاصة :
المتلازمات العمياء - أو : صانع المفاتيح المعزول ...!
The Blind Syndromes - or The Isolated Keys Maker#



الإخوة الكرام ...
لا يسع كل مَن يتفكر في مخلوقات الله تعالى والكائنات الحية صغيرها وكبيرها :
فيرى كل هذا التناسق التام والدقة اللامتناهية في الخلق والتكامل داخل الكائن الواحد وبينه وبين غيره :
إلا أن يعترف بالخالق الحكيم المبدع عز وجل سبحانه ...

وأما الذي اختار الظلمات على النور .. واختار أن يسير في الحياة واضعا ًعلى عينيه غمامة ًبنفسه وبيده :
فهذا مثله مثل الذي نظر لكل هذا الإعجاز في الخلق فقال أن الكون هو :
كصنعة صانع الساعات ولكنه : كصانع الساعات الأعمى (فينسب له الدقة من جهة والعشوائية من جهة)
فهذا أقصى ما استطاعه كبير الملاحدة في العصر الحالي ( القرد ) داوكينز في كتابه :
(صانع الساعات الأعمى) !!!..

حيث أضاف إلى عشوائية التطور - ولكي يجعلها مستساغة للعقول - فكرة ما أسماه بـ (الانتقاء التراكمي)
وذلك كله في محاولة منه حثيثة : لينفي ما تعارفت عليه عقول العقلاء بداهة ًمن أن أي نظاممتراكب معقد
ومتكامل
(كالساعة مثلا ًبتروسها وتراكيبها الغاية في الدقة) :
يجب له من مصمم صانع عاقل قدير ومُدبر وله غاية !!!..
فيحاول ( القرد ) داوكينز الطعن في تلك البداهة وذلك المنطق الذي :
لا يخالفه إلا مجنون !!.. ولا يوافقه إلا أحد منافقي مدينة قصة الملك العاري !!..

< قصة الملك العاري أو الملك عاريا ً: هو الاسم الذي اشتهرت به رواية هانس كريستيان أندرسون والتي
سماها : ملابس الإمبراطور الجديدة .. وفيها مثال فج ومضحك على كيفية انتشار خداع النفس والنفاق بين
الناس : وفيه يوهم لصان الإمبراطور بنسج لباس ٍفريد له : لا يراه إلا الكفء الحكيم الذي يستحق منصبه !
وفي النهاية أخذا النسيج المُذهب ولم يصنعا له شيئا ًوبقيَ عاريا ًيوهم نفسه ويوهمه مَن حوله أنه يرتدي ذلك
اللباس : حيث خاف الجميع من أن يُقال عليهم غير حكماء أو غير مستحقين لمناصبهم : فمشى عاريا ً
>

أقول ...
جاء كتاب ( القرد ) داوكينز ( صانع الساعات الأعمى ) : للرد على هذه البديهية العقلية والمنطقية : والتي
ذكرها الكاتب وليام بالي في إحدى قياسات كتابه (الإلهيات الطبيعية) عام 1802م .. وهوالقياس Analogy
الذي أسماه : (قياس صانع الساعات) : والذي أثبت به وجود الله الخالق عز وجل : لأنه لا بد كما قلنا لأي نظام
معقد ومتراكب ومتكامل ومتناسق كالساعة مثلا ً: من مصمم عاقل وصانع !!!!.. فما بالنا بهذاالكون كله وما فيه ؟!..

والآن .......
هل استطاع داوكينز بكتابه المخادع ككل كتبه : دحض هذه البديهية أو حتى إضعافها ؟؟؟؟...
أقول :
لكم أن تتخيلوه في ذلك بمثال رجل ٍمخرف ٍ: يريد إقناعكم بأن 1+1 : لا يمكن أن يساوي 2أبدا ً!!!!..
فانظروا إلى كمّ الافتراضات والخيالات التي سيضطر إليها فقط ( فقط ) : ليعطي مجرد احتمالا ًمخالفا ًلهذه البديهة !

