بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،أما بعد..
حوار اعتدناه دوما بين المسلم والنصراني عند الحديث عن إلوهية المسيح
المسلم: هل قال المسيح أنا الله أو أمر بعبادته؟
النصراني: لا
المسلم : إذا فكيف أو لماذا تؤلهون المسيح وهو لم يقل أنا الله ولم يأمركم بعبادته؟!
النصراني : لأن المسيح قال كذا وكذا وفعل كذا وكذا إذن فهو الله المستحق للعبادة.
ونركز جيدا على اعتماد النصراني على الاستنتاج والحقيقة كلمة ( إذن ) لن يتوقف النصارى عن استخدامها لإثبات إلوهية المسيح المزعومة.
الكل يعلم جيدا _بما في ذلك النصارى_ أن المسيح عليه السلام لم يقل أنا الله أو أمر بعبادته مطلقا، ومع ذلك فقد عبده النصارى واتخذوه إلها من دون الله إتباعا للهوى. الأصل أن تبنى العقيدة على نصوص الكتاب لكن القوم فعلوا العكس؛ نسجوا عقيدتهم أولا ثم راحوا يبحثون عن أدلة تعضد معتقدهم واستنتجوا من خلالها هذه العقيدة الواهية.
وأود أن أتناول اليوم نصا من أهم النصوص التي يعتمد عليها النصارى في إثباتهم لإلوهية يسوع وهو يعتبر من أوائل النصوص التي يبادرك بها النصراني عندما يطلب من إثبات لاهوت المسيح .. ألا وهو النص الوارد على لسان يسوع في يوحنا 30:10 :" أنا والآب واحد" ......
سبحان الله تجد النصارى يتهمون المسلمين بغير علم أنهم يقتطعون النصوص ويطالبك بقراءة إصحاح كامل وربما إصحاح قبله وبعده ههههههههههه وهم أصلا من يقتطعون النصوص من سياقها !!!
يزعم النصارى أن قول المسيح هنا يعني أنه والآب واحد في الجوهر ..
وطبعا بعد هذا الزعم يجب علينا أن نضع علامات تعجب إلى مالا نهاية !!!!!!
كيف لك أن تأخذ نصا من سياقه ثم تستنتج منه ما تشاء ؟؟!!
سولت لرجال دينهم أنفسهم للصد عن سبيل الله وإلباس الحق بالباطل وتضليل عوام النصارى بمثل هذا الكلام .
سأتناول _ ليس طبعا تناول النصارى_ في موضوعي هذا تحليل هذا النص من ناحيتين : لغة النص والسياق ، فهما كالجناحين لا يمكن فهم النص بواحد منهما دون الآخر.
أولا: لغة النص:
النص في اليونانية هكذا
ἐγὼ καὶ ὁ πατὴρ ἕν ἐσμεν
نلاحظ أن كلمة ἕν (واحد) لم تأت في الوضع المذكر بل أتت في الوضع المحايد رغم أن فعل الكينونة ἐσμεν قبلها جمع مذكر ويفسر النصارى هذا الأمر بأن المقصود أن المسيح قصد من هذا الأمر أن يقول أنه والآب واحد في الجوهر لذلك استخدم هذه الكلمة في الوضع المحايد.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تكلم المسيح اليونانية أصلا ؟؟
الجواب: لا لم ينطق بها في حياته أبدا وبذلك فلم يستخدمها المسيح أصلا ولا ينسب إليه هذا القول بل من استخدمها هو كاتب إنجيل يوحنا المجهول.. وهذا كافي لدحض استنتاجهم هذا .
طيب لماذا استخدم كاتب إنجيل هذه الكلمة بهذا الوضع إذن؟
استخدامه لهذه الكلمة في الوضع المذكر كان سيعني شيئا خطيرا جدا.. كان سيعني أن المسيح والله شخص واحد وهذا مستحيل طبعا أن يكون المسيح والله شخص واحد، فالمسيح شخص له كينونته المستقلة..
إذن فكيف يخرج كاتب الإنجيل من هذا المأزق ؟ استخدم الوضع المحايد للكلمة لكي لا يُفهم من كلامه أنه يعني أن المسيح والله كائن واحد وشخص واحد بل يقصد أنهما واحد في شيء.
هذا ليس كلام أبي محمد السلفي بل كلام علمائهم
Barnes' Notes on the Bible
http://biblecommenter.com/john/10-30.htm
I and my Father are one - The word translated "one" is not in the masculine, but in the neuter gender. It expresses union, but not the precise nature of the union. It may express any union, and the particular kind intended is to be inferred from the connection. In the previous verse he had said that he and his Father were united in the same object that is, in redeeming and preserving his people. It was this that gave occasion for this remark. Many interpreters have understood this as referring to union of design and of plan. The words may bear this construction. In this way they were understood by Erasmus, Calvin, Bucer, and others. Most of the Christian fathers understood them, however, as referring to the oneness or unity of nature between the Father and the Son;
وننظر على نفس الموقع http://jfb.biblecommenter.com/john/10.htm
Jamieson-Fausset-Brown Bible Commentary
30 I and my Father are one.
30. I and my Father are one-Our language admits not of the precision of the original in this great saying. "Are" is in the masculine gender-"we (two persons) are"; while "one" is neuter-"one thing." Perhaps "one interest" expresses, as nearly as may be, the purport of the saying
Notes on John .p.170
Dr. Thomas L. Constable
Jesus did not mean that He and the Father were the same person of the
Godhead. If He had meant that, He would have used the masculine form
of the word translated "one" (Gr. heis). Instead He used the neuter form of
the word (Gr. hen). He meant that He and the Father were one in their
action.
This explanation also harmonized with the con************************ since Jesus had
said that He would keep His sheep safe (v. 28) and His Father would keep
them safe (v. 29).
وايضا101 Bible Knowledge Background Commentary: John, Hebrews-Revelation
Craig A. Evans, Isobel A.H. Combes, Daniel M. Gurtner
والآب واحد بعيون نصرانية
وايضا John (The NIV Application Commentary, New Testament
Gary M. Burge - 2009
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 608 في 213 وحجم الصورة 379 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وايضا كلام العالم كارسون في كتابه 394 The Gospel According to John
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 591 في 59 وحجم الصورة 102 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

