بين الذات والضمير…تكمن السعادة

تقول :

في يوم من الأيام بينما كنت أتصفح النت قرات مقولة فعلا شدت انتباهي وبعثت في نفسي اليقين
وأشعلت عزيمتي التي كادت تخبو …وتأكدت باني لست بمجنونة ….فحمدت الله على ذلك …
وكان نصها ما يلي:

قال جون لينون…عندما كنت في الخامسة من عمري كانت أمي تعلمني أن السعادة هي مفتاح النجاح
وعندما ذهبت للدراسة سألوني في الامتحان …”ماذا تريد أن تكون في المستقبل “فكتبت لهم سطرا واحد…
” أريد أن أكون سعيد “لكن بعد التصحيح قيل لي ” خارج عن الموضوع.. لم تفهم السؤال”
فأجبتهم…بل انتم ” لم تفهموا معنى الحياة ”
تساءلت خلال قراءتي…من عساه يكون جون لينون …هل عاش السعادة….ما كان اعتقاده…
ما كانت أفكاره …هل مازال موجود…أم انه ميت

لكني بعد برهة تذكرت مقولة أخرى قرأتها يوما ما ل”عبد الله علي العبد الغني ”
في كتابه الرائع “افعل شيئا مختلفا “يقول فيها

“لتكن قدوتك المعلومة ..لا قائلها…فالحق لا يعرف بالرجال بل اعرف الحق تعرف أهله”
فلا يوجد كتاب علم كله حق كامل بعد القران والسنة لذا كان الحث الرباني على أن نكون ممن قيل فيهم
في سورة الزمر الآية 18


“الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”

فآمنت بتلك الفكرة واتخذتها دستورا في حياتي…فكانت مفتاح ثورة وثروة فيها…
لا أنكر أني خسرت بعض الأمور ولكني بحمد الله راضية عن الباقي وتعلمت أن الخيال قد يمنحنا القوة
والعزم والإلهام….ولكنه وحده لا يكفي لنكون كما تخيلنا إذ ينبغي أن ننطلق بسلوكياتنا مبحرين
بالخيال نحو هدفنا المرجو لأنه من عاش في الخيال …لا محالة غارق وهالك

ومن خلال تأملاتي البسيطة أيقنت أن قدرة الإنسان تفوق مخيلته إذ تخيل يوما اختراع الغواصة
وحلم بالطيران ..لكنه حقق أكثر من ذلك فكان التحكم في الهندسة الوراثية …والحرب البيولوجية

ولكن لطالما أعطينا لأنفسنا إيحاء بالخوف فتوقعنا منذ البداية الفشل وتوقفنا عن سعينا نحو النجاح
لاعتقادنا بان الطريق مسدود ونسينا أن المحاولة الأخيرة قد تكون مصدر الخلود ومثال ذالك توماس أديسون
مخترع الكهرباء الذي رسم اسمه في تاريخ البشرية الأزلي بحروف من ذهب مرصعة بالألماس
إذ تمكن من إخراج العالم من الظلمات إلى النور
وكما قال طارق السويدان “لو كان توماس موحدا لاستحق وعن جدارة أن أترحم عليه”

فالسعادة والنجاح يجب أن يكونا هدف كل منا …واعتقد اعتقادا راسخا لا يشوبه غموض أن السعادة
هي القدرة على العطاء والحب دون انتظار المقابل من بشر ….إن السعادة هي التوازن بين الغرائز
والرغبات الخاصة ..بين الذات والضمير…وقد ألخصها بقولي

“ساعة لربك وساعة لقلبك”

دون أن ننسى “المراقبة” إذ يقول احد المتخصصين “راقب أفكارك لأنها تصبح أفعال …
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات…وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك …
وراقب طباعك لأنها حتما من يحدد مصيرك ”

وقد الخص أسباب السعادة في تذكر نعم الله إذ يقول المولى عز وجل

“إن تعدو نعم الله لا تحصوها ”

فاحمد الله من أعماقك على كل نعمة أدركتها بإحساسك أم لم تدركها بعد واسأله أن يديمها عليك
وارض بما قسمه الله لك …إذ يقول ابن تيمية رحمه الله

“الرضا باب الله الأعظم ..وجنة الدنيا…وبستان العارفين “

وتيقن انه لا شيء يتغير بالحياة .بل نحن من يتغير إذ

“لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”

وان كان الماضي جزءا من الفرد..احذروا أن تفكروا فيه فتذكره والبكاء عليه
والتفاعل معه ما هو إلا جنون
” إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ”

ولا يسعني في الختام إلا أن أدعو نفسي وإياكم إلى تغذية نفوسنا بالشكر
فما انقص شكر من قيمة إنسان…اشكروا لله ولا تنسوا أن تشكروا للناس ..
قل “شكرا” لمن يستحقها ولا تعتقد أنها كلمة صغيرة بلا تأثير…
فلو انه كل من قال أو فعل جميلا وجد من يقول له شكرا …
لاتسعت مساحات الجمال في هذا العالم

قل شكرا ولا تنتظر “عفوا”
كن ايجابيا…متفائلا…دائم الابتسام


منقول

fdk hg`hj ,hgqldv…j;lk hgsuh]m