الأسئلة الثلاثة

يقول كاتب أمريكي :” إن بإمكان آلة واحدة أن تقوم بعـمل 50 من العمال العاديين،
في حين لا توجد آلة واحدة تستطيع القيام بعمل عامل واحد غير عادي”

في شركة “مايكروسوفت” الطريقة التي يتعامل بها بيل غيتس مع من يتقدم لمقابلة العمال،
فـبدل أن يجتاز مقابلة واحدة، يجتاز في الواقع أربع مقابلات،
وكل مقابلة تتم مع موظف بمستوى مختلف عن سابقه

وحين يتم اجتيازها كلها يقابله بيل غيتس شخصياً،
لأنه يقول إنه يريد أن يشارك في اختيار من سيعمل لديه، فيقوم بطرح ثلاثة أسئلة عليه،
الأول هو :ما الذي يثيرك ؟ والثاني : كم هي كمية المياه التي تصب في نهر الميـسيسيبي كل يوم؟
والسؤال الثالث والأخير: هل عملت في شركة أعلنت إفلاسها مباشرة بعد انسحابك؟.

قد تبدو هذه الأسئلة غريبة نوعا ما، وتخالف كل الأسئلة التي تطرح في الشركات العادية،
والتي تكون من قبيل: كم سنة اشتغلت في هذا الميدان؟ في أي شركة كنت تعمل؟
ما هي أرقام هواتف من كانوا يشرفون عليك؟
بما أنك حاصر على الماستر في هذا المجال، فما كان موضوع رسالتك؟ إلخ.. من الأسئلة
التي تـهمل بشدة ذلك الجانب الإنساني في الشخص،
وتعامله على أساس أنه مجرد وعاء مملوء بـمعطيات يجب أن تكون في المستوى ليتم قبوله،
ناهيك عن المظهر الخارجي!

بالنسبة لـغيتس، فإن أسئلته تخفي وراءها كل الحكمة في حسن اختيار الموظف،
فهو لا تهمه الإجابات بقدر ما تهمه طريق الإجابة وانفعالات المتلقي.
السؤال الأول (ما الذي يثيرك؟) هدفه معرفة مدى طول النظرة التي يحظى بها الشخص،
وخياله أيضاً، لأن هذا السؤال يقبل أكثر من جواب،
وبالتالي يكون في طرحه اختبار لمدى قدرة الآخر على ترتيب أفكاره
أو الاندفاع بكل جرأة نحو التعبير.

السؤال الثاني ( كم كمية المياه التي تصب في نهر الميسيسيبي كل يوم ؟)
ليس هدفه – بالتأكيد – هو الجواب، لأنل بيل غيتس نفسه قد لا يعرفه!
الهدف منه هو اختبار انفعال المتلقي ومدى قدرته على تدبر الأمر حين يتلقى سؤالاً لا يعرف جوابه!

السؤال الثالث (هل سبق لك أن عملت في شركة أعلنت إفلاسها بعد انسحابك؟)،
هنا قد يتردد المتلقي في الإجابة، ويترنح بين الـ”نعم” والـ”لا”،
ويخشى أنه إن قال نـعم لن يتم قبوله، غير أن ما يهم بيل غيتس هو الحقيقة،
بل الأكثر من ذلك يفضل أن يكون الجواب نعم!.

يقول بيل غيتس بخصوص هذا
“أن تكون في شركة ناجحة شيء سهل،
ولكن عندما تفشل فإنك تكون مرغماً على التفكير بطريقة مبتكرة ومبدعة،
تصل بها إلى أعماقك وتفكر.
ففي الشركات الخاسرة يجب دائماً أن تناقش افتراضاتك.
أنا أريد أن يكون من يعملون معي قد مروا بتجارب كهذه.”

هكذا إذن يتبين كيف أن بيل غيتس يقدر الفشل،
وكما يقال فإنه بدل القول إنني فشلت ألف مرة،
يجب علي القول إني اكتشفت ألف طريقة تؤدي إلى الفشل!

فالفشل هو نجاح بطريقة ما، أو بالأحرى هو نصف الطريق نحو النجاح،
فلا يمكن أن نتصور ممن لم يفشل في حياته أن يكون قد جرب شيئا جديداً.

خلاصة الأمر أن السر وراء نجاح شركة مايكروسوفت هو عشق بيل غيتس للتميز لا التنافس.

منقول


hgHszgm hgeghem