النتيجة واحد
النتيجة واحد صفر

لا تسأل عن حال الأمَّة؛ فأمَّتُنا كأنها تحيا في أضغاث أحلام،
فترى القومَ يتنافسون على قطعة زجاج يحسبونها ألماسًا، والألماسُ الحقيقي
رؤيةٌ صادقة لم يرَها القومُ بعدُ، إلا من صَفَتْ نفسُه، وطهُرتْ سريرتُه لرؤيتها،
فطوبى للغرباء.

إن سألك أحدُهم: ما وجه المقارنة بين الكرة الأرضية وكرة القدم،
فلا تتسرَّع في الإجابة، وتعتقد أنه سؤال سهل؛ فالإجابة وإن بدتْ يسيرة،
ولكنها في الحقيقة مؤلمةٌ للنفس، غائرةُ الجرح، صعبةُ التصور.

وإن تسأل عن الفريقين، فلديك كرةٌ أرضية مُسخَّرة للبشر، تحمل الخيرَ في
أرضها وسماها، وكرة قدم تحمل البغضاءَ والقطيعة في ليلها وضحاها.

النتيجة واحد

وإن تسأل عن الهدف، فسترى كرة أرضية استخلَفنا الله فيها؛
لنعبده ونُعمِّر ونُصلِح، وأخرى كروية استخلفنا الأعداء عليها؛
لنلعب ونلهو ونوالي ونعادي من أجلها.

وإن تسأل عن أعضاء الفريقين، فكلاهما من البشر، مع الاعتذار للعوالم
الأخرى من الكائنات؛ فقضيتنا عمَّن يحمل الأمانة وسيُسأل عنها.

وإن تسأل عن النتيجة، فالنتيجة واحد / صفر لصالح من أدَّى الأمانة،
وعَلِم الهدف من وجوده في الحياة، وعمل لهذا الهدف، وكان طموحه مد
بصره هناك، حيث الراحة أبدية، والنعيم مُقيم، والخسارة والضياع لمن
ضيَّع عمره في اللهو واللعب واتِّباع الشهوات، حيث العذابُ الأليم،
والخزي العظيم، وبئس المصير، نسأل الله العفو والعافية،
والسلامة والنجاة في الدين والدنيا والآخرة.

النتيجة واحد

الحب الجنوني للسَّاحرة، كرَةِ القَدَم

عَجبًا! كيف يُصِر الإنسان على التِّيه والإغراق في ظلمات التَّخدير؛
زاعمًا أن ذلك مِن حبِّ الأوطان ضاربًا عرض الحائط كلَّ مقومات
النُّهوض! ولم يستمد الشُّعاع مِن النُّور!

عَجبًا! في الوقت الَّذي ترزَح أغلب بلدان العالم الإسلامي تحت نِيرِ
الاستِخْرَابِ بنوعيه القديم والجديد بقيادة الدَّركي العالمي، في الوقت الَّذي
تتبوَّأ بلدان العالم العربي مراتبَ ذَيْليَّة في التَّعليم والتَّنمية من خلال تقارير دوليَّة..
وبطالة الخريجين في تَصاعُد مهول ولا مبال! في الوقت الَّذي تُحاكُ الدَّسائس
ضدَّ بلدان العالم الإسلامي.. نجد أبناء الأمة غارقين في أوحال عبودية
السَّاحرة المستديرة لتَكريس هوان الأمَّة وضياعها..
ولكن لا يُبصرون! على حد قوله تعالى:

{وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف: 198].

النتيجة واحد

كما صار البعض الآن - إن لم نَقُل: الغالبيَّة الساحقة - يتحدَّثون عن
هذا "المذهب الجديد" في أوربا والبلدان النصرانيَّة؛ الَّذي اسمُه كرة القدم،
الَّذي له ملايين الأتباع والحواريِّين، يذهبون إلى الملاعب لعبادة إلهِهِم، ويجلسون
أمام الشاشات لمتابعته، ويوالون ويعادون عن تعاليمه، بل يموتون أحيانًا من أجل
نُصرَته! فهل العالم مُقبِل على "مذهب جديد" له أتباعُه؟! وإلا ما الَّذي يفسِّر
النجاح الباهر لهذه الرِّياضَة التي تحوَّلت إلى رياضة كونية، وانتقلت عدواها
إلى العالم الإسلامي، فألهت أبناءه وصرفتهم عن قمم الأعمال إلى سفاسفها!
لو سألتهم عن أيِّ لاعب في العالم؛ لسردوا لك كل شاذَّة وفذة عنه، لكنَّك
لو سألتهم عن رسولنا الكريم - صلى الله عليه سلم - الَّذي يساء إليه
من خلال الحملة العالمية الظالمة على الإسلام والمسلمين بدعوى
الإرهاب، صفاتِه الخلُقيَّةِ والخلْقيَّةِ.. لعَجَزوا عن الكلام! إنها
عبادة الهواء الَّذي يملأ الكرة المستديرة! عبادة الهوى..
صدق فينا قول ابن القيم رَحِمه الله:

هَرَبُوا مِن الرِّقِّ الَّذِي خُلِقُوا لَه *** وَبُلُوا بِرِقِّ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ!

النتيجة واحد

ما السِّرُّ في هذا الإقبال على هذا الكيس المملوء هواءً،
ولو على حساب طاعة رب الأرض والسموات؟!!


