عقول من النوع السنجابي‏!!‏

إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا‏..

النجاح الكافي صيحة أطلقها رواد في التنمية البشرية

يحذرون فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان

فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء‏..‏

من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب

و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان‏؟

لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..

و نواصل الإرسال بعد الفاصل‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..

‏الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت الصيد الثمين‏..‏ لا تصدق؟‏!..‏


إليك هذه القصة‏..


‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة

فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏

فسأله الآخر‏:‏ إلى أين تذهب؟‏!..‏

فأجابه الصديق ‏:‏

إلى البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏

فرد الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي‏..‏

فسأله صديقه ‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏

فرد الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏

فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏

قال له كي تحصل على المزيد من المال‏..‏

فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏

فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك‏..‏

فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟

فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏

فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء؟‏!‏

فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر

أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..

فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن

ولا أريد تأجيله حتى أكبر و يضيع العمر‏..‏

رجل عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة،

و لكن الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب

على ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا‏..‏

فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد‏..‏

لماذا؟

لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا،
أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية‏.‏
و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه ومعركة مع العالم المتغير المتوحش‏..‏
و لا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبدا‏.‏



قصة أخرى


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏

مشى الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل‏..‏

و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه‏..‏

و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏

انتظر الشاب ساعتين حتى حان دوره‏

أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له ‏:‏

الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏

و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت ‏:‏

امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك

وحاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه على الملعقة‏..‏

ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله ‏:‏

هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏.

الحديقة الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏

ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا،

فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏

فقال الحكيم‏ :‏ ارجع وتعرف على معالم القصر‏..‏

فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏

عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران‏..‏

شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏

فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..

‏ نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏

فقال له الحكيم ‏:‏

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا

و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،
و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏
يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏
إننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏
فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها و حيويتها‏..‏
فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها.



منقول

ur,g lk hgk,u hgsk[hfd‏!!‏