فهل المقصود انه يسمح للمراة الغير مسلمه عمل الفواحش في البلد المسلم ؟
وهل عدم ارتداء الحجاب يا أخي معناه " اذهبي وافعلي الفواحش ؟
هل معنى أن الله تعالى أباح للقواعد من النساء خلع النقاب .. أنه يبيح لهن عمل الفواحش ؟
أما غير المسلمة تلتزم بأمر الحاكم الذي تعيش في ظله وهناك حدود وأحكام محددة لغير المسلمين الذين فعلوا الفاحشة أو قذفوا أو سرقوا أو زنوا أو قتلوا وهم في بلاد الإسلام

لذلك أسألك : أين الآية الصريحة التي تبيح
للمراة الغير مسلمه عمل الفواحش في البلد المسلم

من تريد أن تفعل الفاحشة لن يمنعها الحجاب
لكن الحجاب يمنع الفساق من طلب الفاحشة منها لأنها بمعنى اصح .. لا ترتدي الزي المعروف عن أهل الفواحش
عندما كانت تسير المسلمات في الطريق دون حجاب كان يتعرض لهن الفساق ويعرضوا عليهن طلباً بفعل الفاحشة
فشكت المسلمات هذا الأمر لأزواجهن .. ففرض الله تعالى الحجاب كي تحفظ المؤمنة نفسها من مجرد طلب هذا الأمر منها
لكنه لم يقل لمن لم تحتجب .. اقبلي العرض وافعلي الفاحشة .. وإلا هات الآية التي تأمر بهذا يا أخي


اليس في هذا معنى الطبقيه يعني اليس يعني انها تكشف وجهها حتى لا تتشبه بالحراءر فالحرائر شريفات والامه غير شريفه ؟
الأحكام الشرعية على الإماء تختلف عنها على الحرائر .. فيجب التفريق بينهما .. فمثلاً من تأتي بالفاحشة من الإماء .. عليها من الحد نصف ما على الحرائر ..
    :
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ...[النساء : 25]

فكيف تعرف الحرة من الأمة لتشهد عليها وتطالب بتطبيق هذا الحد ؟

أخي الكريم .. الإماء في الماضي كانت تبيع الهوى وتتاجر بجسدها وتعمل في البغاء إلا من رحم ربي .. كان معروف أنها لكل من اشتراها وقد يهبها لغيره .. الإماء هن من وضعن أنفسهن في وضع غير شريف حتى من قبل ظهور الإسلام وكان الفساق يعلمون هذا عنهن .. إلا من آمنت وعملت صالحا واتبعت دين الله .. أمرها الله تعالى بالحجاب . ورأفة بها مرخص لها أن تضع نقابها كالقواعد من النساء .. هل عندما أباح الله للقواعد من النساء أن تضع نقابها .. جعل بهذا طبقية بين الشابة والعجوز ؟ وهل بهذه الرخصة يبيح الله تعالى لها فعل الفاحشة والعياذ بالله ؟

.كذلك .. إن كان الإسلام والعبادات للأحرار فقط .. فلماذا سمح الله تعالى للعبيد والإماء بالدخول في الإسلام أصلاً ؟

قال الله تعالى :
وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ .... [البقرة : 221]

أما عن الطبقية بين الإماء و الأحرار فقد زرعتها المجتمعات و اختفت بمرور الزمن كاختفاء ظاهرة التبني التي كانت منتشرة في كل أسرة قديماً .. ولن يأتي الإسلام ليبدل ما اعتادت عليه المجتمعات في يوم وليلة رحمة بالناس التي اعتادت على سلوك معين على مدار سنين

لذلك أنزل الله تعالى العديد من الكفارات تتمثل في تحرير الرقاب .. أي عتق الإماء والعبيد وجعلهم أحراراً كساداتهم وإزالة الطبقية بينهم والفوارق .. ويصبح من كان خادماً عندك بالأمس .. سيداً في قومه في الغد . ومن كانت أمة خادمة بالأمس .. تصبح سيدة في بيت زوجها وأم لأبنائه . ولكن الطبقية في نفوس البشر أنفسهم لن تنتهي إلا عند من رحم الله

كذلك حث الإسلام على زواج الأحرار بالإماء وزواج الحرائر بالعبيد .. فكيف يكون في الإسلام طبقية وهو يبيح الزواج بالإماء والعبيد من أسيادهم ؟ والدليل في الآية السابقة

و    : "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (النور 33)

وعلى فكرة .. الأمة لم تكن أداة للاستمتاع فقط كما يتخيل بعض المرضى من أعداء الإسلام لأن هناك من الإماء من كانت متزوجة بعبد آخر.. ويحرم الدخول على الأمة المتزوجة
الإماء كانت للخدمة الشاقة في مجتمع الصحراء أو سبايا الحروب

واخر سؤالي هل يحق للمسلم ان ياخذ عدد غير محدود من الاماء ؟
قبل الإجابة يجب أن نعرف أن الإماء منهن المؤمنات ومنهن الكافرات ومنهن من تم سبيها في الحرب
أما الكافرات فلا تجوز معاشرتهن     : وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ... [البقرة : 221]

