مظلومية
الزهراء
قصة لا أكاد أقبلها عقلًا، وناقشت الكثير من الشيعة حول هذا الموضوع، ووجدتهم للأسف يتابعون ما في كتبهم دون الحكم للعقل، والبعض تجنب الحوار في هذه القصة المختلقة نظرا لعدم إيمانه بها, ولكن قررت أن أكتب نقدا لهذه الأسطورة المزعومة، ولا أدعى أني ألفُتها جميعها ولكن هذه حصيلة قراءتى للكتب من محبي آل البيت والبعض كتبتها بما تيسر لى بالأدلة العقلية والمنطقية دون التطرق إلى طرق الأحاديث وأسانيدها، وبالله التوفيق:-

* المعروف أن العرب في الجاهلية كان لديهم قيم ومبادئ، وإن كانوا يعبدون الأصنام، ولكن هذه القيم مكتسبة بالفطرة الإنسانية ومتورثة عن أجدادهم، فلا يُقبل أن يعتدى أحد على أعراض أو أملاك الآخرين، فقد تنشب حرب بين القبائل أو العشائر أو حتى في قبيلة واحدة بسبب هذا التعدي, فضلًا عن مجيء الإسلام الذي أنار طريق الناس بقيم إنسانية سامية ليحفظ حقوق الإنسان والإنسان نفسه, فالمسلمون يعلمون أن ضرر الإنسان لنفسه قد يهلكه، كما قال سبحانه تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) , و أمرت الشريعة الإسلامية بحفظ حقوق الزوجة من جانب الزوج، وقال سبحانه تعالى: (وعاشرهن بالمعروف) , فالزواج علاقة شرعية حث الله عز وجل عليها لإعمار الأرض، وذلك لعبادته وتطيبق منهجه, وحفظ حقوق الآخرين من الأمور الأولية التي تطرق إليها الشارع، فما بالك بحقوق الزوجة التي خلقها الله عز وجل ضعيفة جسديا وجياشة المشاعر لتكمل النصف الآخر؟! ولذا، كان الرجل هو السيد والراعي والمسئول عن زوجته بما يملك من قدرات ميزه الله عز وجل بها عن المرأة , ولذا الرعاية وحفظ حقوق الزوجة من أجلِّ الأمور في الشرع الإسلامى, فكيف إخوانى وأخواتى نقبل بأن عليًّا رضي الله عنه وهو سيد المحبوبين يترك محبوبته وزوجته يُكسر ضلعها ويسقط جنينها وهو واقف ساكنٌ , بالله عليكم أتقبلون هذا الكلام بعد بأن أوضحنا ما حث الله عز وجل عليه من حقوق الزوجة للزوجها، وأنها من أجل الأمور؟ وليس ذلك فقط، بل الله عز وجل حث أيضًا عند الطلاق على أن يسرحها بإحسان، كما قال سبحانه ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) فأين الإحسان في أن يترك الزوج زوجته تُضرب ويكسر ضلعها؟ فما بالك بالفرق الشاسع بيننا وبين علي رضي الله عنه وبين بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين ونسائنا * لنسأل ملحدًا فاسد العقيدة ولا يؤمن بوجود الله عز وجل , لو أتى رجلٌ ودخل بيتك بالقوة رغما عنك وأراد أن يؤذى ويضرب زوجتك ماذا تفعل ؟؟!!سيقول الملحد مفتخرا بشجاعته ورجولته إنه سيدافع عن زوجته حتى لو تكلف ذلك عمره .....
أخي/ أختاه، سلمكم الرحمن ..أرايتم؟ حتى الملحد يبتغي أن يظهر شجاعته وبطولاته خائفًا من نظرات السليبة للمجتمع من حوله وهو يعلم بأن مثل هذا الموقف لا يقبله حتى أبناء ضلالته من الملحدين، بل يخشى بآن يعيره الناس بأنه ديوث وليس برجل ,, فيرواده شعور مستقبلًا بمن تقبله بعد ذلك بأن تتزوج منه حتى ولو كانت ملحدة مثله ؟؟!!!!
إخواني/ وأخواتي رعاكم الله، هل تعلمون عمَّن نتحدث ؟؟؟!!!
نحن نتحدث عن أمير المؤمنين وعن مكانته ومنزلته وشجاعته، بل هو أشرف وأكرم من أن أكتب عنه في سطور بسيطة لمنزلته ومكانته رضي الله عنه، يكفينا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه أحب الله ورسوله وأحبه الله ورسوله) وزوَّجه أحب الناس إليه ابنته فاطمة رضي الله عنها , وكل أب يزوج ابنته لرجل ليحفظ حقوقها ويراعاها ويدافع عنها, فكيف تقبلون- وفقني الله وإياكم للحق - هذا الكلام على علي رضي الله عنه، من تقاعس عن الدفاع عن زوجته وبنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ فإن لم تكن هذه إساءة لعلي رضي الله عنه، فما تكون الإساءة إخواني وأخواتي ؟؟!!