لن أطيل عليكم ....
ولكني فكرت في هذه المشاركة هنا في هذا الموضوع : أن أ ُعارض هذا ( القرد ) المخبولبمثل فكرته ... ولكني
اخترت هذه المرة فكرة : صانع المفاتيح المعزول : بدلا ًمن صانع الساعات الأعمى !!!!..
فتعالوا معا ًلتحكموا بأنفسكم :
أي الفكرتين أوقع وأكثر منطقية ًوأنسب للعقل الواعي : والذي لم يمسه الإلحاد بعد بالخبل والجنون ؟!!!!...
--------

صانع المفاتيح المعزول ...!
The Isolated Keys Maker

قبل البدء في الشرح والدخول في عرض جديد لهدم خرافة التطور الصدفي العشوائي ...
فهل تعرفون كيف يفتح المفتاح قفله ؟؟؟... أيا ًكان مكان هذا القفل في باب أو جراج أوصندوق أو درج إلخ

من أقدم مزلاجات الأبواب التي تم العثور عليها تاريخيا ُ: هو ما تم العثور عليه في ركام أحد قصور مصر القديمة
منذ أربعة ألاف عام تقريبا ً... وأخص هذا النوع بالذكر : لأنه هو الذي استمد منه الأمريكيلينس يال (أو ييل)
Linus Yale فكرة عمل المفاتيح العصرية التي نستخدمها اليوم بكثرة في كل شيء في حياتنا نريد حفظه ..
ومن ذلك الوقت 1865 وصارت ماركة Yale هي من أشهر ماركات المفاتيح والأقفال في العالم وحتى اليوم ..

وقد كان المزلاج المعثور عليه يتكون من مفتاح مسنن (ثلاثة سنون فقط) : والقفل داخل المزلاج يتكون من ثلاثة
ثقوب
هو الآخر : كل ثقب يتخلله وتد صغير من الخشب : بحيث يكون جزء منه في جسم المزلاج الثابت (أي
الكالون
) والجزء الآخر منه في القفل : والذي عندما يخرج منه فبإمكان المفتاح لف القفللتحريك لسان المزلاج لفتحه !



بمعنى آخر وكما ترون في الصورة التوضيحية السابقة :
طالما كانت هذه الأوتاد بهذا الوضع في تلك الثقوب (أي نصفها في المزلاج الثابت والآخر في القفل المتحرك) :
فلن يستطيع أي أحد تدوير القفل وفتح الباب لأنه ساعتها عليه أن يقصمها نصفين : نصف في المزلاج ونصف في
القفل !!!.. أما لو تحركت تلك الأوتاد لأعلى لتكون في المزلاج فقط : فساعتها يمكن للمفتاح تدوير هذا الجزء القفل
فيتحرك لسان الباب على حسب اتجاه الغلق أو الفتح ....

ومن هنا قام لينس يال باشتقاق الصورة الحديثة لهذا المفتاح الخشبي : لتكون أصغر حجما ًومن المعدن ...
مع استبدال الوتد الخشبي الصغير في كل ثقب : بجزء زنبركي : يليه جزءان من المعدن : أحدهما يجب رفعه بسن المفتاح
المناسب له
: ليقع في المزلاج فقط ويترك مكانه في القفل : ليتمكن المفتاح من الدوران ...
وبتعبير آخر : يجب أن ترتفع كل الأجزاء المعدنية بفعل سنون المفتاح لتصير على خط واحد على حد جسم القفل :
ليستطيع المفتاح تدويره في الاتجاه المراد للغلق أو الفتح .. وذلك كما في الشرح على الصورة التالية :



وهذا فيديو آخر لما يحدث بالفعل عند فتح المفتاح لقفله :



والآن .........
ما علاقة كل ذلك بنقض ونقد الخرافات البلهاء للتطور الصدفي العشوائي ؟؟؟!!!...
وما علاقة هذا وذاك بعنوان المشاركة وهو : المتلازمات العمياء ؟؟؟!..
--------