كان أول درس يرسخ في ذهني من دروس الأولى بكالوريا هو آداب الحوار الإسلامي
وكان أول سؤال وجه لنا : ما الفرق بين الحوار والجدال ، وما الفرق بين الخلاف والاختلاف

وكنت من أخذ المبادرة وأجاب والكل استغرب طريقتي وأسلوبي في الحديث خاصة أنهم انتظروا مني ركاكة وجهلا حينها
فقد كنت في شكل حينها قريبا لهواة أغاني الميتال وعُـبّاد الشياطين وكان يشيع بينهم أني مسيحية الديانة ..

أستحضر في هذا الموقف الرقم سبعة وثمانية وقول جميل لداعية مسلم



images (1).jpg

أخذ رجلان يتجادلان حوله : هذا يقول ثمانية والآخر يقول سبعة
الأول يقف عند رأسه والآخر يقف أسفله .. وطال جدالهم وكل منهما واثق أنه على حق وصواب
إلى أن جلس أحدهما وفكر بروية : ما الذي يجعل الطرف الثاني مقتنع إلى هذه الدرجة يا ترى ؟
يجب أن أنظر إلى هذا الرقم من جهته !!

ولما نزل إلى أسفل الرقم اكتشف أن أصل اختلافهما يكمن في مكان وقوف كل منهما وليس في صحة الرقم من علّـته

فلو الواحد منا نظر للأمور عند الاختلاف بعين العقل واستمع للطرف الثاني
ولو الواحد منا يأخذ بيد صاحبه بروية دون العصبية ليريه الأمور من وجهة نظره لتفادينا كثيرا من الخلافات التي نقع بها ..

~

أما في حوار الديانات فالمسألة ستختلف قليلا

صحيح أن كل منا يقف من زاوية وكل يقرأ الرقم على خلاف الآخر

فقط أحدهما يقف في المكان الصحيح والآخر يقف في المكان الخاطئ

وبالتالي على الواحد أن ينصت جيدا لقناعات الآخر وعلى الأسس التي يقف ويستند عليها
ويقارنها بأسسه وفي الأخير يقبل بوهانة أرضيته وأسسها إذا ما ثبت ذلك لا أن يكابر،
وإلا هـَـوَت به دعاماته الهشة إلى ما لا يحمد عقباه


فهذا الدين : إما سخط وإما رضا من الله

إما جنة وإما نار ..


~


بارك الله فيك أختي على هذا المجهود وجعله في ميزان حسناتك