وأسألك إن تم سبي 3000 أمة مثلاً
أين تذهب هذه الإماء ؟ومن غير المعقول ولا العدل أن تتم إعادتهن إلى ديارهن لأن فريقها لديه من سبايانا وأسرانا أيضاً .. ولأن السبايا مغنم من مغانم الحروب حتى يومنا هذا .. فإما أن تدفع أسرتها أو تدفع لنفسها أو تدفع لها بلادها دية وتحررها ومحرم عليه رفض تحريرها إن ضمن عدم محاربتها لله ورسوله وضمن عدم إفسادها في الأرض .. وإما أن يتم استبدالها بأسرى مسلمين .. وإما أن يحررها سيدها لوجه الله أو كفارة

وإلا .. فهل يجوز إطلاقهن في الشوارع والطرقات لنشر الرذائل والإفساد في المجتمع ؟ أو أن يتم إطلاقهن ليتاجرن بأجسادهن لإشباع فقرهن وحاجتهن ؟ و إن كانت من نساء الحروب فبالتأكيد سيكون هدفها الإفساد في مجتمع أعدائها
أم تعود إلى ديارها ولا يزال لديهم أسرانا يعذبونهم ويقتلونهم ؟

وبرغم هذا .. فلم يتركها الإسلام دون رعاية واهتمام حفاظاً على المجتمع من شرورها إن وجد .. ورأفة بها وجعلها في رقبة رجل يتكفلها رعاية إطعاماً وكسوة وزواجاً إن اراد وإن قبلت هي .. لأنها بشر أولاً وأخيراً

لذلك فمن استطاع من الرجال تولي مسؤولية اي عدد من الإماء بالإنفاق عليهن طعاماً وكسوة فليفعل إلى أن يتم البت في أمرهن إما باستبدالهن بأسرانا وإما بدفعهن دية وتحرير أنفسهن والعودة إلى ديارهن .. وهي ملك سيدها إن اراد الزواج منها تزوجها وإن أرادت هي الزواج بعبد آخر أو سيد آخر أذن لها سيدها بالزواج حتى لا تنتشر الرذيلة في المجتمع

    :
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 33]

أي والذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم أو غيره فليطلبوا العفة عمَّا حَرَّمَ الله حتى يغنيهم الله من فضله, وييسر لهم الزواج. والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه. ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى طلبًا للمال، وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن العفة وأنتم تأبونها؟ وفي هذا غاية التشنيع لفعلهم القبيح. ومن يكرههنَّ على الزنى فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن، والإثم على مَن أكْرههن. " التفسير الميسر "
انتهى

إذاً يا أخي .. الله تعالى الذي أباح امتلاك الإماء .. هو الذي أمر بتحريرهن إن أردن تحرير أنفسهن أو إن أردن الزواج والعفة

كذلك بدلاً من وضعهن في سجن فتُهان كرامتهن ويصبحن منبوذات في المجتمع وقد يرتكبن الفواحش في هذا السجن لأنهن لا يجدن زواجاً ومحرومات من العيشة السوية .. وبالمثل للرجال العبيد

أليس هذا عدلاً وإكراماً لإنسانيتهم حتى مع العبيد والإماء وسبايا الحروب من جيوش الأعداء ؟
---------
لذلك فعلى سيدها الذي يمتلكها مسئولية حددها القرآن الكريم الذي أباح له امتلاكها بالإضافة لما سبق

قال الله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا } قال ابن كثير – رحمه الله - : "قال ابن عباس كان أسراهم يومئذ مشركين ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسارى فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء ... قال مجاهد هو المحبوس أي يطعمون الطعام لهؤلاء وهم يشتهونه ويحبونه . انتهى

و قال صلى الله عليه وسلم: في العبيد :" إن إخوانَكم خَوَلُكم جعلهمُ اللَّهُ تحتَ أيديكُم، فمنْ كان أخوهُ تحتَ يَدِهِ، فليُطْعِمهُ مما يأكلُ، وليُلبِسهُ مما يَلبَسُ، ولا تُكَلِّفوهم ما يَغْلِبُهُم، فإنْ كَلَّفْتُموهم ما يَغْلِبُهم فأعينوهم " صحيح البخاري

حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعتق الأمة التي مات سيدها ولديها أبناء .. فلا تباع ولا توهب ولا تسترق من بعده بل تصبح من الحرائر

والآن وبعد كل هذا الأجر والثواب والإكرام .. هل أنت كمسلم مقتدر قادر على الإنفاق .. يمكن أن تبخل بهذا العمل العظيم وهو رعاية الأسرى أو تحرير رقبتهم حتى وإن كانوا من أعدائك ؟
هل إن كنت تطبق الإسلام الصحيح ورغبت في امتلاك أي عدد من الإماء للإنفاق والإيواء والرعاية .. هل يمكن أن تنهرهن أو تجبرهن على شئ لا يردنه ؟ هل يمكن أن تمنعهن من تحرير أنفسهم أو الزواج إن أردن العفاف ؟

إذاً من يريد تطبيق الإسلام .. عليه أن يطبقه كاملاً كما أُنزَل .. لا أن يطبقه في امتلاك الإماء والعبيد و يخالفه في تحريرهم
الحمد لله على نعمة الإسلام فهو يربينا ويعلمنا الكرم ولا يفرق بين غني وفقير ولا يدعو إلى نشر العبودية بل بالعكس يحث على القضاء عليها وتحريرها