ثانيا: توسع المخرج:
ان اولئك الذين اصبحوا رقيقا بطريق او بأخر, فان الإسلام يفتح لهم الأبواب ليعيد لهم الحرية , اذ ان الإسلام يعتبرالرق امرا عارضا . والمنهج التشريعي الذي وضعه الإسلام في تحرير الرقيق يتركز حول الوسائل التالية:
1. العتق بالترغيب :
2. العتق بالكفارات:
3. العتق بالمكاتبة:
وغير ذلك مما افاض في شرحة الأخوه
التسري بملك اليمين
ان الإماء والجواري هن من مقتضيات نظام الرق ومن مخلفاته,وهي ظاهرة كانت موجودة في الأمم السابقة وذلك لوجود نظام الرق نفسه , اذا هي ظاهرة لا تنتهي الا بزوال ظاهرة الرق نفسه. وليس من عقيدة ولا ملة ولا نظام في العالمين كان مقتدرا او قابلا لإنهاء مبدأ الرقيق سوى الإسلام.
ومن المعلوم في نظام الرق في الإسلام , ان الإسلام اباح للسيد أن يكون عنده عدد من الجواري من سبي الحرب, يستمتع بهن وحده, ويتزوج منهن احيانا اذا شاء, ( والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين)[1].
فبعض الذين في قلوبهم مرض من مستشرقين أو منصرين أو ملحدين يقولون: كيف يبيح الإسلام نظام الجواري؟ وكيف يترك المجال للسيد أن يقضي وطره بعدد من النساء رغبة في لذه الجنس, وإشباع الشهوة؟
قبل الإجابه , اريد ان ابين حقيقتين:
1- لا يجوز للمسلم أن يقضي وطره مع اية اسيره من اسرى الحرب إلا بعد ان يقضي الحاكم باسترقاقهن.
2- لا يجوز للمسلم أن يقضي وطره إلا بعد ان تصبح ملك يمين له.وذلك ان تصبح الجارية نصيبه من الغنيمة او ان يشتريها من الغير اذا كانت مملوكة.
وبعد أن تصبح ملكا له لا يجوز ان يمسها الا بعد أن يستبرئها بحيضة على الأقل , للتأكد من الحمل ... ثم يأتيها ان شاء كما يأتي زوجته.
سبق ان ذكرت ان الأمة حينما تكون مملوكة للمسلم يجوز لمالكها أن يعاشرها معاشرة الأزواج, فاذا ولدت ولدا له اصبحت في نظر الشرع {{أم ولد}}, وفي هذه الحالة يحرم على السيد ان يبيعها , واذا مات ولم يعتقها في حياته فانها تصبح حرة بعد مماته مباشرة, وكذلك يحق لها ان تطالب بحريتها بنظام المكاتبة الذي سبق ذكرة, وتصبح على مقتضاه حره طليقة.
إذن فالإسلام حين أباح للسيد نظام الجواري أراد من وراء ذلك الإحسان اليهن بالمعاملة ,, وتحريرهن من الأسترقاق, وأراد ايضا تخليصهن من التشرد والبغاء...بينما كانت أسيرات الحرب في الأنظمة الأجتماعية الأخرى , يهوين الى حمأة الرذيلة ,وحيث ان سادتهن لا نخوة ولا حميه للشرف , يقومون بدفعهن الى مهنة الزنا والرذيلة سعيا للربح من وراء هذه الرذيلة.
ولكن الإسلام العظيم المتحضر لم يقبل البغاء , ولم يسلك مع الإماء هذا المسلك القذر, بل حرص على نظافةالمجتمع من دنس الزنى وعلى سمعة واخلاق الإماء, ولذلك لم يجد الإسلام بداً سوى ان يقصر هؤلاء الجواري على سيدهن فقط , وعليه اطعامهن وكسوتهن , واعانتهن على العمل وعدم تكليفهن ما لا يطقن ,ولكن ينقص عليها الحاجة الغريزية. , وخاصة انها تكون في بيت رجل وفيه امراءة وتراها حين تتزين لزوجها, وحين تخرج لتستحم صباحا, والنساء عندهن الحساسية فهل تتصورواالا تثار فيها الغريزه. فحين يبيح الله للسيد ان يستمتع بها , يريحها ويؤكد لها انها لا تقل عن سيدتها امرأة الرجل , ويريد الأسلام ايضا ان يزيد من تصفية الرق لأنه اذا تزوجها الغير تفضل امه وابنها يبقى عبد , لكن منه هو تحرر.
اضف الى ذلك انها اذا ولدت منه اصبح ابنها يرث تماما مثل ابن السيدة الحره , اي ان ابن هذه الجارية التي كانت معتدية على هذا الرجل اصبح ابنها يرث و اصبحت حرة , وذلك عكس تعاليم الكتاب المقدس الذي ينص على ان ابن الجارية لايرث.
واليوم سلكت البلاد الأوربية مسلكا اخر في استرقاق المرأة ؛هذا المسلك يتلخص ان الأنظمة هناك اباحت البغاء ,ومنحته رعاية القانون. فما الذي تغير من الرق حين تغير عنوانه؟واين كرامة البغي المومس وهي لا تملك رد من يريدها جسدا؟ اين ذلك من تعاليم الإسلام ومعاملته للجواري؟
ان الرجل الأوربي المتحضر او الشرقي المتفلت ل####د ان يعول احدا , لا زوجة ولا أولادا, فقط يريد ان يستمتع دون تحمل تبعية يريد جسد امرأه يفرغ فيها شحنة الجنس و لايعنيه مشاعرها نحوه, فهو جسد ينزو كالبهيمه, وهي جسد يتلقى هذه النزوة بلا اختيار , ويتلقاها لا من واحد بعينة, ولكن من اي عابر سبيل.
تلكم قصة الرق في اوروبة وفي غير اوروبة في بدايته الى عصرنا الحالي: رق للرجال والنساء, رق للأمم وللأجناس , رق متعدد المنابع , متجدد الموارد في غير ضرورة ملحة,فاين ذاك من الإسلام, الذي هو صفحة مشرقة في التاريخ البشري , استنادا الى قاعدة قررها بصراحة : الحرية للجميع والمساواة للجميع, وحق الكرامة للجميع.
هذا يؤكد ان الإسلام سبق الى تحرير الرقيق قبل سبعة قرون , قبل ان تتبجح الثورة الفرنسية وقبل ابراهام لنكون, وقبل ان تعلن هيئة الأمم مباديء حقوق الإنسان في العالم.

[1] المؤمنون:6