كرة القدم التي أثبتَ العِلْم الحديث أنَّ المدمنين عليها يتعرَّضون إلى
اضطراب نبض القلب نتيجةَ تعلُّق القَلب وتركيز المتفرج بقَدَم اللاعب،
إنها قد حطَّمَت قلوب البعض فِعلاً؛ فالتوتر الَّذي يشد اللاعبين والمتفرِّجين،
على حد سواء، يؤدِّي إلى زيادة مخاطر الجلطات الدمويَّة، ويؤدي إلى ارتفاع
مُريبٍ في عدد دقَّات القَلْبِ، إلى اضطراب النبض، وإلى العديد من حالات
ارتفاع ضغط الدَّم، وأدت إلى ارتفاع نسبة مشاكل القَلْبِ
والدَّورة الدمويَّة عند الكثيرين بشكل ظاهر..

بالإضافة إلى الأضرار الجسَدية، يغيب عن أذهانِنا ضياع الأوقات
والساعات الطوال في مشاهدة مباراة في كرة القدم على حساب صَلَواتنا
وأذكارنا واستغفارنا، وأداء المهام الدنيوية المنوطة بنا أحسن قيام..
إن لم نُقلِع فسُنُحَاسَب على ذلك الوقت ((وَعَن عمْرِه فِيما أفناه))،
وَيَقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

((نِعمَتان مَغبون فيهما كثير من النَّاس: الصِّحَّة، والفراغ))؛
رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رفعَه،


النتيجة واحد

بل الأدهى والأمر – والعُهدَة على الرَّاوي - أنَّه جرت مباراة في كرة القدم
بين البرازيل وبلد عربيٍّ مسلم؛ في وقت صلاة الجمعة، ولم يحضر إلا النزر القليل،
أبِهَذا ننصر الإسلام؟! أبِهَذا نسترجع مَجْد المسلمين؟! أبهذا نعيد فلسطين إلى حظيرة
المسلمين؟! تدبَّروا معي لو كانت نهايتُهم في المقهى وفي الملاعب والنوادي، حيث
الكلامُ الساقط، والبذاءة، والاحتباس الدخانيُّ من السيجارة! ماذا سيقولون لربِّهم

((مَن مات على شَيءٍ بُعِث عليه))،

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ
إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ فَأَوْقَصَتْهُ - قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا))؛ البخاري (1265)، فالعبرة إذن بالخواتيم..
صَحيحٌ أنَّنا نَنسَى حديثًا شريفًا يقول: ((إنَّما الأعمال بالخواتيم))؛ زِيادَة البخاري،
ونسأل الله العليَّ القدير أن يُحسِن خاتمة كل المسلمين؛
إنه ولي ذلك والقادر عليه!!

النتيجة واحد

قد يقول قائل : هل حرم الإسلام مزاولة كرة القدم؛ فهذه دعوة
إلى التزمُّت والانغلاق والحدِّ من كلِّ فُسحَة ترفيهية؟!


لقد حثَّ الإسلام على ممارسة الرِّياضَة
وكل وسيلة ترفيهيَّة غير خادشة للحياء شرطَ عدَم صرف
المسلمين عن أداء واجباتهم الدينيَّة والدنيويَّة؛ فالمؤمن القوي خيرٌ
و أحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف, و(في كلٍّ خيرٌ), ولقد قدم لنا نبينا -
صلى الله عليه وسلم - أنموذجًا لممارسة المؤمن للرياضة، وذلك حينما سابق
السيدة عائشة - رضي الله عنها - جَريًا بقدميه كما تروي لنا – رضي الله عنها -
أنها كانت على سَفَر، فقال لأصحابه: (تقدَّموا)، ثم قال: (تَعالَي، أسابِقْكِ)، فسَبَقْتُه
على رجلي، فلمَّا كان بعد خرجت معه في سَفَر، فقال لأصحابه: (تقدَّموا)، ثم قال:
(تعالَي، أسابقك)، ونسيت الَّذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: يا رسول الله، كيف
أسابقك وأنا على هذه الحال؟! فقال: (لنفعلنَّ)، فسابقته فسَبَقَني،
فقال: (هذه بتلك السبقة)؛ صحَّحه الألبان

النتيجة واحد

فَلِمَ إهدار الطاقات وتضييع للأوقات والأموال والأنفس والثمرات
في التحليق حول المستطيل الأخضر، بينما تحيط بالإنسان المسلم
مشاكلُ لا حصر لها من كل جانب؟!

هذه بعض الأفكار لإسدَاءٌ النُّصحِ عَسَى إن شاء الله أن تُبصِر عيونًا عُميًا
وتُنِيرَ قلوبًا غُلفًا، وإلا ما فائدة القَلَم إذا لم يفتح فكرًا، أو يضمِّد جرحًا، أو يُطهِّر
قلبًا، أو يَكشِف زَيفًا، أو يَبنِي صَرحًا، ويرد الإنسان المسلم عن غيِّه وضلاله؟!

ورَحِم الله الشاعر إذ يقول:

وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إلاَّ سَيَفْنَى *** وَتَبْقَي الدَّهْرَ مَا كَتَبَتْ يَـــدَاه
فَلا تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ *** يَسُرُّكَ فِي الْقِيَامَةِ أنْ تَرَاه


النتيجة واحد

منقول بتصرف

hgkjd[m ,hp] wtv