جزاكم الله خيرا أستاذنا ادريسي على الأجوبة الرائعة ، وبارك فيك وفي علمك ...

قد يبدأ طالب العلم بدراسة تفسير القرطبي مثلا أو تفسير ابن كثير وغيرها من التفاسير الكبيرة مع أن مستواه العلمي لا يليق به إلا أن يبدأ بتفسير ميسر للقرآن الكريم .. فهنا عدم مراعاة أي الكتب التي تتحدث في نفس المجال لها الأولوية حسب المستوى العلمي لطالب العلم قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة .

من خلال تجربتي فأنصح بتفسير العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله ، المسمى : ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) فهو تفسير سهل وسلس ومختصر يناسب المبتدىء في التفسير .

من أين أتيت بأن الله يساويك في الحساب بشخص ظروفه أحسن منك إن كانت أفعاله ونيته نفس أفعالك ونيتك ؟!! .. بل دلت الأدلة الشرعية على غير ذلك .. مثلا قوله عز وجل : {... لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }{الحديد:10}

قلت : بل قد يكون انفاق الفقير الدرهم الواحد هو أفضل عند الله ، من انفاق الغني الثري لمائة ألف درهم ...

قال ابن خزيمة في "صحيحه" (2443) : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا صفوان بن عيسى ، حدثنا ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبق درهم مائة ألف " ، قالوا : يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟ قال : " رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما فتصدق به ، وآخر له مال كثير ، فأخذ من عرضها مائة ألف " . [حديث حسن لذاته : لأجل محمد بن عجلان وهو صدوق حسن الحديث ، والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، واجتباه النسائي ].


قلت : فالفقير بالنسبة لماله وحاله ، هو أكثر انفاقا لأنه قد انفق الشطر (أي 50 %)
أما الغني بالنسبة لماله وحاله ، هو أقل انفاقا ...

لذا كان الفقير هو السابق والأفضل من جهة الانفاق وان قل ...