ليسوا ملائكة ( أو النائب العام ورفاقه )

بقلم / محمود القاعود

سارعت اللعوب إلى الإمساك بهاتفها المحمول ، دققت فى الشاشة .. عشيقها المسجل باسم مستعار .. ” مصطفى ابن اختى .. يتصل بك”، ردت بسرعة : واحشنى موت يا باشا ..

أجاب رئيس المباحث : فيه حد عندك ؟

ردت بغنج : لأ يا سيد باشا

تنهد ثم قال بصرامة : لازم أشوفك بكرة عشان نخلص القضية ، هكلمك بالليل .. سلام دلوقتى ..

- حاضر .. مع ألف سلامة يا حبيبى ..

كان رئيس المباحث يُريد تطليقها من زوجها ، وجعلها ترفع دعوى طلاق لينظر فيها صديقه المستشار رئيس المحكمة .. وبالفعل تم تطليقها لتعيش بجوار سيد باشا .. هكذا استخدمت اللعوب القضاء “الشامخ” لتشبع رغباتها الآثمة المحرمة ..

واقعة حدثت ، ولها شهود يصرخون : لا قداسة إلا الله .. القضاة بشر وليسوا ملائكة .. القضاء المصرى تم مسخه طوال ثلاثين سنة .. تواترت الأنباء عن قيام بعض الراقصات بتعيين وكلاء النيابة ..

تذكرت هذه الواقعة بعد موقعة “النائب العام” وتحديه لقرار فخامة الرئيس محمد مرسى القاضى بعزله، واستمراره فى منصبه .. تذكرت هذه الواقعة بعدما أعلن الجهول المدعو أحمد الزند رئيس نادى القضاة أن تعيين أبناء القضاة سيستمر ، وأنه لن تستطيع قوة فى مصر إيقاف زحف القضاة المقدس !

منذ سنوات طويلة ، وهم يحشرون فى عقول المصريين حدوتة ” قدسية القضاء” وكأن القاضى ينزل عليه الوحى ، وكأن أحكامهم هى القرآن الذى لا تعقيب عليه، وكأن القاضى هو “النذير البشير” !

الحقيقة عكس ذلك تماماً .. القضاة بشر ، وبينهم من أفسد وانتهك الحرمات وهتك الأعراض وأصدر الأحكام الجائرة .. القضاة بشر وبينهم من سرق أراضى الدولة ونهب أموال الدولة .. القضاة بشر وبينهم من استغل منصبه للسلب والتخريب .. القضاة بشر وبينهم من استغل حصانته للتجارة فى المخدرات والمحرمات .. القضاة بشر وبينهم من يؤذى جيرانه .. القضاة بشر وبينهم من يحكم بأمر الشيطان .. القضاة بشر .. ومن يقول بعكس ذلك فهو كهامان الذى زين للشعب أن الفرعون هو ربهم حتى خرج ليقول للناس ” يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى ” !

لماذا وصلنا إلى هذه الأوضاع المقلوبة ؟

أى منطق يقول أن طالب الحقوق الذى يتم تعيينه فى النيابة يتقاضى راتبا يضاعف رواتب عدة أساتذة بالجامعة ؟

أى منطق يقول أن سيارات أعضاء النيابة غير قابلة للتفتيش والتحقيق ؟

أى منطق يعطى حصانة لفئة من البشر دون غيرهم ؟

أى منطق يعطى فئة من البشر استراحات وشاليهات وقصور وسيارات فارهة ومرتبات خيالية ، وذلك لأنهم يرتدون البدل الفاخرة ويؤجلون القضايا ويُعذبون عباد الله ؟

فى أى شرع أن أحكام القضاء ” مقدسة” لا يأتيها الباطل ؟

الله سبحانه وتعالى يحذر عبده ورسوله داود عليه السلام من الظلم ” يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ( ص:26 )

و روى عبد الله بن عمر عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : “القضاة ثلاثة : قاضيان في النار ، و قاضي في الجنة ، قاضي قضى بالهوى فهو في النار ، و قاضي قضى بغير علم فهو في النار ، و قاضي قضى بالحق فهو في الجنة

الحديث واضح .. لا قداسة .. لا قدسية .. لا زحف مقدس .. لا بدل طعام أو استراحات أو مصايف أو سيارات فامييه ضد التفتيش .. لا تعيين أبناء القضاة .. لا رفض العزل وتحدى السلطات ..

تُرى كم قاضياً قضى بالهوى ؟؟ اللهم إلا إن اعتبروا أنفسهم “منزهون” عن الهوى وصدقوا أكذوبة أنهم من عالم آخر !

إن ما فعله النائب العام عبدالمجيد محمود برفضه الخروج من منصبه ، يحوّل الدولة المصرية إلى غابة ، البقاء فيها لمن يحشد “الزحف المقدس” ويحرك الأتوبيسات ويشهر السنج والمطاوى فى الفضائيات .. ولذلك فإن أولى أولويات فخامة الرئيس محمد مرسى أن يعمل بإصرار على تطهير القضاء ، وأن يعمل على حذف كلمة “القداسة” التى يعيشون فيها ويروجون لها حتى يستمر عصر الفوضى و “الكوسة” الذى جعل القضاء ينحصر فيهم وفى ذراريهم ..

على الشعب المصرى أن يساند الرئيس فى تطهيره للقضاء .. فالزنديون يستعدون للزحف “المقدس” للالتفاف على الثورة وللاستمرار فى وضعهم الشاذ ” دولة داخل الدولة”.

سر يا فخامة الرئيس وكلنا معك والنصر لنا بإذن الله .


khzf ths]