* والغريب، أن يحاول علماؤكم أن يبرروا سكوت علي رضي الله عنه، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصاه بحدوث أمر ما، وأمره بالصبر لأجل مصلحة الإسلام والمسلمين !!

فنقول: أي مصلحة تنفع الإسلام والمسلمين بوجود أناس ارتدوا على أعقابهم، بل وجودهم يفسد الإسلام وينشر المفسدة في المسلمين؟ وهذا قول علمائكم زملائي الأعزاء بأن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إلا نفر قليلٌ لا يتعدى عدد الأصابع" فما المصلحة من بقاء هؤلاء وانتشارهم؟ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قاتل المشركين والكفار لينشر الإسلام، وعلماؤكم يقولون بخلاف ذلك, أتصدقون من إخوانى ؟؟ولا سيما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بجهاد الكفار والمنافقين في قول الله سبحانه ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) أليس علي رضي الله عنه متبعًا للنبي صلوات الله عليه وأتم التسليم؟ فكيف نقبل وصية مكذوبة تخالف قول الله تعالى وفعل رسوله وتخالف الفطرة الإنسانية وتسيء إلى علي رضي الله عنه ؟؟
وهل الوصية التي ادعي علماؤكم أن النبي أوصى عليًّا رضي الله عنه بأن لا يدافع عن زوجته وابنته، تعارض الدفاع والذب عن الزوجة؟ وقد أوضحنا سابقًا حقوق الزوجة على الزوج , بل من أوجب الواجبات الدفاع عن الزوجة وحفظ حقوقها . قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني) , فما بالكم - حفظكم الله - بمن يضربها ويكسر ضلعها ويسقط جنينها، بينما يقف ساكنًا عليٌّ رضي الله عنه؟! أليس النبي يغضب بغضبها والغضب أهون من المصائب التي تتحدثون عنها، فضلًا عمَّا حدث لها من الأذى بالله عليكم ؟؟ أهكذا يطبق عليٌّ رضي الله عنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويحافظ على ابنته ويمنع غضبها ليرضي الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟!!!
أليس في الوصية تعارض مع قول الله تعالى وتعارض مع كلام النبي نفسه والفطرة الإنسانية وعادات العرب وقيمه ؟؟؟!!!!!!
وهنا نسأل إخواني وأخواتي.. لماذا لم يخرج الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، على عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ فقد خرج الحسين على يزيد ولأنه كما تقولون خليفة ظالم، ألا تعتبرون أن عمر بن الخطاب ظالمًا؟ بل إن ما فعله عمر رضي الله عنه لم يفعله يزيد من قتل والدتهما الزهراء! وإن قال قائل بأن الحسن والحسين صغيران، نقول بأن وقت وفاة
الزهراء
كان عمرهما عشر سنوات وعاش عمر بن الخطاب بعدها اثنتي عشرة سنة , سنتان في حكم أبو بكر رضي الله عنه وعشر سنوات كان خليفة رسميًّا للمؤمنين، وكان الحسن والحسين رضي الله عنهما في ريعان الشباب في العشرين من عمرهما، أم هل أوصاهما أيضا النبي بعدم الخروج أو القتال ؟؟!!!!!!!!!!!
*ومما يوضح كذب هذا الافتراء إخواني، أن
الزهراء
ذهبت إلى أبي بكر رضي الله عنه لتطلب حقها من فدك، وهنا إشكال.. هل شفيت واسترجعت قوتها وجمعت قواها حتى استطاعت الذهاب لتطلب حقها ؟؟ إما أن موتها لم يكن بسبب هذه القصة المكذوبة ؟؟!!!*