والكثير جدا من أقوال العلماء في هذا الشأن ولكن اكتفي بهذا.
إذن فلغة النص ليست حاسمة و لا تحدد نوع تلك الوحدة مطلقا والقول بأن المقصود وحدة الجوهر اعتمادا على لغة النص فقط يستلزم دليلا قطعيا.. وهذا ما جاء في كلام كارسون في كتابه The Gospel According to John
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 588 في 42 وحجم الصورة 72 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية


والحق ما شهدت به الأعداء.
هذا بالنسبة للجانب الأول.
ثانيا: السياق:
الناظر إلى سياق الكلام لن يجد علاقة بينه وبين ما ادعاه القوم من القول بوحدة الجوهر مطلقا، فمن العلماء من قال أن المقصود بناءا على السياق هو وحدة القوة ومن قال وحدة الخطة والهدف ومن قال وحدة الإرادة وهكذا...
دعونا في البداية نقرأ النص في سياقه مع إضافة ( في الجوهر ) حسب زعم النصارى ونرى:
23 وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان
24 فاحتاط به اليهود وقالوا له: إلى متى تعلق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرا
25 أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي
26 ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي، كما قلت لكم
27 خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني
28 وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي
29 أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي
30 أنا والآب واحد في الجوهر
هل استقام المعنى هكذا ؟!!
لا بالطبع فالقارئ سيجد خللا في النص 30 لأنه لا يتماشى مع الحوار الدائر بين المسيح واليهود.
نستعرض الآن شيئا من تفسيرات العلماء لهذا النص في سياقه
A critical and exegetical commentary on the Gospel according to John
John Henry Bernard‏366
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 609 في 208 وحجم الصورة 371 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وأيضا
Preaching the Gospel of John: Proclaiming the Living Word126
Lamar Williamson
والآب واحد بعيون نصرانية
وأيضا The Gospel according to John 107
Archibald Macbride Hunter, Alan Hunter
والآب واحد بعيون نصرانية
وأيضا The Gospel According to St. John: An Introduction With Commentary ...
C. K. Barrett‏382
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 581 في 333 وحجم الصورة 567 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وأيضا Eerdmans Commentary on the Bible
1188 James D. G. Dunn‏,John William Rogerson‏
والآب واحد بعيون نصرانية
وأيضا New Testament Commentary
R. L. Davis
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 693 في 91 وحجم الصورة 185 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وآخر مرجع حتى لا أطيل Theological Bible Commentary -
Gail R. O'Day‏,David L. Petersen
والآب واحد بعيون نصرانية

فالعلماء قالوا هنا بوحدة الغرض أو الإرادة أوالهدف أو المحبة فكلها وحدات مجازية وهذا كلام علماء النصارى وليس المسلمين .
الخلاصة يجب ألا يقتطع النص من سياقه فلا يمكن فهم النص منفردا بدون السياق أو سيفهم فهما مغلوطا.
وهذا ما قال به العلماء على سبيل المثال
Commentary on the Gospel of St. John
August Tholuck
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 526 في 101 وحجم الصورة 156 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وأيضا Barnes' Notes on the Bible
http://biblecommenter.com/john/10-30.htm
and the particular kind intended is to be inferred from the connection
والكثير من العلماء
أحب أن أختم بقول الدكتور كارسون الذي يوضح الخلاف في تفسير هذا النص من نفس المصدر السابق
والآب واحد بعيون نصرانية تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 607 في 100 وحجم الصورة 178 كيلو بايت
والآب واحد بعيون نصرانية

وهذا ما أكده غير واحد من العلماء

أسأل الله أن يهدي النصارى لدينه وصراطه المستقيم وأقول لهؤلاء قول الله تعالى: "قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل"
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Hkh ,hgNf ,hp] fud,k kwvhkdm