فن معالجة الأخطاء

الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء
وأيضا ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه.. .
إذن لابد من معالجة الخطأ بحكمه ورويه وأي كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر
إلى مراجعة أساليبنا في معالجه الأخطاء..

يوجد 14 قاعدة مهمة لتجنب الأخطاء :

القاعدة الأولى :
(اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً)

تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج ايجابية في الغالب فحاول أن تتجنبه
و كما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه
(أنه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط)
فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه
ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس ويكفيك انه ليس في الدنيا أحدا يحب اللوم ..

القاعدة الثانيـــة : (أبعـد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ)

المخطئ أحيانا لا يشعر انه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر وعتاب قاسي وهو يرى انه مصيب
.إذن لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ
وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك

القاعدة الثالثــة : (استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ)

كلنا ندرك أنه من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجه الأخطاء ..
فمثلا حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان أفضل.) (ما رأيك لو تفعل كذا..)
(أنا اقترح أن تفعل كذا..ما وجهة نظرك)
أليست أفضل من قولنا ..
يا قليل التهذيب والأدب.. ألا تسمع.. ألا تعقل….أمجنون أنت…كم مرة قلت لك .
- فرق شاسع بين الأسلوبين ..إشعارنا بتقديرنا واحترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ ويصلحه

القاعدة الرابـعــة :
(ترك الجدال أكثر إقناعا)

تجنب الجدال في معالجه الأخطاء فهي أكثر وأعمق أثرا من الخطأ نفسه
وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطاء بكرامته
فيجد في الجدال متسعا و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب
ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع عن الخطأ

القاعدة الخـامسة :
(ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل)

حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره
وفكر في الخيارات الممكنة التي ممكن أن يتقبلها فاختر منها ما يناسبه

القاعدة السادسـة :
(ما كان الرفق في شئ إلا زانه..)

بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ ..ونحافظ على كرامه المخطئ ..
وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق ..
حتى علم الأعرابي انه على خطأ

القاعدة السابعــة :
(دع الآخرين يتوصلون لفكرتك..)

عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه
ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل و الصواب
فلا شك انه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكرة فكرته هو..

القاعدة الثامنـة :
(عندما تنتقد أذكر جوانب الصواب)

حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك ..
أنظر كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينتقد و يظهر جوانب الصواب ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لزياد.. ثكلتك أمك يا زياد إني كنت لأعدك من فقهاء المدينة..

فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحة لماذا نغفلها..

القاعدة التاسعـة : (لا تفتش عن الأخطاء الخفية..)

حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..
لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين

القاعدة العاشرة : (استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن).

عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به
فأنت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله ..
كأن نقول وصلني أنك فعلت كذا ولا أظنه يصدر منك

القاعدة الحادية عشرة :
(أمدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب).

مثلا عندما تربي أبنك يكون كاتباً مجيداً فدربه على الكتابة
واثني عليه واذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر حتماً

القاعدة الثانية عشـرة : (تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفه تؤدي المعنى نفسه).

عند الصينيين مثل يقول .. نقطه من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم..
ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر .. والكلام القاسي لا يطيقه الناس.

القاعدة الثالثة عشـر :
(أجعل الخطأ هينا و يسيرا وابني الثقة في النفس لإصلاحه)

الاعتدال سنة في الكون أجمع وحين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه

القاعدة الرابعة عشر :
(تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم).

وأخيـــرا..
فن معالجه الأخطاء فن لابد أن ندرك أهميته..


منقول


tk luhg[m hgHo'hx