التعقيب الثاني

قال النصراني صاحب الشبهة (( من الطريف أن يكون محمد نفسه على رأس قائمة المنكرين لما جاء في القراءات الرسمية حالياً و قد وقفت على موضعين روي فيها انكاره ، أحدهما في حياته و ثانيهما في أحد ظهوراته للقراء .

أما الأولى فقد ورد انكاره لقراءة عاصم و حمزة للنور 54 و ذلك في روايات صحيحة أقر بصحتها ابن داود و الترمذي و الألباني
))

نقلنا لكم كلام النصراني بتمامه حول هذه الشبهة المتهافتة و الآن آن أوان التعقيب

أولاً : الرواية كما بين الأخ الفاضل سيل الحق لا تصح أبداً و قد فصّل عللها كاملةً بارك الله فيه

ثانياً : بالنسبة لتحسين الترمذي للرواية فقد وضّح الأخ سيل الحق كذلك معناه فراجعه غير مأمور

ثالثاً : بالنسبة لتحسين الألباني للرواية فقد قام الأخ سيل الحق أيضاً بتفصيل الجواب عن هذا تفصيلاً و لا أروع و ها هو منقول بتمامه

(( ملحق ###
قد يتشدق جاهل نصراني بهذه النتيجة التي ظهرت له في الدرر السنية :أنه [ ابن عمر ] قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم { خلقكم من ضعف } فقال : { من ضعف } الراوي: عطية بن سعد العوفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2936 خلاصة حكم المحدث: حسن

قرأت على عبد الله بن عمر { الله الذي خلقكم من ضعف } فقال : { من ضعف } قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك الراوي : عطية بن سعد العوفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3978 خلاصة حكم المحدث: حسن

الرد :

الدرر السنية - التنبيهات العلمية :
نطالب هذا الجاهل بالاطلاع على التنبيهات العلمية التي وضعتها موسوعة الدرر السنية على هذا الرابط :
http://dorar.net//art/56

لعله يزيل عن نفسه بعضا من الجهل !!

من دقائق منهج العلامة الألباني رحمه الله :

ان من كان له اطلاع على منهج العلامة الألباني رحمه الله سيجده يقلد من سبقه من المحدثين والنقاد عند أحاديث بعينها لم يدرسها بنفسه ، حتى اذا ما تسنى وأتيح له أن يدرس الحديث بنفسه ، فأنه يعتمد اجتهاده .تعالى نعطيك مثالين من كتبه لتتأكد من ذلك :

مثال 1 :
فعند أحد الأحاديث : قال الشيخ الألباني رحمه في «ضعيف الترغيب والترهيب» (ح577): فيه (عبد الله بن المؤمل) وهو ضعيف الحديث كما قال الحافظ ابن حجر، وضعفه جدًا في «زوائد البزار»، وهو مخرج في «الضعيفة» (6748)، ثم يقول الألباني: « وقد كنت حسنته تبعًا للمؤلف في الطبعة السابقة ، فلما طبع «كشف الأستار» ووقفت على إسناده ، تراجعت عنه ، وأما الجهلة فظلوا على تقليده ».

مثال 2 : قال في كتابه "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عن حديث : " اتقوا الحديث عني؛ إلا ما علمتم " في الهامش (المقدمة - ص 19 و 20) .صحيح. أخرجه الترمذي، وأحمد، وابن أبي شيبة. وعزاه الشيخ محمد سعيد الحلبي في " مسلسلاته " (1/2) للبخاري ؛ فوهم.ثم تبين لي أن الحديث ضعيف، وكنت اتبعت المناوي في تصحيحه لإسناد ابن أبي شيبة فيه، ثم تيسر لي الوقوف عليه؛ فدا هو بَيِّن الضعف، وهو نفس إسناد الترمذي وغيره.راجع كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (1783) ، وقد يقوم مقامه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذبين ". رواه مسلم وغيره. راجع مقدمة كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (المجلد الأول) .بل يغني عنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إياكم وكثرة الحديث عني! من قال عليّ؛ فلا يقولن إلا حقّاً، أو صدقاً، فمن قال عليّ ما لم أقل؛ فليتبوأ مقعده من النار ". أخرجه ابن أبي شيبة (8/760) ، وأحمد وغيرهما. وهو مخرج في " الصحيحة " (1753) .

قلت : فلو أتيح للعلامة الألباني رحمه الله نفس الفرص التي أتيحت لي ، لحكم بنفس حكمي . ولو تعرضت أنا لنفس الفرص التي كانت متاحة له ، لحكمت بنفس حكمه ، ولا تستغرب فأن هذا العلم (علم الحديث) يعد من مفاخر المسلمين ، وأحد وسائل حفظ دينهم باذن الله تعالى .

