ما تفعله العامة من رفع الأيدي الى الهلال عند رؤيته ، يستقبلونه بالدعاء قائلين : " هل هلالك ، جل جلالك ، شهر مبارك علينا وعليك يا رب " ، ونحو ذلك مما لم يعرف في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية .

قلت : وهذا الفعل باطل من وجهين :

الأول : أنه لم يرد في الشرع ، والدعاء عبادة ، بل هو من أفضل العبادات ، فعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [غافر : 60] ، والعبادة مبناها على النص والاتباع ، لا على الهوى والابتداع ، لأنها توقيفية باجماع العلماء فلا بد أن يكون الدعاء واردا اما في كتاب الله أو في السنة المطهرة .

الثاني : لفظ : " علينا وعليك يا رب " من الالفاظ الخاطئة خطئا شنيعا يدل على جهل قائلها ، لأنه قد جمع بين الخالق والمخلوق في شيء لا يجوز جمعه بهذا الشكل ، ويقاس على هذا كل لفظ يُوهم التسوية بين الخالق وبين المخلوق ، مثل قول العامة وأشباههم : " توكلنا على الله وعليك " ، " وما لي غير الله وغيرك " ، " وباسم الله والشعب " ، وقد عد العلماء ذلك من الشرك الأصغر الذي هو كبيرة من الكبائر ، لا تخرج قائلها من الملة ، ولكنه يرتكب اثما عظيما ، مما ينبغي تجنبه والانتهاء عنه والتوبة منه أدباً مع الله سبحانه .
والبركة تكون من الله في عباده ومخلوقاته ، كما في قوله عن الأرض : ( وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) [فصلت : 10] ، فعلم من ذلك بطلان تلك اللفظة " وعليك يا رب " ، ومنافاتها لما يجب عليه العبد من الأدب مع الله تعالى .



العودة للصفحة الرئيسية للموسوعة الرمضانية

r,g hgfuq uk] vcdm hgighg : "ig ighg; >>"