أسألكم بالله: أيرضى أحدكم أن زوجته تذهب إلى من أرادوا قتلها وتطلب منها حقها من ميراث أبيها؟ أترككم لتحكموا عقولكم على هذا الكلام ؟؟!!!!!
* والعجيب نرى أن عليًّا رضي الله عنه زوج ابنته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ بالله عليكم أترضى بأن تزوج ابنتك لمن قتل والدتها، حتى وإن كان عليٌّ قد قبل رغمًا عنه وهذا ما يقولوه علماؤهم وإن كنا لا نقبل كلامكم ووصفكم لعلى رضي الله عنه بالهزيل الضعيف الجبان، ولكن هذا كلام لكل من يصدق هذا الهراء ويريد أن يتنقص حق أمير المؤمنين عليًّا, و هل ترضى بنت بأن تنكح وتقيم مع زوج قتل أمها؟ أهكذا يجازى عليٌّ رضي الله عنه من قتل زوجته ؟؟؟؟ !!!(هذه الزيجة ثابتة ومتواترة في كتب الشيعة ولدينا الأدلة لمن يريد التحقق منها) ..
* إنه من المتقرر في النفوس أن الإنسان يختار لأبنائه أحب الأسماء إليه، ولا يخالف ذلك إلا المعاند والمكابر وتسمية على رضي الله عنه أبناءه بأبى بكر وعمر كانت لمكانتهم ومنزلتهم في قلب عليٍّ رضي الله عنه، وهذا مما يؤيد بطلان أسطورة مظلومية الزهراء... ( لدينا المصادر تثبت بتسمية أبناء على بأبى بكر وعمر )
* وهذه الروايات تعارض قول على رضي الله عنه : نحن أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب ولا ستور إلا الجرائد، وما أشبهها ولا وطاء لنا ولا دثار ؟؟!!!
والروايات تثبت بآن البيوت أنذاك من الطين والأبواب من جرائد النخيل، فكيف يعصر باب
الدار
عليها ويدخل السمامير في ضلعها ... اعتبروا يا أولو الأبصار وتدبروا هذا الكلام، هداكم الله للحق والصواب أعزائى ..( والمصادر لدينا لمن يريد التحقق منها )
* ومما يدل على أن هذه القصة مكذوبة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم آن
الزهراء
أول الناس لحقا بى فكيف يسقط جنينها ويموت؟ بل البعض ادعى بأن النبي أسماه محسنًا ؟!....وحاشا الله أن النبي يكذب فيما أخبر أمته ، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو وحى يوحى, وهذا الحديث موجود في كتب الشيعة .

وفى ختام منشوري، أشكر كل من قرأه بتمعن وبتأمل، وأدعو كل شيعي حر باحث عن الحق، أن يتدبر ويتفكر؛ فقد وهبنا الله عز وجل عقلاً وفطرة سليمة، وميزنا بها عن باقى المخلوقات والكائنات الحية , فلا توجد حياة أخرى بعد انتهاء حياتنا, فابحثوا عن الحق بالقراءة والمطالعة في القرآن الكريم وكل الكتب التي تدل صاحبها للحق , حينها حكموا عقولكم !
ولا تنسوا الدعاء إخواني/ وأخواتي بأن الله يرشدكم للحق والصواب، فهو مجيب دعوة الداعى . وعذرًا على الإطالة؛ فهذه كلمات خرجت من القلب إلى قلب كل باحث عن الحق , فأرجو أن أكون وُفقت فيما كتبته لكم , قصدنا بها الأجر من الله عز وجل والهداية لكم . وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الحبيب وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بقلم العبد الفقير ..موحد بالله

rwm huj]hx fdj hg.ivhx fdk hgprdrm ,hgodhg >>