مفهوم العلامة الألباني لمصطلح الترمذي (حسن غريب) :
وقال في "الصحيحة" (3162) : " وروى له الترمذي حديثاً عن عائشة بلفظ: "قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بآية من القرآن " ثم قال (2/100/448) : "حديث حسن غريب من هذا الوجه ". وهذا يعني- في اصطلاحه- أنه قوي لذاته، كما لا يخفى على العارفين بكتابه " .
قال أيضا في دروس الترغيب والترهيب الحديث رقم 3331 : (يعني حين يقول حديث حسن غريب أن اسناده بالذات حسن ,فالحديث عنده حسن لذاته ,وحينما يقول حديث حسن فقط فيعني أن اسناد الحديث فيه ضعف عنده وانما تقوى عنده بغيره . ومن هنا يظهر أن الناقل من كتاب الترمذي ينبغي أن يكون دقيقا في نقله فيجب أن يكون على علم بهذا الفارق بين قوله حديث حسن غريب وبين قوله حديث حسن فقط ) [ تفريغ فيصل العنزي] .

وهذا المفهوم جاء من الممارسة والتعامل مع الاحاديث ، ولكنه ليس مفهوما دقيقا ، ومن الواضح أنه لم يطلع على شرح الامام الترمذي نفسه لمصطلحه ، ومن المعلوم أن صاحب المصطلح هو الأولى بتفسيره من غيره .


صحيح أبي داود :
صحيح أبي داود للألباني رحمه الله ، هم في واقع الأمر كتابين :
الأول : وهو الكتاب الأم - كما سماه مؤلفه الشيخ رحمه الله - والذي خرج فيه أحاديثه مطولا ، وتكلم على أسانيده ورجاله مفصلا، تعديلا وتخريجا وتصحيحا وتضعيفا وعلى النهج الذي انتهجه - رحمه الله - في السلسلتين "الصحيحة " و "الضعيفة" ، وقد وصل في هذا "الصحيح " إلى الحديث (2734) من كتاب "الجنائز"، (25- باب الجلوس عند المصيبة) .لذا فهو لم يصل الى حديثنا هذا ، والذي يحمل رقم (3978) ، ولم يشمله بتحقيقه العلمي .

الثاني : صحيح أبي داود ، ومعه أحكام الألباني فقط دون البسط العلمي والتكلم على الرجال والاسانيد ، ومن الواضح أن العلامة الألباني قد حكم عليها سريعا ، حتى عندما يصل اليها ، ويدرسها بنفسه يعطيه ما يستحقه – وفقا لاجتهاده – من مرتبة الصحة أو الضعف ، والغالب عليه أنه يقلد أحكام من سبقه كما وضحنا مسبقا حتى يدرسه بنفسه .ومثله في صحيح سنن الترمذي .

عطية العوفي والألباني :
من دراستنا السابقة تبين لنا أن علة الحديث هو عطية العوفي وهو ضعيف الحديث ، وهو المعتمد كذلك عند العلامة الألباني رحمه الله في كتبه المختلفة ، سنذكر منها السلسلتين :

السلسلة الضعيفة : صرح بتضعيفه وتدليسه في الارقام الآتية : (24) و (181) و (328) و (1001) و (1335) و (1821) و (3007) و (3152) و (3312) و (4890) و (5026) و (5131) و (5376) .

السلسلة الصحيحة : صرح بتضعيفه في معرض كلامه عن بعض طرق الأحاديث في الأرقام الآتية : (491) و (952) و (1079) و (1358) و (1589) و (1750) و (2412) و (2505) و (2602) و (2699) و (2727) .

الخلاصة :
بعد أن كشفنا أمام القارىء الملابسات والظروف حول تحسين الألباني رحمه الله لهذه الرواية ، وأنه رحمه الله لم يدرس هذا الحديث بنفسه ، بل قلد الترمذي رحمه الله في قوله : " حسن غريب " ، وهو في مفهوم العلامة الألباني رحمه الله بحسب ممارسته وخبرته بأنه حسن لذاته .
))

ثالثاً : بالنسبة لزعمه تصحيح أبي داود للحديث فلا شك أن هذا غير صحيح فاستناده على قول أبي داود في كتابه السنن (( ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينتّه ، و ما لم أذكر فيه شيئاً ، فهو صالح )) استناده على هذا القول لا يعني تصحيح الرواية فسكوت هذا الإمام لا يفيد هذا كما يظن النصراني الجاهل

قال الشيخ الألباني في تمام المنة صفحة 27

(( القاعدة السابعة عدم الاعتماد على سكوت أبي داود اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه " السنن " : " ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح "
فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله : " صالح " فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به
وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشهد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه
وهذا هو الصواب بقرينة قوله : وما فيه وهن شديد بينته فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبين "
فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنا عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي مما سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها : وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر "

ومع هذا فقد جرى النووي رحمه الله على الاحتجاج بما سكت عنه أبو داود في كثير من الأحاديث ولم يعرج فيها على مراجعة أسانيدها فوقع بسبب ذلك في أخطاء كثيرة
وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أبي داود العلماء المحققون أمثال ابن منده والذهبي وابن عبد الهادي وابن كثير وقد نقلت كلماتهم في مقدمة كتابي " صحيح أبي داود "
ثم وقفت على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة وقد ذهب فيه إلى هذا الذي ذكرناه وشرحه واحتج له بما لا تراه لغيره ولولا خشية الإطالة لنقلته هنا فأكتفي بالإحالة إلى مصدره وهو " توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار " ( 1 / 196 - 199 ) للإمام الصنعاني
))

يتبع إن شاء الله تفنيد كلامه على فرض صحة الرواية مع التأكيد مجدداً على عدم صحتها