توحيد الله عز وجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه الحلقة الثانية من سلسلة حلقات العقيدة الإسلامية، وان شاء الله تكون الحلقات تباعاً

عقيدتنا:توحيد الله
بُعث الأنبياء جميعاً بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه، وإخلاص العبادة له، وتحرير الناس من كل صور الشرك، عقيدتنا:توحيد الله   :" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" الانبياء 25.
والتفكير الصحيح والمنطق السليم يقود إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه، والإتقان الذي ينظم كل المخلوقات ويضبط حركتها، والنظام المحكم الذي يضبط حركتها، وينبني عليه بقاؤها، يدل دلالة قاطعة على وحدانية الخالق، الذي خلق هذه المخلوقات كلها، ودبر أمرها. ولو كان هناك اكثر من خالق وأكثر من مدبر لأدي ذل إلى التصادم والفساد في الكون، لوقوع التعارض بين القوانين التي تحكم حركته.
وقد نبه القرآن الكريم إلى هذا الدليل، فقال سبحانه:" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ"الأنبياء 22.
ولقد اهتم القرآن الكريم اهتماماً كبيراً بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه، والتعريف بصفاته جلّ وعلا. فالعرب في الجاهلية لم تكن تنكر وجود الله سبحانه، وقد أخبر القرآن الكريم عنهم ، فعقيدتنا:توحيد الله   :" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ"العنكبوت21.
فكانوا يعبدون الأصنام، لاعتقادهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، ولذلك كانت دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم- لهم أن يتركوا عبادة الأصنام، وأن يتوجوا إلى الله وحده سبحانه بكل صور العبادة.
وتوحيد الله سبحانه يتضمن ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
1- توحيد الربوبية:
ومعناه الاعتقاد بأن الله سبحانه هو رب كل شيء، ولا رب غيره، وأنه سبحانه هو الخالق الرازق المالك المحيي المميت الذي يدبر أمور الكون، ولا يشاركه أحد في ذلك.
2- توحيد الألوهية:
ومعناه أن نتوجه إلى الله وحده بكل صور العبادة، وهو ينبني على توحيد الربوبية، لأن الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأن الله تعالى هو الخالق المالك المدبر هو الدير وحده بالتوجه إليه بالعبادة والخشوع، هو المستحق وحده للحمد والشكر والذكر والدعاء والخوف، فتوحيد الالوهية يتضمن الآتي:
أ_ إخلاص المحبة لله سبحانه فلا يتخذ العبد نداً لله يحبه كما يحب الله، أو يقدم محبته
على حب الله، فالذين آمنوا اشد حباً لله، ويقدمون حب الله على حب الأهل والمال.
ب- وجوب إفراد الله سبحانه بالدعاء، والتوكل، والرجاء، والاستعانة فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه.
عقيدتنا:توحيد الله   :" وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" المائدة23.
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-:" إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"رواه الترمذي في كتاب القيامة.
ج- وجوب إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات من صلاة ، وركوع، وسجود، وذبح، وطواف، ونذر.
د- وجوب قبول شريعة الله سبحانه،والرضا بأحكامه، فنحل ما أحل ونحرم ما حرم، ونرفض كل ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية من نظم وقوانين.
قال تعالي:" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً"النساء:65.
3- توحيد الأسماء والصفات:
ومعناه الإيمان بان الله سبحانه متصف بكل صفات الكمال، منزه عن كل العيوب والنقائص.
وهذا يستلزم ما يأتي:
أ- الإيمان بكل أسماء الله وصفاته التي صرحت بها نصوص الكتاب والسنة،
والتي منها الإيمان بأن الله هو الخالق الرازق العليم الحكيم الخبير القدير الحي
القيوم.
ب- تنزيه الله سبحانه عن مشابهه شيء من المخلوقات، كما قال جل شأنه:
" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"الشوري:11.
فصفات الله سبحانه تختلف عن صفات المخلوقين، لأن المخلوق يتصف بالعجز
والنقص، اما الخالق سبحانه فمتصف بالكمال، ولذلك يعجز العقل عن تصور
ذات الله عز وجل، وعن ادراك كيفيه صفاته.
ج-تنزيه الله سبحانه عن صفات النقص التي تعتري المخلوقات: كالجهل، والعجز،
والغفلة، والحاجة.
أثر الإيمان بأسماء الله وصفاته:
إيمان المسلم بأسماء الله وصفاته يترك أثاراً كبيرة على سلوك المسلم وحياته، فإيمان المسلم بأن الله هو الغفور الرحيم يجعله يطمع في رحمة الله ومغفرته، ويدفعه للتوبة، والاستغفار، والرجوع إلى الله، وإيمانه بأنه هو المنعم الكريم يملأ قلبه بحب الله، وشكره على نعمه وفضله.
وإيمانه بأن الله هو العليم الخبير السميع البصير يجعله يستشعر رقابة الله سبحانه، ويخشاه ويتقيه.
عقيدتنا:توحيد الله
المرجع:
عقيدة المؤمن / ابو بكر الجزائري


urd]jkh:j,pd] hggi u. ,[g